في إعادة اعمار كوباني بمعناها العريض

الاراء 10:35 AM - 2015-05-26
شيرزاد عادل اليزيدي

شيرزاد عادل اليزيدي

مع انعقاد كونفرانس آمد ( ديار بكر ) تتواصل المساعي لاعادة اعمار كوباني التي كما تهدمت على يد الارهابيين الدواعش دفاعا عن العالم كله حري بالمجتمع الدولي الاضطلاع بمهام اعادة بنائها ذاك أن الحرب على كوباني كما لا يخفى شكلت حربا على الانسانية جمعاء فالمعركة كانت بين الحضارة والهمجية وذات أبعاد قيمية طاغية وهي لم تكن فقط معركة دفاع ومقاومة للذود عن مدينة أو كانتون أو شعب بعينه بل كانت مقاومة ملحمية في سبيل الدفاع عن القيم الحضارية الكونية فروج آفا مثلت ولا زالت الخندق الأول في الحرب الكونية ضد الارهاب الدولي وفي سبيل دمقرطة سورية وتعميم نموذج الادارة الذاتية الديمقراطية كوصفة حل حضاري وديمقراطي يكفل التعايش والتكافؤ والتوافق

والمؤمل ان تكون آمد تمهيدا لكونفرانس دولي يجري الحديث عن عقده في  الشهر السابع في أوربا اذ على المجتمع الدولي والأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ومجمل الفعاليات الانسانية حول العالم المسارعة الى تبني اعادة اعمار كوباني التي دافعت بالدم والدمع عن العالم كله في وجه جحافل الارهابيين القتلة أعداء الحرية والديمقراطية والمدنية فكما غدت كوباني وروج آفا ككل أيقونة عالمية ورمزا للثورة والكفاح في سبيل الحرية والعدالة وحقوق الانسان وحق المرأة خاصة وكانت طيلة أشهر من مقاومتها الأسطورية شغل العالم الشاغل وحدثه الأول على صعيد الاعلام والرأي العام الدوليين وفي عواصم صنع القرار الدولي فان اعادة بناء ما هدمته نيران الحقد الارهابي الداعشي يتطلب وضع استراتيجية عمل وميكانيزمات ناظمة لاعادة الاعمار التي يجب أن لا تقتصر على اعادة بناء البيوت والبنى التحتية الخدمية بل هي عملية متكاملة تشمل حتى تعويض أهل كوباني الأحرار ومعالجة كافة الآثار الاجتماعية والنفسية الناجمة عن الحرب ووضع برنامج عمل لاعادة تأهيل مختلف مناحي الحياة بالمعنى العريض ثقافيا واجتماعيا وتربويا وعمرانيا بما يحول هذه المدينة البطلة الى معلم يثبت أننا بعد دحر الارهاب ها نحن نشرع في البناء والتأسيس لمستقبل حر وخلاق على أنقاض محاولات الظلاميين الارهابيين تحويل كوباني الى منصة لمشروعهم الفاشل الهادف الى وأد الادارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا وبحيث تغدو كوباني مضرب مثل في نمط عمرانها وتمدنها ومنظومتها الادارية والخدمية والمعاشية كما كانت مضرب المثل في المقاومة ودحر الارهاب والظلام .

وليس بلا دلالة انعقاد الكونفرانس في آمد عاصمة شمال كردستان (كردستان تركيا ) حيث لمختلف أجزاء كردستان دور محوري في جهود اعادة الاعمار لمدينة غدت عنوانا للأمة الكردستانية في القرن الحالي فدماء شباب أجزاء كردستان الأربعة أختلطت في كوباني دفاعا ليس عنها فقط بل عن كل بقعة كردستانية فهي توأم شنكال وكركوك وخانقين التي تخوض جميعها حربا ضد ارهاب الدواعش ومن يقف خلفهم من أعداء الكرد وكردستان .

وهنا فان مشاركة مختلف القوى الكردستانية والفعاليات المجتمعية والاقتصادية في الكونفرانس يجب أن تترجم على أرض الواقع خطة اغاثة واستنفار كردستانية تشكل رافعة لخطة دولية متكاملة لبناء كوباني فالاسهام الجدي والفاعل في اعادة اعمار هذه المدينة الرمز كما أسماها رئيس جمهورية فرنسا فرانسوا أولاند هو واجب بكافة المقاييس سياسيا وانسانيا وأخلاقيا يقع على عاتق الجميع فالكل دوليا واقليميا وسوريا وكردستانيا مدين لكوباني ولروج آفا التي شكلت سدا منيعا في وجه تمدد المشروع الارهابي الداعشي – القاعدي الذي تمتد شروره على امتداد العالم .

 

شيرزاد عادل اليزيدي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket