الاتحاد الوطني..40 عاماً من النضال المتواصل

ا.و.ك‌‌‌‌ 05:39 PM - 2015-05-25
الاتحاد الوطني..40 عاماً من النضال المتواصل

الاتحاد الوطني..40 عاماً من النضال المتواصل

تمر علينا يوم 1/6/2015، الذكرى الـ40 لتأسيس الإتحاد الوطني الكوردستاني، هذا الحزب الذي حقق الكثير من الإنجازات العظيمة التي لايمكن إيجازها بصفحات معدودة، لأنها إنجازات كتبت بحروف من التضحية والنضال سطرها أبطال هذا الحزب وشهدائه الذين روت دمائهم الطاهرة أرض كوردستان وجبالها ووديانها، وقد لعب الإتحاد الوطني الكوردستاني دوراً فاعلا في ترسيخ دعائم الديمقراطية والتعايش السلمي بين القوميات في العراق، وطرح مفاهيم جديدة وثقافة جديدة مبنية على أسس ديمقراطية لم يكن يعرفها العراق بعد، وذلك بفضل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس جلال طالباني.

نكسة ثورة أيلول 1975
وبمناسبة الذكرى الـ40 لتأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، التقينا السيد عادل مراد سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني أحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي تحدث لنا قائلا: ان نكسة ثورة ايلول في العام 1975 لم تكن نكسة طارئة بل كانت هناك العديد من العوامل الأساسية التي دفعت الى هذه النكسة، ومن هذه العوامل عدم حصول اتفاق بيننا وبين الحكومة العراقية، وكان شاه ايران يحاول منع أي اتفاق بين الكورد والحكومة العراقية لكي تتوفر له فرصة للاتفاق مع العراق، بعد فشل التفاوض تجدد القتال مرة أخرى، وكان صدام حسين آنذاك يتباهى بقوته، بعد ذلك قام صدام بالاتفاق مع امريكا وخاصة هنري كيسنجر الذي كان وزيراً للخارجية الامريكية آنذاك، كما تم الاتفاق مع تركيا وعدد آخر من الدول للتصالح بين الشاه وصدام حسين، بعد ذلك التقى صدام وشاه ايران في الجزائر على هامش مؤتمر نفطي في 6 آذار من العام 1975، وتم التوقيع على اتفاقية الجزائر المشؤومة..
تنص هذه الاتفاقية على محو الحركة الكوردية بالمقابل يمنح العراق عدة مناطق حدودية لايران، كما تضمنت الاتفاقية عدة نقاط منها ان يقوم البيشمركة بتسليم انفسهم اما الى العراق أو الى ايران وترك السلاح.

رأيان لدى قوات البيشمركة
واضاف عادل مراد: كان هناك رأيان لدى البيشمركة، الاول التوجه الى ايران والثاني العودة الى العراق، وقد توجه قسم منهم الى ايران والقسم الآخر الى العراق، وخيمت حالة من الحزن والقلق لدى المواطنين بسبب هذه النكسة التي ألمت بالثورة الكوردية.
كانت هناك بعض القيادات تؤمن بالمقاومة وعدم ترك السلاح والصمود في وجه الديكتاتورية. ومجموعة آخرى من قوات البيشمركة توجهت الى المدن وظلت مختفية بين المواطنين دون تسليم انفسهم الى السلطات العراقية. وبدأوا بالتحرك وتشكيل خلايا تنظيمية.
واضاف عادل مراد: ان العديد من المناضلين الذي بقوا في ايران كانوا يفكرون في تشكيل حركة جديدة أو ثورة جديدة، وكنت أنا معهم، وفي ذلك الوقت وصلت الينا برقية من الأخ مام جلال تحدث فيها عن ضرورة تأسيس حركة جديدة لمواصلة النضال وكان مام جلال قد ارسل رسائل عديدة الى جميع المناضلين، وفي ذلك الحين عقد اجتماع مهم في بيت الشخصية الوطنية عزيز شمزيني بتأريخ 11/4/1975 في مدينة اورمية، لبحث مستقبل الثورة وماهي الخطوات الضرورية التي يجب اتخاذها لاستمرار النضال. والمناضلين الذين حضروا الاجتماع هم:
1- الاستاذ ابراهيم أحمد الذي كان له دور مهم وفاعل في هذا الاجتماع.
2- علي العسكري
3- عمر دبابة
4- د. خالد سعيد
5- رسول مامند
6- ملازم طاهر علي والي
7- سعدي كجكة
8- ملا ناصح
9- سيد كاكه
10- عبدالرحمن كومةشيني
11- كمال محي الدين
12- علي هزار
13- كاردو كلالي
14- سليم أغول
والعديد من المناضلين الآخرين، ووصلت الى الاجتماع رسالة من المناضل صالح اليوسفي، حيث جاء فيها: ان العودة الى العراق والعيش بسلام أفضل من البقاء في ايران، كما تليت خلال الاجتماع رسالة اخرى مرسلة من الأخ مام جلال، وتقرر خلال الاجتماع العودة الى العراق، وتحسباً من اجراءات الأجهزة القمعية لنظام صدام تم تقسيم المناضلين، وعادوا الى العراق عن طريق ثلاثة منافذ وهي (حاج عمران، بنجوين، خانقين)، لكن مع ذلك قامت السلطات العراقية بتهجيرهم الى المناطق الجنوبية.

بدايات التأسيس
وتابع السيد عادل مراد أحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني: نحن بدورنا تأكدنا بأن نية صدام حسين ليست سليمة، فتوجهنا انا والأخ عبدالرزاق عزيز فيلي وعدد آخر من المناضلين الى بيروت، وبعد ذلك توجهنا انا والأخ عبدالرزاق الى دمشق والتقينا الأخ مام جلال. فرأيناه مليئاً بالتفاؤل والثقة بالنفس والمعنويات العالية، وأخبرنا بأنه علينا الاستمرار في النضال وتشكيل حركة تحرر جديدة لمقاومة الظلم والطغيان.
واضاف عادل مراد: بعد عدة أيام عقدنا اجتماعاً، ضم كل من الأخ مام جلال وأنا وعبدالرزاق عزيز والدكتور فؤاد معصوم، في هذه الاثناء تمكننا من تأسيس علاقات مع عدد من الأخوة البعثيين التابعين الى سوريا والذين كانوا يعارضون سياسات حزب البعث الصدامي في العراق بالاضافة الى عدد من المناضلين القوميين والاحزاب العراقية الاخرى، ومن خلال هذه العلاقات أعرب عدد كبير من المناضلين العراقيين استعدادهم لدعم الحركة الكوردية الجديدة وقد ساهموا بمساعدتنا ودعمنا بشكل كبير. بعد ذلك قمنا بارسال رسائل الى العديد من الضباط الذين بقوا في ايران فجاءوا الى دمشق وبدأوا بتدريب البيشمركة الذين انظموا الى الحركة الجديدة، وتمكننا من حشد عدد جيد من البيشمركة، من هؤلاء الضباط الشهيد ابراهيم عزو، الشهيد حسن خوشناو، الشهيد جمال خوشناو، الشهيد سيد كريم. وهذه التحركات قد اعطت المواطنين روحية جديدة ومعنويات عالية وكبيرة بأن الحركة الكوردية لم تنهار وستستمر في النضال..
في يوم 25/5/1975، اجتمعنا في مقهى طليطلة وأعددنا بياناً، ومن اجل اغناء وتطوير هذا البيان قام الأخ مام جلال بأخذ البيان الى عدد من الأخوة المناضلين الذي كانوا في برلين، منهم: كمال فؤاد ونوشيروان مصطفى عمر شيخ موس الدكتور جبار شريف والدكتور دلشاد احمدي وارجمن صديق ولطيف رشيد والسيدة هيرو ابراهيم احمد التي كانت من ابرز المناضلين، وبعد اجراء تعديلات على صياغة البيان، تم الاعلان عن البيان التأسيسي للاتحاد الوطني الكوردستاني في يوم 1/6/1975، وتم نشر البيان ثلاثة ايام على التوالي في اذاعة دمشق، وقد منح هذا البيان أملا وحماسا كبيرين للمواطنين بوجود حركة جديدة لثورة شعب كوردستان.
بعد ان علمت الحكومة العراقية بهذا الموضوع خرج صدام حسين على شاشات التلفاز وقال: ماذا يفعل جلال طالباني في دمشق، وقال: "جلال طالباني لو تطلع نخلة براسه مايكدر يصعد 10 من البيشمركة الى الجبال".

موقف جورج حبش من الحركة الكوردية الجديدة
عدد كبير من العرب تولدت لديهم هذه القناعة بأنه لاجدوى للثورة ونصحونا بعدم انطلاق الثورة، اتذكر انني نقلت رسالة من مام جلال الى القائد الفلسطيني جورج حبش في العام 1976، حيث طلبنا منه تزودينا بالسلاح..
 فقال لنا: ماذا تعملون بالسلاح؟
فقلت له: سنطلق الثورة الجديدة.
فقال: ضد من؟
فقلت له: ضد صدام.
فقال لي: هل انتم مجانين؟؟ الكل مع صدام.. الروس والامريكيين والعرب جميعهم يدعمون صدام وانا ايضاً مع صدام.
فسألني: ماهو عددكم؟
فقلت له: عددنا جيد.
فقال لي: اخي تعالوا الى هنا وعيشوا بسلام وسنمنحكم منازل، انتم شباب والحياة امامكم فلماذا تُقتَلون هكذا!!! ليس بامكانكم الهجوم على صدام.
فقلت له: نحن سنهاجم صدام وليكن مايكون، وتركته وخرجت غاضباً.
واضاف عادل مراد في معرض سرده عن التأسيس: كان هناك العديد من المناضلين والاطراف السياسية التي ساندت ودعمت الاتحاد الوطني الوطني الكوردستاني، منهم:
1- حزب البعث العربي الاشتراكي (قطر العراق) البعث اليساري
* احمد العزاوي
* محمد عبد الطائي (ابو سيف)
* احمد الموسوي
* باقر ياسين
* محمود الشيخ راضي
* الدكتور محمود شمسه
* الدكتور فاضل الانصاري
* الدكتور سهيل السهيل
* مهدي العبيدي
* المرحوم حازم الكبيسي
* شفيق الياسري
* اسماعيل غلام
* فوزي الراوي
2- القوميون الناصريون
* عبد الاله النصراوي
* خالد رضى دله علي
* الدكتور قيس العزاوي
* جواد الدوش (ابو شوقي)
* كنعان الخشاب
* محمد محيل
* الدكتور محمد جعفر
* ابراهيم عوني القلمجي
3- تنظيم الجيش الشعبي لتحرير العراق
* أحمد النمر
4- القيادة المركزية للحزب الشيوعي
* ابراهيم علاوي
* خليل غزالة
* عبدالحسين الهنداوي
* مظفر النواب
* خالد الياسري
5- المناضلين القوميين
* أياد سعيد ثابت
* مبدر الويس
* محمد سليمان
* هاشم علي محسن
6- الحزب الشيوعي العراقي تنظيم وحدة القاعدة
* الدكتور عادل عبدالمهدي
* الشهيد فاضل ملا محمد
* سامي شورش
* حازم النعيمي
* محمد الهنداوي
* حجي فيلي
* علي الشبيبي
وقال أيضا: بفضل تعاون هؤلاء الأخوة المناضلين مع الاتحاد الوطني الكوردستاني توفرت لنا أرضية جيدة للعمل النضالي، كما كان لنا أصدقاء وعلاقات جيدة مع عدد آخر من المناضلين من المعارضة العراقية الديمقراطية في لبنان وكان لهم دور كبير في دعم الاتحاد الوطني الكوردستاني منهم:
1- الشهيد تحسين الشيخلي
2- الشهيد عادل وصفي
3- الشهيد المهندس حامد الطويل البصراوي
4- المرحوم محمد الحبوبي
5- الشهيد زهير كمال الدين
6- المرحوم جبار الزهيري
7- ادريس ادريس
8- اسماعيل زاير
9- الشاعر رياض النعماني
10-الفنان مؤيد الراوي
11- الشهيد علاوي خليل
12- الشهيد وائل حامد

انطلاق النضال المسلح
وتابع سكرتير المجلس المركزي: بعد ذلك قررنا ان نبدأ النضال المسلح وانطلاق الثورة.. فقال الأخ مام جلال: ستبدأ الثورة الجديدة بعد عام على تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني أي في يوم 1/6/1976، لذا قام الشهيد ابراهيم عزو بجمع عدد من أفراد قوات البيشمركة ودخلوا الى كوردستان، لكنه مع الأسف استشهد مع رفاقه في هذه الرحلة. وهكذا بدأت المسيرة النضالية للاتحاد الوطني الكوردستاني حتى ايامنا هذه وتحقيق كل هذه المكتسبات لشعب كوردستان.
وفي معرض سرده لذكريات تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، قال عادل مراد: على الرفاق الاستمرار في مسيرة النضال ومنح الشباب فرصة أكبر لتبوء المناصب في الاتحاد الوطني الكوردستاني، وتطوير برامج وفعاليات ونشاطات الاتحاد الوطني الكوردستاني.
حول دور الرئيس مام جلال، قال سكرتير المجلس المركزي: ان للرئيس مام جلال دور كبير وفاعل في قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني والعراق الجديد وتعزيز وترسيخ الديمقراطية في العراق، مؤكداً: نحن جميعنا بحاجة الى مام جلال.

اجتماع في دمشق وحادثة غريبة
وفي الختام سرد لنا عادل مراد حدثا غريبا وقال: كنا في اجتماع في منزل الدكتور عادل عبدالمهدي، الأخ مام جلال وأنا وفاضل ملا محمود، فدخلت علينا زوجة الدكتور عادل عبدالمهدي وقالت: ماذا تفعلون، فقال لها الدكتور عادل عبدالمهدي: نحن نناضل في سبيل تحرير العراق من نظام صدام حسين، وسيأتي يوم يسقط فيه نظام صدام حسين وسأصبح رئيساً للجمهورية وقد يصبح مام جلال نائباً لرئيس الجمهورية، أو قد يصبح مام جلال رئيساً للجمهورية وأنا سأصبح نائبه، وهكذا دارت الأيام وسقط نظام صدام وأصبح الرئيس طالباني رئيساً للجمهورية وأصبح الدكتور عادل عبدالمهدي نائباً لرئيس الجمهورية، وبعد عدة سنوات رأيت زوجة الدكتور عادل عبدالمهدي في أحدى المناسبات، فقالت لي: هل تتذكر ماقاله زوجي عادل في دمشق، ها نحن اليوم نرى مام جلال رئيساً للجمهورية وزوجي عادل نائبه.

 
عبدالرزاق فيلي يتحدث عن بدايات الفكرة وتأسيس الاتحاد الوطني
من جانبه، قال عبدالرزاق فيلي احد مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني قائلاً: ثمة أمور كثيرة للبحث والتقصي في أحداث عام 1975، لامجال لها في هذه العجالة من الكلام واستذكار بدايات تأسيس الأتحاد الوطني الكوردستاني. ولكن هناك حقائق يجب ذكرها لأهميتها، ولبروزها في الذاكرة.. من هذه الحقائق أن فكرة تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني جاءت لملء الفراغ الحاصل في الحركة التحررية الكوردية آنذاك وصياغة مبادئه الفكرية والسياسية والتنظيمية هي حصراً من نتاج أفكار الرئيس مام جلال ومبادرته..
واضاف: وصلنا دمشق، عادل مراد وأنا، آتين من طهران، في أواسط نيسان 1975 واتصلنا بثلاثة من قيادات الأحزاب العراقية المعارضة الموجودة في سوريا، وهم: السيد محمود الشيخ راضي من قيادة قطر العراق في سوريا، والسيد عبدالإله النصراوي أمين عام الحركة الاشتراكية العربية والسيد ابراهيم علاوي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي القيادة المركزية وثلاثتهم نصحونا بالتريث لحين عودة الأخ مام جلال من سفره اذ يحمل فكرة تأسيس حركة جديدة، وكان سيادته آنذاك في زيارة الى بيروت والقاهرة للأتصال ببعض كوادر الحركة الكوردية لمناقشة فكرته في تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني معهم.. وبعد عدة جلسات مشتركة لمام جلال معنا: د.فؤاد معصوم، عادل مراد، وأنا، لطرح ومناقشة أفكاره في تشكيل تنظيم جديد وتأسيس مبادئه الفكرية والسياسية والتنظيمية، أتانا بمسودة البيان التأسيسي الذي ناقشناه ووافقناه عليه يوم 22/5/1975 في جلسة عقدناها بمقهى (طليطلة) في منطقة أبو رمانة بدمشق.. وبعدها سافر سيادته ومعه مسودة البيان الى اوروبا حيث انضم الينا هناك بعد إجراء تعديلات قليلة على البيان في بعض صياغتها الرفاق السادة: د.كمال فؤاد، ونوشيروان مصطفى، وعمر شيخموس، ومن ثم نشر البيان رسمياً في 1/6/1975 من دمشق بعد عودة الرئيس مام جلال الى الشام.
واوضح عبدالرزاق فيلي: إنضمت حال تأسيس الأتحاد الوطني الكوردستاني اليه عصبة شغيلة كوردستان، وأول رسول من الداخل أتى ليقابل الرئيس مام جلال كان الأخ فريدون عبدالقادر، وحينه كان مام جلال في برلين الغربية لحضور المؤتمر السنوي لجمعية الطلبة الكورد في اوروبا، وكنا نتهيأ مع عادل مراد وآخرون من الجبهة الطلابية العراقية (وكانت منظمة طلابية لطلبة الاحزاب الوطنية المعارضة، وكان مقرها في دمشق)، كنا نتهيء للسفر الى برلين الغربية للمشاركة في المؤتمر المذكور، حينها أخبرني الأستاذ عبد الإله النصراوي بمجيئ أحد الرفاق الكورد من بغداد يريد مقابلة مام جلال، ويجب أن تعتني به ريثما تصلون برلين اذ انه لايرغب في أن يراه غيرك وهو يعرفك.. وكان القادم هو الأخ فريدون، ترتب للأخ فريدون أن يسافر ببطاقة درجة أولى كي لايراه الاخرون في وفدنا، ولكن عند وصولنا الى برلين الشرقية للذهاب منها الى برلين الغربية وفي المطار قال منذر النقشبندي الذي كان معنا ايضاً انه رأى شخصاً من جماعة ملا عبدالله في المطار، لكن الآخرين في الوفد عندما أرادوا التعرف عليه لم يره أحد لأنه اختفى سريعاً، وكنت اعلم انه يقصد  فريدون والذي لم يكن، حتماً، من جماعة ملا عبدالله كما ذكر النقشبندي.
كنا نعرف ان الطريق الى برلين الغربية يكون عن طريق ركوب المترو الذي يعبر من الشرقية الى الغربية، لكن منذراً اخبرنا بانه يعلم بأن الحافلات المسافرة من مطار الشرقية الى الغربية هي آمنة ايضاً، ولم يكن كذلك اذ أعادونا الى الشرقية وتسلمتنا شرطة المطار وكانوا يرومون تسليمنا الى العراق لولا تدخل قنصل سوريا في برلين الشرقية لدى وزارة الخارجية هناك.. فعدنا الى دمشق، ولكن فريدون نجح بالعبور الى برلين الغربية وتمكن من لقاء الرئيس مام جلال.
* الحركة الاشتراكية الكوردستانية كانت التالية في الانضمام الى الاتحاد.. تشكلت الحركة في بغداد بقيادة: الشهيد صالح اليوسفي والشهيد علي العسكري والمرحوم عمر مصطفى، الشهيد علي هزار وعلى ما أظن معهما الشهيد كاردو كلالي ايضاً وآخرين من أحياء وشهداء..
أخبرنا مام جلال بالذهاب الى مطار دمشق لأستقبال عمر مصطفى، فذهبنا عادل مراد وأنا ومنذر نقشبندي.. وكان منذر يقود السيارة التي أخذناها .. في طريق العودة من دوننا جميعاً، تساءل منذر عن سبب زيارة كاك عمر مصطفى في هذا الوقت بالذات؟؟! منذر لم يكن في قيادة الأتحاد ولم يكن يعلم بتأسيس الحركة الاشتراكية الكوردستانية، ولكن تساؤله هذا أثار شكوك كاك عمر ولم يخف شكوكه لدى مام جلال.. ثم أضاف بأنه مسافر الى لندن وفي طريق سفره فيه وقفة بدمشق ولذا استغلها لزيارة مام جلال واللقاء به.. وكان المرحوم عمر مصطفى في الحقيقة حاملاً رسالة من قيادة الحركة حيث يطلبون الانضمام الى الأتحاد الوطني الكوردستاني..
* بعد ذلك تكررت الاتصالات وانتظمت مع الرئيس مام جلال في أغلبها، والآخرين في قيادة الاتحاد مدوا خطوط اتصالاتهم مع رفاقهم وأصدقائهم.. فمن العصبة بأستثناء كاك فريدون جاء الى سوريا الشهيد جمال ره ش، ومن ثم جاء الشهيد عزيزمحمود، الشهيد جمال لم يكن يعرف الى أين يأتي فقطع الطريق الى قامشلي ليسأل هناك عن مام جلال، وكنت حينها أقيم في قامشلي، فجاؤوا به الي، وكانت بيننا معرفة سابقة، وارشدته الى دمشق وكيفية لقاء سيادته.. أما الشهيد عزيز فقد رأيته عن طريق الصدفة بعد أن كان قد التقى بالرئيس مام جلال وكان في محطة الحافلات المسافرة الى حلب، وقد مررت أنا وصديق آخر من ذلك الشارع واذا بأحد يناديني بأعلى صوته وداخل احدى الحافلات، وكان الشهيد عزيز محمود..
* في القامشلي حيث انيطت بي مسؤولية استقبال وتنظيم الهاربين في العراق وأكثرهم من القرى الحدودية المستعربة والمهجرة من قبل نظام الطاغية صدام حسين.. عند استلامي لهذه المهمة كان هناك شخصان كورديان عراقيان، كان من المفروض بهم مساعدتي في هذه المهمة، ولكني لم اتمكن الثقة بهما كلياً، وكانت المهمة لي من الناحية النفسية صعبة، الى أن في أحد الأيام كنت اتمشى وحدي في سوق القامشلي واذا بصوت يناديني باسمي الحقيقي فانبهرت لذلك وعندما نظرت اليه فاذا به انور (فرهاد) شاكلي.. فعدت معه الى الفندق الذي كان فيه فاذا بشخصين آخرين معه: الشهيد ابراهيم عزو (جبار)، والسيد ابراهيم عبد علي من أعضاء العصبة وكانوا قد قطعوا الحدود الصحراوية بين العراق وسوريا .. لا أريد غمط حق أحد في هذه العجالة من الأستذكار، ولا أريد ذكر الدور العظيم للشهيد ابراهيم عزو فهو قد تفانى بدوره، ولكن كان لفرهاد شاكلي ولأبراهيم عبد علي مع الشهيد ابراهيم عزو دور عظيم في انتقاء وتربية وتدريب مجموعة من الشباب الثوري بين المهاجرين الكورد العراقيين فلا يمكن لأحد كان في تلك الايام أن ينسى صروحاً بقامات كارا ومتينا وشه نكار وبيرس وسه فين، صروحاً مثل الشهداء: عبدالرحمن سنجاوي وعزت سنجاري وقاسم محمد علي وعبدالجبار عبدالغني وسولاقا توما وغيرهم ممن شكلوا المشعل الأول في الثورة الآتية من الغرب لتمزيق حلكة الظلام الدامس الجانح على الشعب والوطن في ذلك الزمان..
كان للشهيد حسين بابا شيخ دور عظيم في بناء اتصالات مع أبناء سنجار وبهدينان وضمهم الى الأتحاد الوطني الكوردستاني.. لايمكن القفز على دور المواطنيين من كوادر الأحزاب الكوردية في سوريا في دعم المجهود الثوري للأتحاد الوطني الكوردستاني ولا أريد الأطالة في هذا الموضوع في هذه العجالة، ولكني لا يمكن ان انسى ذكر طيبة الذكر (ام شورش) في قامشلي التي انطلقت المفرزة الاولى من دارها بعد أن لاقاهم  الرئيس مام جلال في 1/6/1976.

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket