متى يبلغ البنيان تمام كماله اذا كنت تبني وغيرك يهدم

الاراء 07:49 PM - 2015-05-20
الكاتب صلاح مندلاوي

الكاتب صلاح مندلاوي

  بقيت اثار منزل احد الخلفاء الراشدين في العراق وعلى مقربة منه حفرة عميقة اعتمدت في بنيانها حجارة جلبت من اثار بابل ولما رأها المقصود ببناء دار الامارة له قال اتقوا الله أيها الناس فلا تعظموا كما فعلت الفرس والروم لا بل اهل بابل الذين بنوا هذه الجنائن المعلقة فأرتحلوا دون احد من ( ذويهم ) فابقوها شاهدة على اخلاق ساكنيها فبقيت كلمات الرجل واندثرت القصور الشامخة التي كانت توصف ( بقلل الجبال ) .
ولذلك ترى ان اثار بابل والزقورة ونمرود وبعلبك واثار الانبياء يونس وابراهيم و.و.و. بقيت وصمدت القيم الاخلاقية التي استورثتها الاجيال فأنتشرت أفكارهم في كل بقاع الارض دون الحاجة للسيف والرمح والسهم والقتل والدماء فالذين يعتنقون الاسلام بالاخلاق الحميدة في جنوب شرقي اسيا وارخبيل من ثلاثة الاف جزيرة تدعى اندنوسيا اضافة الى ماليزيا والفلبين وتايلاند والصين وصولا الى الهند وباكستان وبلاد الترك والفرس كلها امنت بعد توقف السيف والعنف لا بل حتى ابناء الغزات المغول اخرهم فيروز شاه بنى مسجدآ  ( تاج محل ) قل نظيره لحد الان لا زال صامدآ في الهند الذين هم ايضآ يعتبرونها من مفاخرهم التراثية فالواثق من نفسه ليس في حاجة الى الصياح وقرع الطبول والواثق من افكاره لايحتاج الى القتل والتمثيل والشتم والتكفير والهدم والتنكيل وقتل من ( في الرقاب ) من غير المسلمين الذين تقبلهم المجتمع الاسلامي ولم تكن  هناك وسائل الاتصال الالكتروني ورحلات الفضاء الصاروخية والنزول على أسطح القمر والزهرة والمريخ ورصد الافلاك ومعرفة وجود شموس أخرى وأقمار أخرى غير ما نعرفه  في درب التبانة .
لننظر الى ان حظارة بغداد قد صنعت الطباعة والورق وقد ارسلوا هدية الى ملك فرنسا هي ساعة مدق والبابليون هم مخترعوا العجلة والتوقيت لا بل حتى ان بعثات علمية بنت قوارب من ( القصب ) البردي محاولة الاثبات الى ان الانسان العراقي قد وصل الى الامريكتين قبل اكتشافهما ويأتينا أناس يريدون التأكيد على انهم يجودون بالنفس من اجل عقيدتهم متناسين  ان ستة عشر الف ياباني كانوا يسمون انفسهم        ( بالهاراكيري )  المنتحرون يلقون بأنفسهم بعد نفاذ الذخائر و طائراتهم في السفن الحربية المتجهة الى اليابان ولا يزال الهندوس يضربون بالسيخ اجزاء من جسدهم لاثبات قدراتهم الغيبية وهم لا مسلمين ولم يتلقوا علوم المثقفين .
لقد اخترع المقاتلون اساليب لم يسبق احد ان فعلها فقط على ابناء دينهم وامتهم وغير قادرين على الامم التي لاتؤمن بأفكارهم ولا أخلاقهم .
دنيا الشرق الاوسط انفتحت على الديمقراطية التي تعني حكم الاغلبية ولتكون أمة أغلبية تؤمن بطريق الخير فلا ضرر ولا ضرار والا فأننا قد خرجنا من الرتل العالمي للتحضر فالتنظروا الى ما حولكم حتى السلاح الذي بيدكم فما هي من صنع ايديكم وايدي بلدانكم والا فهل يعني انكم تستعملون اسلحة اعدائكم والا فلن نبقي لا انتم ولا نحن ونصبح علامة سوداء في تاريخ البشرية وقيل فينا كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر .

صلاح مندلاوي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket