ابادة الكرد في وثائق حزب البعث البائد

تقاریر‌‌ 07:18 PM - 2015-04-13
ابادة الكرد في وثائق حزب البعث البائد

ابادة الكرد في وثائق حزب البعث البائد

مثل يوم 6/9 الذكرى السادسة عشرة على نهاية الهجمات الوحشية لابادة شعبنا في جنوب كردستان المسماة بـ(الانفال) وفي 23/2/1988 وبعد ارسال علي حسن المجيد من قبل صدام حسين كحاكم على كردستان، قامت الفيالق، (الأول والثاني والخامس) من الجيش العراقي واجهزة الأمن القمعية والاستخبارات وحزب البعث العفلقي وافواج الدفاع الوطني (الجحوش) وعلى مدى سبعة اشهر واثنى عشر يوما وفي ثماني هجمات وحشية، سبعة منها على المناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني، حيث تمكن النظام البائد وبالاستفادة من جميع انواع الاسلحة ومنها (السلاح الكيمياوي) من السيطرة على المناطق المحررة وتمت ابادة مئات الآلاف من الناس وتدمير جميع القرى.
وفي الحقيقة ان عملية الأنفال للشعب الكردي في العراق جاءت بناءا على برنامج قديم لسياسة حزب البعث الشوفيني وبالتحديد الى شباط سنة 1963، في ذلك الوقت استطاع البعثيون ولأول مرة وفي انقلاب عسكري تمكن من الوصول الى الحكم بالرغم من ان محاولات حزب البعث البائد لمحو الكرد في كردستان العراق لم تكن بمستوى وضخامة عمليات الأنفال السيئة الصيت لعام 1988 وهذا لا يعني ان مشروع انفال الكرد مشروع وقتي او وليدة ظروف معينة وفي هذا المقال نود ان نشير الى حقيقة حزب البعث من خلال بعض الوثائق التي صدرت عن اجهزة البعث في سنة 1987 تفضح حقيقة سياسة النظام البعثي امام الشعب الكردي والشعوب الأخرى لكي يطلع عيها القراء..

الوثيقة الأولى
(حينما يجد صدام حسين حلا عشائريا للقضية الكردية)
في سنة 1987 اجمع المراقبون للحرب العراقية –الايرانية بأن الحرب وصلت الى مرحلة لاحل لها ولا توقف وان النظام العراقي يريد ان ينهي الحرب بأي ثمن، واصبح الكرد في هذه الفترة جزءا من الحرب والجبهة الأمامية التي كانت تشتعل اكثر، وان المسؤولين البعثيين وشخص صدام حسين وصلوا الى قناعة بأن يستفيدوا من الدعم القومي، وقبل انتهاء الحرب بين العراق وايران يجب القضاء على الكرد وقضيتهم في العراق ايا كانت النتيجة. 29/3/1987 اصدر مجلس قيادة الثورة في اجتماع خاص وبتوقيع صدام حسين القرار رقم (160) وتم بموجبه تنصيب علي حسن المجيد الآمر المطلق لمناطق الشمال. وحسب تقرير (ميدل ايست ووج) الذي تم نشره في سنة 1993 (فإن سلطة علي حسن المجيد القانونية في مناطق الحكم الذاتي كانت كقدرة وسلطة رئيس الجمهورية نفسه..
وكان علي حسن المجيد حتى عام 1968 عريفا في الجيش العراقي وبعد ذلك وبحكم قرابته من صدام ينال الترقية اثر الترقية وقد وضع المجرم علي حسن المجيد خطة لإبادة الكرد وكانت هذه الخطة تتكون من ثلاث مراحل مرتبطة ببعضها ونفذت بأكملها، في البداية تم تنفيذ المرحلة للأول في ثلاثة اشهر حيث سخر سلطته لحدود المناطق التي كان ينوي تنفيذ عمليات الإبادة فيها.
 وفي المرحلة الثانية دمر جميع القرى التي كانت تحت سيطرة قوات (البيشمركة) والقرى التي كانت على الطرق الرئيسية وكان هدف علي حسن المجيد هو جمع الناس في المجمعات القسرية، وفي شهر حزيران سنة 1987 تم اصدار بعض البيانات تدعو الى تسليم جميع أهالي القرى انفسهم الى السلطات حتى يوم 21/6/1987 وقبل انتهاء المدة استطاعت قوات الجيش والجحوش من تدمير معظم القرى التي كانت تحت سيطرة النظام وترحيل أهلها وتجميعهم في بعض المجمعات مثل (صمود، نصر، صدامية بازيان). لكنه لم يستطع الوصول الى المناطق المحررة.
 وفي 20/6/1987 اصدر امرا يحمل رقم (28/4008) الى قوات فيالق (الأول والثاني والخامس) وجميع الأجهزة الأمنية والحكومية حول كيفية التعامل مع اهالي القرى التي لم تطع الأوامر ولم تكن مستعدة في النزوح من القرى والعيش والسكن في المجمعات وذلك بعد 22/6/1987 وهذا نص قرار علي حسن المجيد.

-الوثيقة الثانية-
هذا امر مسؤول مكتب الشمال لحزب البعث العربي يمثل الخطوة الأولى للمرحلة الثالثة من الخطة لمحو القومية الكردية في العراق، وان وحدات الجيش العراقي قامت بتنفيذ الأمر بحذافيرها ولم تتورع حتى عن استخدام الأسلحة الكيمياوية، وحسب تقرير منظمة (ميدل ايست ووج) بأنه تم خلال تلك الفترة شن اربعين هجوما كيماويا على المناطق المحررة، وان القتل والاعتقال والاستيلاء على الأملاك والأموال كانت من السمات المشروعة لكل قوة مسلحة تساهم في هذه العمليات في المناطق التي تسمى بالمحرمة..
وكان التعذيب والاعتقال يقابلان بالترحاب والتهنئة والتبريك، ومن هذه الوثائق واحدة تم العثور عليها في سنة  1991 وتتضمن كتابا رسميا للفيلق الأول مرسلا الى مكتب الشمال في 8/7/1987 ويتطرق الى اعتقال بعض الأشخاص ومن ثم اعدامهم، وطلبوا فيه رأي علي حسن المجيد في هذا الموضوع، حيث جاء الجواب من مكتب الشمال بعد اربعة ايام على كتاب الفيلق الأول .
الوثيقة الثالثة.
ان السلطة المطلقة لعلي حسن المجيد وصلت الى حد استغراب وتعجب قادة الرتب العالية في الجيش العراقي، وان ما يوجد في رأس هذا الرجل امام الكرد هو نفس الشيء الذي يوجد في مخيلة صدام حسين، ولكن الفرق ان علي حسن المجيد كان يطبق ذلك عمليا، ان هذا الوحش الذي اطلقه صدام ضد الشعب الكردي يقول في احدى الأشرطة التي تم الاستيلاء عليها في السنة 1991 تعرف عليه الخبراء في مجال الأصوات من منظمة (ميدل ايست ووج) حيث ثبت انه صوت علي حسن المجيد يعبر فيه عن نظرته للكرد حيث يقول (في الصيف القادم لا يجب ان تبقى أي قرية هنا او هناك، ما عدا المجمعات ويقول علي حسن المجيد ايضا ويجب علينا تجميعهم مثل الدجاجة حينما تضع فراخها تحت جناحها، لذا علينا جمع الناس في المجمعات ومراقبتهم ووضع الحراسة عليهم).
ان علي حسن المجيد كان سريعا في تنفيذ خطواته للمرحلة الثالثة من خطته لإبادة الكرد، وفي احدى اشرطته المسجلة في 15 نيسان 1989 يقول (في اجتماع مع رؤساء اركان الجيش طلب اركان الجيش طلب مني احد افضل قادتنا بتأجيل الهجوم لمدة شهر فقلت له: ابدا لا اؤخره يوما واحدا مطلقا ومن الآن يجب ان يكون شعارنا الابادة والتخريب والتدمير)، وبهذا الشكل تم حصار المناطق المحررة ويوما بعد يوم اصبح الحصار ضيقا وشديدا وانقطع الاتصال بين المدن والقرى التي كانت تحت سيطرة قوات البيشمركة، وان سكان المناطق المحررة تم الحكم بموتهم مسبقا، وفي بداية سنة 1988 كان الجيش العراقي يحرز انتصارات متواصلة وفي المقابل كان الجيش الايراني في حالة تراجع وهزيمة وفي تلك الظروف كانت استعدادات علي حسن المجيد لهجمات الأنفال في اواسط شهر شباط 1988 قد اكملت، وفي ليلة 23/24 شباط 1988 بدأت مرحلة إبادة الكرد القاطنين في مناطق سركلو وبركلو بالقرب من مقر قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني من قبل القوات البعثية المجرمة..
عملية الأنفال الأولى من 23/3/1988
(لماذا اتركهم يعيشوا كالحمير لا يعرفون أي شيء، ولا ادري ماذا نستفيد من هؤلاء) احد اقوال علي حسن المجيد ومن اقواله الأخرى: ان قوات البيشمركة عطلت وشاغلت40% من قدرات وقوات الجيش العراقي وخصوصا بعد فشل المفاوضات بين النظام البعثي والاتحاد الوطني الكردستاني، وان عدد البيشمركة للاتحاد الوطني كان في ازدياد كبير، ان المجرم علي حسن المجيد شن حربه ضد الاتحاد الوطني وقيادته قبل أي جهة او حزب آخر، وما بين الساعة الواحدة والثانية ليلا من ليلة 23/24 شباط 1988 قام الجيش العراقي بكل قوته بشن هجوم واسع النطاق على مناطق (ياخسمر وسركلو وبركلو) التي كانت مركز قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني ويعتبر هذا الهجوم الحلقة الأولى من عمليات الأنفال التي تم تنفيذها، وان الجيش العراقي المؤلف من قوات بدر والقعقاع والمعتصم و(48) فوج من الجحوش وقوات الأمن والاستخبارات والمخابرات والقوات الجوية والحرس الجمهوري قامت بالهجوم على وديان مناطق الجافايتي ومن ثلاثة محاور وكان الطريق الشرقي مفتوحا من جهة ايران، وبعد ثلاثة اسابيع من المعارك استطاعت القوات العراقية من احتلال مقر قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني..
استعمل الجيش العراقي جميع انواع الأسلحة الثقيلة ومنها السلاح الكيمياوي عن طريق المدافع والصواريخ وكان يقود هذا الهجوم اللواء الركن سلطان هاشم الذي كان قائدا للفيلق الأول وان ما جاء في تقرير منظمة (ميدل ايست ووج) بأن قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني لم تستعد لهذا الهجوم ولكن ما يذكره (شورش الحاج) في كتاب (الانفال والكرد والدولة العراقية) وهو احد المشاركين في صد ذلك الهجوم العفلقي حيث يقول ان قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني كانت قد اتخذت الاستعدادات اللازمة وذلك بعد وصول معلومات تفيد بأن النظام البعثي ينوى الهجوم على مقرات القيادة في وديان (دولي جافايتي) لذلك تم تجميع القوات الرئيسية لسرايا ومفارز المركز الثالث وقسم من قوات المركز الاول في وديان الجافايتي وبعض القوات الاخرى القريبة من المنطقة وكذلك يقول في كتابه (ان المركز الثاني الذي كان مقره في حدود تلك المنطقة قام بتهيئة جميع قوته وقد شاركت الى جانب قوات الاتحاد الوطني الكردستاني في المعارك قوات الاحزاب الاخرى مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي وحزب الباسوك وشاركت قوات هذه الاحزاب في صد الهجوم البعثي في مايسمى بعمليات الأنفال الأولى).
ان حجم الهجمات وسعة طول حدود الجبهات كان جديدا على قوات البيشمركة التي لم تكن قد خاضت مثل هذا النوع من المعارك ولتخفيف الخسائر استطاع بعض البيشمركة من انقاذ انفسهم وعوائلهم وكثير من اهالي القرى وايصالهم الى الحدود ما بين العراق وايران، ما عدا بيشمركة مناطق كرميان الذين عادوا الى مناطقهم للدفاع عنها، يقول احد البيشمركة في حدود منطقة كرميان وفي عملية الأنفال الأولى وبعد احتلال مقر قيادة الاتحاد الوطني انهم كانوا يؤمنون بانهم قادرين علىالدفاع والصمود بوجه القوات البعثية وهذا ما دفعهم الى العودة الى مناطقهم، حيث ان قسم ضئيل من سكان القرى الكردية تمكنوا من العبور الى ايران حيث تم اسكانهم في مجمعات وبعضهم جاء الى السليمانية ولكن بعدما تم القاء القبض عليهم من قبل الاجهزة الحزبية والامنية، وتم بعد ذلك ابادتهم ومحوهم وهذا المصير شمل جميع من كان تحت نفوذ النظام البعثي، وخصوصا في 16/3/1988 أي (قبل انتهاء عملية الأنفال الأولى بثلاثة ايام) حيث تم قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية وقتل (5) الاف مواطن وان جريمة قصف حلبجة كانت محاولة من المجرم علي حسن المجيد للقمع والارهاب وزرع الرعب في قلوب الناس، وكان لكارثة حلبجة تأثير كبير على نفسية الشعب الكردي وكان لها بعد كبير في الهجمات الأخرى وخاصة في الهجرة الجماعية عام 1991 حيث ظهرت اثارها، ان كارثة حلبجة الشهيدة جعلت صدام حسين ينفذ هدفه في احتلال مقر قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني في 18 مايس والذي وصفه بـ(رأس الأفعى) وتم اعلان نبأ الانتصار في يوم 19/3/1988 في وسائل الاعلام الرسمية.
(الانفال الثانية)
(سوف اجعل هذه المنطقة الواسعة والكبيرة ممنوعة ومحرمة ولا ابقي فيها على احد، وماذا يعني لو جعلنا تلك المنطقة محرمة من قرداغ الى كفري الى ديالى الى دربنديخان الى السليمانية) من اقوال المجرم علي حسين المجيد.
المنطقة الثانية بعد مقر قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني والتي كانت لها اهمية عند النظام البعثي هي منطقة قرداغ، وكانت هذه المنطقة مهمة جدا عند الاتحاد الوطني لانها كانت حلقة وصل بين معظم قوات الاتحاد الوطني، حيث كان يوجد فيها مقر المركز الأول للاتحاد الوطني ومقر الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي والحركة الاسلامية وحزب الباسوك الذين كانوا قد اعلنوا الجبهة الكردستانية، وفي بداية الثمانينيات كانت سيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني في مناطق قرداغ تزداد يوما بعد يوم، بل ان في سنة 1987 استطاع الاتحاد الوطني من بسط سيطرته على المنطقة وناحية بالكامل، وحسب بعض الوثائق التي تركت من قبل علي حسن المجيد يؤكد فيها علىانه لا يبقي على احد في هذا الصيف فيتلك المنطقة..
وفي صبيحة يوم 22/3/1988 وبعد ثلاثة ايام على انتهاء عملية الانفال الاولى قام الجيش العراقي بقيادة اللواء الركن اياد خليل زكي بالهجوم على مقر المركز الاول للاتحاد الوطني الكردستاني من المحاور التالية..
1)من دربنديخان الى جبل طولان وكاني سارد وكاني زرد وبلكجار وسيوسينان.
2)من هشرزور الى زله ره ش وبردكه وناوتاق.
3)من البرج الى منطقة قرداغ.
4)من كرده سي وميريا سييوه الى كلزه رد، زركويز، داره ره ش.
وحسب البيان الرقم (3109) كانت القوات العراقية المسلحة التي شاركت في هذا الهجوم تتألف من القوات الآتية:
1)القوات والألوية المرتبطة بقيادة قوات اسامة ابن زيد.
2)قيادة قوات جحافل الدفاع الوطني الأول (الجحوش)
3)آمرية جحافل الدفاع الوطني الثالث (الجحوش).
4)آمرية السرية العسكرية في قرداغ.
5)جميع الأفواج الخفيفة التي شاركت في عملية الانفال الأولى، من عدا الأمن والاستخبارات والقوة الجوية والمدفعية.
وحسب اقوال معظم بيشمركة حدود المركز الأول للاتحاد وبسبب مشاركتهم في معارك الدفاع عن مقر قيادة الاتحاد الوطني في عملية (الانفال الأولى) كان عدد البيشمركة المشاركين في حدود المركز الأول قليلا، ولكن كانت هناك الوحدة العائدة للمركز الأول مع مجموعة من المفارز والأعضاء والحكوادر والبيشمركة الذي لم يشاركوا في الانفال الأولى وبعض البيشمركة القادمين من معركة الدفاع عن مقر قيادة الاتحاد والذي جاءوا الى منطقة قرداغ  وبعض المتطوعين من قوات الدفاع الشعبي وقرابة 100 الى 150 بيشمركة من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي و(200) بيشمركة من الحزب الشيوعي والحركة الاسلامية شاركوا في معارك الأنفال الثانية.
وكبقية المعارك الأولى من الانفال استخدم النظام البعثي وبدون أي خوف او تردد الاسلحة الكيمياوية ضد البيشمركة واهالي القرى، وان المقاومة كانت كبيرة قياسا الى حجم القوات العراقية واستمرت المعارك لمدة اسبوع، تمكن النظام البائد من بسط سيطرته على منطقة قرداغ بالكامل ومهد الطريق لتنفيذ الأنفال الثالثة، تم اعتقال ونفي معظم الناس والعوائل وخصوصا الذين اتجهوا الى اسفل قرداغ وان عددهم كان كبيرا جدا خاصة تلك العوائل التي اتجهت الى كرميان حيث لم يظهر لهم أي اثر ولم يعرف عن مصيرهم شيء.
الانفال الثالثة من 7 الى 20 نيسان 1988
(بالسلاح الفتاك الجديد سوف اقتلكم، بهذا الاسلوب هددهم واجبرهم على الاستسلام في ذلك الوقت، وسوف يرون بأن جميع السيارات لا تسعهم ليركبوا فيها). من اقوال المجرم علي حسن المجيد في 15 نيسان 1988.
بخطة وحشية وبلا رحمة تم الهجوم على منطقة كرميان، هذا عدا ان الجيش العراقي في اثناء هجومه على كرميان كان يحرز انتصارات الى الجبهات الأخرى من الحرب مع ايران، وان حدود الهجمات لعملية الأنفال الثالثة والتي كانت بقيادة (بارق عبدالله الحاج حنطة) وتشمل كركوك –طوز خورماتو- كفري- كلار-دربنديخان- سلسلة جبال قره داغ-تكية- جمجمال- قره هنجير). وعندما ننظر الى هذه الاسماء نرىان اوسع الحدود التي شملتها عمليات الانفال هي انفال كرميان التي بلغت حدود القرى التي شملتها (1200) قرية محررة وان احدى الخصوصيات في انفال كرميان انه لم يستعمل فيها السلاح الكيمياوي ولكن كانت اكبر الخسائر من الناحية البشرية اصابت الكرد خلال الأيام الثلاثة عشر من الانفال الثالثة، ومع اختلاف الحالة في الانفال الاولى والثانية لم يكن الناس والبيشمركة لهم أي طريق للعبور ومع هذا لم يكن الناس ولا البيشمركة على استعداد لتسليم انفسهم بسهولة للنظام البعثي، ولهذا نرى انه في الانفال الثالثة قام بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الشيوعي واطراف الجبهة الكردستانية وقوة الدفاع الشعبي بالتصدي بكل قوة للهجوم الواسع لجيش النظام البعثي، مااثار استغراب وتعجب قادة البعث الذي لم يكن يتوقع كل هذه المعنويات الكبيرة للناس والبيشمركة، وفي يوم 13/4 كانت هجمات الجيش العراقي والجحوش بشكل لم يكن بالامكان الاستمرار بالمقاومة ومن جميع الجهات كان الجيش يشن هجماته والجحوش يتقدمونهم مما اصاب الناس بالهلع والذعر واتجهوا نحو الشوارع الرئيسية ولكن الجيش والجحوش كانوا يحقون القرى اثناء مرورهم بها وكانوا ينصبون الكمائن لاعتقال اكبر عدد من اهالي كرميان، وكانت اكبر حملة اعتقال في يوم 14/4/1988 وان سبب تحديد يوم 14 نيسان يعود لهذا السبب، وفي ذلك الوقت انسحب البيشمركة الى حدود منطقة كويسنجق حيث المركز الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني، ومن الأسباب الرئيسية التي دفعت علي حسن المجيد لاعتقال اكبر عدد من اهالي منطقة كرميان هو لبسط سيطرته على كرميان وترويع اهلها، ومع كل القوة التي استخدمها الجيش العراقي للسيطرة على كرميان ولكن مع هذا ظل البيشمركة يقاومون هذه السياسة من خلل المفارز السرية الذين بقوا في كرميان حيث مهدوا الطريق لقيام انتفاضة آذار عام 1991 المباركة..
الأنفال الرابعة من 3 الى 8 آيار 1988
(الله وحده يمكنه ان يفعل اكثر منك، وانت تستطيع ان تفعل أي شيء، انه حزب البعث وتستطيع ان تفعل انت كل شيء)
قول ابو محمد وهو احد البعثيين من ازلام المجرم علي حسن المجيد.
 بعد انتهاء الأنفال الثالثة واعتقال الآلاف من الناس وتجميعهم في بعض المجمعات مثل مجمع (طوبزاوه) حيث صدر في ذلك الحين كتبا من مكتب الشمال الرقم (434) في 13/4/1988 يوضح فيها تعليمات حول البيشمركة الذي يقومون بتسليم انفسهم وحسب برقية أمن اربيل والتي ارسلت الى جميع اقسام وفروع الأمن في حدود محافظة اربيل ويتضمن نص الكتاب الذي ارسله مكتب الشمال والذي يذكر نقطتين رئيستين وهما:
1)حجز واعتقال البيشمركة الذي سلموا انفسهم في غير مناطق عمليات انفال الأولى والثانية والثالثة في معسكرات خاصة حتى اشعار آخر، والذين يسلمون انفسهم الى افواج الدفاع الوطني يتم اعقتالهم عند الأجهزة العسكرية.
2)ان هذه التعليمات لا تشمل البيشمركة الذي يسلمون انفسهم في مناطق القتال مثل حوض سركلو وبركلو والتي دارت فيها معارك الأنفال الأولى لا تشملهم هذه التعليمات بل يجب التعامل معهم حسب البرقية المرقمة (429) وارسالهم الى دوائر الأمن البعثية..
ان برقية علي حسن المجيد كان فيها تغيير جذري في كيفية التعامل مع البيشمركة والناس من اهالي المنطقة لأن يتكلم عن معسكر خاص لقتل وابادة مجاميع البيشمركة والناس واصبح منهجا رسميا يتم تنفيذه، وقد شن النظام البعثي حملات ضد الذين لم يسلموا انفسهم واختفوا في المدن، وبعد احتلال كرميان توجه البيشمركة نحو حدود الأنفال الرابعة وكان النظام البعثي مثل الأفعى التي تلتف حول البيشمركة وان المدعو (بارق عبدالله الحاج حنطة) والذي قتل بيد صدام بعد حرب الكويت كان اثر تعصبا في تنفيذ اوامر علي حسن المجيد، وفي مساء 3 آيار 1988 تم تنفيذ الهجوم في عملية الانفال الرابعة على قرية (كوبتبه) وعسكر وتم قصفهما بالأسلحة الكيمياوية من نوع الغاز السام الخانق، ولقد ذكر شورش الحاج رسول في كتاب (الانفال والكرد والدولة العراقية) محاور الهجوم الرابع على الشكل الآتي:
1) من ئاغجلر نحو كوبتبه وعسكر الى قاميش.
2) من سوسيوه نحو كلشير وجمي ريزان.
3) من شارع سورداش نحو شيل خاك وعودالان.
4) من دوكان نحو كلكه سماق وبوكد وكليسه.
5) من خلكان نحو هيبت سلطان وكانيكورد، وداوده.
6) من كويسنجق نحو اسكي كويسنجق وشوكير وتيماروك.
7) من طق طق نحو باغه جير ومرتفعات تكلتو.
8) من طق طق نحو اني له له وعمر كومبت وسيكرتكان.
9) من التون كوبري نحو قشقه وخور خور.
10) من شيوه سور نحو عمر مندان وتركمان باغ.
11) من شارع شوان الى طق طق نحو شيخ بزييني سرو وهواره.
12) من جمجمال نحو توركي وتزيليان.
ومن هنا يتضح لنا ان حدود عملية الانفال الرابعة شملت مناطق كركوك وآلتون كوبري وديكله –كوينسجق وخلكان ودوكان وسورداش وتكيه وجمجمال، انظر خطة الأنفال الرابعة.
ولقد استعان النظام البعثي بقوات جديدة من عدا القوات التي شاركت في الانفال الأولى الثانية والثالثة. مع العلم ان خطة البيشمركة كان هي الانسحاب الى مناطق خوشناو، ولكن مجموعة من البيشمركة اصدروا على البقاء في المنطقة بشكل سري وخوض معارك حرب العصابات والكر والفر لكي يفسحوا المجال للناس من اجل العبور والفرار والنجاة..
ويذكر (شورش الحاج رسول) في كتابه (ان مفارز بيشمركة منطقة كرميان وشهرزور خاضوا معارك شرسة ضد قوات النظام من قوات حماية النفط وقوات البيشمركة) ولكن العدو لم يستطع ان يتقدم في تلك المعركة ان يتقدم في تلك المعركة وكانت استشهاد مئات الاشخاص فقد تم اعتقال الالاف من الناس ومازال مصيرهم لحد الآن مجهولا وبعد انتهاء الأنفال الرابعة في 8 آيار 1988 لم يبق أي تواجد للناس والبيشمركة في المناطق التي كانا يتواجدون فيها في حدود منطقة كركوك والسليمانية عدا قلة من البيشمركة بقيت في تلك المنطقة بصورة سرية..
الأنفال الخامسة والسادسة والسابعة
مناطق شقلاوة ورواندز /5 آيار-26 آب 1988
(  الحقيقة ان ماقمنا بتنفيذه شيء لم يتمكن من تحقيقه الحزب او القيادة حتى سنة 1987)
 علي حسن المجيد 26/5/1988.
مرت على عمليات الأنفال الأولى ثلاثة اشهر، استطاع النظام البعثي من تدمير مقرات الاتحاد الوطني الكردستاني ومقرات الأحزاب المتواجدة في حدود مناطق كركوك والسليمانية في عمليات الانفال الثانية والثالثة والرابعة بنسبة 99% ما عدا بقاء بعض المفارز في المنطقة بشكل سري، حيث قام النظام بتدمير جميع القرى والنواحي بشكل كامل ولكن في حدود مناطق اربيل كانت روح المقاومة والدفاع عالية وفي 8 آيار اثناء انتهاء الأنفال الرابعة كان المركز الثالث لتنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني على علم بأن المجرم علي حسن المجيد سوف يشن هجومه عليهم لذلك قاموا بأخذ الاحتياطات اللازمة وتأمين وتجمي أنواع الأسلحة والعتاد واخفاءها في الجبال والمغارات العالية استعدادا لمعركة طويلة الأمد .قامت مفارز المركز الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني وقسم من مفارز 21 كركوك ومفارز 25 خالخالان وبعض مفارز المركز الأول ومفارز مركز الجماعة (كومه له) ومفارز مؤسسة البيشمركة والمكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، قامت هذه المفارز والمجاميع بترتيب مواقع للدفاع وصد الهجوم للنظام البعثي، الى جانب هذه القوات كانت هناك قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الاشتراكي الكردستاني الحزب الشيوعي العراقي وحزب الشعب والحركة الاسلامية الذين كانت لهم مقرات في تلك المناطق قامت جنبا الى جنب قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بحفر السواتر وتحصينها استعدادا لمعركة طويلة الأمد لكن الفرق لهذا الهجوم للنظام قياسا الى هجمات الأنفال الأولى والثانية والثالثة والرابعة عند البيشمركة هو ان عدد الناس المدنيين كان اقل ضمن حدود مناطقهم، وحسب المعلومات التي جاءت في تقرير منظمة ميدل ايست ووج التي قامت بتدوينها، ان سبب قلة عدد الناس المدنيين في تلك المناطق انه في سنوات 1977و1978و1983و1984 تم اخلاء المناطق الحدودية المحيطة بمحافظة اربيل، وفي هجمات نيسان 1987 تم اخلاء سهول جنوب رواندز من قبل أهالي المنطقة، وبعد سبعة ايام من انتهاء الأنفال الرابعة قام النظام بتوجيه قواته للهجوم على المناطق الجبلية الصعبة في رواندز وشقلاوه، وقام من اجل هذه الغرض بتجميع قوة كبيرة مؤلفة من قيادة قوات 37- الفرقة الخامسة- الفرقة 46- الفرقة 45 القوة المتجحفلة للفرقة الثانية- اللواء 119 العائدة للفرقة الثانية- لواء 66 قوات خاصة العائدة للفرقة الثانية – اللواء الأول مغاوير- الفيلق الخامس- اللواء 36 الفيلق الخامس الألوية 19-91-452 العائدة للفرقة 37 الفيلق الأول – الألوية 76-82-98 العائدة للفرقة 40 – اللواء 452 العائدة للفرقة 37 – الالوية 420-702 لواء 116 –لواء 434- وافواج المغاوير 1-2 العائدة للفرقة الثانية –الفوج الأول مغاوير العائدة للفرقة الأولى –فوج المشاة 26- لواء الدبابات 80- كتيبة مدرعات 7 نيسان –كتيبة مدرعات احفاد الكرار- من عدا القوات العسكرية كانت هناك افواج قوات الجحوش المؤلفة من الأفواج الآتية 46-137 –42-79-91-140-175-214-238-241-181-69-102-104-318-83-124-126-249-204-212-259) تم تحضيرهم للقيام بالهجوم في عمليات الأنفال الخامسة السادسة والسابعة.
كانت البداية الأولى للأنفال الخامسة والسادسة والسابعة في مساء متأخر ليوم 15/5/1988 حيث تم شن هجوم على قرية (وه رتي) في ذلك المساء من ليالي رمضان الأخيرة قامت طائرتين حربيتين للقوة الجوية العراقية بقصف عنيف للقرية وقتلت العديد من الأطفال والنساء والفلاحين من اهالي القرية، وبعد هذا الهجوم الجوي لم يحدث شيء لمدة اسبوع..
ولكن في 23/7 تم قصف مناطق باليسان وهيران والسهول والوديان التابعة لها بالأسلحة الكيمياوية من قبل القوة الجوية العراقية، ذلك القصف والهجوم الكثيف كان مشابه الى حد ما من الخطوط الأمامية لجبهة الحرب العراقية- الايرانية وفي اليوم التالي قامت القوات البرية للجيش العراقي وافواج الدفاع الوطني (الجحوش) بالهجوم من ثلاث محاور على المناطق المحررة وقد هرب اهالي القرى خوفا من هجمات بالأسلحة الكيماوية وتركوا أموالهم واغراضهم وانقسموا الى ثلاث مجموعات، مجموعة منهم التجأت الى ايران ومجموعة وصلت الى مجمع (حاجي اوا) واطرافها والمجموعة الثالثة بقيت مع البيشمركة في الجبال والوديان وكان مصير المجموعة الثالثة الاعتقال والموت على يد الجيش العراقي، وبعد هذا الهجوم قامت الطائرات العراقية ولمدة ثلاثة اشهر بقصف المناطق المحررة، وبسبب المقاومة الكبيرة لقوات البيشمركة لم تستطع الحكومة من احتلال المركز الثال بسهولة ومن المرحلة الأولى لخطتها وكسر شوكة البيشمركة بل على العكس كانت انكسارات الجيش والجحوش وفشل الهجمات واضحة من برقيات جبهة المعركة الى القيادة وفي وسط حزيران من تلك السنة وصل الاستاذ مام جلال في زيارة الى امريكا من اجل توضيح صورة الوضع الحقيقي الذي يمر به الشعب الكردي الى يد النظام العراقي من عمليات ابادة، حيث تم عقد عدة اجتماعات مع المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية وكذلك عقد عدة مؤتمرات صحفية مع بعض القنوات الفضائية من اجل شرح حالة الشعب الكردي والظروف التي يمر بها، ولكن ظروف الحرب الباردة لم تكن في مصلحة الكرد، ان روح المقاومة والدفاع عند بيشمركة المركز الثالث كانت كبيرة الى درجة ان صدام حسين نفسه تدخل على خط الصراع الكردي والمجرم علي كيمياوي، وخصوصا بعد ان قبلت ايران في 17 تموز 1988 قرار الامم المتحدة رقم 598، ان موقف ايران من الكرد يشبه الى حد كبير موقفها سنة 1975 لأنه لم يراع الوضع الكردي وتم تسوية الوضع دون الرجوع الى رأي الكرد وتم وضع نهاية للحرب من قبل طرف واحد وأعطى نصرا كبيرا وذهبيا على صدر الجيش العراقي بدون الأخذ بنظر الاعتبار بأن القوات المسلحة العراقية سوف تطلق يدها في تدمير وقتل الكرد، وفي 26 تموز 1988 اصدر المركز الثالث قرارا بالانسحاب المنظم نحو الحدود وفي 28/ آب انسحبت قوات البيشمركة بالكامل من المنطقة، وفي نفس اليوم توجهت القوات البرية العراقية صوب المناطق التي انسحبت منها قوات البيشمركة والتي لم تكن تتوقع ان يتم تخليتها في مناطق شقلاوة ورواندز ودمرت ومسحت جميع القرى وجعلتها مع الارض واستعدوا لتنفيذ الأنفال الثامنة..
الأنفال الثامنة والنهاية (بادينان)
25 آب الى 6 أيلول 1988
تمنيت طوال عمري لوحدة الكرد، ولكن فقط في الأنفال تعامل حزب البعث بشكل واحد مع الكرد
/ مام قادر/ احد بقايا انفال كرميان.
في 25آب بعد مرور 17 يوم يوم على اعلان وقف اطلاق النار بين العراق وايران علما بأن قوات الاتحاد الوطني الكردستاني في حدود المركز الثالث كانوا في مواجهة شديدة، عندها لم يتحمل علي حسن المجيد هذه المواجهة وشن هجوما واسعا على بادينان وان القوات التي تم اعدادها لشن هذا الهجوم مؤلفة من:-
*فرقة مشاة الرابعة المؤلفة من 6 ألوية من كاني نحو رشا وجبل مشينه وهذه الفرقة كانت معها 21 فوج جحوش.
*فرقة المشاة رقم 7 والتي تشمل 5 الوية و26 فوج جحوش وبعض كتائب المدفعية والدبابات من بيكوفوه نحو جبل متين.
*فرقة المشاة رقم 35 والمؤلفة من 6 ألوية و26 فوج جحوش وكتيبة المدفعية والدبابات من شمدينانوه باشرت بالهجوم.
*قوات قيادة 45 والمؤلفة من 3 ألوية و12 فوج جحوش وبعض كتائب المدفعية والدبابات حيث شنت هجومها من محور شيروان وبارزان.
*قيادة الجحافل الوطنية الخامسة واربعة ألوية شنت هجومها من محور دينارته وبلو مع 14 فوج جحوش وبعض كتائب المدفعية والدبابات.
*الفرقة 41 مشاة والمؤلفة من 3 ألوية و15 فوج جحوش من سرسنكو نحو رزكه وجبل كارا شنت هجومها..
*قوات 38 الفيلق الخامس المؤلف من اربعة ألوية و20 فوج جحوش شنت هجومها من زاخو نحو كلناسكي.
*الفرقة مشاة رقم 42 المؤلفة من 5 ألوية و21 فوج جحوش مع وحدة مدفعية ودبابات شنت هجومها من محور تروش وسواره توكه..
ان القسم الاكثر من القوات المشاركة في انفال بادينان كانت من القوات المشاركة في جبهات الحرب العراقية – الايرانية والتي جاءت منها الى كردستان، ولقد جمع النظام بعض المعلومات قبل بدء هجومه حول عدد البيشمركة المتواجدين في المنطقة، وكان الجيش العراقي يعتقد ان قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني في المنطقة والتي كان يعد العدة للجهوم عليها يتراوح بين (1800) الى (2000) بيشمركة وعدد بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني بين (250) الى (300) والحزب الشيوعي (200) بيشمركة و(70) بيشمركة لحزب الشعب متواجدين في تلك المنطقة على هذا الاساس أخذ الجيش العراقي احتياطه بحيث استعد لمقاتلة (3000) بيشمركة لكن حقيقة الوضع كانت هناك عدة احزاب أخرى في المنطقة مثل الحزب الاشتراكي الكردستاني الذي كان يبلغ عدد البيشمركة للحزب الاشتراكي (30) بيشمركة مع تواجد للحركة الاسلامية وحزب الله اللذان كان يبلغ عدد قواتهما (400) بيشمركة وكعادة أي هجوم من هجمات الجيش العراقي على المناطق المحررة ومنها عمليات الأنفال في بادينان فإنها بدأت بقصف والوديان والقرى بكافة انواع الاسلحة وكان الهدف هو تحطيم وتدمير الروح المعنوية للبيشمركة واهالي المنطقة الذي قرروا الصمود والدفاع عن المنطقة، ولكن الهجوم اسفر عن تدمير (45) قرية في بادينان عن طريق قصفها بالأسلحة الفتاكة ومنه السلاح الكيمياوي وخصوصا غاز الخردل السام، وان هذا القصف ارعب البيشمركة والناس على السواء واخذوا ينقذون انفسهم، وان القصف الكيمياوي وصل الى حد بأن طلبت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني من قواتها عدم الاستمرار في المقاومة لأنه لا يمكن للغازات والأسلحة الكيمياوية، وفي 26 آب لم تبق أي مقاومة امام الجيش العراقي والجحوش، وفي 28 آب سيطر الجيش والجحوش على القرى والوديان والجبال بدون مقاومة، علما بأن الجيش العراقي عمل الكثير من اجل تضييق الخناق على الكرد وضبط الحدود العراقية- التركية لكي لا يتمكن احد من النجاة والعبور الى تركيا ولكن لم تنجح خطة الجيش وتمكن اكثر من (65) الف الى (80) الف شخص من عبور الحدود ومع مساعدة البيشمركة للناس من اجل تسهيل عبورهم للحدود، لأن جميع طرق المرور كانت محاصرة مما ادى الى وقوع الكثير من الناس في قبضة الجيش وتم اعتقالهم ومازال مصيرهم مجهولا الى الآن.
وفي 6/أيلول/ 1988، وبهذا الشكل تمكن الدكتاتور صدام حسين للمرة الثانية من تصفية القضية الكردية في العراق لفترة من الوقت عن طريق سفاك الدماء ابن عمه علي الكيمياوي وبسط سيطرته على معظم كردستان، ولكن فرق الثورة الكردية عن باقي ثورات الشعوب هي انها لم تخمد روحها المعنوية وان روح المقاومة فيها كبيرة وقوية، وان انتفاضة 1991 لدليل قاطع على هذه الحقيقة وبعد كبت الحركة الكردية عادت مرة اخرى روح المقاومة وحرروا معظم جنوب كردستان والنتيجة بعد صبر وتحمل واستراحة طويلة تم ازالة جميع المعاناة في 9/3/2004 حيث تم محو وتصفية سلطة دكتاتور بغداد بمساعدة حلفائنا وسقط مع باقي جلادي الأنفال الذي ينتظرون حاليا محاكماتهم..
المصادر:-
1)منظمة ميدل ايست ووج، جينوسايد في العراق- ترجمة/ محمد حمه صالح توفيق
2)شورش الحاج رسول/ أنفال الكرد ودولة العراق.
3)بعض مقابلات الكاتب مع البيشمركة المشاركين في المعارك ضد قوات الجيش العراقي في عمليات الانفال.
* رئيس تحرير مجلة(الانفال)magid1968@ yahoo.com

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket