6 نيسان ذكرى انتخاب الرئيس طالباني لرئاسة الجمهورية

العراق 09:38 AM - 2015-04-06
الرئيس مام جلال

الرئيس مام جلال

تصادف اليوم 6 نيسان الذكرى العاشرة لإنتخاب الرئيس جلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق الفيدرالي.

جاء ذلك خلال الجلسة الرابعة للجمعية الوطنية برئاسة د. حاجم الحسني رئيس الجمعية و ذلك صباح يوم الأربعاء المصادف السادس من نيسان 2005 في قصر المؤتمرات ببغداد.

وانتخبت الجمعية في جلستها الرئيس جلال طالباني من قائمة التحالف الكوردستاني لمنصب رئيس الجمهورية وعادل عبدا لمهدي من قائمة الائتلاف العراقي الموحد والشيخ غازي الياور من قائمة (عراقيون) بمنصبي نائبي الرئيس، حيث حصل المرشحون على (227 ) صوتا من مجموع (257) صوتا.

 

وفيما يأتي بيان الجمعية الوطنية بعد إنتخاب الرئيس طالباني رئيسا للجمهورية:

عقدت الجمعية الوطنية جلستها الرابعة برئاسة د. حاجم الحسني رئيس الجمعية و ذلك صباح يوم الأربعاء المصادف السادس من نيسان 2005 في قصر المؤتمرات ببغداد.

فقد افتتحت الجمعية أعمال جلستها بتلاوة معطرة من آيات الذكر الحكيم. ثم تليت بعد ذلك كلمة للدكتور حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية أشار فيها إلى أن العراق و شعبه يمران بمرحلة تاريخية مهمة، حيث سيقوم ممثلو الشعب بانتخاب الهيئة الرئاسية و ذلك بقيم و مفردات جديدة. ثم فتح باب الترشيح للمناصب الرئاسية الثلاثة على أساس القوائم الانتخابية، فقد قدم الدكتور فؤاد معصوم عضو الجمعية الوطنية مقترحا بترشيح السيد جلال طالباني من قائمة التحالف الكردستاني لمنصب رئيس الجمهورية و السيد عادل عبدا لمهدي من قائمة الائتلاف العراقي الموحد و الشيخ غازي الياور من قائمة (عراقيون) بمنصبي نائبي الرئيس. 

أما السيد قاسم داود عضو الجمعية فقد اقترح أن يكون التصويت بطريقة رفع الايدي للحصول على ثلثي الأصوات دون اعتماد طريقة الاقتراع السري معللا ذلك بعدم وجود قائمة أخرى منافسة، غير ان رئيس الجمعية الوطنية اقترح أن تجرى عملية الاقتراع السري في انتخاب الهيئة الرئاسية تأكيدا لمصداقية الترشيح و شفافية العملية الانتخابية.

وعند الانتهاء من إجراء عملية الاقتراع طلب السيد رئيس الجمعية من السادة عباس البياتي و فرج حيدر و أنور الياور وسعد عبدالمجيد أعضاء الجمعية الوطنية ليكونوا لجنة الإشراف والمراقبة و فرز الأصوات. و عند فرز الأصوات حصلت قائمة المرشحين الوحيدة على ( 227 ) صوتا من مجموع (257) صوتا فيما كانت (30 ) ورقة فارغة.

ثم هنأ رئيس الجمعية د. حاجم الحسني السيد جلال طالباني بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية و السيدين غازي الياور وعادل عبد المهدي كنائبين لرئيس الجمهورية. ثم هنأ الشعب العراقي بهذه المناسبة الكريمة معلنا أن يوم غد سيكون موعدا لإقامة احتفالية تنصيب أعضاء المجلس الرئاسي.

بعدها طلب رئيس الجلسة من السيد جلال طالباني رئيس الجمهورية المنتخب أن يتفضل مشكورا بإلقاء كلمة بمناسبة فوزه بمنصب رئيس الجمهورية استهلها بالشكر و التقدير لأعضاء الجمعية الوطنية مخاطبا إياهم قائلا: شكرا جزيلا على ثقتكم الغالية التي أثقلتم بها كواهلنا بعظم المسؤولية و جلال الأمانة التي تحملوننا أمام الله و الشعب مسؤولية أداء الواجب الوطني كهيئة رئاسة الجمهورية بكل إخلاص و نكران ذات مع العرفان بجميلكم و جميل شعبنا الذي انتخبكم بحرية تامة في أول انتخابات عامة تجري في عراقنا العزيز بعد التحرر من أبشع دكتاتورية أجرمت بحق الشعب و الوطن" و عاهد السيد رئيس الجمهورية المنتخب ممثلي الشعب بقوله: " عهدا لكم أيها الممثلون المنتخبون لشعبنا العراقي عهد الرجال الأوفياء عهدا لشعبنا عن طريقكم أن نبذل قصارى جهدنا لنظل دوما عند حسن ظنكم و طوع إرادة شعبنا المجسدة في إرادتكم نستمع إلى آرائكم و نصائحكم و ننفذ قراراتكم و القوانين التي تصدرونها أولا و أن نسهم ثانيا بجد و حرص و إخلاص مع رئاسة الجمعية و رئاسة مجلس الوزراء في إيجاد حكم ديمقراطي يوفر الحريات و حقوق الإنسان العامة و لجماهير شعبنا".

 و في حديثه عن سياسة العراق الخارجية في المرحلة المقبلة أكد السيد جلال طالباني رئيس الجمهورية المنتخب على أن العراق الجديد سيلعب دوره في مساعدة الشعب الفلسطيني حتى ينال حقه المشروع في دولة مستقلة على ارض وطنه وفق قرارات الشرعية الدولية و مقررات القمة العربية".

و في كلمته تطرق السيد رئيس الجمهورية المنتخب إلى هجمة الإرهاب التي يواجهها العراق، حيث دعا الجميع بمعاملة العراق معاملة كريمة و عدم التدخل في شؤونه الخاصة و الكف عن مساعدة الإرهاب الذي يشن حرب ابادة على شعبنا بذريعة المقاومة والكف عن مساعدة هذه العصابات المجرمة التي تعيث فسادا في الأرض العراقية المقدسة إعلاميا و تشجيعيا و تسليحيا ماديا و معنويا". و في ختام كلمته أشار السيد رئيس الجمهورية إلى تأكيدة بالتصميم على التعاون المثمر الكامل مع الجمعية الوطنية التي يتوقع شعبنا منها الكثير و في المقدمة سن الدستور الدائم وفق مبدأ التوافق بين المكونات الأساسية لشعبنا العراقي و على أساس قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية و الديمقراطية و الفيدرالية و المساواة التامة بين جميع المواطنين. 

وبعد الانتهاء من كلمة السيد رئيس الجمهورية المنتخب، طلب السيد رئيس الجمعية من الدكتور أحمد ألجلبي تقديم ملخص عن تقرير لجنة اختيار مكان مناسب لاتخاذه مقرا للجمعية الوطنية، و بعد أن تم تقديم الملخص عرض على السادة و السيدات أعضاء الجمعية فتم بالإجماع الموافقة على المقترح الذي يقتضي بتغيير المقر الحالي للجمعية الوطنية.

 و في موضوع آخر تقدم ( 40) عضوا من أعضاء الجمعية بتوصية إلى هيئة رئاسة الجمعية طالبوا فيها أن تكون الحكومة الحالية حكومة تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الانتقالية في الوقت الذي قدمت مجموعة كبيرة من أعضاء الجمعية مقترحاتها حول مهمة تصريف الأعمال.

و بعد المناقشات و الآراء التي أبداها أعضاء الجمعية الوطنية أعلن السيد رئيس الجمعية ان هناك أكثر من مقترح سيتم تناوله في الجلسة القادمة للجمعية لغرض التصويت. 

الدائرة الاعلامية

للجمعية الوطنية العراقية

6/4/2005

 

نص كلمة الرئيس مام جلال في الجمعية الوطنية العراقية

بسم الله الرحمن الرحيم 

( عليه نتوكل وبه نستعين )

سيدي الرئيس 

سيداتي أخواتي الفاضلات عضوات الجمعية الوطنية العراقية الموقرة

سادتي الأخوة الأكارم أعضاء الجمعية الوطنية العراقية الموقرة

شكراً جزيلاً وألف شكر على ثقتكم الغالية التي اثقلتم بها كواهلنا بعظم المسؤولية وجلال الأمانة التي تحملوننا أمام الله والشعب،مسؤولية أداء الواجب الوطني كهيئة رئاسة الجمهورية بكل إخلاص ونكران ذات مع العرفان بجميلكم وجميل شعبنا الذي انتخبكم بحرية تامة في أول انتخابات عامة تجري في عراقنا العزيز بحرية بعد التحرر من أبشع دكتاتورية أجرمت بحق الشعب والوطن وأمانة صيانة وتحقيق الأهداف الوطنية والديمقراطية التي ناضل من أجلها شعبنا العراقي بعربه وكرده وتركمانه وكلدوآشورييه، وقدم من أجلها التضحيات الجسام لإيجاد عراق جديد خال من الإضطهاد الطائفي والإضظهاد القومي والتسلط والطغيان ولإقامة دولة عراقية مستلقة وموحدة على اسس من الديمقراطية والفدرالية وحقوق الإنسان وحق المواطنة المتساوية للجميع وإحترام الهوية الإسلامية للشعب العراقي باعتبار الإسلام الحنيف السمح المتسامح دين الدولة ومصدراً للتشريع مع الاحترام الكامل للأديان الأخرى كالمسيحية والإيزدية والصابئة.

وعداً لكم أيه الممثلون المنتخبون من قبل شعبنا العراقي, عهد الرجال الأوفياء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا, عهداً لشعبنا عن طريقكم ان نبذل قصارى جهدنا لنظل دوماً عند حسن ظنكم وطوع إرادة شعبنا المجسدة في إرادتكم نستمع الى آرائكم ونصائحكم وننفذ قراراتكم والقوانين التي تصدرونها أولاً وان نسهم ثانيا بجد وحرص وإخلاص مع رئاسة جمعيتكم المحترمة ورئاسة مجلس الوزراء وأعضائه الأفاضل في إيجاد حكم ديمقراطي يوفر الحريات وحقوق الإنسان العامة والخاصة لجماهير شعبنا ويسعى لاجتثاث الإرهاب الإجرامي والفساد المستشري والتلاعب بأموال الشعب وأفكار العفالقة الفاشست ومقولاتهم ومفاهيمهم الدكتاتورية والعنصرية والطائفية وتحقيق الامن والاستقرار في ربوع العراق ومن ثم للسير قدما بإشرافكم وتوجيهاتكم انتم ممثلي شعبنا العراقي المختارين بعراقنا العزيز على طريق التقدم والازدهار في مجالات الحياة المختلفة والمتنوعة كي ينعم شعبه بالعيش الكريم الآمن اللائق بإنسان هذا العصر ولاستكمال الاستقلال الوطني وتوفير مستلزمات الاستغناء عن قوات التحالف التي اسهمت مشكورة في تحرير العراق كي تعود الى بلدانها بعد استكمال بناء القوات المسلحة القادرة على القضاء على الارهاب وصيانة العهد الجديد ومنع التدخل الخارجي. ولكي يعود العراق بعز وكرامة الى قافلة الإنسانية المتطورة والى محيطه الإسلامي والعربي وتلعب حكومته دور الإشتراك الجاد في التضامن العربي والإسلامي والتعاون الحقيقي الفعال مع الشعوب العربية والإسلامية والإسهام الفعال لتقديم مثال الحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية لتحرير شعوب شرقنا من الإستبداد والظلم ونشر الديمقراطية ومبادئ التعايش السلمي وحسن الجوار والمودة والمحبة في ربوعه.

وكما سيلعب العراق الجديد عراق الشعب دوره في مساعدة الشعب الفلسطيني حتى ينال حقه المشروع في دولة مستقلة على أرض وطنه وفق قرارات الشرعية الدولية ومؤتمرات القمة العربية.

إن عراقنا الجديد القوي بإيمانه بربه وبشعبه الأبي والمعتمد أساساً على الطاقات الهائلة والخلاقة الكامنة في جماهيره وأرضه يتطلع الى إيجاد علاقات متكافئة مع جيرانه في المحيطين العربي والإسلامي تحت راية الأخوة الإسلامية والأخوة العربية رافعاً شعار (نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا), وإذ يرفض شعبنا العراقي الأبي الإنحناء إلا لربه جل جلاله ولشهدائه الأماجد وذكراهم الفواحة بعبق البطولات في جبال كردستان وحلبجة وأهوار العراق وجنوبه ووسطه, يدعو الجميع القريبين والبعيدين الى معاملة العراق معاملة كريمة وعدم التدخل في شؤونه الخاصة والكف عن مساعدة الإرهاب الأسود الذي يشن حرب إبادة على شعبنا بذريعة المقاومة, الكف عن مساعدة هذه العصابات المجرمة التي تعيث فساداً في الأرض العراقية المقدسة إعلامياً وتشجيعياً وتسليحياً، مادياً ومعنوياً, اذ لا يمكن لشعبنا ان يقبل بهذه الامور التي تعد عدواناً صارخاً عليه وخرقاً فظاً لإستقلاله وإستهانةً واضحةً بسيادته الوطنية.

نعم ان شعبنا صبور ولكن لصبره حدودا ولا يمكن ان يسكت حتى النهاية على العداون والبغي وعلى الباغي إذ لا ريب انه على الباغي ستدور الدوائر, اذن دعونا نأمل الدعم والاسناد لشعبنا العراقي الأبي لا للارهابيين المجرمين بحق الناس الآمنين والمؤمنين والمصلين في المساجد والكنائس وبحق الاقتصاد شريان الحياة لشعبنا..

 

سيدي الرئيس

سيداتي سادتي

استمحيكم عذرا لاكتفي اليوم بهذا الايجاز للافكار التي نحملها والمبادئ التي نعمل لتحقيقها والقيم التي نؤمن بها مؤكدين تصميمنا على التعاون المثمر الكامل مع جمعيتكم الوطنية الموقرة التي يتوقع شعبنا منها الكثير وفي المقدمة سن الدستور الدائم وفق مبدأ التوافق بين المكونات الاساسية لشعبنا العراقي وعلى اساس قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية والديمقراطية والفدرالية والمساواة التامة بين جميع المواطنين، وسنبذل بدورنا الجهود اللازمة لتوفير مستلزمات انجاز هذه المهمة المجيدة بما فيها توفير الخبراء في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية وغيرها والقيام بدور في المصالحة الوطنية بين العراقيين المؤمنين بالنهج الديمقراطي التحرري والمعادين للارهاب وعصاباته الاجرامية، كي نحقق ونعزز الوحدة الوطنية العراقية القائمة على الاختيار والارادة الحرة في العيش المشترك معا وتحقيق المساواة التامة في الحقوق والواجبات للجميع دون تمييز في الدين او المذهب او القومية او الجنس.

 والسلام على من اتبع الهدى في هذا المجال..

وختاما اجدد الشكر الجزيل باسمي وبالنيابة عن الاخوين العزيزين الدكتور عادل عبدالمهدي والرئيس غازي الياور لكم جميعا على ثقتكم الغالية التي نعتبرها ميدالية الشرف والتكريم وتكليفا بالخدمة الوطنية ومواصلة النضال والعمل من اجل الشعب والوطن..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

مام جلال يؤدى اليمين الدستورية رئيسا للعراق 

وأدى الزعيم الكردي المخضرم مام جلال طالباني اليمين رئيسا للعراق يوم الخميس ليصبح أول رئيس غير عربي لدولة عربية وأول رئيس منتخب بالعراق منذ أكثر من 50 عاما.وحلف طالباني اليمين أمام مئات من المشرعين والزعماء الدينيين والسياسيين.واستقبل طالباني بعاصفة من التصفيق بعد أن أدى اليمين ورفع ذراعيه في علامة النصر كما ادى اليمين نائبا الرئيس السيدان غازى الياور عن السنة والسيد عادل عبد المهدي عن الشيعة.

من جانبه قال الدكتور ابراهيم الجعفري إنه اختير رسميا كرئيس لوزراء العراق يوم الخميس وانه سيشكل حكومة جديدة خلال أسبوع أو أسبوعين.وقال مسؤولون إن رئيس الوزراء السابق اياد علاوي استقال رسميا ليفسح الطريق أمام الجعفري لتولي السلطة.وستكون مهمة الحكومة الانتقالية الجديدة الأساسية هي الإشراف على صياغة الدستور العراقي الدائم الذي سيمهد الطريق لإجراء انتخابات بنهاية العام الجاري. وبالرغم من أن لدى الجعفري مهلة لمدة شهر لتشكيل الحكومة الجديدة، إلا انه قال إنه سيعلن التشكيل خلال أسبوع أو أسبوعين. 

فيما يلي نص القسم القانوني لمجلس رئاسة الجمهورية :

بسم الله الرحمن الرحيم

اقسم بالله العظيم

ان اؤدي مهامي ومسؤولياتي القانونية بتفان واخلاص واحافظ على استقلال العراق وسيادته وارعى مصالح شعبه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي الاتحادي، واعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقلال القضاء وألتزم بتطبيق التشريعات بأمانة وحياد والله على ما اقول شهد.

 

نص خطاب مام جلال امام الجمعية الوطنية العراقية بعد ادائه اليمين الدستورية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

عليه نتوكل وبه نستعين

الضيوف الأعزاء

السفراء وقادة الاحزاب والمنظمات

السيدات والسادة عضوات واعضاء الجمعية الوطنية والحكومة العراقية

احييكم بحرارة باسم مجلس رئاسة الدولة واشكركم على حضور حفلنا هذا، لتنصيب الرئيس ونائبيه والاستماع الينا والاجتماع بنا.. 

لقد انتخب مجلس رئاسة الدولة من قبل الجمعية الوطنية العراقية الموقرة بطريقة ديمقراطية لم يعترض عليها أحد، واليوم نجتمع لأداء القسم ومن ثم تكليف المرشح لتأليف الحكومة الجديدة كي نكمل مسيرتنا الدستورية نحو المصادقة على الحكومة الجديدة ومن ثم عرضها على الجمعية الوطنية الموقرة لنيل ثقتها وبذلك نكون قد اكملنا انجازا ديمقراطيا فريدا في تاريخ العراق لاختيار السلطة التنفيذية حيث التشكيلة الحكومية الكاملة من مجلس رئاسة الدولة الى مجلس الوزراء بجانب الجمعية الوطنية المنتخبة وتحت اشرافها ومراقبتها وبجانب السلطة القضائية المستقلة عن السلطة التنفيذية وهكذا تكون لدينا السلطة التشريعية المنتخبة بحرية تامة (الجمعية الوطنية) والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية وهي سلطات منفصلة عن بعضها ومرتبطة ببعضها بقواعد ومبادئ ثابتة مثل عدم التدخل في شؤون السلطة القضائية واحترام استقلاليتها وتعزيزها واحترام السلطات الثلاث بالتساوي مع تعزيز دور السلطة التشريعية التي تمثل الشعب والتي ستتولى سن الدستور الدائم ايضا خلال الفترة المحددة له عن طريق التوافق الوطني بين المكونات الثلاث الاساسية للشعب العراقي وهي الاكثرية العربية الشيعية والعرب السنة وشعب كردستان العراق على ان تراعى حقوق القوميات التركمانية والكلدو آشورية وان يكون قانون ادارة الدولة للفترة الانتقالية مصدره الاساس وتكون الحقوق والحريات الديمقراطية بما فيها الحرية الفردية والاقتصاد الحر ومبادئ حقوق الانسان والفدرالية والتعددية من صلب هذا الدستور العتيد المنشود الذي سيكرس الاتفاق العراقي السياسي بين ابناء الشعب العراقي كأفراد والمكونات الرئيسة للشعب الذي تتحد فيه القوميتان الكبيرتان العربية والكردية اللتان تشكلان الثقل الاعظم للشعب العراقي دون عزل او تمييز للدور الذي يحتله التركمان والكلدو آشور وسائر المكونات بما يؤمن الحقوق القومية والمدنية للجميع في بلد يتآخى فيه الشيعة باغلبيتهم العددية مع السنة بمكانتهم التاريخية وقدرتهم وكفاءاتهم ومع الاخوة المواطنين المسيحيين والايزدية والصابئة الذين يجب احترام حقوقهم وخصوصياتهم كمواطنين من الدرجة الاولى وذلك ليعمل الجميع من اجل عراق ديمقراطي اتحادي فدرالي موحد ومستقل، وبعبارة اخرى لاعادة بناء الدولة العراقية من جديد على اسس الديمقراطية والفدرالية والتعددية وحق المواطنة المتساوية واحترام حقوق الانسان والاستقلال والسيادة الوطنية والهوية الاسلامية للشعب العراقي باعتبار الاسلام دين الدولة ومصدرا للتشريع فيه، ولابد ان يتم ذلك بالتوافق الوطني وباسلوب ديمقراطي يعكس التوافق الوطني العراقي بعيدا عن العنصرية والطائفية بل على اسس وطنية عريضة، وبعبارة صريحة اشراك اخوتنا العرب السنة في المسيرة الديمقراطية وسن الدستور وفي الحكومة ووزاراتها وهيئاتها على الرغم من حرمانهم جراء وجود الارهاب المجرم في مناطقهم من ممارسة حق الانتخاب وبسبب التوجيه الخاطئ والضار بهم من قبل بعض القيادات السياسية والدينية السنية والدعوة الى مقاطعة الانتخابات ونتيجة شيوع وهم خاطئ وضار بهم ايضا عن فشل الانتخابات في العراق وقدرة الارهابيين على فرض شروطهم على الاكثرية الساحقة من الشعب العراقي. 

والآن وبعد النجاح التاريخي الرائع للانتخابات في غالبية واكثرية انحاء العراق بكردستانه وبغداده وجنوبه رغم التهديدات الاجرامية يجب ان نذكر بالاجلال والتقدير دور سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني في تهيئة الجو وفي الالحاح والاصرار على اجراء الانتخابات ونجاح هذه الانتخابات التي انبثقت عنها الجمعية الوطنية العراقية ومنها انتخب مجلس الرئاسة، وسيتم ان شاءالله تشكيل الوزارة قريبا جدا..

 فقد آن الاوان ليسهم اخواننا العرب السنة في المسيرة الديمقراطية وحق على الناجحين في الانتخابات وخاصة على قائمتي الائتلاف والتحالف التوجه الجدي للاستجابة للمطاليب المشروعة لاخوتنا العرب السنة ولاحترام حقوقهم باعتبارهم مكونة اساسية مهمة من الشعب العراقي، ولقد احسنّا عندما قبلنا مقترحهم بترشيح احد مندوبيهم في مجلس الرئاسة وفتح الحوار المباشر مع قسم كبير من ممثليهم وعلينا ان نتواصل في الحوار الاخوي الجاد للوصول الى التفاهم التام مع ممثلي اخوتنا العرب السنة وسنبذل نحن في مجلس رئاسة الدولة الجهود الحثيثة والجادة لتحقيق هذا الهدف النبيل الذي يحقق المصالحة الوطنية الحقيقية في البلاد وأملنا كبير ان يسهم معنا اخوتنا العرب السنة وقد ادركوا مضار وخطورة واجرامية الارهاب الاسود المستكرد من الخارج والمتحالف مع المجرمين من ايتام العهد الديكتاتوري المقبور، اقول واملنا كبير ان يسهم اخوتنا العرب السنة مع سائر اخوتهم العراقيين بالقضاء على هذا الارهاب ودحره وانهائه بالاساليب السياسية والاعلامية والجماهيرية وحتى الاساليب الدفاعية والتصدي للارهاب اذا لم تنجح هذه الاساليب المذكورة، فالارهاب الان العامل الرئيس في عرقلة الاستقرار وتحقيق الاماني وبالتالي عرقلة التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ومنع اعادة تعمير البلاد وازدهار اقتصاده وتحسين معيشة شعبه وخصوصا في المناطق المبتلية بآفة الارهاب.

اذا لا ريب ان جميع المخلصين للشعب والوطن يدركون الآن واكثر من اي وقت مضى اهمية وضرورة تحقيق الامن والاستقرار وليس فقط لصيانة ارواح المواطنين وممتلكاتهم وتأمين الحياة الآمنة السعيدة لهم، بل وايضا لاعادة تعمير البلاد وبناء اقتصاده وتجديد جميع مرافق الحياة وبالتالي للازدهار الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والثقافي وتقديم الخدمات الاساسية والضرورية للناس، فمن المعلوم ان البعث العفلقي قد نفذ وعيده وتهديده بترك الخراب والدمار في العراق للبنية التحتية في الوزارات والمؤسسات الحكومية في الزراعة والصناعة والمجالات الصحية والثقافية والاجتماعية وغيرها.

فلقد مرت حقب مظلمة من حكم ديكتاتوري اجرم بحق الشعب والوطن واذاق جماهير شعبنا العراقي الابي مرارة الاضطهاد الطائفي في الوطن كله ومرارة الاضطهاد القومي الذي بلغ حد استعمال الاسلحة الكيمياوية وشن حرب ابادة سميت بالانفال ضد شعب كردستان العراق، واغتصب المجرمون حقوق الشعب الديمقراطية وصادروا حرياته الاساسية وبددوا خيرات البلاد الوفيرة في حروب داخلية ولبناء الاجهزة القمعية وسرقة الاموال وخزنها في البنوك الاجنبية والمشاريع وفي مغامرات عسكرية فاشلة ضد الشعب الكردي والجنوب الشيعي الثائر المنتفض وضد احرار العرب السنة وكذلك ضد الجارة ايران والشقيقة الكويت مما ادى الى افقار الشعب العراقي واعادته الى ظروف القرن الماضي، وارتكبت الديكتاتورية ابشع الجرائم بما فيها جرائم الحرب المحرمة دوليا كاستعمال الاسلحة الكيمياوية في كردستان (حلبجة نموذجا) وضد الاحرار العرب الشيعة في الوسط والجنوب، فتركت وراءها المقابر الجماعية التي تضم مئات الالوف من المواطنين المسالمين من رجال ونساء واطفال وشيوخ الذين دفنوا احياءً او قتلوا بالجملة دون محاكمة او محاسبة او حتى دون الاعلان عن الاسباب والنتائج، ولم يكتف المجرمون العفالقة بما دمروه وبمن قتلوه اثناء حكمهم بل تحالف ايتامهم مع العصابات الارهابية المجرمة المستكردة من الخارج من قبلهم لاشاعة الارهاب والتخريب في البلاد مستفيدين من الاموال الطائلة التي سرقوها من الشعب ومن عطف بعض اخواننا العرب الذين يحلو لهم وصف اجرامهم بالمقاومة ومعاداة الاحتلال، اذن فمهمة القضاء على الارهاب الاسود ضرورة ملحة لا تقبل التأجيل لتحقيق الامن والاستقرار ومن ثم الازدهار من جهة ولمحو آثار الدكتاتورية التي اجرمت بحق الشعب والوطن ولمنع انبعاثهم من جديد كآفة سرطانية خطيرة من جهة اخرى.

ولانجاز هذه المهمة نحتاج الى سياسة واقعية شاملة اعلامية سياسية اقتصادية عسكرية وفكرية في داخل الوطن ولاقناع الاشقاء والاخوان جيران الوطن بالكف عن دعم الارهاب الاسود اعلاميا وتشجيعيا وتمويليا وتسليحيا من الخارج ويجب التمييز بين الارهابيين والمجرمين وبين سائر العراقيين وحتى المخدوعين منهم بشعارات البعث المضللة وادعاءاته الباطلة ويجب علينا ايجاد الحلول السياسية والسلمية مع العراقيين المخدوعين المنخرطين في الارهاب والعفو عنهم ودعوتهم الى المسيرة الديمقراطية واعطائهم المجال للاستفادة من الحريات الموجودة حتى في الدعوة الى ما يسمونه جلاء القوات الاجنبية وما يسمونه بالاحتلال.

اما الارهاب المجرم المستكرد من الخارج والمتحالف مع العفالقة المجرمين فلابد من التصدي لهم بحزم والسعي المستمر لعزلهم عن الناس ومن ثم الاعتماد على الجماهير الغاضبة منهم لتطهير المناطق المبتلية بآفة الارهاب من اجرامهم ووجودهم ولانجاز هذه المهمة لابد من سياسة اعلامية وحرب فكرية ضدهم بجانب التصدي الحازم لهم ولابد من الوصول الى اتفاق مع الاشقاء العرب ليكفوا عن الاسناد الاعلامي والدعم المالي والتسليحي والتدريبي لهم.

واخيرا فلابد من تحقيق المصالحة والاتفاق والتعاون مع الاخوة العرب السنة المؤمنين بالمسيرة الديمقراطية وتحقيق حقوقهم المشروعة ضمن هذه المسيرة وكذلك العفو عن العراقيين المستعدين للاسهام في المسيرة الديمقراطية هذه.

 اذ لا يمكن الاستغناء ابدا عن دور الاخوة العرب السنة في العراق الجديد.

ايها الجمع الكريم

يحتاج عراقنا الجديد الى سياسة خارجية فعالة قائمة على اسس التعايش السلمي وحسن الجوار مع الجيران والدول العربية والاسلامية ولابد من مطالبة الاشقاء بدعم العراق في نضاله ضد الارهاب وحرمان الارهابيين من جميع اشكال الدعم المعنوي والمادي ولابد من تنفيذ شعار عتيد للحركة التحررية العربية ظهر وبرز في الشقيقة الكبرى مصر، شعار (نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا).

وعلى العراق ان يقوم بدوره الفعال في الجامعة العربية ومنظمة الدول الاسلامية وفي المحافل الدولية المختلفة فالعراق عضو مؤسس وهام في الجامعة العربية ولن ينجح الركب العربي المتحرر في تحقيق اهدافه من دون العراق، لذلك يجب دعم العراق واسناد شعبه للتحرر من الارهاب والاجرام كي ينصرف الى الاعمار والازدهار وتحقيق التقدم الاجتماعي والثقافي والعمراني والاقتصادي.

وعلى الاشقاء والاخوة ان لا يتناسوا بأن الشعب العراقي شعب عظيم يملك طاقات بشرية وعلمية وثقافية وحضارية هائلة ولا يمكن الاستهانة بهذا الشعب العظيم حتى النهاية، اذ لا بد لهذا الليل ليل الارهاب والاجرام ان ينجلي وستشرق شمس الامن والاستقرار على ربوعه قريبا ان شاءالله.

وسيعود العراق الديمقراطي الفدرالي التعددي الموحد والمستقل لاحتلال المكانة اللائقة به في العوالم الاسلامية والعربية والاوربية والامريكية والاسيوية والافريقية، سيعود قريبا قويا عزيز الجانب يقدم مثالا جديدا يلهم شعوب شرقنا لنيل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.

وسيقف شعب العراق من جديد كعهده دائما بجانب القضايا العادلة للشعوب العربية والاسلامية وخصوصا قضية فلسطين حيث ايد الشعب العراقي دوما حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ارض وطنه وذلك على الرغم من مواقف التأييد لجلاد شعبنا ولحكم المقابر الجماعية وحروب الابادة من قبل بعض الاخوة الفلسطينيين مع الاسف الشديد.

ايها الحفل الكريم

لقد ناضل شعبنا العراقي بقوميتيه الرئيستين العربية والكردية وبقوميتيه التركمانية والكلدو اشورية وجاهدت جماهير شعبنا كثيرا في سبيل يوم الحرية والديمقراطية هذا، وضحى مئات الالوف من الشهداء بحياتهم الغالية لتحقيقه ولا شك ان نضال شعبنا وجهاد شهدائه الابرار قد لعب دورا هاما في اضعاف الدكتاتورية ونخر عظامها من الداخل مما سهل لقوات التحالف تحرير العراق واسقاط الدكتاتورية الآثمة بحق شعبنا والخائنة للوطن.

فشكرا جزيلا لكل الذين ساعدوا شعبنا ايام النضال والجهاد الطويل شكرا لسورية حافظ الاسد والجمهورية الاسلامية الايرانية وامريكا وبريطانيا وتركيا وسائر دول التحالف على اسنادهم الشعب العراقي واسهامهم غير المباشر والمباشر لتحريره.

وهنيئا لارواح قادة العراق العظام الذين قادوا نضال وجهاد شعبنا في سبيل يوم الحرية والديمقراطية هذا.

هنيئا لارواح الشيخ محمود الحفيد والشيخ احمد البارزاني والقائد الجنرال مصطفى البارزاني وابراهيم احمد ولأرواح جعفر ابو التمن وكامل الجادرجي وبدري وعزيز شريف والجواهري.

وهنيئا لأرواح آيات الله العظام سماحة السيد محسن الحكيم والشهيد سماحة السيد محمد باقر الصدر والشهيد سماحة محمد صادق الصدر وشهيد المحراب سماحة السيد محمد باقر الحكيم اذ لم تذهب جهودهم ونضالاتهم وجهادهم الشاق لم تذهب سدى بل اثمرت واسهمت في تحقيق حلم الشعب العراقي في التحرير من الدكتاتورية واقامة الحكم الديمقراطي العادل الفدرالي والتعددي الموحد والمستقل في ربوع عراقهم، وعهدا لهم عهد الرجال الاوفياء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..

عهدا لهم بان نسير بهدى افكارهم وارشاداتهم ووصاياهم على الدرب حتى نحقق لشعبنا العراقي الانتصار الكامل والازدهار والحياة الحرة الكريمة الآمنة السعيدة.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

*من ثم القى مام جلال خطابا موجزا باللغة الكردية الى الشعب الكردي قال فيه :

خوشك و براياني خؤشةويست، داواي ليَبوكردنتان ليَدةكةم كة بةزماني دووةمي رةسميي عيراق، زماني كردي، ثيرؤزبايي بنيَرم بؤ خةلَكي كردستان، مذدةيان بدةميَ كةئةوانيش لةذيَر سايةي عيراقي ديموكراتي فيدرالي يةكطرتووي سةربةخؤدا، ئيتر هةتاهةتاية رزطاريان بووة لةشةرِي لةناوبردن و شةرِي ثاكسازيي نةتةوايةتي و ئةوانةي ناوياننرابوو ئةنفال و كاولكردني ولآتةكةيان، مذدةيان بدةميَ كة خويَني ثاكي شةهيدةكانيان داري ئازاديي هيَناوةتةبةرو ئةم رؤذة خؤشةي هيَناوةتةكاية، مذدةيان بدةميَ كة ئةمرِؤ خةلَكي كردستان هاوولآتي راستةقينةن و رؤلَةيةكيان لةلايةن خةلَكي عيراقةوة هةلَبذيَردراوة بؤ سةرؤكايةتي عيراق و مافةكانيان سةلميَنراوة، هةموو خةلَكي عيراق ئةمرِؤ وةكو برا تةماشاي برا كردةكاني خؤيان دةكةن، واتا ئةمرِؤ يةكيَتييةكي راستةقينةي عيراقي، يةكيَتييةك كة بنياتنراوة لةسةر يةكطرتنيَكي بةئارةزوو، ديموكراسي، فيدرالي هاتووةتةكايةوة، سلآو لةطياني ثاكي هةموو شةهيدان، بةشةهيدةكاني كردستان و ناوةرِاست و خواروو.

سلآوي خواتان ليَبيَت

 

اهتمام اعلامي بارز بانتخاب مام جلال رئيسا لجمهورية العراق الفيدرالي

 

BBC : طالباني، أول رئيس يعرفه العراق عبر صناديق الاقتراع

اختارت الجمعية الوطنية العراقية اليوم الأربعاء زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني رئيسا للعراق. كما اختار النواب العراقيون نائبين للرئيس هما الشيعي عادل عبد المهدي والسني غازي الياور. 

وكان الاتفاق على تسمية الرئيس ونائبيه قد تم خلال مفاوضات استغرقت عدة أسابيع ولم تطرح أسماء غيرهم للتصويت. ويقول المراسلون إن طالباني هو أول رئيس يعرفه العراق عبر صناديق الاقتراع وإن اختياره ونائبيه يعتبر من الخطوات الرئيسية لتنصيب أول حكومة منتخبة ديمقراطية في العراق منذ خمسين عاما. ويعد اختيار طالباني رئيسا نصرا سياسيا كبيرا لكرد العراق الذين عانوا كثيرا في ظل نظام صدام حسين. وصرح عضو البرلمان الشيعي حسين الشهرستاني لوكالة أسوشايتد برس للأنباء بقوله: "إننا سعداء بأن يأتي أول رئيس منتخب للعراق من بين طائفة عانت سنوات طويلة من القهر". 

‏ فرانس بريس :البرلمان العراقي ينتخب طالباني اول رئيس كردي في تاريخ العراق

انتخبت الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) الاربعاء جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني كأول رئيس دولة كردي في تاريخ العراق وعادل عبد المهدي والشيخ غازي عجيل الياور نائبين له.وصوت 227 عضوا من اعضاء البرلمان الـ(257) الذين حضروا الجلسة لطالباني وعبد المهدي والياور.وحال اعلان النتائج دوى تصفيق كبير في داخل قاعة البرلمان حيث قام الاعضاء الحاضرون بتقديم التهاني للفائزين الثلاثة.وقال طالباني في كلمة له بمناسبة فوزه "وعدا لكم عهد الرجال الاوفياء ان نبذل قصارى جهدنا لنبقى عند حسن ظنكم ونسمع اراءكم ونصائحكم وننفذ قراراتكم وان نسهم بجد واخلاص في ايجاد حكم ديمقراطي يوفر الحريات ويسعى لاجتثاث الارهاب الاجرامي والفساد الاداري وافكار العفالقة الفاشيستية ومفاهيمه العنصرية الطائفية".

ودعا طالباني جميع الدول الى "معاملة العراق معاملة كريمة وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والكف عن مساعدة الارهاب الاسود الذي يشن حرب ابادة جماعية ضد الشعب العراقي".

واوضح طالباني ان "العراق يسعى لاقامة علاقات متكافئة مع جيرانه رافعا شعار (نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا)". وقد عمت مدن كردستان وخصوصا في السليمانية معقل طالباني وكركوك التي يعتبرها الكرد "قلب وقدس كردستان" واربيل التي يعتبرونها مركز كردستان مسيرات واحتفالات. وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية المنتهية ولايته "هذه المرة الاولى التي يتم فيها انتخاب كردي لمنصب رئيس جمهورية العراقي لذلك فأننا نعتبر هذا الحدث تاريخيا".

ومن جانبه اكد احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي ان "انتخاب طالباني اعاد الكرد الى وطنهم العراق بعد 13 عاما من الانفصال بسبب حكم الرئيس المخلوع صدام حسين". واضاف ان "طالباني يستحق هذا المنصب وترشيحه دليل على ان الكرد جزء لا يتجزأ من العراق".وقال طالباني في كلمة له بمناسبة فوزه "وعدا لكم عهد الرجال الاوفياء ان نبذل قصارى جهدنا لنبقى عند حسن ظنكم ونسمع آراءكم ونصائحكم وننفذ قراراتكم وان نسهم بجد واخلاص في ايجاد حكم ديمقراطي يوفر الحريات ويسعى لاجتثاث الارهاب الاجرامي والفساد الاداري وافكار العفالقة الفاشيستية ومفاهيمه العنصرية الطائفية".

ودعا طالباني جميع الدول الى "معاملة العراق معاملة كريمة وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والكف عن مساعدة الارهاب الاسود الذي يشن حرب ابادة جماعية ضد الشعب العراقي".

واوضح طالباني ان "العراق يسعى لاقامة علاقات متكافئة مع جيرانه رافعا شعار (نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا)".وفي مؤتمر صحافي اعقب جلسات البرلمان سؤل طالباني حول ما اذا كان سيبقى في الشمال ام في بغداد لادارة شؤون العراق ضحك وقال "كيف اكون رئيسا للجمهورية العراقية وانا في شمال العراق". وتابع "الا اذا صار الى اتخاذ عاصميتن في العراق واحدة شتوية في الشمال وهي اربيل واخرى صيفية في بغداد".

وحول مسألة رفض الكرد رفع علم العراق في كردستان قال طالباني ان "الجمعية الوطنية ستختار علما جديدا للعراق والعلم الموجود حاليا هو ليس علم العراق بل علم العفالقة" في اشارة الى ميشال عفلق احد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل.

واكد طالباني الذي بدا سعيدا جدا ان "يوم غد سيشهد عملية القسم القانوني يعقبها تكليف ابراهيم الجعفري بتشكيل الحكومة بالتشاور مع القوائم الفائزة في الانتخابات للوصول الى تشكيلة وزارية مقبولة من قبل الجميع".

الرئيس بوش يهنئ مام جلال ويشكره على دوره القيادي في العراق

هنأ الرئيس الامريكي جورج بوش السيد جلال طالباني بمناسبة انتخابه من قبل الجمعية الوطنية العراقية رئيسا لجمهورية العراق.وقال الرئيس بوش للسيد طالباني في اتصال هاتفي من على متن طائرته وهو في طريقه الى الفاتيكان :"ان هذا اليوم يوم تاريخي للعراقيين ولنضالنا المشترك ولدعم الشعب العراقي"، واضاف قائلا :"اننا نثمن عاليا شجاعة الشعب العراقي الذي تحدى الارهابيين وشارك في انتخابات ناجحة قل نظيرها والتي تمخضت عن نتائج باهرة".

ونقل بيان رئاسي عن بوش قوله "لقد اتخذ المجلس الوطني الانتقالي خطوة بالغة الاهمية الى الامام في عملية التحول الديمقراطي بالعراق حين صوت باغلبية ساحقة على انتخاب المجلس الرئاسي للحكومة العراقية المؤقتة" واضاف "لقد اظهر الشعب العراقي التزامه بالديمقراطية ونحن من جانبنا ملتزمون امام العراق".وقال البيان ان بوش شكر طالباني على دوره القيادي في العراق.

ومن ناحيته شكر الرئيس العراقي المنتخب جلال طالباني نظيره الامريكي وقال ان شجاعة ادارتكم واصرار شخصكم على تحرير العراق من الدكتاتورية كانا كفيلين بتهيئة الظروف والاجواء الملائمة لتحقيق الديمقراطية في العراق والتي انبثقت عنها الجمعية الوطنية العراقية التي بدورها اولتنا ثقتها وانتخبتنا رئيسا للعراق.وخلال الاتصال الهاتفي اكد الرئيس العراقي المنتخب للرئيس جورج بوش ان العراق الجديد سيواصل تحالفه لمحاربة الارهابيين والارهاب والاستبداد ولتحقيق الحرية والديمقراطية والعدل في الشرق الاوسط.وفي ختام الاتصال جدد الرئيس الامريكي دعم ادارته للرئيس العراقي الجديد متمنيا له النجاح والتوفيق في مهامه والنهوض بالواقع العراقي.

 

روسيا : انتخاب طالباني رئيسا للجمهورية سيعود بالخير على العراق

‏ وكالة نوفوستي 6/4/2005:

 يجد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف قرار البرلمان العراقي بانتخاب زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني رئيسا للعراق قرارا منطقيا ورشيدا. 

وقال ميخائيل مارغيلوف لـ"نوفوستي": لم يكن صحيحا لو انتخب السني أو الشيعي رئيسا للعراق في الوقت الراهن لأن من شأن ذلك ان يذكي نيران الخلاف على أساس الدين ويؤدي إلى تفاقم الوضع في البلاد. 

ويرى ميخائيل مارغيلوف ان البرلمان العراقي حرص على تحقيق التوازن في القيادة العراقية الجديدة باختيار السني غازي الياور والشيعي عادل عبد المهدي نائبين للرئيس. 

وقال ميخائيل مارغيلوف إنه تكون لديه عندما زار جلال الطالباني روسيا قبل عامين الانطباع بأنه (أي جلال الطالباني) إنسان معتدل ولا يشتط عن الموضع الصحيح. وأعلن جلال الطالباني خلال زيارته لروسيا أكثر من مرة أنه نصير وحدة وسيادة العراق. وأضاف السيناتور الروسي أنه اعتبر انتخاب هذا الرجل رئيسا للجمهورية فأل خير للعراق. 

ولفت إلى ان المهمة الأولى للحكومة العراقية الجديدة صوغ دستور جديد للبلاد. 

وقال إنه لا يمكن الجزم بأن من اختارهم البرلمان العراقي اليوم رئيسا للجمهورية ونائبين للرئيس سيعاد انتخابهم بالضرورة بعد ان يتبنى العراق الدستور الجديد. ويتوقع ان يتم صوغ الدستور الجديد قبل 15 أغسطس، ثم يتم اعتماده. بعدها ستجرى، على الأرجح، انتخابات جديدة ويتم تشكيل حكومة جديدة. وأشار إلى ان الفرصة متاحة لمن انتخبوا اليوم رئيسا للعراق ونائبين للرئيس ليظهروا فعاليتهم. 

 

الجامعة العربية ترحب بانتخاب طالباني رئيسا للجمهورية وتعتبره شخصية وطنية عراقية

رحبت جامعة الدول العربية باختيار الجمعية الوطنية العراقية جلال طالباني رئيسا للعراق وباختيار نائبين له.وقال الامين العام المساعد للجامعة للشؤون السياسية السفير احمد بن حلي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان الجامعة ترحب باختيار الجمعية الوطنية العراقية "البرلمان" لشخصية وطنية عراقية هو جلال طالباني رئيسا للعراق مضيفا ان هذا الاختيار للرئيس ونائبيه يندرج في اطار استكمال المسيرة السياسية في العراق.

وذكر ان هذه العملية السياسية تعكس وجود توافق عراقي بين مكونات الشعب العراقي على هذه الاختيارات وتؤكد حرص العراقيين على مشاركة الجميع في صياغة الدستور الدائم للبلاد والذي يشكل القاعدة الاساسية لاعادة بناء الدولة العراقية.

وشدد على اهمية جلاء الوجود الاجنبي في العراق وتمكين الشعب العراقي من تقرير مصيره وتولي زمام امره بنفسه وبشكل حر وديمقراطي يعبر عن ارادته.

ونوه بن حلي بالجهود المبذولة على المستوى العراقى لاشراك جميع مكونات الشعب العراقي معتبرا ان هذا امر ضروري لضمان نجاح خطوات العملية السياسية الحالية في العراق. واشاد بن حلي بشخصية طالباني وقال انه شخصية وطنية عراقية وكان هناك تواصل بينه وبين الجامعة العربية وامينها العام عمرو موسى مضيفا ان طالباني زار الجامعة العربية عندما كان رئيسا لمجلس الحكم العراقي المؤقت.

وعبر عن ثقة جامعة الدول العربية في حرص القيادات والزعامات العراقية على وحدة العراق ارضا وشعبا وسلامته الاقليمية والوطنية وحسن علاقته مع جيرانه وتوظيف كل قواه وطاقاته لصالح الشعب العراقي.

واكد بن حلي حرص جامعة الدول العربية على استمرار تواصلها مع القيادة العراقية الجديدة وكل القوى العراقية الوطنية الفاعلة وجميع شرائح المجتمع العراقي كما كان في السابق.

 

مـــــام جــــــلال 

تحت هذا العنوان كتبت الكاتبة والاعلامية اللبنانية سحر بعاصيري في صحيفة(النهار) اللبنانية 8/4/2005 مقالا هذا نصه :

انتخاب زعيم كردي رئيسا للعراق هو حدث تاريخي بكل المقاييس، للكرد وللعراقيين وللعرب جميعا مهما اختلفت الاراء فيه، وستختلف، وهو حدث ايجابي جدا على رغم اختلاف الاراء.

فمن دون اي نفاق او مداراة، لم يكن العراقيون الكرد يوما مواطنين كالعراقيين العرب وكانوا في ظل صدام حسين مجموعة ينزل فيها كل اشكال العقاب والاضطهاد من تهجير وتشتيت وقتل وحرمان. والان مع انتخاب جلال طالباني، "مام (عمو) جلال"، رئيسا يستعيد كرد العراق الثقة بمواطنيتهم والوطن وشركائهم فيه وانتمائهم اليه، ويعوضون الظلم والتهميش اللذين عانوهما. وهل يمكن عراقياً كردياً وحتى طالباني نفسه ان يكون شعر بعراقيته اكثر منه في هذه اللحظة؟

ومن دون اية اوهام، فان النضال التاريخي للعراقيين الكرد هو نضال من اجل الاستقلال. لم يطمئنوا يوما الى بغداد والى مشاريعها لهم، تماما كما ان عراقيين عرباً لا يطمئنون الى نزعتهم الانفصالية. وقد تعزز هذا القلق منذ قيام الحكم الذاتي في كردستان العراق بعد "عاصفة الصحراء" مطلع التسعينات ثم اصرار الكرد على حمايته بعد سقوط نظام صدام في عراق فيديرالي مع تكريس وضع خاص للمحافظات الكردية الثلاث في الدستور الموقت يعطيها هامشا كبيرا في حسم القرارات الوطنية. بل تعزز اكثر في انتخابات 30 كانون الثاني الماضي عندما قال 97 % من الناخبين الكرد في استفتاء جانبي انهم يؤيدون الاستقلال عن العراق. فهل من خطوة تطمئن الكرد الى مستقبلهم في العراق اكثر من مساواتهم والعرب في الحقوق والواجبات واكثر من الثقة بهم بتوليتهم الرئاسة؟ والاهم، أليس في خطوة كهذه قرار باستعادة الكرد وحماية لوحدة العراق؟

صحيح ان المآخذ كثيرة على العملية الديموقراطية في الاحتلال للعراق، ولعل عدم مشاركة فئة من العراقيين (السنّة) فيها يفقدها معناها الديموقراطي الحقيقي، وصحيح ان وصول طالباني الى الرئاسة هو نتيجة توافق بين الشيعة والكرد على تقاسم السلطة ونتيجة اصرار الكرد على المنصب تماما مثل اصرارهم على وزارة الخارجية في الحكومة الانتقالية. لكن هذا لا يقلل أهمية الاختيار بل يعززه في اتجاه الحفاظ على العراق الموحد.

ومن دون اية مشاعرعروبية شوفينية، يمثل انتخاب "غير عربي" لتولي رئاسة دولة عربية تعبيراً عن عروبة واثقة من نفسها قادرة على الانفتاح على الاقليات والعرقيات المختلفة في دولها، وعن فهم اكبر واكثر تعقيدا للمعنى الحضاري للعروبة. فرئاسة "مام جلال" للعراق لا تسقط عن العراق عروبته. وقد حرص هو في كلمته على مخاطبة حساسية الخائفين او الحذرين بتشديده على الهوية العربية للعراق وعلى دور العراق الجديد في دعم حق الفلسطينيين في دولة مستقلة على ارضهم.

كل هذا لا يغير في حقيقة ان النقاش لن يهدأ في شأن هذه السابقة التي لخصها رئيس الجمعية الوطنية الانتقالية حاجم الحسني بقوله:"هذا هو العراق الجديد. عراق ينتخب كرديا ليكون رئيسه، ورئيسا عربيا (كان لا يزال في منصبه) ليكون نائبا له".

لكن الاهم من لحظة الاحتفال بهذا الانجاز هو القدرة على حماية معناه. فالتحدي لا يقف عند حدود توافق الشيعة والكرد على صيغة لتقاسم المناصب مثلما توافقوا على ضرورة اشراك السنّة، فهذه على اهميتها مجرد بداية. والتحدي الحقيقي يكمن في اكتمال التوافق بين جميع العراقيين بما يضمن استمراريته. واستمراريته لا تزال رهن تسوية خلافات كبيرة بين العراقيين وخصوصاً بين الشيعة والكرد تواجه اختبارها الاكبر والاصعب مع كتابة الدستور الذي يجب ان ينجز منتصف آب.

كاكة جلال:إصلاحات العرب مصالحات العروبة 

تحت هذا العنوان كتب الكاتب والاعلامي علي الرز في صحيفة(الراي العام) الكويتية 8/4/2005 مقالا هذا نصه :

كثيرون من العرب نظروا الى انتخاب جلال طالباني رئيسا للعراق بغصة لم يسمح الوقت بالتعبير عنها،فهم يرون ان وصول كردي الى رئاسة دولة عربية جزء من مشروع أمريكي تقسيمي للمنطقة او في اضعف الاحوال طعنة لايديولوجيا العروبة التي تطغى فيها الالوان القمعية الشمولية الدينية والمذهبية على فكرتها الحضارية التكاملية.

بعيدا من كاكا جلال،وبعيدا مما حصل في العراق،يبدو ان العرب كأمة لن يعرفوا اي اصلاح قبل ان تتصالح العروبة كفكرة مع مجموعة عناصر.

المصالحة الاولى مطلوبة بين العروبة والانسان،فلا تضيع حقوقه وسط الفكرة القسرية القائمة على ان "الأمة أولا" و"الوطن أولا" فيفسر القائد او الحزب الحاكم مصالح الامة والوطن كما يريد وينتهي المواطن العادي في زنازين الموت او الخيانة لانه فكر في مصالحه مع مصلحة الوطن او فكر في مصلحة الوطن بطريقة مغايرة لتفكير الزعيم.

المصالحة الثانية مطلوبة بين العروبة والديموقراطية،اذ يجب ان تنتهي الى الابد تلك المصادرة التاريخية للحريات بحجة ان "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" وان الديموقراطية في ايام الحروب والتصدي وخوض ملاحم مع العدو(عسكريا وسلميا) ترف مضر،وان المناداة بحرية العمل السياسي وحرية التعبير وتداول السلطة تستهدف اساسا النخب الحاكمة. كما يجب ان تنتهي الى الابد عناصر ادارة البلاد والعباد القائمة على تركيز السلطة والثروة في يد طبقة واحدة تلتف حولها طبقة هامشية من المستفيدين الموالين تؤمن لها تعددية مزيفة وكاريكاتورية في اغلب الاحيان،فاسلوب الادارة هذا يلد مع مرور الزمن فرضية "اما النظام الحالي واما الفراغ والتوتر المذهبي والمناطقي والطبقي" وهي الفرضية التي تؤخر التغيير وتجعل اكثر القوى الراغبة فيه تتأنى في الخطاب والممارسة.

المصالحة الثالثة مطلوبة بين العروبة والاقليات،وهذه قضية في غاية الحساسية وتعرضت كثيرا الى التشويه المتعمد،فاما ان تكون الفكرة القومية جامعة حاشدة لكل الطاقات والاطياف والعناصر خلفها واما ان تكون قناعا للبوس ديني او سلطوي حاكم باسم الدين او المذهب. ولا داعي لاستذكار التجارب العربية المريرة التي تعرضت فيها اقليات الى التنكيل السلطوي او حتى الاجتماعي المغطى بموافقة السلطة،فهذه الاقليات ونتيجة عدم السماح لها بالتعبير عن ثقافاتها وخصائصها في اطار مشروع المواطنة الغائب صارت مضطرة اما الى ممالأة السلطة باساليب تنتقص من الكرامات (ليس اقلها الخدمات الاستخباراتية) واما الاستنكاف والاعتراض لتصنف فورا في خانة العداء والاعتداء على الاستقرار الداخلي وتتعرض بالتالي الى سيف الارتياب والملاحقة والقمع.

والمصالحة الرابعة مطلوبة بين العروبة والعالم،فالعرب ترعرعوا على بغض الآخر بغض النظر عن الظروف الموضوعية التي انتجت مشاعر الحقد والقهر والكراهية،وهم نشأوا دائما على وجوب حب الزعيم وفكرته وبرنامج الحزب الحاكم،وعلى الانخراط في التحدي الذي حدده لهم،وترعرع بعضهم على فكرة انهم ما زالوا يدفعون ثمن حكمهم للاندلس وان العالم كله يخاف من العناصر الحضارية الكامنة الموجودة في الامة العربية لذلك يكيد لهم ويكيدون له،وما زال بعضهم الآخر مؤمنا بان هدف الغرب الاساسي سرقة ثرواتنا،وبلغ من عجز كثيرين وعدم قدرتهم على المصالحة والحوار مع العالم ان صارت المواجهة هي البرنامج السياسي لهذه العلاقة مهما كان لونها،لذلك نجد شيوعيين وقوميين وعلمانيين عربا لم يعرفوا في تراثهم النضالي غير شتيمة الآخر الغربي يتنكرون لكل ما آمنوا فيه واعتنقوه من افكار ويلتحقون بخطاب ديني او مذهبي لا لشيء الا لان التيار الديني والمذهبي يعيش عصره الذهبي في مواجهة الأمريكيين والاوروبيين.

وسط هذه المصالحات الغائبة ودعوات الاصلاح الحاضرة،يصل الى سدة الرئاسة في عراق تعددي زعيم كردي بموجب انتخابات ودستور توافقي يحاول واضعوه ان يؤسس لمشروع مواطنة حقيقية ومجتمع مدني،انها احدى الصور البيضاء في فكرة العروبة الحضارية نفسها،فهل تنجح المحاولة وتبدأ المصالحات ام يتوافق التآمر الخارجي مع الجهل الداخلي لتضييع فرصة تاريخية وانتاج اوضاع مخيفة يترحم معها المرء على ما سبق؟ الاجابة قد تكون في العراق... وفي خارج العراق ايضا.

 

PUKmedia عن الانصات المركزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket