عاصفة الحزم وآفاق المنطقة

العالم 03:10 PM - 2015-03-30
   "عاصفة الحزم" وآفاق المنطقة

"عاصفة الحزم" وآفاق المنطقة

انطلاق «عاصفة الحزم» وإشكاليات المنطقة


وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز فجر الخميس, ببدء عملية «عاصفة الحزم». وبدأت العملية العسكرية بغارات جوية على مواقع عسكرية تسيطر عليها جماعة الحوثي في صنعاء ضمن تحالف خليجي لحماية الشرعية في اليمن تلبية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحماية البلاد من المتمردين الحوثيين الذين أصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن.
وأعلنت خمس دول خليجية، وهي المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ودولة قطر، ودولة الكويت، قرار دعم الشرعية اليمنية.
وجاء في بيان من الدول الخليجية: «قررت دولنا الاستجابة لطلب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان الميليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق».
وكشف السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير تفاصيل بدء العملية العسكرية في مؤتمر صحافي, أكد فيه التشاور مع حلفاء السعودية لبدء العملية العسكرية.
وأكد السفير الجبير أن «العملية العسكرية لا تقتصر على مدينة أو منطقة بعينها في اليمن». وأضاف السفير السعودي في مؤتمر صحافي في واشنطن مساء أمس، أن تحالفا من عشر دول يشارك في الحملة العسكرية في محاولة «لحماية الحكومة الشرعية» للرئيس اليمني والدفاع عنها. وامتنع السفير الجبير عن إعطاء أي معلومات عن مكان وجود الرئيس هادي الذي تضاربت المعلومات حول موقعه خلال يوم أمس بعد قصف مقاتلات المتمردين لمقر رئاسته في عدن. وأعلنت مصر عن دعمها للعملية العسكرية.
وجاء في البيان الصحافي: «تابعت كل من (المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، ودولة قطر، ودولة الكويت) بألم كبير وقلق بالغ تطورات الأحداث الخطيرة في الجمهورية اليمنية والتي زعزعت أمن اليمن واستقراره جراء الانقلاب الذي نفذته الميليشيات الحوثية على الشرعية، كما أصبحت تشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة واستقرارها وتهديداً للسلم والأمن الدولي.
 وقد سارعت دولنا إلى بذل كافة الجهود للوقوف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق في محاولاته لاسترجاع أمنه واستقراره من خلال البناء على العملية السياسية التي أطلقتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ولحماية المنطقة من تداعيات هذا الانقلاب».
وفور إعلان بيان خليجي عن بدء العملية، أعلنت مصر دعمها للعملية سياسيا وعسكريا. وقال بيان للخارجية المصرية: «تابعت جمهورية مصر العربية بقلق بالغ على مدار الأسابيع الماضية التدهور الشديد في الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن الشقيق، وما شهدته من انقضاض على المؤسسات الشرعية وانتشار لأعمال العنف والإرهاب، الأمر الذي طالما أعلنت مصر رفضها الكامل له، وطالبت بالتنفيذ التام لمخرجات الحوار الوطني واحترام الشرعية».
وأوضح البيان أنه «اتصالا بالتطورات الحالية، تعلن جمهورية مصر العربية دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن استجابة لطلبها، وذلك انطلاقا من مسؤولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي»، مضيفا أنه «جاري التنسيق حاليا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الشقيقة بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا ما لزم الأمر، في إطار عمل الائتلاف، وذلك دفاعا عن أمن واستقرار اليمن وحفاظا على وحدة أراضيه وصيانة لأمن الدول العربية الشقيقة».
على صعيد متصل، اكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي، أن بلاده انخرطت فعليا في خط المواجهة وانضمت إلى تحالف دول مجلس التعاون الخليجي في حربه ضد المتمردين الحوثيين، مشيرا إلى ان الطائرات الحربية السودانية بدأت منذ البارحة المشاركة في طلعات جوية ضمن التحالف الخليجي في مواجهة مباشرة مع الحوثيين.
من جهتها، أعلنت المملكة المغربية تضامنها الكامل والمطلق مع المملكة العربية السعودية، والتحالف الذي يضم أكثر من 10 دول، في العملية التي تقوم بها ضد الحوثيين باليمن، استجابة لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وصرحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، في بيان نقلته وكالة الأنباء المغربية، بأن المملكة المغربية تابعت عن كثب وبانشغال كبير التطورات الخطيرة في اليمن، والمتمثلة في استخدام الميليشيات القوة والعنف والإمعان في نسف مكتسبات الحوار الوطني اليمني وضرب الشرعية.

حقائق: التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن
شنت السعودية ودول حليفة لها غارات جوية في اليمن يوم الخميس لوقف تقدم المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران باتجاه مدينة عدن الجنوبية حيث يتحصن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، إن تحالفا يضم أكثر من عشر دول انضم إلى الحملة العسكرية في محاولة لحماية حكومة هادي دون أن يسمي الدول المشاركة.
ووقعت الامارات والبحرين والكويت وقطر بيانا مشتركا مع السعودية للاعلان عن العمل العسكري لتبقى بذلك سلطنة عمان هي الدولة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي التي لم تنضم إلى التحالف.
وقالت مصر والأردن والسودان إن قواتهم شاركت في العملية وتعهد السودان بإرسال قوات برية وطائرات حربية.
وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء ان العاهل المغربي الملك محمد السادس اجرى اتصالا هاتفيا امس الخميس مع نظيره السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اكد فيه تقديم كل اشكال الدعم للسعودية في التحالف الذي تقوده ضد الحوثيين.
وقالت باكستان يوم الجمعة إنها لم تتخذ قرارا بشأن ما اذا كانت ستقدم دعما عسكريا للسعودية لكنها تعهدت بالدفاع عن المملكة في مواجهة أي تهديد لسلامتها.
وفيما يأتي قائمة بالدول التي أكدت مشاركتها في التحالف:
- تقود السعودية التحالف. وذكرت قناة العربية أنها تشارك بمئة مقاتلة و150 ألف جندي وبعض الوحدات البحرية.
- وقعت الإمارات بيان مجلس التعاون الخليجي. وذكرت قناة العربية أنها أرسلت 30 مقاتلة.
- وقعت البحرين بيان مجلس التعاون الخليجي. وذكرت قناة العربية أنها أرسلت 15 مقاتلة.
- وقعت الكويت بيان مجلس التعاون الخليجي. وذكرت قناة العربية أنها أرسلت 15 مقاتلة.
- وقعت قطر بيان مجلس التعاون الخليجي. وذكرت قناة العربية أنها أرسلت عشر مقاتلات.
- قال الأردن إن مقاتلاته شاركت في العملية. وقالت قناة العربية إن ست مقاتلات أردنية شاركت.
- قال السودان إن قواته الجوية والبرية ستشارك في العملية. وقالت قناة العربية إن ثلاث مقاتلات سودانية شاركت.
- قالت مصر إن قواتها البحرية والجوية شاركت في الحملة. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن القوات البرية المصرية قد تشارك "إذا لزم الأمر".
- ذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية ان المغرب يضع "القوات الجوية الملكية المغربية الموجودة بالإمارات العربية الشقيقة رهن إشارة هذا التحالف.". واستخدمت هذه الطائرات في عمليات ضد تنظيم الدولة الاسلامية.


دعم دولي وإقليمي
***أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما خال اتصال هاتفي مع عاهل السعودية، دعم الولايات المتحدة للعملية العسكرية التي يشنها تحالف اقليمي تقوده الرياض ضد المتمردين الحوثيين في اليمن ويحمل اسم (عاصفة الحزم).
واتصل الرئيس الأمريكي باراك اوباما الجمعة بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز واكد له دعم الولايات المتحدة للعملية العسكرية التي يشنها تحالف اقليمي تقوده الرياض ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، كما اعلن البيت الابيض.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الأمريكي برناديت ميهان في بيان ان الرئيس الأمريكي "جدد التأكيد على متانة الصداقة بين الولايات المتحدة والسعودية وشدد على دعم الولايات المتحدة للتحرك الذي تقوم به السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي ودول اخرى ردا على الطلب الذي تقدم به الرئيس (اليمني عبد ربه منصور) هادي ودعما للحكومة الشرعية في اليمن".
واضافت ان الزعيمين اتفقا على ان "الهدف المشترك هو التوصل لاستقرار مستديم في اليمن ترعاه الامم المتحدة وتشارك فيه كل الاطراف كما تنص عليه مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي".
ولفتت المتحدثة في بيانها الى ان "الرئيس اكد على التزامنا امن السعودية".
*** أعلن البيت الأبيض، عن موافقة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما، على تقديم دعم لوجستي واستخباراتي لعملية "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن، مؤكداً في الوقت نفسه، إدانة واشنطن بشدة للعمليات التي ينفّذها المتمردون الحوثيون ضد الحكومة المنتخبة اليمنية، التي تسببت في الاضطرابات والفوضى التي تهدد سلامة ورفاه جميع المواطنين اليمنيين.
وأوضحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي برناديت ميهان، أن واشنطن كانت على اتصال وثيق مع الرئيس عبدربه منصور هادي والشركاء الإقليميين. وقالت: إنه ردا على تدهور الوضع الأمني، فقد نفّذت دول مجلس التعاون الخليجي وحلفاؤهم عملا عسكريا للدفاع عن الحدود السعودية وحماية الحكومة اليمنية الشرعية، ووفق ما أعلنته دول مجلس التعاون الخليجي في وقت سابق من هذه الليلة، بأنهم سيتخذون هذه الإجراءات بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وشددت المتحدثة على أن الولايات المتحدة، تنسق بشكل وثيق مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي في القضايا المتعلقة بالأمن والمصالح المشتركة. وتابعت: ودعماً لإجراءات دول مجلس التعاون الخليجي للدفاع ضد العنف الحوثي، وافق الرئيس أوباما على تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للعمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي، في حين أن القوات الأمريكية لا تقوم بعمل عسكري مباشر في اليمن، ونحن نعمل على إنشاء خلية تخطيط مشتركة لتنسيق الدعم العسكري الأمريكي والمخابراتي.
وأشارت إلى أن بلادها تراقب عن كثب التهديدات الإرهابية التي يشكلها تنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية، وستستمر في اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعطيل التهديدات المستمرة ضد الولايات المتحدة ومواطنيها. مضيفة، نحث الحوثيين بقوة على وقف زعزعة الاستقرار والعمليات العسكرية فوراً والعودة إلى المفاوضات كجزء من الحوار السياسي.
***وعقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مؤتمرا عبر الدائرة المغلقة مع نظرائه من دول الخليج، بشأن الوضع في اليمن، حسب ما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية.
وأوضح المسؤول، أن كيري أشاد بالعملية العسكرية ضد المتمردين الحوثيين، مشيرا إلى دعم واشنطن "بما في ذلك من خلال تأمين المعلومات الاستخباراتية والمساعدة في اختيار الاهداف والدعم اللوجستي للضربات" ضد المتمردين.
وتابع المسؤول أن "الوزراء أعربوا عن دعمهم للمفاوضات السياسية على أنها السبيل الأمثل لحل الأزمة، إلّا أنهم اشاروا إلى أن الحوثيين هم من بدأوا الحملة العسكرية". وأكّد المسؤول "لقد اتفقوا على البقاء على اتصال وثيق".
***وفي بيان مشترك للسيناتور جون ماكين والسيناتور ليندسي غراهام أشارا إلى ضرورة مساندة االسعودية والشركاء العرب وهم يستعيدون النظام في اليمن الذي كان على شفا حرب أهلية، وهاجما غياب القيادة الأمريكية في المنطقة. وقال البيان: «نتفهم الأسباب التي دفعت المملكة السعودية وغيرها من الشركاء العرب للقيام بتحرك عسكري لمواجهة الجماعات المتطرفة مثل (القاعدة) والمتشددين المدعومين من إيران ومنعهم من اتخاذ ملاذ آمن لهم على الحدود السعودية اليمنية، وتظهر الحملة غياب القيادة الأمريكية في المنطقة». وهاجم البيان ما أعلنه الرئيس أوباما في السابق من أن اليمن نموذج لنجاح سياسات إدارته في مكافحة الإرهاب. وأشار ماكين وغراهام إلى أن «استشهاد أوباما باليمن نموذج نجاح قد تحول الآن إلى نموذج صراع طائفي وحرب بالوكالة الإقليمية، وهذا أمر غريب ومضلل وحالة مساوية للقيادة من الخلف».
***وفي الأمم المتحدة، أشار فرحان الحاج المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن الحملة العسكرية ضد الحوثيين جاءت بناء على طلب من الرئيس الشرعي لليمن هادي، مشيرا إلى قرار مجلس الأمن الصادر في 22 مارس (آذار) الحالي الذي أكد مساندة المجلس لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي. وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدث تليفونيا مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حول التحركات العسكرية، مشددا على أن الأمم المتحدة ستتواصل مع جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة حول نتائج التحركات للوصول إلى الهدف الأمثل وهو العودة إلى طاولة التفاوض.
***وطالب الأمين العام للأمم المتحدة في بيان جميع الأطراف بعدم اتخاذ أي تحركات تؤدي إلى تقويض سلامة ووحدة أراضي اليمن، وشدد على ضرورة العودة للمفاوضات ومساندة العملية الانتقالية باعتبار المفاوضات هي الخيار الأمثل لحل الأزمة في اليمن. ويبحث الأمين العام للأمم المتحدة الأزمة اليمنية في اجتماعات القمة العربية، كما سيلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأشارت 3 دول من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن (هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) إلى مساندتها العلنية لحملة «عاصفة الحزم» فيما أبدت كل من روسيا والصين قلقها إزاء الوضع المتدهور في اليمن، ودعتا إلى سرعة حل النزاع اليمني عن طريق الحوار والتفاوض.
***وعبرت كل من بريطانيا وفرنسا عن تأييدهما للتدخل العسكري السعودي في اليمن، وطالبا باتخاذ كل التدابير لحماية اليمن وردع العدوان الحوثي. وأكدتا أن مجلس الأمن أعلن أن الرئيس هادي هو الرئيس الشرعي لليمن. وقال المتحدث باسم الخارجية البريطانية: «الإجراءات الأخيرة للحوثيين والتوسع في تعز وعدن هي إشارة لاستخفافهم بالعملية السياسية، وأي إجراء يتخذ ينبغي أن يكون وفقا للقانون الدولي، وفي نهاية المطاف يجب أن يكون الحل سياسيا للأزمة، وتتعين على المجتمع الدولي مواصلة الدعم الدبلوماسي والإنساني لتحقيق الاستقرار وتجنب الحرب الأهلية، والانهيار الاقتصادي، وأزمة إنسانية أعمق في اليمن».
***وفي اتصال بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الإيراني حسن روحاني، قال كاميرون: «هناك حاجة لعملية سياسية تعيد الاستقرار، وذلك يتطلب عدم دعم الدول الأخرى للمتمردين الحوثيين، بل من خلال تشجيع جميع الأطراف في اليمن للعمل معا على العملية السياسية». وأوضح ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية لـ«الشرق الأوسط» أن كاميرون وروحاني «بحثا أهمية عدم استغلال (القاعدة) لتدهور الوضع السياسي على الأرض، ورئيس الوزراء (بريطانيا) أوضح أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي من خلال دعم الرئيس هادي رئيسا شرعيا لليمن».
وأوضح الناطق باسم الحكومة البريطانية: «نحن نتحاور مع نظرائنا السعوديين حول الطريقة الأفضل لمساعدة عملياتهم».
رايس وهاموند يدعوان إلى حل سياسي في اليمن
***وقال البيت الأبيض في بيان إن مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس ووزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند التقيا يوم الجمعة واتفقا على أن التوصل لحل سياسي من خلال التفاوض هو أفضل نتيجة للأزمة في اليمن.وقال البيان إن رايس وهاموند اتفقا على أن النهج العسكري فقط سيؤدي إلى مزيد من المعاناة وعدم استقرار المنطقة.
***وقالت وزارة الخارجية البريطانية، يوم (الخميس)، إنّ بريطانيا تؤيد قرار السعودية بالتدخل عسكريا في اليمن، وإنها تعتبر تصرفات المتمردين الحوثيين الاخيرة علامة على عدم اكتراثهم بالعملية السياسية.
وأضافت الوزارة في بيان "نحن نؤيد التدخل العسكري السعودي في اليمن، بعد أن طلب الرئيس عبدربه منصور هادي دعما بكل الوسائل والاجراءات لحماية اليمن وصد العدوان الحوثي". ومضت قائلة "تصرفات الحوثيين الاخيرة وتوسعهم في عدن وتعز علامة أخرى على عدم اكتراثهم بالعملية السياسية. وفي النهاية يجب أن يكون حل الازمة سياسيا".

موغيريني: التحرك العسكري في اليمن ليس حلا
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني يوم الخميس إن التحرك العسكري في اليمن ليس حلا للأزمة وحثت القوى الإقليمية على التصرف بمسؤولية.
وقصفت طائرات حربية من السعودية ودول عربية حليفة لها المقاتلين الحوثيين الذين يحاربون للإطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقالت موغيريني في بيان "إنني مقتنعة بأن التحرك العسكري ليس حلا.. وفي هذا المنعطف الخطير ينبغي على كل اللاعبين الإقليميين التصرف بمسؤولية وبطريقة بناءة لإتاحة الظروف للعودة إلى المفاوضات على نحو عاجل.‭"‬
***في المقابل، أعربت موسكو عن قلقها إزاء الوضع في اليمن ودعت جميع الأطراف لوقف استخدام القوة. وقال بيان للسلطات الروسية: «روسيا تعتقد أن التوصل إلى تسوية سلمية لا بد أن يتم من خلال حوار وطني واسع، وتتواصل روسيا مع جميع الأطراف في الأزمة اليمنية بما في ذلك الأمم المتحدة لإيجاد الحلول السلمية لإنهاء الصراع المسلح في اليمن».
***وحثت الصين جميع الأطراف على التصرف بما يتفق مع القرارات التي أصدرها مجلس الأمن حول اليمن وتؤدي إلى حل الأزمة عن طريق الحوار واستعادة الاستقرار الداخلي في اليمن في أقرب وقت ممكن.
***من جهة اخرى، قالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن السعودية أطلعت أنقرة بأمر العملية مسبقا وانها ترى أن العملية ستعيد السلطة الشرعية وتمنع خطر الحرب الاهلية.
***وأيد الأزهر الشريف الجهود المصرية والعربية من أجل إعادة الاستقرار إلى دولة اليمن، بالمشاركة في العمليات العسكرية ضد الحوثيين الذين انقلبوا على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وأعلن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تأييد الأزهر للحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن المعروفة باسم "عاصفة الحزم"، معتبراً أنها "الصَّحوةِ العربيَّةِ التي بدأت تُدوِّى في المنطقة، وتحفظ مصالح شعوبها، وتحرس آمالَهم وطموحاتِهم".
وقال الإمام الأكبر: "الحمدُ للهِ، لقد استعاد العربُ قوَّتَهم، واجتمعوا على قلب رجلٍ واحدٍ، وفتحوا صفحةً جديدةً في الشرق الأوسط، وأصبحوا الآن قوةً رادعةً يُحسب لها الحساب في مواجهة التَّحدياتِ والمشكلات التي تمسُّ مِن قريبٍ أو مِن بعيدٍ كيان الأمَّة وحاضرِها ومستقبلِها".
وأضاف الطيب: "والأَزهر الشَّريف؛ وهو يرى هذا النهوضَ العربي الجديدَ - يشدُّ على أيدي قادة الأُمَّة في الدِّفاع عن بلادهم والذَّودِ عن أوطانهم، ويُقدِّر هذه الرسالةَ غير المسبوقة التي تضع حدًّا حاسمًا سريعًا لكلِّ مَنْ يُسوِّلُ له غرورُه العبثَ بوَحدة الأمَّة العربيَّة، والتَّدخُّلَ في شئونها، واللَّعبَ على وطر الفتنة الطائفية والمذهبية، واستغلالَ ضعاف النُّفوس وشرائهم لبيعِ أوطانِهم وولاءاتِهم للآخَر المتربِّص بهم، وهؤلاء لا يدركون أنَّهم سيكونون أوَّلَ صيدٍ يفترسُه هذا الوحشُ الغادرُ الذي لا تُوقِفُه عند حدِّه إلا لغةُ القُوَّةِ ووَحْدَة العرب وردع سلاحهم".
ووصف عاصفة الحزم بأنها صحوة عربية لحماية العرب، وقال: "والأَزهر الشَّريف يَحْمَد الله كثيرًا على ظهور هذه الصَّحوةِ العربيَّةِ التي بدأت تُدوِّى في المنطقة، وتحفظ مصالح شعوبها، وتحرس آمالَهم وطموحاتِهم وحقَّهم في ردع المعتدى عليهم وردِّه على أعقابِه خاسئًا مدحورًا".
وتابع: "وإنَّ الأزهرَ ليفخرُ الآن وهو يرى إشراق يقظةٍ عربيةٍ تلوح في الأفق وبدأتْ خيوطها المتينة تُنسج في الاجتماع التاريخي للقمَّة العربيَّة، الذي يعقد اليوم برئاسةٍ مصريةٍ في شرم الشيخ، والذي ندعو الله له مِن كلِّ قلوبنا أن يوفِّقَ قادتَه إلى تحقيق آمال الشَّعب العربي وأمانِيه في أن يكون شعبًا متَّحدًا قويًّا اقتصاديًّا وعسكريًّا وحضاريًّا".
وأضاف: "حيَّا الله هذه اليقظةَ العربيَّةَ المشتركةَ التي طال انتظارُها، وبارك جهودَ قادة العرب التي أعادتْ إلينا الكثيرَ من الثِّقة في قدرتنا على مواجهة التَّحديات التي تُهدِّد أمنَنا وسيادةَ أوطاننا ووَحْدَتَنا الفكريَّةَ والثقافيَّةَ، والسَّير جميعًا على طريق القوَّةِ والتَّماسُك والتَّضامن".
ودعا العرب إلى الاتحاد، وقال: "ولَنِعْمَ ما قاله شاعرُنا العربي القديمُ: تَأْبَى الرِّماحُ إذا اجتمعْنَ تَكسُّرا.. وإذا افترقْنَ تكسَّرتْ آحَادا وأخيرًا، نذَكِّرُ مؤتمرَنا هذا بالتوجيه الإلهي الكريمِ في قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا أن اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
محللون: للعملية العسكرية حدود ومخاطر
وبحسب تقرير لوكالة فرانس بريس،قد تحقق العملية العسكرية السعودية لصد الحوثيين في اليمن نتائج محدودة فقط من دون تدخل بري، وهو تدخّل يظل غير مرجح، إذ قد يتسبب في تصعيد خطير مع طهران وانزلاق للأزمة بحسب المحللين.
إلا أن التاريخ الحديث يثبت بحسب المحلل المتخصص في شؤون الخليج في معهد كارنيغي فريدريك فيري، أن «الغارات الجوية وحدها من دون إرسال قوات على الأرض لا يؤدي إلى انتصار حاسم».
وتؤكد الرياض أن هدف عملية «عاصفة الحزم» هو تمكين «الشرعية» المتمثلة في الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، ومنع الحوثيين من السيطرة على البلاد. وقال الباحث في معهد بروكينغز سلطان بركات «كثيرون في المنطقة يعتقدون أنه كان يتعيَّن على السعوديين أن يتدخلوا من قبل وليس بالضرورة من خلال القصف»، مشيرا بذلك إلى تقدم الحوثيين المثير خلال 2014، الذي تكلل بسيطرتهم الكاملة على صنعاء من دون أي ممانعة جدية إقليمية أو دولية. وبحسب المحلل، فإنه «إذا ما اعتمدت السعودية على الضربات الجوية فقط، وإذا بدأت حصيلة الضحايا المدنيين بالارتفاع، فإنها ستخسر بسرعة كبيرة كل دعم».
من جهته، يرى خبير شؤون الشرق الأوسط في معهد شاتهام هاوس في لندن جون ماركس أن «التركيز على تحطيم الحوثيين سيغير المشهد في ما يتعلق بتوزيع الفصائل» في اليمن، إلا أن ذلك «قد يصبّ في مصلحة مجموعات سنية متطرفة». ويعيش اليمن منذ عقود على وقع النزاعات القبلية والحزبية، ويجمع الخبراء على أن التدخل العسكري الإقليمي الذي تقوده الرياض لن ينجح على الأرجح في تسوية الأمور في اليمن.
وفي هذا الإطار، رأت مجموعة فرسيك مايبلكروفت الاستشارية في لندن أن «إمكانية نشر السعودية أو دول عربية أخرى قوات على الأرض تبقى فرضية بعيدة».
وأضافت المجموعة في تقرير لها أن السعودية «لا تريد أن تنزلق إلى نزاع قد يطول وأن تواجه احتمال الدخول في مواجهة مباشرة أكثر مع إيران».
وبالنسبة لفريدريك فيري أيضا، فإنه «يجب عدم تضخيم» فعالية الضربات الجوية التي «تستهدف على ما يبدو أهدافا ثابتة ومعروفة مسبقاً مثل القواعد الجوية ومراكز التحكم، لا الوحدات المتحركة للحوثيين في التجمعات السكانية وخطوط التموين».
وأضاف «من الصعب أن أتخيل أن السعوديين سينشرون قوات على الأرض لطرد الحوثيين بسبب احتمال الدخول في مستنقع من دون ستراتيجية للخروج»، مشيرا إلى استثناء ممكن، وهو أن تفرض الرياض منطقة عازلة على حدودها مع اليمن.
كما يرى فيري أن أي عملية برية تشكّل تصعيداً مهماً مع طهران، فيما تشير معلومات لدى واشنطن الى نقل اسلحة ايرانية للحوثيين او حتى تواجد عناصر من الحرس الثوري الايراني على الارض في اليمن.
وخلص فيري الى القول إن السعوديين قد «يستخدمون العملية الجوية ليحصلوا على شروط أفضل في مفاوضات من أجل تقاسم النفوذ في المنطقة»، كما «يمكنهم أن يعيدوا إحياء علاقتهم مع حزب التجمع اليمني للإصلاح المرتبط بالإخوان المسلمين من أجل كسب مزيد من النفوذ على الأرض».
الحوثيون من حركة دينية اجتماعية إلى محور حرب إقليمية
وكالة فرانس بريس  28/3/2015 :
الحوثيون الذين باتوا حالياً محور عملية عسكرية إقليمية ضخمة بعدما سيطروا على مناطق واسعة من اليمن، هم في الأساس حركة اجتماعية دينية اجتماعية مسلحة تأسست عام 1992 وباتت تتخذ رسمياً اسم «انصار الله». وتمت تسميتما بالحوثيين نسبة إلى مؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتل في 2004 ووالده المرشد الروحي للحركة بدرالدين الحوثي.
وخاض الحوثيون الذين معقلهم محافظة صعدة في شمال غربي اليمن، ستة حروب مع نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بين 2004 و2010، إلا أن صالح بات حليفهم الرئيسي اليوم ويعد القوة الحقيقية خلف صعودهم المثير منذ 2014.
وينتمي الحوثيون إلى الطائفة الزيدية القريبة من المذهب السنّي والتي يشكّل أتباعها غالبية في شمال اليمن وأكثر من ثلث سكان البلاد. إلا أنهم متهمون بالتقارب عقائدياً مع المذهب الشيعي الاثني عشري المنتشر في إيران والعراق ولبنان، وذلك مع حصولهم على رعاية من إيران.
وبدأ الحوثيون في 2014 حملة توسعية وضعوا يدهم خلالها على معظم معاقل النفوذ للقوى التقليدية في شمال اليمن، لا سيما آل الأحمر زعماء قبائل حاشد النافذة، وسيطروا على صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) مستفيدين من عدم مقاومة الجيش الموالي بنسبة كبيرة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما سيطروا على دار الرئاسة في كانون الثاني (يناير) وحلّوا البرلمان ومؤسسات الدولة في شباط (فبراير) وفرضوا الاقامة الجبرية على الرئيس عبدربه منصور هادي الذي تمكن من الفرار إلى مدينة عدن الجنوبية وأعلنها عاصمة موقتة.
وأتى التدخل العسكري الذي تقوده السعودية بينما كان الحوثيون قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على عدن ما كان ليعتبر انتصاراً لإيران عند الخاصرة الجنوبية للمملكة.
الأكيد ان ارتباط الحوثيين بإيران ازداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة. ومع سحب الدول الكبرى ودول الخليج سفاراتها من صنعاء، رد الحوثيون على العزلة الدولية بفتح جسر جوي مباشر مع إيران التي تعهدت بدورها تأمين الوقود لمناطقهم وبناء محطات كهرباء، فضلاً عن دعمهم في التصريحات الرسمية بوصفهم «ثورة شعبية» يمنية داخلية.
ويذكّر قائد حركة «أنصار الله» عبدالملك الحوثي بزعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصرالله.
وتعيد الظاهرة الحوثية أشباح ماضي الإمامة الزيدية مع تأكيد آل الحوثي أنهم ينتمون إلى آل البيت وينتسبون إلى ارث ائمة الممالك الزيدية التي حكمت شمال اليمن طوال ألف عام تقريباً حتى العام 1962 حين أطاحت بالإمام البدر ثورة تهيمن عليها شخصيات سنيّة. واستمر الصراع في السبعينات بين أنصار الزيدية والجمهوريين السنّة.
ويتهم الحوثيون من خصومهم عموماً بالسعي إلى عودة الإمامة الزيدية ولو أن ذلك لا يشكّل جزءاً من خطابهم السياسي المرتكز على تمكين «ارادة الشعب» و «محاربة الفساد والمفسدين» ومحاربة الجماعات السنيّة المتطرفة.
وكان يعتقد في السابق أن حملتهم العسكرية في الشمال عام 2014 تهدف الى ضمان أكبر قدر من الأراضي لهم في اليمن الاتحادي الذي يفترض أن ينشأ بموجب قرارات الحوار الوطني، الا أن تمددهم إلى سائر انحاء البلاد عزز المخاوف من سعيهم للسيطرة على سائر البلاد بما يصب خصوصاً في مصلحة حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي ما زال لاعباً كبيراً في السياسة اليمنية.
وعدا عن تعزيز مواقعهم في المناطق الموالية لهم في الشمال، قد يحاول الحوثيون استفزاز السعودية على حدودها الجنوبية، فهم سبق أن تسللوا الى اراضيها في 2010. الا أن السعودية حشدت 150 الف رجل لعملية «عاصفة الحزم» لا سيما على الحدود واعلنت القوات المسلحة ليلة الخميس انها تعاملت مع محاولة حوثية لإثارة مشكلات على الحدود. وليس من المتوقع أن تتدخل إيران مباشرة الى جانب الحوثيين لأن ذلك يمكن أن يفتح «باب جهنم» في المنطقة.
والأهداف المعلنة للعملية التي تقودها السعودية هي تمكين «الشرعية» المتمثلة بالرئيس هادي ومنع الحوثيين من السيطرة على البلاد. لكن مشكلات اليمن لا تتوقف عند الحوثيين، فالبلاد تشهد حراكاً انفصالياً كبيراً في الجنوب ازداد زخمه مع سيطرة الحوثيين على الشمال، كما تعاني من نشاط تنظيم «القاعدة» ومجموعات متطرفة أخرى قد تستفيد من الوضع الحالي لتحقيق مكاسب على الأرض.
دور المخلوع «علي عبدالله صالح» الخفي في انزلاق اليمن إلى الحرب
وكالة رويترز  28/3/2015 :
عندما قصفت الطائرات السعودية مواقع الحوثيين في اليمن يوم الخميس ضربت أيضا قوات موالية لشخص بارز يعتقد يمنيون كثيرون أنه دبر الأزمة الحالية في الخفاء وهو الرئيس السابق «علي عبدالله صالح».
قاتلت وحدات من الجيش موالية لـ«صالح» إلى جانب المسلحين الحوثيين الشيعة وهم يتقدمون صوب الجنوب عبر مرتفعات اليمن في الأسابيع الأخيرة للانطلاق إلى ميناء عدن حيث مقر الرئيس «عبد ربه منصور هادي».
وسوف تثبت قدرة «صالح» المستمرة على نشر قوات وشغل مقعد على أي طاولة مفاوضات دوره المحوري في مستقبل اليمن نظرا لقاعدة دعمه الواسعة في الجيش والهيكل الإداري.
ومع ذلك فإن الأسابيع المقبلة قد تحدد مصير «صالح» الذي شبه ذات مرة حكم اليمن «بالرقص على رؤوس الأفاعي» والذي صمد أمام العديد من الأعداء عندما أثبت مرارا للقوى الأجنبية أنه الخيار الأقل ضررا.
ورغم إجباره على التنحي في عام 2012 بموجب خطة انتقالية بوساطة خليجية في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمه الذي امتد لعقود حصل «صالح» على حصانة من الملاحقة القضائية بموجب الاتفاق وظل لاعبا سياسيا قويا من وراء الكواليس.
ويبدو الآن أن قرار السماح لـ«صالح» بالبقاء في اليمن قبل ثلاث سنوات كان سوء تقدير كبيرا من دول الخليج التي تقصف قواته الآن وتتهمه هي ودول غربية بتقويض المرحلة الانتقالية بطريقة ممنهجة.
وقال «فارع» المسلمي الباحث بمركز كارنيجي للشرق الأوسط: «لأن الغارات ضربت قواعد كانت في أيدي موالين لصالح فإن هذا يعد ضربة له وسيعتبرها رسالة واضحة على أن السعوديين يشعرون باستياء شديد منه».
ويقول محللون إن «صالح» دعم الحوثيين لعدة أشهر من خلال المساعدة في وقف أي مقاومة جادة للجيش عندما بسطوا سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول وباستخدام هيمنة حزبه المستمرة في البرلمان لإضعاف حكومة «هادي».
ويعتقد المحللون إن هدفه النهائي هو مساعدة الحوثيين في هزيمة الخصوم المشتركة ثم استخدام قاعدته السياسية الواسعة ليسيطر على ميزان القوى قبل التخلص من الحوثيين وتنصيب ابنه «أحمد علي صالح» رئيسا.
وفي صراع يتسم بالمفارقات التاريخية.. شن «صالح» ست حروب على الحوثيين منذ 2002 إلى 2009 وكان لسنوات طويلة حليفا للرياض. وعمل «هادي» نائبا للرئيس صالح لعقدين وكان قياديا بجيشه خلال الحرب الأهلية الأخيرة في اليمن عام 1994.

إثارة الفوضى
كانت تلك التحولات الكبيرة في الولاء -والتي باتت السمة الأساسية للمشهد السياسي المعقد والمتغير باستمرار في اليمن- قد بدأت مع احتجاجات الربيع العربي في 2011 التي أدت في نهاية المطاف إلى الإطاحة بصالح من الحكم.
ويقول محللون إن تحالف القبائل الشمالية القائم منذ عقود والذي كان يدعم «صالح» ذات يوم تفكك خلال الاضطرابات ليتحول «صالح» إلى الحوثيين خصوم الأمس من خلال قضية مشتركة ضد أعداء مشتركين.
ويقول محللون إن «هادي» حاول تخفيف قبضة «صالح» على أفرع رئيسية بالقوات المسلحة من خلال تفكيك وحدات الحرس الجمهوري وإعادة تنظيم الجيش في عام 2013 لكن الرئيس السابق يحتفظ بولاء نحو ثلث الجيش.
وتلك الوحدات التي دعم بعضها الحوثيين في معارك حول تعز ومأرب هي الأفضل تجهيزا من غيرها في الجيش، ومع ذلك فإن التحالف التكتيكي بين «صالح» والحوثيين لا يزال هشا للغاية، ولا يزال الطرفان يتشككان بشدة في دوافع كل منهما الآخر كما لا يوجد بينهما اتفاق أيديولوجي يذكر.
وقال «فرناندو كارفاخال» من جامعة إكستر: «في الوقت الراهن هناك أزمة توحد بين صالح والحوثيين وهي الرئيس هادي. مادام هناك هدف واحد مشترك للاثنين فستبقى العلاقة قوية إلى حد ما».
وفي نوفمبر/تشرين الثاني فرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقوبات تستهدف «صالح» فضلا عن اثنين من كبار قادة الحوثيين متهما إياه بأنه «وراء محاولات إثارة الفوضى في جميع أنحاء اليمن» وبدعم تمرد الحوثيين.
ونفى «صالح» ذلك قائلا إن هذه الاتهامات نابعة من محاولة إلقاء اللوم في فشل الحكومة الانتقالية بقيادة «هادي» على حكمه الذي استمر لعقود ونفى أنه يسعى للعودة إلى السلطة.

دور "أحمد علي صالح"
على عكس ما حدث من قبل حين كان يتمكن من العودة إلى الساحة السياسة.. أحرق «صالح» هذه المرة الكثير من الجسور مع جماعات مهمة في الداخل ومع حلفاء رئيسيين في واشنطن والرياض مما قد يجعل العودة إلى الرئاسة أمرا خارج نطاق قدراته.
وتحول الاهتمام إلى ابنه «أحمد علي صالح» قائد الحرس الجمهوري السابق وسفير اليمن الحالي في دولة الإمارات العربية المتحدة والذي طالما حاول الرئيس السابق تجهيزه لخلافته سياسيا.
وردا على سؤال طرحته «رويترز» في مقابلة جرت الصيف الماضي عما إذا كان يعتقد أن ابنه يجب أن يترشح للرئاسة قال «صالح» إنه لن يمنعه لكنه لا يوصي بأن يصبح مرشحا في وقت تعيش فيه البلاد حالة من الفوضى.
ويبدو أن «صالح» يحدوه الأمل في أن يظهر بمظهر الشخص الوحيد القادر على جمع شتات الفصائل السياسية والإقليمية والدينية في البلاد ليثبت أنه لا غنى عنه للدول الأجنبية التي تشعر بالقلق من فرع تنظيم القاعدة في اليمن.
وفي الوقت نفسه يستخدم أنصاره الضربات الجوية التي تقودها السعودية لحشد اليمنيين حول العلم.
وقال موقع وزارة الدفاع اليمنية الذي يديره موالون لـ«صالح» يوم الخميس إن «أبطال القوات المسلحة» سيتصدون مع الشعب اليمني لهذا «العدوان».
وكشف الكاتب السعودي «جمال خاشقجي» عبر حسابه علي «تويتر» عن أن «أحمد علي صالح»، نجل الرئيس اليمني المخلوع؛ هو من يقود الميليشيات المسلحة المتقدمة في عدن، لافتا إلى أن مسؤولا سعوديا كبيرا حذره من أن قواته ستفنى، إذ لم تنسحب فورا.
وأضاف «خاشقجي» أن عملية «عاصفة الحزم»، «قطعت الطرق أمام مشروع سياسي يتوج به أحمد علي صالح زعيمًا، بدخوله منتصرا لعدن، كما أنها قطعت الطرق على إيران للقيام بعملية إنزال بحري بميناء عدن، كضمانه لتولي ابن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح».
«عاصفة الحزم».. المقامرة السعودية الكبرى
فورين بوليسي  28/3/2015 :
سايمون هندرسون: الحرب تدور رحاها في الشرق الأوسط». حسنا، لقد قرأت ذلك الخبر من قبل.ولكن الضربات الجوية وتحركات القوات والتفجيرات الانتحارية التي تسيطر على العناوين الرئيسية اليوم ليس لديها ما تفعله مع الصراعات طويلة الأمد المتعلقة بإسرائيل وفلسطين وسوريا، أو برنامج إيران النووي.
ويتعين على كل شخص ألا ينظر إلى الأحداث في اليمن على أنها هامشية، بل عليه أن يعتبرها مركزية لميزان القوى بالعالم العربي، والتوترات داخل الإسلام، كما أنها في صلب المخاوف داخل سوق النفط العالمية. وتعد القيادة الجديدة للسعودية، التي شنت قواتها العسكرية ضربات جوية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران في 26 مارس/آذار بينما تقوم بتعزيز قبضتها على السلطة، لاعبا رئيسيا في تشكيل مسار هذه الحرب الجديدة المضطربة في الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى، عليك أن تضع في الاعتبار حقيقة أنه في القلب من عملية صناعة القرار في المملكة العربية السعودية يوجد وزير الدفاع الجديد، الأمير «محمد بن سلمان»، الذي يوصف بأنه أحب أبناء الملك الجديد إليه، والذي لم يمر على تقلده هذا المنصب أكثر من شهرين. وقد ظهرت صورته على صدر الصحف العربية بينما يترأس اجتماعا لقادة بارزين في المملكة. ورغم لحيته الكثيفة التي تزين وجهه إلا إنها لم تكن قادرة على إخفاء ملامح وجهه الشاب أو تعطيه سنا أكبر من سنه، ويتردد أن عمره يتراوح بين 27 و35 عاما على أقصى تقدير. وعلى أية حال، لا يمتلك الأمير «محمد» أي خبرة عسكرية.
وقبل يومين، حضر الأمير «محمد» الاجتماع الأسبوعي لمجلس شؤون الأمن والسياسة، وهو أعلى هيئة لصنع القرار شكلها العاهل الجديد «سلمان بن عبد العزيز آل سعود». لقد جلس الأمير «محمد» في الجهة المقابلة لوزير الخارجية «سعود الفيصل» المسؤول عن الشؤون الدولية السعودية من قبل رؤية الأمير «محمد» للنور، وإلى اليسار من رئيس المجلس ووزير الداخلية ونائب ولي العهد الأمير «محمد بن نايف»، ابن عمه الذي يراه مراقبون سعوديون منافسا له يسعى للسيطرة على محفظة اليمن. لقد كان «محمد بن سلمان» هو الذي سافر إلى مطار الرياض (الجمعة) لاستقبال الرئيس اليمني، «عبد ربه منصور هادي»، لدى وصوله إلى العاصمة السعودية.
ربما يمتلك الأمير «محمد بن سلمان» الشباب ولا يمتلك الخبرة، لكن هذه العيوب قد يسد خللها قربه من والده الملك «سلمان» البالغ من العمر 79 عاما والذي يقال إن «محمد» بالنسبة له ذاكرة وعقل يمشيان على الأرض. ويبدو دور الملك في تطوير السياسة بشأن أزمة اليمن بهذه السرعة غير المتوقعة ليس واضحا. ويبدو أن هناك اجتماعا حاسما عقد في 21 مارس/آذار عندما زار ولي عهد البحرين والإمارات العربية المتحدة ورئيس الوزراء القطري ونائب رئيس الوزراء الكويتي الرياض. وترأس هذا الاجتماع، الذي حضره «محمد بن سلمان»، وزير الداخلية، ولي ولي العهد، الأمير «محمد بن نايف». ولابد أن يظهر مؤشر على الدور القيادي الفعلي للملك «سلمان» في القمة العربية التي تعقد نهاية هذا الأسبوع (اليوم السبت) في منتجع شرم الشيخ بالبحر الأحمر في مصر.
وستكون القضية الرئيسية على جدول الأعمال في شرم الشيخ إعادة «هادي» إلى السلطة في صنعاء. ومع ذلك، فإن هذا الأمر في تلك المرحلة لا يبدو أكثر من مجرد طموح. ويبدو أن الضربات الجوية اليوم كان تهدف إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تهديد المدن السعودية، وليس لانتزاع منها السيطرة على العاصمة اليمنية. وتصل درجة الخوف في السعودية، وليس لدى المسلمين ككل، إلى أن المتمردين المدعومين من إيران سوف يطلقون صواريخ صوب مكة المكرمة.
ورغم ذلك، فإن الضربات الجوية تثير عداء الحوثيين بدلا من إيقافهم. وأدان «زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي» المملكة العربية السعودية حيث وصفها بأنها دمية في يد إسرائيل والولايات المتحدة قائلًا إن جماعته «تواجه حاليا القوات المجرمة وأدواتهم في البلاد».
كما توضح الأزمة في اليمن إلى أي مدى سيستمر فريق الملك «سلمان»، أو يتحول عن السياسة الخارجية للعاهل الراحل الملك «عبد الله بن عبدالعزيز». لقد كان الملك الراحل لا يفكر سوى بالتخلص من الرئيس السوري «بشار الأسد» واحتواء الدور الذي يلعبه حزب الله في لبنان. وفي إحدى البرقيات الخاصة بوزارة الخارجية الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس، فقد أعلن الراحل عن رغبته في «قطع رأس الأفعى»، في إشارة إلى طهران.
ويظهر الاختلاف الرئيسي لدى القيادة الجديدة في السعودية حتى الآن هو قوة علاقة الملك «سلمان» بأمير قطر الجديد، «تميم بن حمد آل ثاني»، والتي تبدو أنها أفضل بكثير من علاقة الملك «عبد الله» مع القيادة السابقة للجارة الخليجية الثرية. والوقت كفيل بإخبارنا ما إذا كان هذا مجرد تغيير في الأسلوب أم تغيير جوهري في العلاقة بين البلدين. وعلى الرغم من عودة قطر إلى الساحة بعد خلاف دبلوماسي مع الرياض، إلا أن مجلس التعاون الخليجي، المكون من المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، لا يزال يظهر وكأنه مكون من خمسة أعضاء بدلا من ستة، نتيجة السلوك العماني المغاير.

عُمان وإيران
ويبدو القائد العماني، السلطان «قابوس»، الذي عاد هذا الأسبوع بعد ثمانية أشهر من العلاج الطبي في ألمانيا مستمتعا بكونه الرجل الغريب الذي يغرد خاج السرب. عندما استولى الحوثيون على صنعاء الشهر الماضي، أعلنوا على الفور تقديم 28 رحلة أسبوعيا بين اليمن وإيران (لم يكن هناك أي رحلات بين البلدين). لقد كانت هذه الرحلات، التي من المحتمل أنها كانت تحمل أسلحة إيرانية وربما مستشارين، تطير فوق السلطنة. وهو ما يعني الكثير بالنسبة لتماسك دول مجلس التعاون الخليجي.
والسؤال الكبير هو إلى أي مدى ستدعم إيران الحوثيين، وهل تنظر طهران إلى سيطرة الحوثيين على صنعاء على أنها هدف ستراتيجي أم مجرد نتيجة عرضية للأحداث. بكل تأكيد، تعرف إيران كيف تلعب على الفوبيا العربية، تعليق البرلمان الإيراني في العام الماضي أن ثلاثة عواصم عربية، بغداد ودمشق وبيروت، باتت بالفعل تحت السيطرة الإيرانية أدى إلى اعتقاد شاع بأن صنعاء أصبحت الرابعة.

منافسة حول القيادة الإقليمية
وقد تعني القمة العربية أيضا سعي مصر للعودة كزعيم إقليمي في الشرق الأوسط. ففي الوقت الذي كان فيه الرئيس المصري الأسبق «حسني مبارك» يتقدم في السن واقتصاد بلاده يتداعى قدمت المملكة العربية السعودية نفسها كقيادة فاعلة للعالم العربي بجانب قيادتها المعروفة للعالم الإسلامي. وتسارعت وتيرة هذه المكانة خلال العام الذي اتسم بالفوضى تحت قيادة «محمد مرسي» لمقاليد الحكم في مصر. ولكن منذ ظهور الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، وانتقال السلطة في المملكة من عاهل مسن إلى آخر لا يصغره كثيرا، ناهيك عن انهيار أسعار النفط، فإن هناك سعي حثيث من القاهرة لتعود كقيادة مجددا. ويبدو أن القاهرة الآن على وشك الدخول في حرب في اليمن هي الأخرى.
ربما لا يستمر التنافس الدبلوماسي على القيادة الإقليمية، ولكن كلا البلدين لديه مصالح جغرافية في التأكد من انتهاء الأزمة في اليمن. تنظر المملكة العربية السعودية إلى اليمن باعتبارها ساحتها الخلفية، وتواجه تهديدا إرهابيا محتملا من الجهاديين الذين استقروا في المناطق النائية في البلاد. ورغم أن مصر بعيدة عن اليمن، إلا أن اليمن تتحكم في مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
وهناك ميزة مثيرة للدهشة في عملية «عاصفة الحزم» في اليمن، كما أطلقت عليها السعودية، وهي عدد وحجم القوات التي انضمت للتحالف. يساهم السعوديون بـ100 طائرة مقاتلة و150.000 جندي، وبعض وحدات بحرية، وتنشر البحرين 15 طائرة مقاتلة، وتعهدت الكويت بنفس العدد. وتنشر قطر 10 طائرات مقاتلة، في حين تساهم الأردن بستة. وحتى السودان وعدت بثلاث طائرات. وتنشر مصر وحدات من القوات البحرية والجوية غير محددة الحجم، وستقوم بنشر قوات برية «إذا لزم الأمر». وبمقارنة تلك المساهمات من المشاركين مع تلك التي أسهموا بها في حربهم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا يتضح أن الأخيرة تكاد تكون لا شيء.
ورغم ذلك، فإنه يبدو حتى اللحظة أنه لا أحد من تلك الدول لديه «خطة بديلة» في حالة أن محاولات إعادة «هادي» إلى قصره الرئاسي باءت بالفشل مرة أخرى. وسيكون مثل هذا الفشل في أحسن الأحوال محرجا للمملكة العربية السعودية، خاصة لوزير دفاعها الجديد الذي وجد نفسه بعد شهرين من تقلد منصبه يتخذ قرارا بالحرب.
من ناحية أخرى، فإنه بالنسبة لـ«عبدالفتاح السيسي» سيكون مثل هذا المسار الخاص بالأحداث فرصة لإعادة تأكيد القيادة المصرية في منطقة الشرق الأوسط.
*ترجمة: الخليج الجديد
مغامرة السعودية في اليمن قد تحدد دورها الإقليمي لسنوات
وكالة رويترز  28/3/2015 :
من أنجوس مكدوال –الرياض: الحملة التي تشنها المملكة العربية السعودية لمنع الحوثيين من حكم اليمن والسيطرة عليه قد تحدد دور المملكة في الشرق الأوسط لسنوات ومعالم الخصومة الإقليمية بينها وبين إيران حليفة الحوثيين.
وإذا نجحت الحملة فإنها ستعزز مكانة الرياض كزعيمة فعلية للدول السنية بالمنطقة التي استطاعت جمعها في تحالف للمشاركة في عملية مسلحة معقدة وتشجعها على اتباع نهج أكثر حزما وصرامة في مواجهة ما ترى أنه مطامح توسعية لعدوها اللدود إيران في العراق وسوريا ولبنان والبحرين.
وأما الفشل فقد يضعف قدرة الرياض على إقناع الحلفاء والجيران بالانضمام إليها في مغامرات في المستقبل وقد يكون نكسة لعاهلها الجديد الملك سلمان وكذلك كبار الأمراء الآخرين في أوائل حكمه.
وقال عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في الإمارات العربية المتحدة "تؤكد هذه الحملة أن السعودية قوة ذات ثقل في المنطقة لكنهم خاطروا."
وأضاف عبد الله قوله "إذا فشل هذا الأمر فإن إيران ستتجرأ كثيرا وفي هذه المنطقة المعتاد أن تكون لعبة ناتجها صفر أو التعادل بين طهران والرياض. وهذا اختبار للعاهل الجديد والسعودية."
وتريد الرياض أن تعيد بعض الاستقرار ونفوذها في اليمن بالعمل على أن يكتسب الرئيس عبد ربه منصور هادي من القوة ما يكفي لإجبار خصومه على التفاوض.
وكانت الخبرة السابقة للمملكة في قتال الحوثيين أثناء حرب حدودية قصيرة في 2009-2010 اعتمدت على صور الأقمار الصناعية الأمريكية أما مشاركتها في الضربات الجوية لأهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا فقد اعتمدت أيضا على عمليات القيادة والتحكم الأمريكية.
وفي هذه المرة فإنها تضرب أهدافا في شتى أنحاء البلاد من الجو بدون مساعدة أمريكية وتشرف أيضا على عمليات طائرات الحلفاء وتنسق دور عدة قطع لقوات بحرية وتقوم بإعداد قوات برية.
ومع أن الرياض لم تستبعد القيام بعملية برية فإن محللين قريبين من التفكير السعودي يعتقدون إنه من المستبعد إلى حد كبير القيام بغزو عبر الحدود -فمثل هذا الغزو سيعزز مواطن قوة الحوثيين- ولكن من المحتمل أن ترسل المملكة قوات خاصة إلى داخل اليمن.
والحملة العسكرية للرياض تسايرها خطة سياسية طموح وهي استخدام الغارات الجوية والضغوط المتواصلة من تحالف من الدول العربية وباكستان في حمل الحوثيين على الجلوس إلى مائدة التفاوض وإجبارهم على الدخول في اتفاق.
* الصعوبات العسكرية
كانت قوة النيران الهائلة للسعودية في الحرب السابقة مع الحوثيين وصفتها السفارة الأمريكية في الرياض في برقية تسربت إلى موقع ويكيليكس بأنها "غير دقيقة"‭ ‬و "ذات فعالية محدودة للغاية".
وقال مسؤول أمريكي رفيع لرويترز يوم الخميس إن أحدث عملية كانت "استجابة مذعورة" من الرياض في مواجهة وضع سريع التدهور في اليمن وإن التحالف تم تجميعه بسرعة كبيرة ولذلك فإن الشكوك تحيط بفعاليته.
وعلى الرغم من الضربات التي تم تنفيذها مساء الأربعاء فإن مقاتلي الحوثي تقدموا صوب عدن يوم الخميس وخاضوا معارك على مشارف المدينة في حين غادر الرئيس المدينة مرورا بالرياض لحضور مؤتمر قمة الجامعة العربية.
وإذا نجح الحوثيون في الاستيلاء على عدن في الأيام القادمة على الرغم من الضربات التي تقودها السعودية ومنعوا هادي من العودة إلى البلاد فإن هدفا رئيسيا للحرب للتحالف المكون من 10 دول الذي تقوده السعودية سيتم إحباطه سريعا.
وأي نكسة من هذا القبيل ستكون اختبارا حادا للقوة السياسية للتحالف الذي يبدو بالفعل هشا بعض الشيء. فقد ناقضت باكستان التصريحات الأولية للسعودية بأنها جزء من التحالف يوم الجمعة قائلة إنها لم تقرر بعد هل ستنضم إلى التحالف أم لا.

* التحدي المعنوي
وسيكون زعم السعودية أيضا واعتزازها بأنها القائد الأخلاقي للعالم الإسلامي محل اختبار إذا كانت هناك إصابات بين مقاتليها أو قتلت بطريق الخطأ مدنيين من خلال ضربات بالخطأ.
وبالنسبة للملك سلمان الذي تولى الحكم في يناير كانون الثاني بعد وفاة سلفه الملك عبد الله فإن الفشل قد يضعف سلطته الشخصية ومكانته خارج البلاد.
ويصدق الوضع نفسه على ابنه الأمير محمد الذي أصبح بوصفه وزيرا للدفاع وجه الحملة التي تشنها السعودية ويظهر إلى جانب ابن عمه وزير الداخلية وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف وهو يوجه العمليات على شاشات التلفزيون.
وحذر أحد المراقبين قائلا إن السعودية ربما تفرط في التركيز على الستراتيجية العسكرية ولا تركز بدرجة كافية على الستراتيجية والمفاوضات السياسية التي ستأتي بعد ذلك إذا نجحت خطتها العسكرية.
وقال جون جنكنز رئيس المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية في البحرين وهو سفير بريطاني سابق في الرياض "يجب أن تكون هناك غاية سياسية. الهدف... كان أن توجد حكومة شرعية يمكنها البقاء. ولا أدري هل هذا الهدف يمكن بلوغه في ضوء تقدم الحوثيين."
كون كوغلين:
اليمن ساحة حرب رئيسية في الصراع بين الرياض وطهران
ديلي تلغراف  28/3/2015 :
من بين كل الصراعات المستعرة الآن في الشرق الاوسط منذ اندلاع موجة «ربيع العرب» قبل اربع سنوات، يبرز التنافس المرير بين متطرفي السنة ونظرائهم الشيعة اليوم بوصفه الصراع الذي سيحدد على الارجح ملامح المنطقة سياسيا في المستقبل. وما سلسلة التفجيرات الانتحارية المميتة التي شهدها اليمن أخيرا وراح ضحيتها حوالي 150 شخصا، الا أحدث دليل على هذا الصراع السني –الشيعي الذي اسفر عن انتشار قوى متنافسة سفكت الكثير من الدماء في العالم العربي.فالعراق، سورية، لبنان والبحرين من بين أكثر دول الشرق الاوسط التي تأثرت من هذا العداء المرير المستحكم بين الفصائل السنية والشيعية في المنطقة.لكن من الواضح ان في قلب هذا الصراع الذي بات يهدد بتغيير الافق السياسي بالعالم العربي الحديث تكمن تلك المنافسة الشرسة بين المملكة العربية السعودية وايران.
الحقيقة ان السعوديين وجدوا أنفسهم على طريق الصدام مع جارتهم ايران منذ ان تبين لهم قبل أكثر من عقد مضى ان ملالي طهران يعملون على نحو حثيث في برنامج سري لتطوير اسلحة نووية.
اذ لا شك في ان الحصول على القنبلة الذرية سوف يسمح لايران تحقيق طموحها القديم لاستعادة مكانتها كقوة اقليمية كبرى لا ينازعها احد في المنطقة مما يمكنها عندئذ من تكثيف جهودها لتصدير ثورتها الاسلامية للخارج.
من هنا لم يكن مستغربا ان تبرز السعودية كأقوى معارض لطموحات ايران النووية، وهذا ما جعل البلدين الآن ينخرطان في حرب بالوكالة للهيمنة على العالم العربي، ويبدو ان أوضح ساحة لهذا الصراع المرير اليوم هي اليمن الدولة الافقر في العالم العربي فاليمن بنظر معظم العرب منذ عقود هي الحديقة الخلفية للسعودية.بمعنى ان النفوذ السعودي بهذا البلد لعب دورا في شؤونه السياسية والاقتصاية منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
بل وظهر ثاثير الرياض على السياسة اليمنية من خلال دعم السعودية وصول الرئيس علي عبدالله صالح الى السلطة عام 1978 ومساعدتها لليمن في التفاوض عام 1990 على توحيد البلاد لتضم عدن محمية بريطانيا سابقا.
ويمكن القول ان الرياض تمتعت بعلاقات ودية مع الحكومة اليمنية في صنعاء خلال حكم صالح لكن هناك تطورين رئيسيين غيرا على نحو دراماتيكي هذه العلاقة خلال العقد الماضي الاول: «بروز القاعدة» في شبه الجزيرة العربية مما ساعد في اثارة التوترات العرقية، القبلية والاجتماعية التي سرعان ما اعادت البلاد الى حرب اهلية مفتوحة. ومن الواضح ان ما فاقم من حدة هذه التوترات كان قرار ايران دعم المتمردين الحوثيين الذين يشكلون اقلية في الجزء الشمالي من البلاد –وهذا هو التطور الثاني – مما ساعد في زعزعة استقرارها بعد اضرار الرئيس صالح الى التخللي عن منصبه في اعقاب انتفاضات ربيع العرب عام 2011 فقد عمدت قوة القدس في حرس ايران الثوري طوال السنوات الاربع الماضية الى تهريب السلاح للحوثيين وتزويدهم بالخبرة العسكرية بالاضافة للتدريب مما أدى في النهاية لنجاحهم في السيطرة على العاصمة صنعاء العام الماضي وارغامهم الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يؤيده الغرب على اللجوء لعدن.
بل وذكرت التقارير أخيرا ان طهران زادت دعمها للحوثيين بتقديم شحنة كبرى لهم من الاسلحة والمعدات العسكرية. ولا شك في ان وقوف ايران وراء اجتياح الحوثيين شمالي اليمن يمثل انتكاسة رئيسية للسعوديين الذين تمتد حدودهم لالف ميل مع اليمن.غير ان اقامة نظام موال لايران في صنعاء قوبل باستياء كبير لدى سكان اليمن السنة الذين يشكلون الاغلبية.
على أي حال، برهن السعوديون في الماضي أنهم ماهرون في حماية مصالحهم أمام التحركات الايرانية المعادية.فعندما حاولت ايران اثارة انشقاق شيعي في دولة البحرين للاطاحة بالنظام الملكي السني الحاكم، تدخلت السعودية على الفور عسكريا لسحق تلك الحركة الاحتجاجية.
السؤال اذن:هل سيبادر السعوديون للقيام بعملية عسكرية مماثلة باليمن؟ الحقيقة ان هذا سوف يتوقف الى حد ما على نتيجة المحادثات الجارية الآن بين الولايات المتحدة وايران حول مستقبل برنامجها النووي.ومن الملاحظ هنا ان الرئيس باراك اوباما مهتم جدا بالتوصل لاتفاق مع نظيره الايراني حسن روحاني الذي ذكر اخيرا ان المحادثات حققت تقدما ايجابيا، وأن (لا شيء لا يمكن حله).
بيد ان هذه المحادثات تثير شكوكا في السعودية وبلدان اخرى في المنطقة منها اسرائيل التي تخشى من استعداد اوباما لقبول اتفاق يسمح لايران بالاحتفاظ بالقدرة الفنية على تطوير اسلحة نووية حتى ولو التزمت طهران بالا تفعل ذلك.
اذا كانت هذه هي النتيجة بالنهاية، فيتعين اذن ألا نفاجأ اذا سعى السعوديون هم أيضا للحصول على ردع نووية خاصة بهم مع كل ما يحمله ذلك من مضامين خطيرة، فالصراع الذي تخوضه اليوم قوى بالوكالة يمكن ان يتصاعد عندئذ ليتحول الى حرب نووية شاملة بين البلدين الجارين.
"عاصفة الحزم" رد على تطاول إيران على الحدود السعودية
صحيفة (الحياة) اللندنية  28/3/2015 :
راغدة درغام: سجّلت عملية «عاصفة الحزم» في اليمن موقفاً خليجياً، بمبارَكة أمريكية، من التطاول الإيراني على الحدود السعودية عبر انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية في اليمن. والسؤال هو: هل أتت هذه الغارات العسكرية لدول خليجية بقيادة سعودية، وبمشاركة مصر وباكستان بسفن حربية، كجزء من ستراتيجية مكبّلة لوقف الزحف الإيراني في الدول العربية، أم أنها محطة يمنية فقط فرضها الاضطرار؟ أتى القرار بالرد العسكري استجابة لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي طوّقه الحوثيون لاستكمال انقلابهم في عدن وإيصال إيران إلى باب المندب الستراتيجي. الأمن القومي السعودي كان أيضاً عنواناً بارزاً وراء القرار العسكري الخليجي والعربي لأن تطورات الساحة اليمنية وضعت الميليشيات الحوثية والإيرانية في موقع صنع القرار وتهديد الحدود السعودية – اليمنية. والسؤال هو هل «عاصفة الحزم» عازمة على المثابرة العسكرية إلى حين إلغاء الانقلاب الحوثي الذي مكّنه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وابنه أحمد مع «الحرس الثوري» الإيراني – حتى وان تطلب ذلك تدخلاً عسكرياً ميدانياً برياً لا يقتصر على الغارات الجوية والعمليات البحرية؟ وهل اليقظة المفاجئة إلى استدراك حدث اليمن والتحرك عسكرياً هي جزء من الانجرار إلى الرد اضطراراً، أم أنها نواة لنقلة ستراتيجية نوعية لإعادة فرز التوازنات الإقليمية وإبلاغ كل من واشنطن وطهران أن الاستفاقة العربية جدية لا سيما على عتبة الصفقة الأمريكية – الإيرانية المنتظرة؟
عملية «عاصفة الحزم» سترفع المعنويات لدى الموالين للشرعية في اليمن ولدى كثيرين من الخليجيين الذين شعروا بالإهانة تلو الأخرى من المغامرات الحوثية داخل اليمن وعلى أيدي «الحرس الثوري» الإيراني في العراق وسورية واليمن.
إلا أن الغارات الجوية بمفردها لا تحسم حرباً ميدانية على رغم أهمية عنصر السيطرة على الأجواء. الولايات المتحدة اعتمدت سياسة محاربة «القاعدة» في اليمن عبر الطائرات بلا طيار – والـ «درونز» – ولم تنجح في القضاء على «القاعدة» ولا في التأثير ميدانياً في الساحة اليمنية. هذا لا ينفي أهمية تدمير القواعد العسكرية ومخازن الأسلحة والمطارات المهمة للحوثيين كما لقوات علي عبدالله صالح كما للإيرانيين في اليمن. ثم أن التمكّن من التخلص من القيادات المهمة، الحوثية بالذات، تطور له وطأته على المعنويات في ساحة القتال. فبالتأكيد هناك جدوى ونتيجة ملموسة للغارات الجوية والعمليات البحرية. لكن السيطرة البرية لها حساباتها الخاصة والمميزة.
برز كلام في اليومين الماضيين عن استعداد للتدخل البري في اليمن من قبل مصر والأردن والسودان. ورافقت هذا الكلام أنباء عن مشاركة 6 طائرات مغربية وأردنية و3 سودانية في «عاصفة الحزم» التي شاركت فيها السعودية بـ 100 طائرة ووحدات بحرية و150 ألف مقاتل، والإمارات بـ 30 طائرة، وكذلك شاركت فيها قطر والكويت والبحرين.
مشاركة 10 دول عربية في العملية العسكرية في اليمن أمر مهم دلالاته بعيدة المدى لا سيما إذا دخل الكلام عن التدخل البري خانة التنفيذ الفعلي. عندئذ، تدخل المسألة اليمنية منحى جديداً داخلياً وتسجّل تطوراً إقليمياً من نوع آخر.
يطيب للبعض الإسراع إلى القول إن مصر ستتدخل برياً في اليمن، ويؤكد البعض الآخر أن مصر ستنجرّ إلى التدخل ميدانياً في ليبيا. الأمران واردان، إنما مستبعدان. فمصر اليوم تدرك أنها غير جاهزة للتدخل العسكري في ليبيا ميدانياً لأن فيه توريط لها. ومصر اليوم تتذكر تجربتها السابقة في اليمن والتي لها طعم المرارة في حلقها.
بالطبع هناك اليوم جديد لجهة العلاقة الستراتيجية الفائقة الأهمية بين مصر والسعودية والإمارات. هذه العلاقة تدخل في خانة الالتزام بالدفاع عن الآخر لا سيما عندما يتطرق الأمر إلى الأمن القومي لإحدى هذه الدول. وتطورات اليمن دقّت باب الأمن القومي السعودي مما استدعى العلمية العسكرية.
أهم حلقة في مستقبل وإفرازات وتداعيات «عاصفة الحزم» هي ما إذا كانت ذات بعد إقليمي ستراتيجي ينحصر في اليمن أو يتعداه. بكلام آخر، لا بد أن أصحاب هذا القرار المهم تدارسوا كيفية الرد على الرد الإيراني داخل اليمن في إطار ستراتيجية عسكرية وسياسية على السواء. لا بد أن البحث تطرق إلى الناحية الزمنية لـ «عاصفة الحزم» وإلى متطلبات ما بعد العاصفة إزاء إيران والحوثيين وعلي عبدالله صالح.
هذا أضعف الإيمان. إنما المهم أيضاً أن يكون لدى قيادات «عاصفة الحزم» تصور يتعدى اليمن من ناحية الإفرازات والتداعيات الإقليمية في وجه الردود الإيرانية في العراق وسورية ولبنان وليس فقط اليمن.
العملية العسكرية العربية في اليمن ليس لها بعد دولي أو شراكة دولية على نسق «التحالف ضد داعش» الذي يضم معظم الدول العربية التي تشارك في التحالف تحت قيادة الولايات المتحدة. فواشنطن لا تشارك في «عاصفة الحزم» وهي باركتها مضطرة بعدما كاد الحوثيون يستولون على السلطة في عدن بعد صنعاء.
واشنطن انساقت إلى عدم الاعتراض على «عاصفة الحزم» بعدما غضت النظر عمداً عن أحداث اليمن وكأنها ترى في الحوثيين وحليفهم الإيراني وسيلة للقضاء على «القاعدة» وقطع الطريق على محاولة «داعش» دخول اليمن. وللتأكيد، ليست الولايات المتحدة وحدها من غاب وتغيب عن أحداث اليمن في سياسة بائسة قوامها الاستنزاف. فدول خليجية أيضاً رأت في سياسة الاستنزاف فائدة لها من هلاك متبادل بين الحوثيين وعلي عبدالله صالح من جهة وبين «القاعدة» وقبائل غاضبة من جهة أخرى. هذا الخطأ الستراتيجي ضاعفه الاعتقاد أن فشل الحوثيين في الحكم بمفردهم في اليمن يشكل سياسة، أو أن شراء القبائل والعشائر بين الحين والآخر سياسة.
طهران أوضحت في أول رد فعل لها على «عاصفة الحزم» أنها لن تتقوقع. انتقدت العملية العسكرية وقالت إن الضربات العسكرية السعودية ستعرقل الحل السلمي في اليمن – أي أن طهران لن تريح الرياض ولن تسهّل لها الانتصار في اليمن، بل ستسعى وراء توريطها وتوريط مصر معها لو تدخلت ميدانياً.
إذا كان لـ «عاصفة الحزم» ستراتيجية خروج – كما لكل عملية عسكرية مدروسة – لا مناص من سكة سياسية موازية للسكة العسكرية تتناول المعالجة السياسية للأزمة اليمنية على أسس جديدة. أما إذا كان الهدف عسكرياً حصراً لتحقيق توازنات جديدة على الأرض، فإن للعنصر الزمني لـ «عاصفة الحزم» ستراتيجية بقاء لأن المعالجة العسكرية وحدها ستستغرق وقتاً وقد تقود إلى مستنقع.
المشكلة اليوم هي أن المعالجة السياسية تتطلب تنازلات باتت أصعب بعد العملية العسكرية. المعالجة السياسية تتطلب تفاهمات مرفوضة مع الرئيس الناقم المنتقم علي عبدالله صالح الذي ساهم جذرياً في قيادة اليمن إلى شفير الحرب الأهلية هذه. فتجاهله يؤدي إلى المزيد من الانجرار إلى الحرب الدموية، والتفاهم معه يتطلب تنازلاً يبدو صعباً إن لم يكن مستحيلاً على صنّاع القرار العسكري. أما مع الحوثيين، فمن المستحيل إلغاؤهم حتى وان كانت الرغبة عارمة للانتقام منهم بعد أن تحدّوا دولاً كبرى في الخليج. ثم هناك عنصر «القاعدة» الذي يجب التنبه جداً إلى عدم تشجيعه، حكومياً أو انفرادياً، لأن في ذلك إنماء آخر لوحش آخر سيرتد على السعودية والمنطقة. وبالتالي، مهما بدت «القاعدة» عنصراً ضرورياً لإلحاق الهزيمة بالحوثيين أو بالإيرانيين وراءهم، إن هذا انتحار آخر.
هناك إذن حاجة إلى ستراتيجية متكاملة تتعدى نمط شراء الولاءات التقليدي وتتعدى الإنجازات العسكرية لـ «عاصفة الحزم» مهما كانت كبيرة أو ضرورية. لهذه الستراتيجية شق أمريكي وشق يتعلق بالزحف الإيراني والتوازنات العربية.
حدث اليمن شكّل أهم تحدّ لدول مجلس التعاون الخليجي التي سعت وراء إيجاد حل سياسي لليمن في مطلع التغيير فيه قبل 5 سنوات. فساعدت علي عبدالله صالح على مغادرة صنعاء وساهمت في الحوار الذي أوشك أن يدفع اليمن إلى فيديرالية تلبي الجميع. إيران دخلت على الخط في اليمن بعدما سجّلت طهران انتصاراتها في سورية والعراق. ازدادت طهران ثقة بالنفس نتيجة غزلها مع الإدارة الأمريكية واستقتال الرئيس باراك أوباما على إبرام اتفاق نووي وصفقة ثنائية معها، فاستعجلت إلى توطيد سيطرتها في اليمن بجوار السعودية – متحدية بصورة جدية الأمن القومي السعودي.
"عاصفة الحزم" استدعاها الرئيس اليمني مستنجداً الإغاثة لكن الذي جعل منها حاجة ستراتيجية هو التقارب الأمريكي – الإيراني لدرجة الاستهتار بالأمن القومي العربي برمته. فواشنطن بقيت صامتة إزاء التجاوزات الإيرانية في سورية، وباتت شريكة «جوية» للميليشيات التي تديرها إيران في العراق بحجة انهما معاً ضد «داعش»، وتعمدت غض النظر عن التوغل الإيراني عبر الحوثيين ومباشرة في اليمن في الجوار السعودي.
إذن، ما من شأنه أن يعطي «عاصفة الحزم» جدّية سياسية وعسكرية وقيادية هو إيضاح نسيجها الستراتيجي ببعده الإقليمي وليس فقط ببعده اليمني. هذا يتطلب حديثاً بلغة جديدة بين الدول العربية لا سيما الخليجية ومصر لجهة واقعية الأدوار الميدانية عسكرياً لهذه الدول وكيفية الرد على الردود الإيرانية الممتدة من اليمن إلى العراق إلى سورية. وهذا يتطلب بالتأكيد الجلوس إلى طاولة رسم السياسات البعيدة المدى المتعددة المواقع وليس الاكتفاء بإصدار بيانات عن قمم عربية. هوذا الجديد المترتب على «عاصفة الحزم» لتكون هذه العملية نوعية ضمن ستراتيجية مكبّلة وليس مجرد عاصفة غضب ضمن تكتيك الردود العابرة التي تعزز الاعتقاد بأن السياسة السعودية مبعثرة تفتقد التهيؤ وتكتفي بالانسياق إلى الرد.
ما تحتاجه «عاصفة الحزم» أيضاً هو البعد السياسي الضروري والعاقل لأن مصلحة الشرق الأوسط والخليج ليست في مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على رغم أنها مستبعدة. فإذا كان الحزم جدياً، لعله يفتح الباب أمام التفاهمات بعدما فشلت الحروب بالنيابة في سورية واليمن ولبنان والعراق ودمرتها. فمن قُتِلوا هم أبناء سورية واليمن والعراق ولبنان وليس أبناء الدول التي ترعى الحروب بالنيابة.
أما على صعيد الحديث العربي – الأمريكي، إن «عاصفة الحزم» تشكل نقطة جديدة لكنها لن تتحول إلى نواة علاقة أمريكية – عربية أو أمريكية – خليجية من نوع آخر ما لم يكن الحزم حقاً لإيقاف الزحف الإيراني على الدول العربية ولإيقاف الاستهتار الأمريكي بالمصالح والمواقف العربية.
غسان شربل:
عملية استعادة التوازن
افتتاحية صحيفة (الحياة) اللندنية (السعودية)  28/3/2015 :
هذه صفحة جديدة في الشرق الأوسط. ما بعد «عاصفة الحزم» ليس كما قبلها. تغيرت لغة التخاطب في الإقليم. انتهى عهد المجاملات وتغطية الأزمات بالابتسامات. وحين تقود السعودية تحالفاً من هذا النوع، في مهمة من هذا النوع، فهذا يعني أنها استنفدت تماماً ترسانة أسلحة الصبر لديها. القرار السعودي محاولة جدية لتصحيح التوازنات التي اختلت في المنطقة، محاولة جدية لاستعادة التوازن في المنطقة ولإنهاء مرحلة استضعاف العرب وأهل الاعتدال. وكشفت ردود الفعل الأولى على القرار حجم الثقل السعودي عربياً وإسلامياً ودولياً.
والمسألة أكبر بالتأكيد من الحوثيين وشعاراتهم، وأكبر أيضاً من مرارات الرئيس علي عبد الله صالح وحنينه إلى القصر. المسألة رسالة صريحة ومدوية موجهة إلى إيران. وهي ليست سعودية فقط، إنها أيضاً رسالة خليجية ومصرية وأردنية ومغربية وسودانية وباكستانية. ولا تحتاج إيران إلى من يشرح لها معنى وقوف هذه الدول ضد الانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية، وأن الخيط الذي يربط بين هذه الدول هو عدم قبولها بالانقلاب الذي تقوده إيران على مستوى الإقليم.
إننا أمام صفحة جديدة. العملية التي انطلقت لدعم الشرعية في اليمن تحظى بدعم واسع على الصعد العربية والإسلامية والدولية، وهي جاءت في وقت حساس، عشية الموعد المفترض للتوصل الى اتفاق بين إيران والدول الغربية حول الملف النووي، وعشية قمة عربية كان يفترض أن تنشغل بما حصل في الموصل وإذ بها تنشغل بما يحصل في عدن. وكشف انطلاق العاصفة أمس، عن أن إيران في موقع الأقلية، وأن الدول الوازنة في العالمين العربي والإسلامي لا تقر لها بحق الاضطلاع بالدور الذي تتطلع إليه وبالأسلوب الذي تعتمده في انتزاع هذا الدور. فتح سلوك الحوثيين في اليمن ملف سلوك إيران في الإقليم، وهذه المرة على نار حامية.
ذهب الحوثيون بعيداً. تجاوزوا الخطوط الحمر. تجاهلوا حقائق التركيبة اليمنية وتوازناتها. تجاهلوا حساسيات الخريطة اليمنية ومحيطها. أوقعتهم تحالفاتهم الداخلية والخارجية في غرور القوة. تقدموا إلى حيث لا يحق لهم. اجتاحوا صنعاء واحتجزوا الرئيس الذي يعترف العالم بشرعيته. نجح الرئيس في الإفلات منهم. طاردوه إلى حيث لا يحق لهم، أي إلى عدن. ذهب الحوثيون بعيداً.
ذهب علي عبد الله صالح بعيداً في معركة الثأر. كأنه أراد أن يصفي كل حساباته دفعة واحدة مع من يحملهم مسؤولية اختصار عهده المديد في القصر. لم يطق رؤية الأختام في يد من كان نائبه. لم يطق العيش في عهد من كان يعيش في عهده. سهَّل للحوثيين التهام الجيش وأسلحته والتهام صنعاء. ذهب أبعد من ذلك. هدد الرئيس عبد ربه منصور هادي بطرده من عدن ووضع في تصرف الحوثيين الألوية التي طالما دانت بالولاء له. تجاوز الخطوط الحمر.
ذهبت إيران بعيداً في اليمن. دعمت الحوثيين في مغامرة كسر التوازنات الراسخة. دعمتهم في محاولتهم تغيير موقع اليمن الإقليمي. سارع الجنرالات الإيرانيون إلى الاحتفاء بالانتصار اليمني وربطه بما حققوه في العراق وسورية ولبنان، واحتفلوا بما أحدثوه من تغييرات بين البحر المتوسط والبحر الأحمر. تجاهلت إيران حساسيات الخريطة اليمنية. بدت مستعجلة في فرض أمر واقع قبل توقيع الصفقة النووية مع واشنطن. دعمت أقلية ضد أكثرية، متجاهلة الحساسيات المذهبية. تلاعبت بموقع اليمن كمن يحاول استكمال تطويق السعودية.
جملتان تفسران سلوك إيران في المنطقة، وخصوصا في اليمن. يقول المسؤولون في طهران إن بلادهم ليست دولة مهمة في الإقليم بل الدولة الأهم فيه. يقولون أيضاً إن دولتين تملكان تأثيراً كبيراً في الشرق الأوسط، وهما إيران وأمريكا. الدولة الأهم تبيح لنفسها محاولة تغيير ملامح الإقليم بما ينسجم مع مصالحها. الحديث عن دولتين مؤثرتين يرمي إلى إنكار الثقل الإقليمي للسعودية ومصر وتركيا.
إننا أمام صفحة جديدة. ما بعد «عاصفة الحزم» ليس كما قبلها. سواء في اليمن أو في مسارح أخرى. فإما مواجهة مفتوحة لرسم حدود الأدوار بالدم وإما قبول بتصحيح التوازنات لفتح باب التفاوض حول ترتيبات الأمن والاستقرار في الإقليم.
عبدالرحمن الراشد:
هذه حرب لها هدف سياسي
صحيفة (الشرق الاوسط) اللندنية(السعودية)  28/3/2015 :
حجم الاهتمام الإقليمي والخارجي بالحرب في اليمن فاق التوقعات، لم تبقَ حكومة أو مؤسسة دولية معنية إلا وكان لها رأي أعلنته صراحة. ومعظمها عبرت عن تفهمها ضرورة حماية النظام اليمني الذي كان يتعرض لعملية تدمير ستدخل اليمن حتما في حرب أهلية طويلة وخطيرة كما يحدث في سوريا وليبيا.
مر وقت طويل من الصبر على المفاوضات وتقديم التنازلات للمعارضين والرافضين، من أجل المصالحة. لكن عندما لجأ المعارضون إلى استخدام السلاح، واستولوا على العاصمة، وعدد من المحافظات، وحاولوا قتل الرئيس عبد ربه منصور هادي، وقبلها قاموا بسجنه في قصر الرئاسة واعتقال كبار أعضاء حكومته، ولم يبقَ سوى الرد العسكري الخارجي عليهم. هذه حكومة شرعية من دون قوة عسكرية تحميها تواجه عصابة أعلنت صراحة عن نياتها.
هذا ما دفع معظم الحكومات الإقليمية والكبرى تأييد الخطوة العسكرية، ولم يبدأ الهجوم إلا بعد أن استوفت كل الشروط المطلوبة منها، المسوغات القانونية، وبناء تحالف يعبر عن موقف جماعي كبير للدول المعنية، وإشراك المؤسسات الإقليمية مثل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والحصول على تأييد حكومات رئيسية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ولم تعترض بقية الدول الكبرى، واعتراف الأمم المتحدة بشرعية الرئيس هادي، وحقه القانوني في الدعوة للتدخل بعد أن طارده المتمردون إلى مقره في العاصمة المؤقتة عدن مهددين بقتله. أغلبية الدّول أيدت صراحة الحملة العسكرية وقدمت لها الدعم.
وهناك من عارض الهجوم مثل إيران وحزب الله، وهو أمر متوقع لصلتهما بالمتمردين منذ البداية. لكن بشكل عام هذه واحدة من الحملات العسكرية القليلة المنظمة سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا، وهذا ما جعل معظم الدول المتشككة في البداية تعلن تأييدها في اليوم الثاني.
ورغم أن أسراب الطائرات كانت تقصف مواقع تم تحديدها بشكل مبكّر استهدفت مقرات وقوات المتمردين، فإن الحل السياسي لم يتم استبعاده، وفق ما صاغه ممثل الأمم المتحدة. الهدف الأساسي ليس التخلص من الحوثيين أو المعارضين الآخرين، لأن هذا أمر مستحيل وليس مطلوبا، بل الهدف حماية الدّولة اليمنية، نظاما ومؤسسات وشخصيات، وحماية البلد والشعب اليمني من فوضى الاقتتال والحرب الأهلية.
الحملة العسكرية لها هدف سياسي كذلك هو دفع كل الأطراف إلى حل تحت مظلة الأمم المتحدة، ووفق ما أجمع عليه كل أعضاء مجلس الأمن. على المتمردين المسلحين أن يدركوا أن الحكومة اليمنية الانتقالية التي لا تملك بذاتها قوة عسكرية كبيرة، تملك ختم الشرعية، وهناك قوة عسكرية أكبر ستحميها إن لزم الأمر. الفصل الثاني سياسي، يلي الحملة العسكرية، بعودة كل الأطراف إلى طاولة التفاوض، والبحث عن حل سياسي لا يستبعد أحدًا.
واليمن كان، ولا يزال، محل عناية مجلس الأمن، وممثل الأمم المتحدّة جمال بنعمر الذي يعمل بلا توقف منذ بداية الثورة، في عام 2011، وإلى اليوم، وهو يقدم تقاريره إلى رؤسائه بشكل منتظم، وهو الذي أشرف على الحل التصالحي بتكليف حكومة مؤقتة ورئيس انتقالي ثم إجراء انتخابات يختار فيها اليمنيون من يشاءون لقيادتهم.
الرئيس المعزول علي عبد الله صالح والمتمردون الحوثيون وحدهم قرروا تحدي المشروع التصالحي، واستخدموا القوة لتخريب العملية السياسية، والاستيلاء على الحكم، ونشروا قواتهم للقتال في المدن والمحافظات الأخرى لإخضاعها بالقوة. من يفهم القصة اليمنية يستطيع أن يتفهم ويدعم الجهد الأممي ويتفهم ضرورات السعودية، الجارة الكبرى، ومعها بقيّة دول مجلس التعاون الخليجي المعنيّة مباشرة بأمن اليمن، للتدخل عسكريا لدعم الشرعية.
الذين يحاولون تصوير المعركة على أنها حرب بلا مشروع دولي ولا شرعية، يهمهم فقط إبقاء الاقتتال في بلد يعاني من نقص الموارد وكثافة في السلاح، وعلى حافة حرب أهلية.
[email protected]
فؤاد إبراهيم:
السعودية وهاجس الخسارة التاريخية: تصفية الحساب!
صحيفة (الاخبار) اللبنانية  28/3/2015 :
على عجل، وبناء على ما توفّر لدى المؤسستين العسكرية والاستخبارية وما «تيسّر» في الأيام الأخيرة قبل العدوان من معطيات حول مراكز حيوية للجيش اليمني وحركة «أنصار الله» قدّمها اللواء الفار علي محسن الأحمر الذي يقود غرفة عمليات مشتركة تحت القيادة العسكرية السعودية على الحدود المقابلة لليمن، معطيان رئيسيان دفعا القيادة السياسية السعودية إلى تعجيل قرار الحرب:
- وصول المفاوضات النووية بين إيران و»5+1» الى نتيجة شبه محسومة تمهيداً لتوقيع اتفاق مبادئ، وما سوف ينعكس في هيئة تفاهمات سياسية شاملة على ملفات المنطقة في مرحلة لاحقة. ــ استكمال الثورة التصحيحية التي انطلقت في 21 أيلول 2014 لمراحل بسط السيطرة على كامل التراب اليمني، الأمر الذي يعني تقويضاً تاماً وشاملاً للنفوذ السعودي. بكلمات أخرى، خروج اليمن من مجال الهيمنة السعودية التي دامت أكثر من ثمانية عقود من الزمن.
سعودياً، تبدو الحسابات العسكرية أو بالأحرى الستراتيجية غير متطابقة مع السياسية. والأكثر أهمية في الأمر، لا المبررات القانونية ولا الشرعية الدولية الفرعية والكلية، أي الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي قد منحا السعودية وتحالفها العشري تفويضاً بإعلان الحرب على اليمن. وما حصل في حقيقة الأمر هو «تهريبة»، فالعدوان السعودي جرى قبل أيام من انعقاد القمة العربية، وعليه فإن الإجماع العربي غير متحقّق في هذا الأمر. مشهد مناقشة تفويض دولة عربية بالعدوان على دولة عربية أخرى سوف يبدو مستهجناً، ومن الأفضل أن يتمّ في الظلام. أما الشرعية الدولية للعدوان فمعدومة ابتداءً لأن الفيتو الروسي والصيني له بالمرصاد.
استعادة الشرعية، وقف النفوذ الإيراني، القضاء على جماعة الحوثي، درء خطر الحرب الأهلية... مبررات تقافزت تباعاً على المسرح، ليس من بينها ما هو مقنع إلا لجمهور التحالف العشري الذي لا يحتاج الى مزيد إقناع، فـ«الغرائزية» المذهبية تتكفل بتحويل أشد المبررات سخفاً الى أكثرها رسوخاً في العاطفة الشعبية، فهو عقل قادر على توليد وبسخاء مفرط مبررات مريحة للعدوان. من عمق هذا الجنوح المنفلت، يتم ترتيب «أولويات الأعداء» وتبدو اسرائيل في قائمة الحلفاء بالنسبة لأولئك الذين اختاروا الفصاحة في العلاقة مع قوى الشر. الصحافة الاسرائيلية من جانبها برعت في استدراج تصريحات أولئك الفصحاء، وكتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» في 27 آذار أن ثمة «سعوديين عبّروا عن المصير المشترك مع اسرائيل».
حين تجتمع العقيدة المعلولة بأن اليمن امتياز سعودي مع تضخم هاجس النفوذ الإيراني، يصبح العقل المدبّر في المملكة السعودية محثوثاً بهواجسه وهلوساته. وعليه، فإن السعودية ليست بحاجة إلى من يقنعها بجدارة حربها، ولكن التاريخ تكفّل بإيصالها الى اقتناع تام بأن الهزيمة مؤكّدة في حال خوضها هذه الحرب منفردة، فتجربة المواجهات مع حركة «أنصار الله» اليمنية في 2009 ألزمت القيادة العسكرية قبل السياسية على تأجيل مرحلة الحرب البريّة قدر المستطاع؛ فثمة مقاتلون في المقلب الآخر لا يعرفون سوى السير إلى الأمام في الأرض التي يحاربون عليها. تكتيكات الحروب التقليدية لا تعنيهم طالما أن سواعدهم قادرة على حمل السلاح وبعض الزاد الذي يبقيهم على قيد الحياة.
لقد أدبر الزمن الذي تقود فيه السعودية حرباً منفردة، فشحنات السلاح بأشكاله المتنوعة والحديثة لا تصنع بطولة، وكما يقول الزعيم جمال عبد الناصر لا يمكنك أن تقاتل بيد ترتعش، فكيف تصنع بها نصراً. لم يتشرّب الجنود السعوديون عقيدة قتالية جديرة بالتضحية والفداء، وإن حلول الشخص مكان الوطن والأمة يخلق فرصة لصنع صنم، ولكن ليس جيشاً باسلاً.
في الخلفية، ثمة ما يستحق الذكر لفهم دوافع آل سعود إلى العدوان على اليمن. في العشرين من كانون الثاني الماضي، أي قبل ثلاثة أيام من موت الملك عبد الله، زار وفد من حركة «أنصار الله» الحوثية الرياض والتقى مسؤولين في الحكومة السعودية. كانت رسالة الوفد واضحة وتتلخص في طمأنة المملكة السعودية وكل دول الجوار حيال الثورة اليمنية، وأنها تتمسك بمبادئ حسن الجوار والتعاون المشترك من أجل خير الجميع.
كان الجواب السعودي محدّداً وحاسماً:
ـ قطع العلاقة مع إيران
ـ تسليم السلاح للدولة الممثلة برئيسها المستقيل عبد ربه منصور هادي.
نسخة طبق الأصل للمطالب السعودية في لبنان وغزّة كما يعبّر عنها حلفاؤها في 14 آذار أو حكومة رام الله أو إسرائيل أو حتى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي عموماً.على أي حال، عاد وفد أنصار الله الى اليمن بانتظار ترجمة الموقف السعودي على الأرض، وهذا ما حصل. بدأت السعودية بنقل سفارتها من صنعاء الى عدن وتبعتها بقية السفارات الخليجية، بالتزامن مع تحركات دوليّة متوالية، بما في ذلك الدور المنحاز بالمطلق للمبعوث الدولي جمال بن عمر الذي بدت مبادرته ذات طابع بهلواني، وعلى وجه الخصوص إبلاغه مجلس الأمن عن مفاوضات بين الفصائل اليمنية في الدوحة، يعقبها توقيع الاتفاق في الرياض.
كان الجواب السعودي لرفض القوى الثورية اليمنية مقترح بن عمر إجرامياً، فكانت الجمعة الدامية في مسجدي بدر والحشحوش. مصادر «أنصار الله» تتحدث عن أصابع سعودية واضحة في العمليتين الإرهابيتين، ولا سيما بعد نفي «القاعدة» في اليمن صلتها بهما، بل حتى بيان «داعش» الذي وضع على مواقع التواصل الاجتماعي جرى إهماله من قبل الحركة لأن المعطيات المتوافرة لديها تشير الى السعودية حصرياً.
ظهر العقل التسووي كما لو أنه من تركة العهود السابقة، ومنذ بدء الربيع العربي أواخر عام 2010 بدت السعودية محكومة بغرائزية منفلتة، يعبّر عن نفسه في التيه التام في تشخيص المشكلة، وفي تحديد الخيارات بل وتبريرها.
قطعت الرياض الطريق على الحوار بين اليمنيين حين أجبرت بعض القوى بوسائل الإقناع المألوفة سعودياً (دبلوماسية الشنطة)، ووضعت الجميع أمام خيار واحد أن يعود اليمن الى بيت الطاعة السعودي، وإلا فالحرب هي الجواب... وبالفعل كانت.
ولكن الحرب التي يشّنها آل سعود ذات أهداف مجهولة. الإرباك كان لافتاً، فقد تمّ تصوير الحرب على أنها ضد حركة «أنصار الله»، فيما أصبحت كل المراكز الحيوية في اليمن ضمن بنك الأهداف العسكرية السعودية وتحالفها العشري. القواعد العسكرية ومخازن الصواريخ والمجمّعات السكنية التابعة للجيش وحتى بيوت عمّال النظافة بالقرب من مطار صنعاء ليست تابعة للحوثيين. وفي النتائج، حقّق العدوان هدفاً عكسياً، فقد توحّد اليمنيون في الشمال والجنوب في مواجهة آل سعود، وفجّر مخزون الغضب الشعبي في اليمن حيال السياسات السعودية القائمة على امتهان الذات اليمنية والنظرة الاستعلائية حيال الشعب اليمني منذ عقود. في الأثر، حتى أولئك الذين يختلفون مع حركة «أنصار الله» الحوثية يحدوهم الدافع الوطني لمواجهة العدوان السعودي الأمريكي. فبعدما كانت الرياض تواجه حركة وجماعة، أصبحت تواجه شعباً بأسره.
ما يجب على الرياض تعلّمه من درس أولي، أن الرد اليمني حتمي، وثمة هبّة شعبية منتظرة بناء على توجيهات زعيم «أنصار الله» في خطابه بعد يومين من بدء العدوان السعودي، وكذلك مواقف القوى الثورية في الشمال والجنوب. فلسفة رد العدوان تقوم على الردع المستقبلي، لأن الصمت وعدم الرد يعنيان انتصاراً ستراتيجياً للتحالف العشري وللسعودية على وجه الخصوص. سيكولوجية الشعب اليمني تعدّ عاملاً مضاداً للانكسار العسكري، فالاحتقان الشعبي الطويل والمتوارث ضد الامتهان السعودي للكرامة اليمنية ينزع نحو تحويل العدوان الى منازلة تاريخية أو تصفية حساب. في حقيقة الأمر، لقد منحت السعودية بعدوانها فرصة لشيطنتها أكثر مما مضى. ومع تساقط المزيد من الضحايا، ومن المدنيين على وجه خاص، في هجمات جوية من قبل طيارين حربيين معظمهم من أمراء آل سعود (3 من أصل 5 طيارين حربيين هم من أمراء آل سعود)، سوف يعقّد المهمة العسكرية الآن والسياسية في المستقبل، ولن تخرج السعودية من هذه الحرب بنصر من أي نوع، لأن العدوان لا يقتصر على فئة أو حركة أو منطقة، بل يستهدف اليمن بشعبه وأرضه ومقدراته وثورته.
في الخلاصة، العدوان السعودي على اليمن في جوهره هو الشكل الأقصى للثورة المضادة.
إبراهيم الأمين:
وجَنَت على نفسها... الرياض
صحيفة (الاخبار) اللبنانية  28/3/2015 :
العدوان السعودي على اليمن شكل مفاجأة حقيقية لأهل هذا البلد ولحلفائهم. النقص شمل المعطيات الامنية والعسكرية. لكن التقدير بأن حدثاً كهذا لن يقع، استند الى حسابات معادلات تقول بأنه مجنون من يقوم بجريمة كهذه. لكن يبدو أن الحقد والجنون سيطرا على آل سعود، فكانت المغامرة. والسؤال هو عن الخطوة التالية.
بحسب المعلومات الواردة من صنعاء، فإن الغارات الجوية استهدفت بشكل رئيسي مطارات عسكرية ومواقع يعتقد أنها تحوي على منظومة دفاعات جوية، وأخرى على مستودعات يقول السعوديون إنها تحوي على صواريخ أرض ـ أرض من نوع «سكود».
وتضيف أن هدف الضربات هو تعطيل القدرة على استخدام سلاح الجو من الجانب اليمني، ومنع استخدام الصواريخ لقصف العمق السعودي. وترافقت العمليات مع نشر وحدات عسكرية إضافية على طول الحدود مع اليمن، وبدء تحركات أولية في منطقة البحر الاحمر، مع إشاعة معلومات عن إمكانية انتقال قوة عسكرية مصرية بحرية الى حدود عدن البحرية، وعن نشاط لفرق كوماندوس للقيام بعمليات إنزال، خصوصاً في مدن الجنوب.
الغارات أصابت بنية عسكرية تخصّ الجيش اليمني، وسقط أقل من عشرين شهيداً من العسكريين اليمنيين، وتم تدمير مدرجات وطائرات حربية. لكن المصادر تجزم بأن البنية العسكرية الخاصة بجماعة «أنصار الله» لم تتأثر. بل على العكس، فإن المعلومات تشير الى ما هو مخالف، خصوصاً بعد القرارات الاولية السريعة التي اتخذتها قيادة «أنصار الله»، وهي التي سبقت الخطاب الذي ألقاه زعيمها السيد عبد الملك الحوثي.
وتفيد المعطيات بأن الاستنفار العام أعلن في صفوف كل اللجان العسكرية التابعة للحوثيين، وهي إجراءات شملت عشرات الآلاف من المقاتلين، وتم نشر حشود كثيفة على كامل الحدود اليمنية ـ السعودية، إضافة الى إجراءات خاصة على جميع الشواطئ، وخصوصاً البحر الاحمر. وبحسب تعليمات الحوثي، بأنه في حال لم يتوقف العدوان على اليمن خلال وقت قريب والإعلان عن التزام الحل السياسي، فإن عمليات الرد سوف تبدأ، ويتوقع لها أن تكون شديدة للغاية، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام حرب إقليمية واسعة.
في هذه الاثناء، سارعت السعودية الى طلب العون البري من حلفائها. وبينما لم يتضح الموقف المصري والسوداني من طلب الرياض إرسال قوات تكون جاهزة للقيام بعمل بري، فإن السعودية تراهن على قوات من باكستان، ذلك أن طبيعة الوضع على الحدود الجنوبية تشير الى مخاوف جدية لدى الجانب السعودي من قيام الحوثيين باقتحام جنوبي الجزيرة وقصف مكثف بصواريخ أرض ـ أرض تصل الى عمق الاراضي السعودية، واللجوء في حال تحركت بوارج حربية في البحر الاحمر الى استخدام أسلحة مناسبة قد تؤدي الى وقف كل الملاحة من قناة السويس مروراً بالبحر الاحمر وصولاً الى خليج عدن والمنطقة المجاورة.

ما الذي أوصل الأمور الى هنا؟
التطورات التي جرت خلال الاشهر القليلة الماضية في اليمن، جعلت جماعة «أنصار الله» تفتح الباب أمام تسوية سياسية شاملة. وبعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، تسارعت الاتصالات. وتولت سلطنة عمان قسماً بارزاً منها، بما في ذلك محاولة إقناع القيادة المؤقتة في صنعاء بالسماح لهادي بالانتقال الى مسقط للإقامة هناك، وهو جهد جاء نتيجة طلب سعودي. وبعد محاولتي هرب من جانب هادي، عادت الاتصالات لتطلب تخفيف إجراءات الحماية من حول مكان إقامته، الى أن تمكن من الفرار باتجاه الجنوب، حيث بدأت مرحلة جديدة.
قبل هذه الخطوة، كانت الاتصالات المباشرة بين جماعة «أنصار الله» والسعودية قد حصلت. وقال المسؤولون في الرياض إنهم يريدون حلاً يقوم أساساً على إخراج إيران من اليمن، وهو كلام دأب المسؤولون في السعودية على قوله أمام كل من يلتقيهم من الايرانيين أو اليمنيين أو من الوسطاء. وردّ الحوثيون بوضوح بأنهم ليسوا في وارد قطع العلاقة مع إيران. حتى إن أحد مسؤوليهم من الذين زاروا الرياض، قال لمحدثه السعودي: «أنا آت إليك بعد رحلة قادتني الى لقاء مسؤولين إيرانيين في طهران وقيادة حزب الله في بيروت. والبحث الممكن هو في إنتاج صيغة حكم تقوم على إنشاء مجلس رئاسي، وعلى قاعدة أن هادي قد استقال».
لكن الرياض كانت تهتم بأمر آخر في هذه الفترة. ولأول مرة منذ وقت طويل، عاود السعوديون الاتصال بجماعة «الإخوان» المسلمين في اليمن، وأرسلوا الوفود الكبيرة وبصورة مكثفة لعقد اتفاقات مع قبائل في الجنوب وتعز، وتم صرف عشرات بل مئات الملايين من الدولارات، وإيصال كميات من الاسلحة، بغية تشكيل لجان عسكرية تقود الحرب ضد الحوثيين في الوسط والشمال. وترافق ذلك مع قطع الاتصال بالحوثيين الذين وجدوا أن هناك من يريد جرّهم الى حرب استنزاف دموية. وردّ الحوثيون بمناورة عسكرية على الحدود مع السعودية، الأمر الذي عدّته الرياض تحدياً كبيراً لها، خصوصاً أن الأمن السعودي يقوم بعمليات تدقيق في جنوب الجزيرة، خشية أن يكون الحوثيون قد أقاموا صلات مع قبائل في نجران وعلى الحدود الجنوبية.
ومع انتقال هادي الى عدن، وإطلاق عملية تعويمه كرئيس شرعي، وما رافق ذلك من تحضيرات لمواقف عربية ودولية، كان السعوديون بمعاونة جماعة «الإخوان» (تجمع الإصلاح) قد باشروا، كما هي حال مجموعات تكفيرية، عمليات عسكرية ضد وحدات الجيش غير الملتزمة بقيادة هادي في أكثر من منطقة. ثم جاءت التفجيرات الانتحارية في مساجد صنعاء والشمال، لتدفع بالحوثيين، بالتوافق مع قيادة الجيش، وبدعم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، للقيام بعملية عسكرية خاطفة باتجاه الجنوب. ويبدو، بحسب مطلعين، نفذت عملية غير مسبوقة في حشد القوات والمدرعات التي قامت بالهجوم ووصلت الى عدن وسيطرت عليها خلال أقل من 24 ساعة. وحتى ساعات ليل أمس، كانت مجموعة اللجان الثورية التي تشرف عليها جماعة «أنصار الله» تثبت مواقعها داخل عدن وداخل مناطق عدة في المحافظات القريبة، برغم قيام جماعة «الإخوان» بتسيير تظاهرات في تعز ضد الحوثيين، وسعي بعض الزعماء الانفصاليين في الجنوب الى اعتبار قدوم الجيش والحوثيين الى عدن احتلالاً.
حتى هذه اللحظة، لم يكن أحد يتحدث مع أحد، ولا أحد يستمع الى الآخر، ليتبين أن السعودية أنجزت تفاهماً سريعاً مع عدد من الدول العربية لأجل تشكيل قوة مشتركة، تتولى القيام بالعدوان على اليمن. لكن اللافت أن الأمريكيين كانوا على السمع، وهم بادروا ليس فقط الى سحب من تبقى من قواتهم، بل الى إبلاغ الجانب السعودي أن من الخطأ الرهان على مجموعات هادي العسكرية، وأن قدرات الطرف الآخر قادرة على حسم الامر سريعاً ومن دون مواجهات جدية، وهو ما حصل، ليتبين لاحقاً أن التحذير الأمريكي الذي أعلن مساء الثلاثاء الماضي، كان قد صدر بينما كانت عملية اقتحام عدن قد بدأت رغم أن الاعلان عن نتائجها تأخر لنحو 18 ساعة.

هل من حل؟
كل المؤشرات تقول إن من اتخذ قرار العدوان لم يحسب أموره بشكل جيد. كذلك فإن الحملة الاعلامية الواسعة التي رافقت الغارات الوحشية على المدنيين والعسكريين لم تخف غياب الستراتيجية الواضحة. وهو أمر عبّرت عنه مواقف الدول الداعمة للعدوان، خصوصاً الأمريكيين والاوروبيين، الذين سارعوا الى وضع سقف للحملة العسكرية، بأنها يجب أن تصبّ في خدمة حل سياسي، الأمر الذي تقول الرياض إنها تريده على شكل إعلان الحوثيين الاستسلام من صنعاء. وهو أمر اتضح ليل أمس أن من غير الممكن، على الاطلاق، الرهان عليه.
في هذه الأثناء، سارعت موسكو وطهران الى القيام باتصالات مع عواصم عربية وإقليمية ودولية، بقصد ممارسة الضغط على السعودية كي توقف العدوان، وتعود الى طاولة المفاوضات. وبدا واضحاً أن الروس والإيرانيين يدركون جيداً حقيقة الوضع على الارض، وحقيقة الموقف عند «أنصار الله» والقوات اليمنية الرسمية. وبينما يرجّح أن تتولى سلطنة عمان جانباً من الاتصالات، في حال قررت السعودية التوقف عن العدوان، يبدو أن في الرياض من يريد ممارسة الضغط المباشر على أنصار علي عبدالله صالح، بغية إجباره على ترك تحالفه مع الحوثيين، اعتقاداً من المملكة بأن هذه الخطوة من شأنها عزل الحوثيين. ويردّ مطلعون على هذا الامر بالقول: إن السعودية لا يبدو أنها تعرف عقلية الحوثيين جيداً.
وفي هذا السياق، وفي إطار التأكيد على أن ما يجري هو عدوان مباشر على شعب ودولة، سيطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم، في خطاب حول الوضع في اليمن، وهو سوف يدين العدوان، ويعطي الاشارات الواضحة الى أن «أنصار الله» ليسوا متروكين لمصيرهم، كذلك يفتح الباب أمام حل سياسي متى رغب الآخرون فيه، وسريعاً، وقبل دخول المنطقة في جحيم أين منه ما يجري في سوريا والعراق.

كوردسمان يطالب واشنطن بدعم عسكري للحملة والضغط على طهران
ورايدل يحذر: التدخل العسكري في اليمن يحتوي على مخاطر
صحيفة (الشرق الاوسط) اللندنية  29/3/2015 :
واشنطن: هبة القدسي: في أعقاب بداية الحملة العسكرية «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية، وتضم إلى جانبها تسع دول خليجية وعربية أخرى، أشار محللون إلى أهمية الشراكة الستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وحذروا من الطموحات الإيرانية ومحاولات النظام الإيراني مد نفوذه إلى المنطقة.
وأشار أنتوني كوردسمان، الباحث بمركز الدراسات الستراتيجية والدولية بواشنطن «CSIS» إلى أن مصالح الولايات المتحدة الستراتيجية تتطلب مستوى واسعا من الاستقرار في الخليج وشبه الجزيرة العربية، و«لذا لا بد أن تعتمد الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية بوصفها شريكا ستراتيجيا رئيسيا».
وتفاءل الباحث الأمريكي بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي رغم العمليات العسكرية من قبل المملكة العربية السعودية والدول الخليجية والعربية، مشيرا إلى أن تأمين الحدود السعودية وممارسة الضغوط على الفصائل اليمنية قد يكون كافيا، وأشار إلى أنه على الولايات المتحدة أن تدرك أن طموحات إيران لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء المنطقة تشكل قدرا مساويا للتهديدات والطموحات النووية الإيرانية.
وقال كوردسمان إن «الولايات المتحدة تعهدت بتقديم الدعم اللوجيستي والاستخباراتي، لكن الوضع في اليمن بحاجة إلى أكثر من ذلك، فهو يتطلب دعما عسكريا وضغطا دبلوماسيا على إيران».
وشدد كوردسمان على أهمية الشراكة السعودية - الأمريكية والتعاون بين البلدين في بناء شكل من أشكال الردع والاستقرار الستراتيجي، لاحتواء إيران في منطقة الخليج، وأكد أن أي اتفاق نووي يجب ألا يؤثر على ضرورة التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة والسعودية وأعضاء مجلس التعاون الخليجي في التعامل مع تهديدات وأنشطة إيران في المنطقة ونفوذها الستراتيجي في العراق وسوريا ولبنان وقطاع غزة.
وأشار كوردسمان إلى أن اليمن له أهمية ستراتيجية كبيرة في استقرار المملكة العربية السعودية، محذرا من تأثير الصراع المتنامي في اليمن، وتهديدات تنظيم القاعدة، ومن العلاقات بين الحوثيين الشيعة وإيران، على أمن ممر باب المندب وأمن السفن القتالية التي تتحرك عبر قناة السويس، وأمن البضائع، والاستقرار الاقتصادي لمصر، وأمن ميناء جدة الذي يعد المرفق الرئيسي لتصدير النفط خارج الخليج.
وأوضح المحلل السياسي بروس رايدل، بمعهد «بروكينغز» الذي عمل في السابق في الاستخبارات الأمريكية، أن «التدخل العسكري في اليمن يحتوي على مخاطر، فالرياض لم تقرر حتى الآن مدة الحملة العسكرية، وما إذا كانت الضربات مصممة لمنع قوات الحوثي من شن هجمات داخل المملكة، أم إن الحملة لها أهداف أكبر وتستهدف طرد وملاحقة الحوثيين في كل اليمن واستعادة السيطرة على البلاد».
ويشير الباحث الأمريكي إلى أن قلق السعودية من النفوذ الإيراني له ما يبرره، ويقول: «إنهم يرون أن المحادثات النووية الإيرانية قد تؤدي إلى إبرام صفقة من شأنها أن تحتوي على كمية كبيرة من تخصيب اليورانيوم، وكذلك يرون صعود (داعش) في العراق وسوريا، وتصاعد نفوذ الحشد الشعبي - الشيعي - والوجود العلني لإيران في العراق، ثم المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن».
وتوقع الباحث الأمريكي أن تعتمد المملكة العربية السعودية على الضربات الجوية ضد الوحدات البرية الحوثية ومراكز القيادة والسيطرة، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية لديها جيش كبير مجهز بكميات كبيرة من المقاتلات الأمريكية الصنع المتقدمة والأسلحة الأخرى، لكنه أوضح أن القيام بعمليات برية يمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر.
وحول الموقف الأمريكي من الأزمة في اليمن، قال رايدل: «واشنطن تواجه تحديا منذ أن قامت بوضع قوات عمليات خاصة في اليمن عام 2002 لتدريب القوات الحكومية ومكافحة (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب)، لكن انسحاب القوات الأمريكية في الأسابيع الماضية بسبب المخاوف الأمنية يهدد بشكل كبير بتباطؤ عمليات مكافحة (القاعدة)، خصوصا أن أفراد العمليات الخاصة يعترفون بأنه سيكون من الصعب للغاية الحصول على معلومات دقيقة حول أي استهداف للقوات الأمريكية، والقيام باستخدام طائرات من دون طيار يمكن أن يصبح أقل فعالية في الأشهر المقبلة».
صنداي تلغراف: صالح تسبب في تمزيق بلاده
الانهيار في اليمن يدفع بالشرق الأوسط إلى خطر إقليمي أوسع
وكالات ومصادر متعددة  29/3/2015 :
تناولت صحف أمريكية وبريطانية الأزمة اليمنية المتفاقمة، وخاصة ما تعلق بالتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين، وأشار بعضها إلى أن الرئيس اليمني السابق تسبب في تمزيق اليمن، وأن السعودية تريد وضع حد لتمدد النفوذ الإيراني.
فقد أشارت صحيفة صنداي تلغراف البريطانية إلى الأزمة المتفاقمة في اليمن، وقالت إن الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح تسبب في تمزيق بلاده.وأوضحت الصحيفة أن مكر الرئيس اليمني المخلوع واستعداده لعقد صفقات مع أي جهة تبقيه في السلطة أدى إلى تمزيق اليمن، وأضافت أن صالح أثبت مكره وأنه لا ينبغي أبدا الاستهانة به.
وأشارت الصحيفة إلى أن صالح عقد صفقة سرية مع تنظيم القاعدة لإعطاء الجزء الجنوبي من اليمن للتنظيم، وذلك عندما شعر صالح أن حكمه كان مهددا بسبب الربيع العربي. وأضافت أن صالح ظن أنه كلما أعطى انطباعا بأن اليمن يقع في أيدي المتشددين، زادت رغبة الغرب بإبقائه في منصبه بأي ثمن، ولكن الشعب اليمني أطاح به.
كما أشارت الصحيفة إلى أن تحالف صالح مع جماعة الحوثيين جاء بدافع الانتقام بعد عزله من السلطة، وكان الثمن التمزق الذي يعيشه اليمن في الوقت الراهن.
من جانبها أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن الانهيار في اليمن يدفع بالشرق الأوسط إلى خطر إقليمي أوسع.
وأضافت أن ما بدأ على شكل نضال سلمي للإطاحة بالرئيس صالح منذ أربع سنوات تحوّل الآن إلى حرب أهلية تنذر بالانتشار والتحول إلى حرب شاملة بين القوتين الإقليميتين إيران والسعودية، مما يؤدي بالتالي إلى فوضى جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
الحرب الباردة في الشرق الأوسط أصبحت الآن حربا ساخنة
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب دانييل بايبز قال فيه إن استجابة السعودية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أدت إلى تشكيل تحالف عربي بقيادة الرياض بغية ردع التمرد الحوثي المدعوم من إيران. وأضاف أن هذا التحالف يشير إلى الخطورة الحقيقية التي تشكلها إيران لدول المنطقة، وإلى الحاجة لاتخاذ التدابير في ظل تراجع الدور الأمريكي الصارخ في المنطقة. وأشار إلى أن الحرب الباردة في الشرق الأوسط أصبحت الآن حربا ساخنة بين القوتين الإقليميتين وأنه يتوقع لها أن تستمر فترة طويلة. وأضاف أن طهران تفتخر بالهيمنة على أربع عواصم عربية ممثلة في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وأن الحرب في اليمن هي للحد من تمدد النفوذ الإيراني.واختتم الكاتب بالقول إن الدبلوماسية الماهرة التي يتمتع بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز واستعداده لاستخدام القوة في اليمن جاءا استجابة لمزيج قاتل من الفوضى العربية والعدوان الإيراني وضعف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأن هذه الدبلوماسية ستعيد تشكيل المنطقة لسنوات.
 
عاصفة الحزم.. السياق والأهداف والتداعيات
الخليج الجديد  29/3/2015 :
بدأت منذ منتصف ليلة الخميس 26 مارس/آذار 2015 وبشكل مفاجئ تحت مسمى عملية «عاصفة الحسم» غارات جوية بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة دول عربية على مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تقع تحت سيطرة الحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح».
وقد اعتبرت هذه الخطوة مفاجأة لأنها أتت بعد أسبوع من دعوات خليجية انطلقت من الرياض تحث على سرعة انعقاد الحوار اليمني تحت مظلة مجلس التعاون بحضور كافة الأطراف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره وفهم من هذا السياق أن الدعوة موجهة للحوثيين، وهو ما أكد عليه صراحة الرئيس هادي بقوله إن دعوته إلى الحوار تشمل الجميع «بما في ذلك أولئك الذين انقلبوا على الشرعية»، وهذه الخطوة أيضا في حد ذاتها مفاجأة لأنها جاءت بعد إعلان مجلس التعاون الخليجي أن ما قام به الحوثيون هو انقلاب عسكري مكتمل وأن الشرعية في اليمن تتمثل فقط بالرئيس «هادي».
وبالرغم من أن هناك مصادر أشارت إلى أن الحوثيين قد يتحصلون على اعتراف من دول مجلس التعاون في حال مشاركتهم للحوار إلا أنهم رفضوا دعوة الرياض، ومن بعدها رفضوا دعوات المبعوث الأممي «جمال بن عمر» للذهاب إلى الدوحة، وهذا ربما ما اعتبرته دول الخليج المشاركة في الغارات نهاية المطاف للحلول السياسية وبدأت في تفعيل سيناريوهات التدخل العسكري.
 ولكن الذي أجج الأوضاع فعليا ليس رفض الحوثيين للحوار، بل قيامهم بخطوات عسكرية أكبر مثل قصف عدن بعد أن اتهموا قطر والسعودية بالوقوف خلف التفجيرات التي وقعت في مساجد في العاصمة صنعاء. وكما أججت المناورات التي قام بها الحوثييون على الحدود مع السعودية بعد دخول عشر أيام من شهر مارس/أذار 2015 التوتر في الأروقة العسكرية السياسية السعودية ورفعت مؤشرات الخطر إلى درجات عليا لكن الاقتراب من عدن كان الشرارة التي أذنت للعملية بالانطلاق.
لم يكن الخيار العسكري وليد الأسبوع الماضي فقط بل إنه قد تم الاستعداد له والمشاورة بشأنه والاتفاق على البدء به في حال فشلت الحلول السياسية، وقد شهد الشهر الأول بعد تولي الملك «سلمان» الحكم زيارات مكوكية لرؤساء وأمراء عدد من الدول الخليجية والإقليمية، وحتى في عهد الملك الراحل طالبت الصحافة السعودية مثل صحيفة عكاظ مجلس الأمن بالتحرك العسكري وإنقاذ اليمن من الفوضى وذلك في أغسطس/آب2014 أي قبل دخول الحوثيين إلى صنعاء.
وتهدف العملية من زاوية الأطراف المشاركة فيها بشكل عام إلى دعم شرعية الرئيس «هادي» وإنقاذ اليمن من الفوضى التي تتزايد يوميا مع سيطرة الحوثيين، وبما أن الضربات تركزت على عدة مناطق مهمة ومنشآت حيوية فإنها تشير إلى السعي الحثيث إلى إضعاف موقف الحوثيين وتجريدهم من الإمكانيات والأسلحة والمواقع المهمة التي تحصلوا عليها وإجبارهم على التراجع، ولا يتضح أن العملية تهدف إلى القضاء على الحوثيين تماما إنما للضغط عليهم بشكل كبير.
 ولا يعرف إذا ما كان سيتم دعوة الحوثيين للحوار مجددا ولكن بالتأكيد، فإن أي الحوار تحت الظروف الجديدة سيكون مختلفا وسوف تتبلور أهدافه حول إعادة تشكيل التوازنات في اليمن، بما يتضمن تحجيم نفوذ الحوثيين.
أما تداعيات العملية فإن أحد أهم مساراتها هو في الموقف الإيراني الذي لم يتمخض عن شئ عملي حتى الآن، لكن هناك تخوفات من تحريك ساحات في دول مثل البحرين ولبنان أو زيادة حدة الموجة الطائفية في العراق وزيادة تركيز الدعم لنظام «الأسد» منعا لتكرر هذا السيناريو في سوريا، ويعتقد أن إيران تقوم بدراسة معمقة للتعامل مع الموقف بأفضل الطرق من وجهة نظرها.
أيضا وجود دول مثل باكستان والأردن والسودان يعقد الموقف وكذلك دول مؤيدة للعملية في طليعتها تركيا يوضح مدى تشابك العلاقات في المنطقة وصعوبة القيام بأي تحرك دون دراسته والاستعداد لتبعاته ونتائجه.
يتوقع أن العملية تهدف لقصقصة أجنحة الحوثيين وكسر غرورهم وهي أيضا بدون شك رسالة إلى إيران كما أنها قد تكون محفزة على التغيير التدريجي تجاه قضايا إقليمية أخرى والمضي نحو التسليح الثقيل للمعارضة السورية رغم الفيتو الامريكي لكن هذا يتطلب تصميما وإرادة من الدول الفاعلة في المنطقة.
بصورة عامة، تؤسس العملية الحالية والتحالف العسكري العربي لمعادلة جديدة في توازن القوى بين الدول العربية - والخليجية خصوصا - وبين إيران. وهو ما سينعكس على الوضع السوري على حسب مستوى النجاح الذي ستحققه «عاصفة الحزم» في اليمن. كما أنها تثير تساؤلات دولية حول انتهاج المملكة وحلفائها لسياسة جديدة قد تتطور لاتخاذ خطوات منفردة في ملفات أخرى في ظل حالة التجاهل الأمريكي والأوروبي لتدهور الأوضاع في المنطقة.
كذلك، سيكون لتفاعلات العملية الجارية في اليمن انعكاسها على إعادة الاصطفاف الإقليمي؛ فقد فتحت تركيا المجال لمزيد من تعزيز محور عربي - تركي يتبنى موقفا حاسما تجاه الهيمنة الإيرانية، ومن ثم تراجع الاصطفاف على أساس العداء لتيار الإسلام السياسي، وهو ما سيمثل تحديا لدول عربية مازالت تعتبر أن الخطر الرئيسي هو خطر الإخوان المسلمين (الإمارات ومصر بصورة خاصة.
ردود أفعال يمنية متباينة بشأن عاصفة الحزم
الجزيرة.نت  29/3/2015 :
ياسر حسن-عدن: رغم التأييد الواسع الذي لاقته ضربات التحالف الذي تقوده السعودية ضد مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم، فإن الأمر لا يخلو من وجود أصوات معارضة لتلك الضربات.
وحملت الناشطة السياسية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان "مليشيات الحوثي المسلحة والمخلوع علي صالح ومن خلفهم إيران، المسؤولية الكاملة عن النتيجة التي وصلت إليها الأوضاع في اليمن، والتي أسفرت عن تدخل الدول العشر بناءً على دعوة الرئيس عبد ربه منصور هادي".
وقالت كرمان في صفحتها على الفيسبوك "إن الفرصة لا تزال مفتوحة أمام مليشيات الحوثي لتجنب القصف، وعليهم فقط الانسحاب من العاصمة وبقية المحافظات التي استولوا عليها بالقوة وتسليم ما لديهم من أسلحة للدولة اليمنية، والتحول إلى جماعة سياسية لا تعتمد على العنف وسيلة لتحقيق أهدافها، ومن ثم المضي مع بقية المكونات السياسية للشراكة في بناء الدولة".

الإصلاح يرحب
بدوره، قال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح في عدن خالد حيدان، "نحن مؤيدون لعمليات تحالف العرب في عاصفة الحزم التي جاءت تلبية لطلب من رئيس الجمهورية، ونعتبرها صورة من صور التضامن العربي تأتي ضمن معاهدات الأمن العربي، ولا نعتبره تدخلاً ولا انتهاكاً للسيادة".
وأضاف حيدان أن التدخل "جاء لحماية أبناء اليمن من مجازر جماعة الحوثي والقوات الموالية لعلي صالح والمسنودة من قبل إيران التي صدَّرت لليمنيين الموت والدمار من خلال الجسر الجوي الذي فتحته مع الحوثيين".
وأضاف أن أبناء اليمن في جميع المحافظات التي تهاجمها جماعة الحوثي "مسرورون من الشراكة العربية ويطالبون بتوسيع العمليات ويعتبرون أن أمنهم من أمن المنطقة".
أما القيادي والإعلامي في الحراك الجنوبي ردفان الدبيس، فقال إن أبناء الجنوب "يرفضون أي تواجد للحوثيين على أراضيهم، ولذلك أيدوا ضربهم حتى يرتدعوا عن دخول الجنوب، وحتى يرجعوا إلى صوابهم ويقبلوا بالتفاهم مع باقي الأطراف السياسية في الشمال"، مضيفا أن التدخل العسكري "جاء بعد أن تعذرت كل الحلول أمام رفض الحوثيين وإصرارهم على استكمال انقلابهم والسيطرة على كل مناطق البلاد، بل وصل بهم الأمر للتوجه نحو مناطق الجنوب".

الشرعية
وكان أحمد عمر بن فريد -وهو أحد قادة الحراك بالخارج- قد وجه رسالة لوزير الدفاع السعودي يطالبه فيها بدعم عناصر المقاومة الجنوبية التي تواجه المد الحوثي في الجنوب، وقال "إننا بحاجة اليوم إلى كافة أشكال الدعم بالعتاد العسكري والدعم اللوجستي لترتيب الصفوف وتمكين المقاومة من دحر آخر جندي حوثي من أرض الجنوب".
ويؤكد سالم الخضر أحد مشايخ قبائل الصبيحة تأييد معظم قبائل اليمن للضربات الجوية على الحوثيين، مشيراً إلى أنهم هم من أوصلوا أنفسهم إلى ذلك، ومؤكدا أن "القبائل قد عبرت عن تأييدها المطلق لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي واستعدادها للوقوف إلى جانبه حتى يتم دحر قوى الانقلاب الحوثي".
على الجانب الآخر، اعتبر الناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام فيصل الرشيد الضربات الجوية "تدخلاً سافراً في الشأن اليمني، لأنها تمس سيادة البلاد وكرامة الأحرار وشرفهم".
وقال للجزيرة نت إن القصف "خلف أضراراً جسيمة، و نسف البنية التحتية للجيش اليمني ودمر بكل همجية أسلحة الجيش، وأما أنصار الله فلم يخسروا شيئاً". مضيفا أن "من أهداف ذلك العدوان أنهم وجدوا أن علي صالح ونجله أحمد يملكون قوة ضاربة، وأن أغلب الجيش المدرب يواليهما، فجاءت الضربات لتجريدهما من تلك القوة وخلق توازن في القوة بين كل الأطراف السياسية".
ويبدي الصحفي والناشط الحقوقي جهاد جميل تحفظه على الضربات الجوية، ويقول إنه لا يؤيد الحوثيين "ولكن الضربات ربما تتسبب بقتل بعض الأبرياء. والأفضل أن تحل الأزمة بشكل آخر غير التدخل العسكري".
واشنطن بوست: كيف ينذر الصراع اليمني بفوضى جديدة في الشرق الأوسط
مصر العربية  29/3/2015 :
تحت عنوان "كيف ينذر الصراع اليمني بفوضى جديدة في الشرق الأوسط"؟.. رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن انهيار اليمن يدفع منطقة الشرق الأوسط للاقتراب بشكل خطير من اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق يخشى الكثيرون اشتعالها منذ فترة طويلة نتيجة الفوضى التي أثارتها ثورات الربيع العربي.
فما بدأ وكأنه نضال سلمي للإطاحة بالديكتاتور اليمني علي عبدالله صالح قبل أربع سنوات وتحول بعد ذلك إلى صراعات أهلية تنذر الآن بالانزلاق نحو حرب شاملة بين المتنافستين الإقليميتين السعودية وإيران حيال دولة اليمن التي يقع بها صمام أحد طرق إمدادات النفط الكبرى في العالم، بحسب الصحيفة.
ومع قرب نهاية المهلة المحددة لتوقيع المفاوضين على اتفاقية إطارية تهدف إلى كبح جماح برنامج طهران النووي والمقررة يوم الثلاثاء المقبل، يستبعد المحللون إمكانية أن ترد إيران عسكريا فورا على الغارات الجوية السعودية الأخيرة في اليمن.
لكن المواجهة أضافت مفردات جديدة لعدم القدرة على التنبؤ والارتباك لدى الكثيرين، حيث إن الصراعات متعددة الأبعاد حوّلت مساحات شاسعة من منطقة الشرق الأوسط إلى مناطق حروب على مدى السنوات الأربع الماضية، بحسب المحللين.
وتنحاز الولايات المتحدة للميليشيات المدعومة من إيران في العراق وتناهضها في اليمن، فيما تقصف مصر والإمارات - اللتان انضمتا للهجوم السعودي ضد جماعة الحوثي في اليمن – بعض الفصائل في ليبيا المدعومة من تركيا وقطر التي تدعم هي الأخرى هجوم السعودية، وتغذى الصراع السوري بمنافسة كل القوى الإقليمية التي تسعى لتحقيق مكاسب على حساب الآخر على أرض المعركة بعيدا عن أوطانها.
فمنذ ستينيات القرن الماضي أو ربما قبل ذلك، لم تشارك العديد من الدول والفصائل العربية في عدة حروب متداخلة ومربكة مثل الآن، ما دفع الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي فريدريك هري لوصف الوضع الراهن بأنه "خطير للغاية".
ولفتت الصحيفة إلى أن سبب الاشتعال الحالي هو الزحف نحو مقرات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من جانب ميليشيات الحوثي الشيعية التي تفرض سيطرتها على العاصمة صنعاء منذ عدة أشهر.
وبالنسبة للمملكة العربية السعودية التي تعتبر نفسها الراعية للمصالح السنية في المنطقة، يمثل تقدم الحوثيين الشيعة أكبر من مجرد تهديد لحليف سني، بحسب المحللين.
وقال المحلل في مركز الخليج للأبحاث ومقره دبي مصطفى العاني: "تقدم السعودية من خلال التدخل في اليمن إشعارا بأنها لن تتسامح مجددا مع التوسع الإيراني دون رادع، وأنها لن تعتمد على الولايات المتحدة في حماية مصالحها في الشرق الأوسط".
وأضاف العاني: "الأمر بدأ في اليمن، ومن ثم سوريا، وبعدها العراق، والآن اليمن، إنها مثل لعبة الدومينو، واليمن هي المحاولة الأولى لوقف الدومينو، هناك الآن صحوة وستراتيجية مضادة في المنطقة، واليمن هي أرض الاختبار، فالأمر لا يتعلق باليمن فقط، إنما يتعلق بالتغير في موازين القوى الإقليمية".
يذكر أن القمة العربية تنعقد الآن في مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث من المتوقع أن يناقش القادة والزعماء تطورات الأحداث في اليمن، وآخر ما وصلت إليه العملية العسكرية التي تقودها السعودية ومجموعة من الدول الخليجية والعربية تحت اسم "عاصفة الحزم"، وكذلك مشروع إنشاء قوة عربية مشتركة، وإنشاء سوق عربية مشتركة.
وتتزامن القمة الحالية مع مرور 70 عاما على تأسيس جامعة الدول العربية، وقد اتخذت شعارا لها هذا العام "سبعون عاما من العمل العربي المشترك".
خارطة المصالح الدولية باليمن
نون بوست  29/3/2015 :
فريق التحرير:لا يبدو من الموقف العماني الصامت نوعًا ما أنه مهتم بما يجري في اليمن رُغم الجوار الجغرافي، بيد أن الدبلوماسية العُمانية تعمل بالفعل، ولكن بأهداف مختلفة وهادئة تبعدها عن الأضواء، حيث تركز بشكل أساسي على استقرار اليمن نظرًا لأهميته في تدعيم استقرارها السياسي والاقتصادي، وهو ما يدفع عُمان إلى العمل على خلق توازن بين الأطراف المتصارعة، وعدم تبني موقف معادٍ للحوثيين بشكل واضح، وهو ما ظهر على سبيل المثال حين نجحت الوساطة العُمانية في إقناع طهران بالضغط على الحوثيين بإطلاق سراح يحيى المراني، مسؤول رفيع في الاستخبارات اليمنية، في يناير الماضي.
بشكل عام، تحرص عُمان في إطار ستراتيجيتها بالمنطقة على خلق توازن بين إيران والسعودية، فهي رُغم عضويتها بمجلس التعاون تحافظ على مسافة بينها وبين الرياض، وتمتلك علاقات جيدة مع طهران، وهو أمر مفهوم بالنظر لثقافتها الإباضية التي تبعدها عن السنة والشيعة، وبالتالي تجعل منها بالطبيعة لاعبًا محايدًا، بل ومرشحًا للعب دور وساطة إن أرادت، في اليمن.

السعودية
السعودية هي العدو الأول للحوثيين في المنطقة ولأسباب واضحة ومنطقية، فهي لا تقبل وجودًا إيرانيًا قريبًا منها من الجنوب يخلق حلقة إيرانية ممتدة من نظام الأسد إلى شيعة العراق إلى حوثيّي اليمن، وهو توسع يثير قلق الرياض أكثر من سواه، وهو السبب الرئيسي في تركيز كافة الجهود السعودية مؤخرًا، خاصة بعد تولي الملك سلمان، في احتواء النفوذ الإيراني، وتراجع أهمية ملفات أخرى مثل دعم الانقلاب في مصر، مما يفسّر التقارب مع تركيا الحريصة هي الأخرى على احتواء إيران.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل ما يجري في اليمن تهديدًا لتجارة النفط السعودية، حيث يمر من مضيق باب المندب أكثر 2 مليون برميل يوميًا من الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة، وتجارة النفط هي شريان الحياة الرئيسي للاقتصاد السعودي رُغم محاولات تنويع مصادر الدخل، وإذا ما خضع لتهديد إيراني بهذا الشكل فإنه يقوّض تمامًا من قدرة السعودية على الحفاظ على التوازن مع إيران واستمرار قيادتها الإقليمية في الخليج.

إيران
على الناحية الأخرى، تُعَد إيران ظهير الحوثيين الأول، وإن لم يكن الحوثيون صناعة إيرانية بالطبع، ولا هم دُمى بيد إيران مثل حزب الله وبعض ميليشيات الشيعة في العراق، إلا أن طهران نجحت تمامًا في كسب الحوثيين كلاعب لصالحها حتى الآن، وهي جهود تكثّفت منذ عام 2012 إبان اندلاع الربيع العربي، إذ وجدت إيران في صعود الحوثيين فرصة للضغط على السعودية، وكذلك تدعيم موقفها الدولي أثناء المفاوضات بالنظر لأهمية مضيق باب المندب لعبور النفط نحو الغرب، وللتجارة الأوروبية تحديدًا مع أسيا (التجارة الأمريكية الصينية لا تمر عبر الشرق الأوسط).
علاوة على ذلك، ومنذ بدء محاولات عُمانية وباكستانية لاستغلال توتر مضيق هرمز في بناء موانئ بديلة على المحيط الهندي لمنافسة دبي والمنامة، ودعم أطراف دولية عديدة لتلك المحاولات عن طريق بناء ميناء الدُقم في عُمان، وميناء جوادر في باكستان، بدا وكأن البعض يحاول الالتفاف على ورقة ضغط إيرانية مهمة وهي تعطيل مرور الملاحة من مضيق هُرمز، وهو ما يعني أن وجود موطأ قدم لإيران عند مضيق باب المندب محاولة منها لإحباط تلك المحاولات، والاستمرار في تدعيم قدرتها على التهديد الملاحة الدولية في تلك المنطقة وإن خرجت من هُرمز.

مصر
مع تراجع الدعم السعودي نسبيًا للنظام المصري، يمكن فهم الانحياز الصريح والسريع لصالح السعودية من جانب القاهرة، في محاولة منها لكسب الرياض وإشعارها بأن دعم الانقلاب في مصر ليس مجرد خيار سعودي، بل حاجة سعودية ملحة لتدعيم الموقف الإقليمي للمملكة، لاسيما وأن دعم الإمارات وحده لا يكفي بالطبع، وهي سياسة واضحة للنظام المصري الجديد في محاولة كسب حلفائه التقليديين منذ وقوع الانقلاب، بالمشاركة في التحالف ضد داعش لكسب الاعتراف الأمريكي تارة، وبالمشاركة ضد داعش في ليبيا تارة أخرى لكسب فرنسا وإيطاليا، واللتين تتعاملان مع النظام المصري بانفتاح رُغم التوتر مع بقية بلدان أوروبا.
بشكل عام، وعلى مستوى الجغرافيا والتاريخ، هناك منافسة بين مصر وإيران، وإن كان البلدان بعيدين عن بعضهما بشكل يتيح لكل منهما تشكيل علاقة قوية، إلا أن وصول إيران إلى البحر الأحمر بالطبع خط أحمر بالنسبة للستراتيجية تجاه إيران، بغض النظر عن الأنظمة الحاكمة في القاهرة وطهران.

تركيا
تُعَد اليمن بعيدة عن مجالات تركيا الستراتيجية الرئيسية، وهي التي انضوت بالكاد تحت لواء الخلافة العثمانية في أوج توسعّها، والموقف التركي الداعم للعمليات العسكرية في اليمن، دون المشاركة فيها، يأتي في إطار التوجه الجديد الذي ظهر مع وصول الملك سلمان إلى العرش في السعودية، حيث تلوح في الأفق رغبة تركية في توثيق التعاون بين البلدين، أولًا لإبعاد السعودية عن محور مصر والإمارات ولو بشكل جزئي والتقليص من تأثيره في ملفات عدة أبرزها ليبيا، وثانيًا لتشكيل تحالف يوقف التمدد الإيراني المتسارع مؤخرًا، والذي يُقلق أنقرة بطبيعة الحال.
أضف إلى ذلك أن سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب تعني أن تجارة تركيا مع أسيا قد تكون معرّضة لتهديدات إيران، وهو أمر لا تقبله تركيا، فالتعامل مع النفوذ الإيراني في مجالاته التاريخية بالشام وأسيا الوسطى معروف ومقبول بالطبع، أما وصول إيران إلى البحر الأحمر، بالإضافة إلى مواقعها على المتوسط عن طريق حزب الله في لبنان والنظام السوري، فهو أمر يُشعِر الأتراك بالقلق مثلها مثل مصر، وفي هذا السياق يمكن فهم تصريح تركيا بدعمها للعمليات العسكرية الجارية.

الولايات المتحدة
مضيق باب المندب هو واحدة من معابر النفط السبعة الستراتيجية في العالم طبقًا للحكومة الأمريكية، حيث يمر عبره نفط الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة، وإن كان الحديث عن تراجع أهمية المنطقة بالنسبة للأمريكيين في محله على المدى الطويل، إلا أن تهديد تجارة النفط في السنوات القليلة المقبلة غير مقبول في واشنطن؛ وهو ما دفعها إلى مساندة العمليات العسكرية الجارية، وبل ودعمها لوجسيتًا واستخباراتيًا كما صرّح البيت الأبيض، وتنسيق الضربات الجوية السعودية على أهداف الحوثيين.
قد يقول قائل إن مصلحة واشنطن تقتضي الموازنة بين الحوثيين والسنة، لاسيما في ظل تقاربها مع إيران، بيد أن تقارب الولايات المتحدة مع إيران يخضع بالأساس للمصالح المشتركة في الملفين العراقي والأفغاني، وفي رغبة الغرب بشكل عام في الوصول لحل بشأن الملف النووي الإيراني، أما السماح لإيران بالوصول لموقع مهم، بالإضافة إلى موقعها التاريخي في هرمز، فهو غير مقبول بالنسبة للأمريكيين، والتي لا يخيفها الآن أن يكون تراجع الحوثيين لصالح تمدد القاعدة بالنظر لتراجع القاعدة بشكل عام وعدم قدرتها على تشكيل تهديد حقيقي يُقارن بداعش في المشرق أو سيطرة إيرانية على مضيق باب المندب، لاسيما وأن القاعدة لا ظهير إقليمي لها.

الهند وباكستان
في إطار التحالف الذي تقوده السعودية، نشرت مصادر عدة أخبارًا عن مشاركة باكستان في الهجوم على الحوثيين، في خطوة ربما استغرب لها البعض بالنظر لعدم وجود عداوة صريحة بين إيران وباكستان، وإنما فقط نوع من التنافس باعتبارهما القوتي السنة والشيعة في جنوب ووسط أسيا، بيد أن باكستان تُولي أهمية كبيرة بطبيعة موقعها للتجارة في المحيط الهندي والبحر العربي، ويُعَد توسع الدور الإيراني في هذه المنطقة بالنسبة لها مثار قلق، لاسيما وأن إيران تتمتع بعلاقات قوية مع الهند وعُمان؛ مما يضع باكستان تلقائيًا في معسكر السعودية، ويدفعها إلى المشاركة على الأرض في ردع الحوثيين عن الوصول إلى باب المندب، وهو معبر مهم للتجارة الباكستانية مع أوروبا والولايات المتحدة.
من ناحيتها، أظهرت الهند نوعًا من التحفّظ على اتخاذ أي موقف صريح مثلها مثل دول أسيا الكبرى رُغم الموقف الباكستاني المعادي للحوثيين، وصرّحت لرعاياها بضرورة ترك اليمن للحفاظ على سلامتهم الشخصية، وهو موقف براجماتي من الهند المهتمة باستقرار اليمن المهم لتجارتها مع الغرب، والتي لا ترغب في توسيع دوائر الصراع مع باكستان، وهي ستراتيجية هندية في تحجيم إطار الصراع الإقليمي مع باكستان في إطار كشمير وفقط، لتعزيز صورة الهند كلاعب دولي رئيسي، لا إقليمي ثانوي رأسًا برأس مع باكستان صغيرة الحجم، في ملفات مهمة مثل التجارة في المحيط الهندي، وبالتالي يصبح موقفها الهادئ من الأزمة اليمنية مفهومًا.

روسيا والصين
يسعى الحوثيين إلى الحصول على دعم ظهير دولي، إذ يدركون جيدًا أن الدعم الإيراني لا يكفي، وهو ما دفعهم مؤخرًا لتكثيف جهود التواصل مع روسيا والصين باعتبارهم القوتين الأكثر ميلًا لإيران، حيث جرى منذ أسابيع لقاء بين ممثلين عن الحوثيين وأعضاء بالبرلمان الروسي في موسكو، كما التقوا بمسؤولين من السفارة الصينية لاستعراض الاستثمارات الصينية الممكنة، بيد أن كل هذه الخطوات لم تكون كافية، أولًا لأن الحوثيين ليسوا طرفًا واضحًا يملك دولة بعد، وهناك تحفّظ واضح، خاصة في بكين، على التعامل مع جهات دون الدولة، وثانيًا لأن كليهما يمتلك مصالحًا محدودة في اليمن، كما أن الروس حاليًا مشغولون بما يجري في أوكرانيا أولًا، ثم توسيع دورهم في المتوسط ثانيًا؛ مما يجعل باب المندب يأتي أخيرًا في سلم أولوياتهم.
بطبيعة الحال، وبالنظر لتحفظها على المجموعات السنية المتطرفة، قد تكون موسكو أكثر ميلًا للحوثيين، ولكن الدبلوماسية الروسية مؤخرًا أظهرت رغبتها في دعم الحكومة والاستقرار بشكل عام، كما هو واضح من تصريحات وزارة الخارجية الروسية، والتي دعت إلى الوحدة الوطنية في البلاد، ومنع تجدد الصراع، والحاجة إلى الوصول إلى توافق سياسي لحل الأزمة اليمنية، وغيرها من جُمَل مُبهَمة ودبلوماسية وهادئة تشير إلى وجود رغبة في النأي بموسكو عن الانخراط بشكل واضح في صراع آخر، وهو نفس الخط الذي تسير فيه بكين، التي صرحت بقلقها من تدهور الوضع في اليمن، وحثت جميع الأطراف على الالتزام بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
مقاتلات سعودية تهاجم اسرائيل!!
اسرار  29/3/2015 :
جمال حسين مسلم: يبدو انّ المملكة العربية السعودية تقودُ حلفاَ اسلاميا وعربيا موسعا، شن منذ ليلة أمس هجمات عسكرية جوية جسورة على مجموعة أهداف عسكرية منتخبة داخل اسرائيل أي الكيان الصهيوني المحتل لارضنا العربية ؛ دعما للشرعية الدولية وصونا للعرض والشرف والدين…وانضمت لهذه الضربات الموجعة على اسرائيل مجموعة من الدول العربية والاسلامية والتي فرحت كثيرا بتوافر مثل هذه الفرصة التاريخية الكبرى والحلم المنشود في الشهادة على أرض فلسطين واعادة الكرامة المسلوبة لاهلنا هناك ؛ فسارعت مصر وتركيا وباكستان والمغرب و الاردن… بالانضمام إلى مجموعة دول الخليج العربي ؛ لتخليص الشعب الفلسطيني من هذا الحيف والقهر التالريخي الذي لحق به من أكثر من نصف قرن من الزمان…
هكذا كنت أُمني النفس حين رأيت الهستريا العربية الخليجية تتصاعد في قذف حمم براكينها من الجو على الشعب العربي اليمني الاصيل و الفقير والعزيز والشجاع والنبيل في آن واحد، لا أحد يمتلك المبررات الحقيقية لهذا العدوان سوى الدعوى بالشرعية واستجابة لنداء عبد ربه منصور،الرئيس الهارب من محافظة إلى أخرى، ولاندري لم يعتبر نفسه رئيسا ومن هم الذين يسوسهم في رئاسته هذه، موقف سعودي كويتي (!!!) قطري اماراتي متعجرف ومتغطرس، كاد ان يفقد صوابه حين رأى هزيمة داعش النكراء في العراق على يد ابناء الحشد الشعبي الكرام وحين اقتربت ساعة نهاية المفاوضات الامريكية- الايرانية…فكانت حلقة اليمن هي الاضعف في استعراض العضلات، كما يتوهمون في مخيلتهم العسكرية، وكان العدوان الغاشم، الذي انطلق من مؤتمر عقده السفير السعودي ( الجبير ) في الولايات المتحدة الامريكية، وهذا أمر عجيب غريب،حيث يعلن سفير دولة ما الحرب والعدوان على دولة عربية مسلمة مجاورة، ولايعلنها الملك أو وزير الدفاع أو وزير الخارجية لتلك الدولة، والتي ما فتأت تسخر من عقول الناس بمسألة التمدد والنفوذ الايراني داخل اليمن من خلال انصار الله او جماعة السيد عبد الملك الحوثي، الجماعة المضطهدة على مر التاريخ والتي آن الاوان لها ان ترفع رأسها بعلو قامات الجبال اليمنية…
يشكون من النفوذ الايراني في المنطقة ونشر فكر التشيع ؟؟؟ وكأنّ السعودية وقطر ومن لف لفهما لم تتدخل من قبل بشكل مباشر وسافر وكبير في سوريا والعراق وليبيا وتونس….ومنذ الساعات الاولى للعدوان اتضحت النوايا واتضح المأزق من أهداف العدوان وكيفية تحقيقها،غير ان تلك الدول نسيت بأنها في عدوانها السافر هذا قد اكتسبت عداء ابنائها من المذهب الشيعي ؛ فعلى البحرين والامارات والكويت وتركيا وباكستان ان لاتنسى هذا في يوم من الأيام…فهي التي صبغت العدوان بالصبغة الطائفية، فاذا كان حزب الله شيعيا وليس لبنانيا وانصار الله زيديا وليس يمنيا فلم لاتكون داعش سنية…
أما عن الدول المهرولة خلف العظم الذي ترميه لهم السعودية، عليها انْ تتذكر جيدا (ان من يهن يسهل الهوان عليه) وما أحداث استقبال الرئيس المصري في وفاة الملك عبد الله ببعيدة حيث تلقى الاهانة الكاملة والأمر نفسه تكرر في زيارته للسعودية ابان زيارة الوالي العثماني السلطان اوردغان الأخيرة، وماموقف السيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينة بموقف حكيم،فهو موقف غاية في الغرابة يشبه موقف السودان ؟؟؟ الحكومتان من الحكومات التي علفت عليهم إيران وعلى شعبيهما لسنوات طويلة جدا جدا…
أراهنُ على ان ساعات العدوان السافر ستنتهي دون أي نتيجة تذكر أو هدف يتحقق وسوف تتحار السعودية بنفسها ان استمرت على هذا النهج ؛ فهي ليست أهلا له وانْ تخلت عنه فتكون من دواعي السخرية أمام شعبها… ولكن من المؤكد بأن المستقبل يبشر بولادة قوة عسكرية هائلة في اليمن تشبه حزب الله اللبناني وابناء الحشد الشعبي في العراق، وما الهجامات الجوية للسعودية والمتحالفين معها إلا كرماد نثر في يوم ريح عاصف والله على كل شيء قدير..
السعودية والمبادرة العسكرية في اليمن
صحيفة (واشنطن بوست)  29/3/2015 :
جوش روجين: كان تحرك التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في حرب اليمن يوم الخميس الماضي جديراً بالملاحظة بسبب عدد الدول المشاركة والسرعة التي التأمت بها الخطة، بينما تم توجيه إشعار قصير إلى الولايات المتحدة، التي سحبت قوات عملياتها الخاصة من اليمن نهاية الأسبوع، بأن القوات الجوية السعودية توشك على شن هجوم.وتخبرنا الولايات المتحدة والمسؤولون العرب بأن أسباب العمل العسكري هي اكتساح المتمردين «الحوثيين» المدعومين إيرانياً، ميناء مدينة عدن اليمنية، التي لجأ إليها الرئيس عبدربه منصور هادي في بداية الشهر الجاري. ويوم الخميس، دخلت السفن الحربية المصرية خليج عدن، وهو ممر مائي ستراتيجي بين البحر الأحمر وبحر العرب، بينما دكت المقاتلات السعودية معاقل «الحوثي» في الأراضي اليمنية.
وبدأت المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وتركيا ومصر، سوياً، تأسيس التحالف العسكري في بداية مارس الجاري، حسبما أفادت مصادر مطلعة على التحالف العسكري. وعلى الرغم من ذلك، لم تبدأ السعودية إجراء مناقشات مفصلة عالية المستوى مع إدارة أوباما حول كيفية دعم الولايات المتحدة التحالف الجديد حتى يوم الأحد الماضي، الأمر الذي أكده مسؤولون أمريكيون. وأكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، «بيرناديت ميهان»، يوم الخميس الماضي أنه «قبل أيام من الهجوم، تواصل معنا شركاؤنا السعوديون والخليجيون بشأن أنواع الخيارات التي كانوا يدرسونها، بما في ذلك العمل العسكري».وأيّد السفير السعودي لدى واشنطن، «عادل الجبير»، توصيف «ميهان»، قائلاً: «ناقشنا الأمر مع الولايات المتحدة من حيث المبدأ على مدى شهور»، لكنه أكد لقناة «سي إن إن»، قائلاً: «كنا نناقش الأمر بمزيد من التفصيل مع اقتراب الوقت ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بعمل عسكري حتى اللحظة الأخيرة، بسبب الظروف في اليمن، وعليه، كانت الولايات المتحدة على اطلاع بما نفكر فيه، ونسقنا وتشاورنا مع البيت الأبيض من كثب بشأن ذلك».ولا يتفق الجميع مع ذلك الإطار الزمني، ففي لجنة استماع أمام لجنة الخدمات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ، يوم الخميس الماضي، أكد الجنرال «لويد أوستين»، رئيس القيادة المركزية الأمريكية، أنه لم يعلم بأن السعوديين سيشنون هجوماً فعلياً في اليمن حتى قبل العملية بساعة واحدة. ومن الطبيعي أن يتوقع أوستين، الذي يشمل مسرح عملياته اليمن، أن يحصل على إشعار بشأن مثل هذه العملية العسكرية قبلها بأكثر من ساعة. وأفاد مسؤول آخر في القيادة المركزية، رفض ذكر اسمه، بأن «أوستين» كانت لديه «تلميحات» في نهاية الأسبوع بأن شيئاً قد يحدث، ولكن لم يحصل على تأكيد نهائي حتى يوم الأربعاء.
والمسؤولون السعوديون الذين أطلعوا المشرعين الأمريكيين على الأمر يوم الخميس قالوا إن التخطيط لتشكيل الائتلاف بدأ قبل نحو ثلاثة أسابيع، عقب زيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية. وأثناء تلك اللقاءات، تم إخطار أردوغان بعمل عسكري محتمل في اليمن، ووافق على تقديم تركيا دعماً له. لذا، من غير المثير للدهشة أن أردوغان أعلن يوم الخميس موافقة تركيا، وقال إن دولته ربما تقدم دعماً لوجستياً. وأضاف: «نؤيد التدخل السعودي، وعلى إيران والجماعات الإرهابية أن تنسحب».
وجاء مزيد من التفاصيل حول التخطيط للعملية يوم الخميس في تغريدة باللغة العربية على موقع «تويتر» من وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قائلاً: «إن قرار المشاركة في عملية (عاصفة الحزم) لم يُتخذ على عجل، وإنما سبقته مفاوضات سياسية مكثفة، ومحاولات ومبادرات لمواجهة جماعة الحوثي، وجاءت هذه العملية بعد أن طرقت الإمارات العربية المتحدة كل الأبواب».
وفي النهاية، تشكل الائتلاف، حسب دبلوماسيين عرب ومسؤولين أمريكيين، في نهاية الأسبوع أثناء اجتماع في العاصمة السعودية الرياض، تضمن مسؤولين بارزين من الكويت والسعودية والإمارات وقطر والبحرين. وأوضحت الصحافة السعودية في ذلك الوقت أن المؤتمر يناقش الأزمة في اليمن، لكن لم يبدِ أي دلالة على أن هناك تفكيراً في استخدام القوة العسكرية.وعلى الرغم من أن بعض التفاصيل لا تزال غامضة، لكن شيئاً واحداً يبدو واضحاً، وهو أن المبادرة السعودية تعتبر خطوة كبرى تضم الحلفاء العرب في مواجهة إيران. لكن أوباما يحاول على عجل إبرام اتفاق إطار نووي مع إيران نهاية الأسبوع الجاري في سويسرا. والسعودية وحلفاؤها العرب يساورهم القلق من ذلك الاتفاق، لا سيما في ضوء الدور الإيراني في دعم خصومها في لبنان والعراق وسوريا واليمن.
والسؤال الآن هل سيؤدي تأييد أوباما لهجمات الائتلاف العربي في اليمن إلى تقويض احتمال جعل إيران حليفاً جديداً مع انتهاء المفاوضات النووية نهاية الأسبوع الجاري في سويسرا.
الإندبندنت: التدخل السعودي في اليمن يزيد منطقة الخليج اشتعالا
وكالات ومصادر متعددة  29/3/2015 :
الغارات الجوية التي تشنها السعودية في اليمن تزيد الأوضاع اشتعالا في منطقة الخليج، ويهدد أيضا بتوسيع الانقسام الطائفي بين الشيعة والسنة بل ويهدي تنظيم "داعش" نصرا جليا.
 بتلك الكلمات استهل الكاتب الأيرلندي (باتريك كوكبيرن) تقريره في صحيفة الإندبندنت البريطانية عن تطورات الأوضاع في اليمن والذي جاء تحت عنوان "التدخل السعودي في اليمن يزيد الخليج اشتعالا".
 ويشير التقرير إلى أن الدول الأجنبية التي تذهب لحرب داخل اليمن عادة ما تعود نادمة على خطوتها تلك، فالتدخل العسكري الذي تقوده السعودية لم يشمل حتى اﻵن سوى غارات جوية لكن ربما يعقب ذلك هجوما بريا، أما الإسم الحركي للعملية هو "عاصفة الحزم" على الأرجح يشيرا إلى ما ترغب في حدوثه المملكة وحلفاؤها لكنه ما لن يحدث فعليا. ويتابع: "على الصعيد العملي، فإن احتمالية حدوث نتيجة حاسمة جراء ذلك التدخل قليلة للغاية تماما مثلما حدث في العراق وأفغانستان، حيث إن الملمح السياسي للدول الثلاثة هو انقسام السلطة بين العديد من الفاعلين ما يجعل هزيمة أو استرضاء جميع الأطراف أمرا مستحيلا".
 التهديد بمزيد من التدخل من قبل السعودية ومجلس التعاون الخليجي ربما يكون الهدف منه إعادة توازن القوى في اليمن ومنع الحوثيين من تحقيق انتصار كامل، لكن التدخل العسكري، الذي تقوده السعودية، سيدول الصراع اليمني ويؤكد على بعده الطائفي بين السنة والشيعة.
 ذلك الأمر الذي يعقد موقف الولايات المتحدة، حيث كانت تسعى لإنجاح حملتها في اليمن ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وكان من المفترض أن تشن طائراتها هجمات لاستهداف نشطاء التنظيم، غير أن النهاية المهينة لحرب أمريكا الخفية داخل اليمن جاءت الأسبوع الماضي عندما غادرت فرقة الوحدات الخاصة البلاد وذهبت إلى جيبوتي. السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تبدو متناقضة، فواشنطن تدعم القوى السنية وتعارض الإيرانيين في اليمن لكنها تفعل العكس في العراق حيث شهد الخميس الماضي وللمرة الأولى استهداف طائرة أمريكية معاقل تنظيم داعش في تكريت، التي تتعرض لهجمات على مدار أربعة أسابيع حيث يقاتل حوالي 20 ألف من الميليشيات الشيعية و 3 آلاف من الجنود العراقيين بضعة مئات من مقاتلي داعش.
 المعركة الحالية في تكريت تشنها الميليشيات الشيعية، التي تديرها إيران، ويدعمها في ذلك الطيران الأمريكي، وهنا يظهر التناقض الصارخ فواشنطن وطهران حليفتان داخل العراق لكنهما عدوتان داخل اليمن.
 وربما لا يكون لدى الولايات المتحدة خيار سوى ذلك، ففي حال رفضها لدعم المقاتلين ضد داعش فسيصب ذلك في صالح التنظيم المتشدد، وإذا اعتمدت أيضا على الحكومة العراقية ومقاتلي البيشمركة فقط لإنهاء سيطرة داعش على المدن العراقي، فسيكون ذلك أمرا صعبا للغاية.
 وربما تساعد واشنطن في معركة تكريت بطائراتها لسببين أولهما أن حكومة بغداد هي من طلبت ذلك رسميا، وربما افترضت أمريكا أنها ستفعل مع داعش في تكريت ما فعلته أيضا في كوباني العام الماضي وتخليص المدينة من سيطرة مسلحي التنظيم، أما السبب الثاني فهو إذا سقطت المدينة، فإن واشنطن لا ترغب في أن تسيطر إيران والميليشيات الشيعية على المدينة.
 وبغض النظر عما يحدث في العراق واليمن، فإن المنطقة تزداد اشتعالا يوما بعد يوم، ومن وجهة نظر السعودية والخليج، فإن إيران والشيعة يتصدرون المشهد وأصبحوا مسيطرين وأكثر ونفوذا على أربعة عواصم عربية هم بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
 المواجهات بين السنة والشيعة وبين السعودية وحلفائها وإيران وحلفائها، أصبح أعمق وأكثر عسكرة، ومع تفاقم تلك الصراعات فإن ذلك يحول دون الوصول لحلول للقضايا الفردية، وبالتالي فإن التدخل السعودي في اليمن يقلل من فرصة الوصول لاتفاق حول برنامج إيران النووي بين واشنطن وطهران.
ومع توسع وانتشار الخلافات والانقسامات، فإن فرص تشكيل جبهة مشتركة قادرة على تدمير تنظيم داعش، تقل يوما بعد يوم.
محللون سياسيون:مخاوف من تحول «عاصفة الحزم» إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران
صحيفة (الوفد)  29/3/2015 :
حذر محللون سياسيون من ان عملية عاصفة الحزم تمثل مجازفة باتساع نطاقها إلى حرب بالوكالة بين ايران الشيعية التي تدعم الحوثيين والسعودية والقوى السنية الأخرى في المنطقة التي تؤيد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقال جون مكارثي رئيس معهد استراليا للشئون الدولية ان السعودية تخشى أن يصبح اليمن وكيلا لايران ويسيطر في الأساس على بلد تهيمن عليه السعودية ومهم للمصالح السعودية. فالسعودية تنظر لما تحققه ايران من تقدم في العراق.
وقال رودجر شانهان الاستاذ المساعد وزميل الأبحاث بمعهد لوي «سأندهش إذا التزموا بأي عملية برية واسعة النطاق لأنه مجتمع ذو تركيبة معقدة. وآخر مرة تصدوا فيها للحوثيين الأقل قوة لم يكن أداء قواتهم البرية جيدا على وجه الخصوص».
واشارت سوزان دالجرين الاستاذ المساعد الزائر للابحاث بمعهد الشرق الاوسط في الجامعة الوطنية بسنغافورة إلى ما حدث عام 2009 عندما استخدمت القوات الجوية السعودية لمساعدة الجيش اليمني في قتال الحوثيين، وقالت انه يتعين على السعوديين أن يكونوا أكثر حرصا الآن. حتى الآن لم يقصفوا الجنوب المزدحم بالسكان. وأرجو أن يظلوا على هذا المنوال لفترة طويلة. فمن الضروري أن تقبل أغلبية الشعب اليمني التدخل العسكري».
وأكد لي جوفو مدير مركز دراسات الشرق الاوسط بالمعهد الصيني للدراسات الدولية ان الصين تشعر بقلق بالغ للوضع في اليمن وقد دعمت المبادرة السعودية لجمع كل الأطراف على مائدة التفاوض.
وقال ان هناك مؤشرات لاتساع الحرب تدريجيا لتصبح صراعا إقليميا. وهذا أمر يقلق الحكومة الصينية أشد القلق».
ونوه توني نونان مدير المخاطر بشركة ميتسوبيشي في طوكيو الى مواجهة مرتقبة بين ايران والسعودية بين السنة والشيعة في سوريا والعراق. وقال هذا دليل آخر على أن المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط أصبحت مزمنة».
ويضيف توم أوساليفان مؤسس شركة ماثيوس اليابان لاستشارات الطاقة ان العملية تزيد عدم الاستقرار العام في الشرق الاوسط على الأقل في الأجل القصير. وهناك احتمال وقوع عمليات انتقامية من جانب القاعدة او داعش، واضاف ان اليمن للأسف مثال آخر حديث على دولة فاشلة في المنطقة. والأخريات هي العراق وسوريا وليبيا».
ويؤكد جانج جي هيانج مدير مركز الشرق الأوسط وشمال افريقيا بمعهد آسان للدراسات السياسية في سول ان السعودية مستاءة من المحادثات النووية بين ايران والولايات المتحدة التي يبدو أنها تحرز تقدما. لكن من غير المرجح أن ترد ايران على العملية السعودية في اليمن لأنها لا تريد أن تصبح طرفا صانعا للمشاكل بالتورط في صراعات في الوقت الذي يظل فيه الاتفاق النووي معلقا.
4 سيناريوهات للتدخل العسكري الإيراني
بوابة الوفد  29/3/2015 :
أماني زهران: تجيد إيران استغلال الأزمات في كل الدول العربية، وتستغل جميع المواقف وتبدأ بنشر سمومها، ولذلك التدخل العسكري للتحالف السعودي باليمن أثار المخاوف من تدخل إيراني عسكري في تلك الحرب الدائرة، وهو في حالة حدوثه فإنه سيشعل المنطقة برمتها، نظرًا لقوة الجيش الإيراني.
وتظهر عديد من التساؤلات والسيناريوهات الممكنة في ظل اشتعال الحرب اليمنية، التي ستأخذ طابعًا آخر، وتدخل في دائرة صراع أكبر على النفوذ في الشرق الأوسط بين السعودية وإيران، قطبي السنة والشعية على الترتيب.

"باب المندب" مفتاح أم نهاية لتدخل إيران باليمن
يقع باب المندب على مسافة 150 كيلومترًا غرب مدينة عدن، ويتمتع بأهمية ستراتيجية بالنسبة لعدد من الدول في مقدمتها مصر، إضافة إلى الدول الكبرى، وبالنسبة للقاهرة فإن باب المندب هو المدخل إلى قناة السويس التي تعدها "خطًا أحمر".
وتملك الولايات المتحدة قاعدة في جيبوتي على الضفة الغربية لمضيق باب المندب، وتملك فرنسا أيضًا حضورًا عسكريًا قديمًا في جيبوتي.
ولذلك ففي حال تفكير إيران في التدخل العسكري ضد التحالف السعودي في اليمن فإن ذلك سيقلب عليها جميع الدول التي لا تقبل المساس بمصالحها عند باب المندب، ويمكن أن يصل لحد الدخول في نزاع مباشر في اليمن، فالقوى الكبرى لا تستطيع أن تقبل بسيطرة مجموعة مرتبطة بإيران على مضيق باب المندب، خصوصًا أن طهران تسيطر في الأساس على مضيق هرمز، وهو المضيق الستراتيجي الآخر الذي يربط بين الخليج وبحر العرب.

المفاوضات النووية وتأثيرها على موقف إيران من اليمن
تشهد المفاوضات النووية الإيرانية مع الدول الكبرى الست وأمريكا حالة حرجة الآن ووصلوا لمرحة هامة وأخيرة، ولكن هل يمكن للحرب الدائرة في اليمن حاليًا أن تؤثر على تلك المفاوضات بشكل أو بآخر، أو على الجانب الآخر تزيد من إصرار دول أخرى كالسعودية على امتلاك السلاح النووي؟؟.
ويمكن في حال تدخل إيران عسكريًا ضد التحالف السعودي في اليمن أن يؤدي إلى سباق نووي في المنطقة. وسيفكر السعوديون في مشروع ردع نووي خاص بهم، مما يعني تطور حرب الوكالة بين البلدين إلى سباق نووي... فيجوز أن تكون إيران غير مهيأة لذلك السباق حاليًا، ويردعها عن التدخل العسكري باليمن.

حرب اليمن تكشف ما إذا كانت أمريكا حليفة أم منافقة؟
الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت دعمها للعمليات العسكرية السعودية في اليمن.. وفي الوقت ذاته أكدت أن المفاوضات النووية مع إيران مستمرة وليس هناك ما يمكن إيقافها... فماذا ستفعل أمريكا في تلك المفاوضات في حال تدخل إيران عسكريًا في اليمن؟؟.
هل ستمنع العقوبات الاقتصادية الدولية إيران من التدخل عسكريًا باليمن
في حال تدخل إيران عسكريًا في اليمن فإن ذلك سيقوي من ساعد تنظيم القاعدة الذي سيستغل الفوضى، كما فعل في العراق وسوريا وليبيا، وتعم الفوضى جميع دول المنطقة.
ولكن يمكن للعقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على إيران أن تحول دون تدخلها عسكريًا في اليمن، فهي تريد أن تصبح اليمن كحزب الله في لبنان، ولكن اليمن ليس حزب الله يحتاج لملايين من الدولارات فقط بل مليارات. وما دامت إيران تعاني من مصاعب اقتصادية بسبب العقوبات فلن تتمكن من إدارة مغامرتها في اليمن التي ستتحول إلى عبء عليها.هذا بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه إيران في العراق وسوريا وما يحتاجه من موارد مالية وعسكرية يجعلها تفكر مليًا من التورط في حرب أخرى في اليمن.
من يربح المعركة بين السعودية وإيران على اليمن؟
بوابة الوطن المصرية  29/3/2015 :
كتب: ميسر ياسين: نشر المركز الإقليمي للدراسات الستراتيجية، ملفًا يضم عدة دراسات، تناول فيها الإجابة عن تساؤل "من سيربح المعركة بين السعودية وإيران على اليمن؟".
وأوضح المركز في مقدمة الملف، أن المملكة العربية السعودية، استجابت لدعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وقادت تحالفا يضم أكثر من 10 دول، يلقي دعما من القوى الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، للتدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان المسلح للميلشيات الحوثية، لتصبح بذلك الأراضي اليمنية، ساحة للتنافس الإقليمي، بخاصة بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتحول اليمن إلى ساحة للحرب بالوكالة، بين تلك القوى الإقليمية، في الوقت الذي لا تزال تشهد فيه حالةً من التنافس الشرس على السلطة بين قوى يمنية متعددة بعد 4 أعوام من الثورة.
وأضافت الدراسة، أن القوي اليمنية المتنافسة على السلطة، تضم الرئيس السابق الذي تم إسقاطه، علي عبدالله صالح، الذي يتمتع بنفوذ كبير داخل اليمن، والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، الذي تعرض لإقامة جبرية، بعد سيطرة جماعة "الحوثي" على صنعاء، ويُنظر إليه على أنه رئيس ضعيف وعاجز سياسيًّا، إضافة إلى قوى سنية، فضلا عن جماعة "الحوثي" المدعومة من قبل إيران، وفرع تنظيم القاعدة في اليمن، وعدد من الحركات الانفصالية التي ترغب في انفصال جنوب اليمن عن شماله، وهو الأمر الذي من شأنه تعميق الخلافات، وتعقد الحسابات السياسية لتعدد القوى الخارجية، التي تدعم القوى اليمنية بما يخدم مصالحها؛ ما جعل الأراضي اليمنية ساحة للتنافس الإقليمي، لا سيما بين إيران والمملكة العربية السعودية.
واعتبرت الدراسة، أن سقوط اليمن في براثن جماعة "الحوثي" المدعومة من إيران، يُعد انتصارًا لإيران، وهو الأمر الذي ترجم من الدعم الغربي والأمريكي للتحالف العربي، لشن هجمات عسكرية ضد مناطق نفوذ الحوثيين، لاستعادة السلطة الشرعية ممثلة في الرئيس "هادي" لمقاليد الحكم، لا سيما مع تنامي المخاوف من سيطرة الحوثيين على المدن اليمنية ومواردها الاقتصادية، ما قد يدفع سنة اليمن للانضمام إلى تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، باعتبارهما الملاذ الأخير لهم، لمواجهة تنامي النفوذ الحوثي الشيعي، مع استغلال التنظيمين هذا التنامي، لتجنيد المزيد من الأتباع السنة.
راسم عبيدات*:
(عاصفة الحزم) السعودية: تورط غير محسوب النتائج
الحوار المتمدن  29/3/2015 :
مسار جديد في تاريخ المنطقة بدأ بإعلان السعودية الحرب على اليمن، وتشكيل حلف عربي إقليمي لهذه الغاية، بتأييد أمريكي- تركي اوروبي، وترحيب خاص من "اسرائيل" لهذه المهمة.
السعودية اعلنت "عاصفة حزمها" من واشنطن، تيمناً بعاصفة الصحراء الأمريكية التي شنت على العراق من اجل تدميره، ومن ثم إحتلاله، وبررت السعودية تدخلها العسكري، وإستباحة سيادة دولة مستقلة، تحت سمع وبصر المؤسسات الدولية وجامعة الدول العربية، بأنها تأتي من اجل دعم الرئيس اليمني الهارب عبد ربه منصور هادي "الشرعية" واستجابة لنداءاته.
المفارقة العجيبة الغريبة هنا هي أن هذا التحالف وتقريباً بنفس المكونات والمركبات، هو الذي جند كل العصابات والإرهابيين والمرتزقة من كل أصقاع وبقاع الدنيا، ووفر لها كل مقومات القوة من مال وسلاح ورجال وتدريب وإيواء وإقامة ودعم لوجستي وسياسي وإعلامي من أجل قلب نظام الحكم في سوريا وتدميرها وتفتيت جغرافيتها، والعمل على تحويلها لدولة فاشلة، في تعد صارخ ووقح على سيادة دولة مستقلة وعضو في هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، التي اخرج نبيل اللاعربي أختامها الصدئة والمثقلة بالغبار، لكي يصادق على العدوان واستباحة أرض اليمن، تحت يافطة وذريعة معاهدة الدفاع العربي المشترك، تلك المعاهدة التي طال انتظار الفلسطينيين لها لأكثر من ستة وستين عاماً، لكي يروا ترجمات لها على أرض الواقع، تتصدى للاعتداءات الإسرائيلية الوحشية عليهم، وتمكنهم من استعادة أرضهم، ولكن صدى وصرخات اطفال ونساء فلسطين، لم تكن لتصل الى مسامع الحكام العرب، بل بات الفلسطينيون على قناعة بأن العرب في اغلبهم جزء من المؤامرة على وجودهم ومشروعهم الوطني.
فجأة اكتشف الفلسطينيون بان العرب العاربة والمستعربة لديهم طائرات وأسلحة، ولكن ليس وجهتها فلسطين، فهي غير مسموح لها الطيران والاستخدام على هذا المسار، بل مسارها نحو اليمن او العراق او سوريا، حسب تعليمات المشغل الرئيسي في واشنطن، فـ"الجهاد" في فلسطين من الكبائر، و"فرض عين" في الشام وبغداد وطرابلس.
وما هو مستغرب وغير مفهوم تورط مصر والسودان في هذه الحرب، وهذا ما ليس له سوى تفسير واحد: المال الخليجي المدفوع من كرامة المصريين. و"التورط" المصري في اليمن يعيد الذاكرة لـ"التورط" المصري إبان حكم الراحل القائد عبد الناصر، مع الفارق في الزمان والسياق والأهداف والتحالفات، فعبد الناصر "تورط" هناك لدعم القيادة اليمنية ضد التدخل السعودي في الشأن الداخلي اليمني، واليوم مصر "تتورط" لدعم التدخل السعودي في اليمن. مصر تورطت واستنزف الجيش المصري، وتشتت قواه، ومهد ذلك لهزيمة حزيران 1967 النكراء.
السعودية اعلنت الحرب العدوانية على اليمن. وفي جعبتها جملة من الأهداف تسعى الى تحقيقها. وهذه الحرب أتت في ظل تغيرات جيو ـ سياسية ستراتيجية تشهدها المنطقة، تنذر بأن السعودية ستكون الخاسر الأكبر فيها، فيما يقف خصمها وعدوها المركزي الإقليمي، ايران، على اعتاب توقيع اتفاقية "القرن" مع الشرق والغرب حول ملفه النووي، وسوريا تتعافى سريعاً، حيث الجيش السوري يحقق المزيد من الانتصارات العسكرية، والعصابات والحلفاء الذين اوجدتهم السعودية وراهنت بأنهم "معارضة معتدلة" في اي حل سياسي قادم تساقطوا كأوراق الخريف في الجنوب السوري، ومنهم جبهة النصرة، وكذلك يفعل الجيش السوري في الشرق مع عصابات "داعش" صنيعة تركيا وقطر وغيرها، والجيش العراقي بدأ بدعم ايراني باستعادة زمام الأمور وتحرير محافظة الأنبار وتكريت من عصابات "داعش"، والحوثيون المدعومين من ايران أصبحوا على حدود السعودية، وعاصمتهم أصبحت بين فكي كماشة من بغداد لصنعاء، والإيرانيون والروس سيكونون مسيطرين على باب المندب والبحر الأحمر، ناهيك عن السيطرة الايرانية على مضيق هرمز.
السعودية تشن حربها العدوانية على اليمن متصورة بأنها قد تستطيع جر ايران الى التدخل في اليمن، ما يسهل تأليب العالم العربي والقوى الإقليمية والدولية عليها، قبيل التوقيع على الاتفاق بشان برنامجها النووي، وبالتالي تتمكن من خلط الأوراق. ايران تعي حقيقة الأهداف السعودية وهي أذكى من ان تتورط مباشرة في اليمن، وهي تدرك تماماً بان الحوثيين باتوا قادرين على استنزاف أي جيش غاز لبلدهم، والسعودية خبرت الحوثيين جيداً في حرب صعدة، الحرب السادسة، فالضربات الجوية التي تقوم بها السعودية وتحالفها العربي- الإقليمي، وتدمير البنية التحتية، والرهان عليها بأنها ستفقد الحوثيين السيطرة على الأمور، وبأن قوات هادي المعزول والهارب والمثقل بالفساد، ستهب وتعيد السيطرة على الأوضاع، لم يتحقق منها شيئاً سوى المزيد من الالتفاف الشعبي والجماهيري في اليمن حول جماعة "أنصار الله".
السعودية تريد لليمن ان يبقى فقيرا ومقسماً ومعتمداً عليها من خلال قيادات ورقية وكرتونية تنفذ إرادتها وتأتمر بأمرها.
إدامة الظلم والفساد والفقر والجوع، وتعميق الجهل والتخلف والتفاوت الاجتماعي والطبقي، والقمع والديكتاتورية والتحكم بكل مفاصل الدولة والسلطة والقرار، أحدث حالة كبيرة من التململ في المجتمع اليمني، وهذا الوضع دفع بالحوثيين، لكي يقودوا ثورة شعبية جماهيرية ديمقراطية، من اجل الإصلاح ومحاربة الفساد والتغيير، ووقف "تغول" و"توحش" القوى الطفيلية والفاسدة على مؤسسات الدولة والجماهير الشعبية ونهب خيرات وثروات البلاد. وامريكا لم تكن بوارد حساباتها هي ومشيخات النفط بأن الحوثيين يستطيعون السيطرة على اليمن، ولكن ثبت بالملموس بان الجماهير اليمنية وقفت الى جانبهم، وسهلت هي وقطاعات الجيش السيطرة لهم على العاصمة صنعاء اولاً، ومن ثم السيطرة على الجنوب عدن لاحقا.
ما حصل في اليمن قد يمتد الى البحرين والكويت وبالتالي يصبح خطراً جدياً على حلفاء امريكا من المشيخات النفطية، السعودية وقطر والإمارات والبحرين وغيرها، وتداعيات الزلزال اليمني والحرب السعودية العربية الخليجية والدول المنتفعة من "موائد الرحمن" والمال الخليجي (مصر، الأردن والسودان) ستتجاوز حدود اليمن ومنطقة الخليج العربية، لتطال تأثيراتها كامل المنطقة، وفي القلب منها السعودية.
سيناريوهات عدة مرجحة قد تخرج او تنتج عن هذا العدوان على اليمن، منها التسليم بأن شمال البلاد قد خضع للحوثيين وحلفائهم، ولإيران من ورائهم. وأحسب أن أصواتاً خليجية وسعودية بالذات، باتت تتحدث بوضوح عن هذا السيناريو وترجحه وتفضله، بل وباتت تتوسع في الحديث عن مزايا الجنوب وأهله، قياساً بالشمال وقبائله وحوثييه.
هذه الحرب قد تمهد ايضا لتسوية إقليمية شاملة ما بين موسكو وطهران من جهة، وواشنطن وحلفائها عربان الخليج وتركيا وإسرائيل وأوروبا الغربية من جهة اخرى، وقد تنزلق الأمور نحو حروب قد تخرج عن إطارها الإقليمي لتشمل مروحة واسعة من الدول.
وختاماً أقول رغم كل ما يجري، ورغم العدوان على اليمن، فإن قاطرة التغيير بدأت باليمن وهي مستمرة لتنهي عقودا من التسلط والديكتاتورية وإذلال الشعوب وحرمانها من ابسط حقوقها على يد ملوك وشيوخ وأمراء استعبدوها وأذلوها.
*كاتب فلسطيني، القدس
قناة "cbc" توقف بث الحلقة
هيكل ينتقد "عاصفة الحزم"
ايلاف  29/3/2015 :
تعرض هيكل لإنتقادات شديدة، وصلت مداها إلى حد اتهام المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت السابق عدلي منصور له بأنه بوق إعلامي لإيران، وأنه عمل مستشاراً إعلامياً للخميني في السابق، ويدعم مواقف إيران حتى ولو كانت ضد مصر، وأن يستخدم مصطلح "الخليج الفارسي" بدلاً من الخليج العربي في كتاباته.
وأوقفت إدارة قناة "cbc" المصرية حلقة تستضيف فيها الكاتب الصحافي الكبير محمد حسنين هيكل، ليقدم تحليلاته حول الأوضاع في المنطقة العربية، وتعرض فيها بالإنتقاد لعملية "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية.
واعتذرت القناة عن بث الحلقة التي كان مقرراً لها يوم الجمعة الماضي. وقالت في بيان لها: "توافق الأستاذ محمد حسنين هيكل وشبكة قنوات C.B.C على أفضلية تأجيل حلقة الحوار الأولى مع الأستاذة لميس الحديدي، بسبب تطورات الوضع الطارئ ومشاركة مصر في عاصفة الحزم".
وأضافت: "وكان حوار الحلقة، يرتكز على اجتماع "شرم الشيخ" الاقتصادي، وأجواء اتفاق المبادئ الخاص بمياه النيل مع "إثيوبيا"، وكذلك الأحوال في اليمن، والاحتمالات التي يمكن أن تترتب على هذه الأحوال".
 وأشارت القناة تلميحاً إلى انتقاد هيكل لمشاركة مصر ضمن عاصفة الحزم، وقالت: "الآن، فإن ما جرى لم يعد مجرد احتمالات، وإنما أصبح أمرًا واقعاً تشارك فيه جيوش عرب، ضمنها قوات مصرية، وعندما تكون هناك جيوش عريبة في طليعتها قوات مصرية، فإن دماء المقاتلين لها حرمة تفوق حرمة أي كلام، وهكذا تنتظر حلقة الحوار، احتراما لمعانٍ كثيرة وتقديرًا لاعتباراتها، إلى جانب اختلاف جدول الأولويات".
 وانتقد هيكل بدء عملية "عاصفة الحزم" وقال إن "طوارئ الحوادث سبقت بقرار العمل العسكري في اليمن، بواسطة 10 دول عربية ضمنها مصر، التي أعلنت أنها "سوف تشارك في القتال بقوات جوية وبحرية وبرية إذا اقتضى الأمر".
وأضاف: "هذه الطوارئ سبقت كل الترتيبات، وأولها مؤتمر القمة العربية ذاته، فقد كان المتصور أن يكون التدخل العسكري لاحقًا للقمة، ونتيجة لقراراتها، خصوصاً وأن أهم البنود الواردة في جدول أعمالها كان بند إنشاء قوة عربية مشتركة، ومعنى بداية العمليات قبل القمة أن عشر دول عربية قررت أنها لا تستطيع الانتظار ساعات، وتصرفت دون انتظار غطاء سياسي جامع يغطي هذا التصرف باعتباره إرادة عربية موحَّدة".
وزعم هيكل أن "الطيران الأمريكي يشارك صراحة في القتال، وتلك أحوال تدعو أغلب الظن إلى أن هناك ما دعا إلى المواجهة العسكرية في أقصى الجنوب في اليمن".
وأثار بيان هيكل الكثير من الغضب والإنتقادات في أوساط المصريين، لاسيما السياسيين والمثقفين، فيما أعادت مواقع ووسائل إعلام إيرانية وشيعية نشره، معتبرة أن هناك أصواتاً لها ثقل سياسي ترفض الحرب ضد المتمردين الحوثيين.
وتعرض هيكل لإنتقادات شديدة من الإعلامي، أحمد المسلمانى، المستشار السابق لرئيس الجمهورية، الذي قال إن هيكل عمل "مستشاراً إعلاميًا لزعيم الثورة الإيرانية آية الله الخمينى منذ أن قابله في باريس وقام بزيارته في طهران".
وأضاف في تصريحات له: "هيكل قد تولى لسنوات طويلة الحملة على الشاه والتعظيم للخميني وثورته". وأضاف أن "نقد هيكل للعمليات العسكرية في اليمن أمر طبيعي، ذلك أن هيكل كان دومًا حليفًا فكريًا وإعلاميًا للمنظومة الإيرانية، بل أنه استخدم في كتابه (المقالات اليابانية) مصطلح (الخليج الفارسي) وليس الخليج العربي رغم تقديم هيكل لمشروعه الفكري باعتباره أحد رواد القومية العربية".
وأعتبر المسلماني أن هيكل يقف دوماً مع إيران، حتى ولو على حساب مصر، وقال: " كلام الأستاذ هيكل كان منتظر القمة العربية، لو القمة مأخذتش إجماع أما نخالف القمة بالضرب، أو القمة تفشل وميحصلش تدخل، مؤكدًا أن هيكل مع إيران ضد كل الدول فى كتاباته حتى مصر، وهذا كان جزءًا من الصراع بين هيكل والسادات، فهو كان مستشاراً للخميني، وجميع مواقف هيكل دائمًا مع إيران، وبالتالي وقوفه مع إيران ضد الضربة السعودية لإيران ليست مفاجأة". وأضاف: "هيكل مع إيران الخميني وخامئني، وجميع مواقفه مع إيران". وأضاف: "إن هيكل وروبرت فيسك هما أبرز الداعمين للأصولية الشيعية عربيًا وغربيًا".

PUKmedia إعداد: الانصات المركزي/ وكالات

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket