مفترق طرق في تكريت

الاراء 10:14 AM - 2015-03-29
مفترق طرق في تكريت

مفترق طرق في تكريت

ذهب العراقيون، جيشا وشرطة وحشدا وعشائر للقتال في تكريت من أجل طرد داعش، وبعد انتصارات مهمة في العلم والدور تغير كل شيء، انتهى الحديث عن معركة تحرير سريعة وتوقف القتال، ثم خضعت الاوراق العسكرية الميدانية لاعادة ترتيب قادت الى مشكلة بين قيادات الحشد والحكومة، انطلقت المعارك مجددا لكن هذه المرة بدون تغطية اعلامية ولا اهازيج، هناك تبادل للاتهامات وصراع على النصر المتوقع.

المشكلة الاساسية في العلاقة بين الحشد الشعبي والقيادة العسكرية التقليدية، هي مشكلة سياسية، لنعترف ان الحشد لم يمر بمرحلة مأسسة تنقطع فيها الفصائل عن كياناتها السياسية الموجودة اصلا، ولنتذكر دائما ان فصائل الحشد كانت موجودة على الارض قبل صدور فتوى المرجعية بالجهاد الكفائي بل وقبل سقوط الموصل في 10 حزيران 2014، وهذه المسيرة السابقة لها أثرها سواء في علاقة قادة فصائل الحشد مع بعض القوى السياسية العراقية أو مع الولايات المتحدة وحتى مع مشاكل وصراعات المنطقة وكل هذا انعكس لاحقا على معركة تحرير تكريت.

لقد حصل شيء ما، تحول محدد بعد اسبوعين تقريبا من انطلاق عملية تحرير محافظة صلاح الدين، لقد توقفت المعركة وقال قادة الحشد انهم اوقفوا القتال حفاظا على ارواح المدنيين والبنى التحتية التي فخخها داعش ثم توالت الحكايات تباعا وصارت الشائعات هي المسيطرة مع اختفاء المعلومات الرسمية الموثقة والموثوقة، حتى قرار ايقاف القتال لم نعرف تحديدا من اتخذه، هذه نتيجة متوقعة لعمل غير مؤسسي قائم على الحماس والرغبة في اثبات الذات وفي هذا السياق كان ايضا اعلان رئيس الوزراء اطلاق العمليات مجددا وطلبه لمعونة التحالف الدولي، في هذا المفصل ايضا هناك اكثر من علامة استفهام، هل رفض الحشد دور التحالف في معركة تكريت أم ان التحالف رفض وجود فصائل الحشد في المعركة؟، ولماذا لم تعبر أهم مكونات التحالف الوطني (المجلس والتيار والاصلاح) عن مواقف رسمية من طلب العبادي بتدخل التحالف الدولي بعيدا عن البيانات الشخصية؟!، هل تشعر هذه القوى بالقلق من القوى الجديدة الصاعدة؟!.

معركة تحرير تكريت التي لم تكتمل بعد وضعتنا على مفترق طريق جديد حول مستقبل الحشد الوطني ومستقبل علاقته بالحكومة والقوات الرسمية، هذا يتضح من تصريحات فصائل الحشد عن تعرضها لقصف امريكي وابقاء هذه التصريحات في سقف الغموض والمناورة والتعبئة وصمت الحكومة تجاهها. 

الحشد الشعبي يمثل القوة المركزية في المواجهة مع داعش وقدم تضحيات كبيرة وحقق انتصارات مهمة وستبقى القوات الحكومية بحاجة اليه حتى مع وجود التحالف الدولي وهنا يظهر مفترق الطرق الاكبر عند محاولة الحفاظ على الحشد وتقدير تضحياته مع الابقاء على هيبة الدولة وتماسكها، الخطوة الاولى لانهاء المشكلة تبدأ من قادة فصائل الحشد بتجاوز التعددية في القيادة وحسم شكل علاقتهم بالدولة التي لاتمتلك حاليا القدرة على فرض شيء على هؤلاء القادة.

 

ساطع راجي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket