تقاطع طرق عملية السلام الكردي والديمقراطية

الاراء 11:09 AM - 2015-03-05
تقاطع طرق عملية السلام الكردي والديمقراطية

تقاطع طرق عملية السلام الكردي والديمقراطية

يبدو ان المؤتمر الصحفي المشترك لوفد الحزب الكردي والحكومة في مطلع الاسبوع خلق توترا جديدا بين اليساريين الديمقراطيين والكرد في تركيا.

وعلى الرغم من أن لا أحد على استعداد لقبول ذلك او الاعتراف به، فأن هذه الخطوة قد تعزز أيضا الشكوك القائمة بالفعل حول إمكانية التعاون بين الحكومة والكرد، على حساب الديمقراطية. وفي الواقع، فإن الكرد ليسوا “متعاونيين “ مع الحزب الحاكم، وإنما هم يقومون بـ “التفاوض” على اتفاق سلام.

الديمقراطيون في تركيا أولا وقبل اي شيء بحاجة إلى الاعتراف بهذا، بدلا من اتهام الكرد بـ “التعاون” مع الحكومة. ومع ذلك، على الكرد أيضا الاعتراف انه طالما استمروا في التظاهر بأن عملية السلام الكردي وعملية التحول الديمقراطي في تركيا هي واحدة ونفس الشيء، فان سياساتهم ستواجه المزيد من الشكوك.

يجب على الحكومة الحالية أن تقوم بصفقة مع الكرد لتجنب التحدي الكردي. الكرد بحاجة إلى عقد اتفاق مع الحكومة الحالية لكي لا يضيعوا “الفرصة التاريخية”، كما يرون ذلك. لقد قاوم الحزب الحاكم فكرة حل المسألة الكردية في إطار من الديمقراطية الأكثر عمومية ودفع للتوصل الى اتفاق منفصل مع الكرد. هذا هو ما تحول الى ما يسمى بعملية السلام، وترك الكرد بدون أي خيار آخر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكرد لديهم حصص أخرى في جميع أنحاء المنطقة، مع احتمال اقامة كردستان السورية (Rojava) روج افا التي ثبتت على أنها أولوية وقتال حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي ضد تنظيم داعش الذي خلق فرصة لمزيد من السلطة والنفوذ في كردستان العراق باسم هذه الأحزاب التوأم. و بالتالي فهو أيضا حول الصراع الداخلي على السلطة الكردية في هذه المنطقة.

في البداية، كانت تركيا مترددة جدا في ان تقوم بعقد صفقة على القوى الكردية في سوريا بعد أن أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الحكم الذاتي. ومع ذلك، فشل داعش في السيطرة على كوباني بخلق ظروف مواتية جدا للكرد لايمكن لتركيا أن تنكرها بعد الآن. وفي الآونة الأخيرة، نظمت الحكومة التركية “عملية” عسكرية لنقل القبر التاريخي لسليمان شاه من بلدة حدودية سورية التي هي حاليا تحت السيطرة الكردية. لا أحد يعرف كل الحقائق وراء هذه الخطوة بعد، ولكنها حقيقة ثابتة أن الحكومة كانت بحاجة للتنسيق مع القوات الكردية لتنفيذ “العملية العسكرية”. هذه مهزلة اجمالية، التي قدمت وعرضت على انها استعراض للقوة، وقد تلعب دورا في اتفاقات السلام الكردي الحالية، وربما شرح الأسباب وراء الإعلان المشترك في نهاية الأسبوع.

الحكومة التركية هي بالفعل تحت ضغوط غربية للاعتراف بالوجود الكردي في شمال سوريا من جهة، وهي تتعرض الى الضغط عليها لكي تنأى بنفسها عن داعش من ناحية أخرى. في ظل هذه الظروف، يمكن اعتبارها خطوة ذكية من قبل الحكومة بأن تضع روج افا في مركز الصفقة الكردية. الى جانب ذلك، فمن المفهوم للكرد التركيز وتأمين الجيوب السورية، بدلا من البدء في مواجهة جديدة.

لذا، في حين أن قد يكون من المخيب جدا لامال الديمقراطيين أن يروا أن عملية السلام الكردي وعملية التحول الديمقراطي تتقاطع طرقها بشكل متزايد، فإنها لا ينبغي أن تكون مفاجأة، في ظل هذه الظروف. أن هذا لا يعني أن خيبة الأمل ليست مبررة على الإطلاق. بعد كل شيء، في الوقت الذي توج فيه اتفاق السلام في بيان مشترك، فأن الحكومة تمرر أيضا مشروع قانون الأمن الشديد القسوة في البرلمان. هذا هو السبب في انني لاأدعو فقط الديمقراطيين للاعتراف بالحقائق السياسية الكردية، ولكنني أدعو الكرد ايضا لوقف التظاهر بأن هذه السياسة بشأن عملية السلام الكردي الجارية تعمل لتحقيق الديمقراطية. صحيح أن الديمقراطية في تركيا لا يمكن التفكير بها دون سلام مع الكرد، ولكن العكس ثبت ايضا انه ليس صحيحا- وبعبارة أخرى، في الوقت الحالي يمكن التفكير بالسلام الكردي من دون الديمقراطية.

 

نوراي ميريت / صحيفة حرييت ديلي نيوز  /  ترجمة الاتحاد 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket