الشرق الأوسط الكبير إلى أين؟

الاراء 09:54 AM - 2015-03-03
الشرق الأوسط الكبير إلى أين؟

الشرق الأوسط الكبير إلى أين؟

كان من المؤمل ان يكون للعراق الدور الفعال في تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير منذ ان قدم كتاب واستراتيجون واقتصاديون واكاديميون في المنطقة خطط الاطلاح من كافة الجوانب التي تتعلق  ببناء الديمقراطية ومكافحة الفقر والجهل وحلول الازمات السياسية والعنف والحروب وتنافس الدول الكبرى على دول شرق الوسط من اجل السيطرة وحماية المصالح لاسباب تتعلق بحكومات منطقة غير مستقرة وقلقة.

ومن تداعيات الاهتمام بمستقبل دول الشرق الاوسط احتوائها على منابع نفطية وثروات هائلة وظهور دولة اسرائيل في قلب المنطقة والحاجة الى تأمين امنها واحتوائها على اهم الممرات الدولية والمضائق ودول تمتلك مصادر المياه والنسيج المتعدد للشعوب واصبح التفكر جليا من اجل التغيير واستحداث المشروع بعد احداث 11 سمبتمبر 2011 لصالح العالم وصالح المنطقة والمتغيرات الاقليمية والدولية مع ظهور الولايات المتحدة الامريكية كنظام احادي القطبية في العالم. وساعدت الاتفاقيات الدولية للحد من التسلح ومنع العراق من تبني برامج اسلحة التدمير الشامل والتأكيد على اشراك العراق ما بعد صدام في خلق منطقة اكثر استقرارا مع الاعمار والانعاش بعد الحروب وعدم توجيه اعمال انتقامية لهذه الدولة نتيجة طموحات دكتاتور، المنطقة بحاجة الى بنك التنمية والشرق الاوسط الكبير فرصة جديدة للمجتمع الدولي لتحديد ومعالجة السلبيات المرفوعة بتقرير الامم المتحدة حول التنمية البشرية العربية للعامين 2002 ــ 2003 في الحرية والمعرفة وتمكين النساء وحقوق الانسان والبطالة والتطرف والارهاب والجريمة المنظمة كانت المبادرة الامريكية للمشروع منذ عام 2002 مع برامج سياسية، عسكرية، اقتصادية ثنائية ومتعددة الاطراف مع الدول الغربية وخصوصا الدول الثماني الصناعية بهدف الاصلاح وتقاربت وجهات النظر الامريكية الاوربية في عام 2003 لايجاد استراتيجية امنية في المنطقة لمواجهة التحديات الامنية الا ان مذكرات وزير الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلنتون التي برزت في مواقع اخباري الكترونية قد خيبت الامال حول التوجيهات والمشاريع المستقبلية لمنطقة الشرق الاوسط التي خططت لها سابقا والتي تنوي لها حاليا لتصغيرها الى دول ودويلات صغيرة يسهل التحكم بها من قبل الدول الكبرى وعلى منابعها النفطية ومضائقها المائية والمساعدة في ظهور الداعش على المسرح في الشرق الاوسط وقد كذبت رئيس هيئة خبراء (قريش) ما قيل عن كلنتون ومذكراتها.. ومن جهة اخرى تحولت ثورات الربيع العربي من عدد من بلدان الشرق الاوسط والمعروفة بانظمتها الدكتاتورية الى شتاء قارص وصيف حارق تجاه شعوبها المنكوبة بالوصول الى حالة الحروب وعدم الاستقرار وظهور التطرف الذي لم يحمد عقباه ثم الارهاب.

وفي مقابلة شخصية لنا مع السياسي والباحث الاستاذ نوشيروان مصطفى عام 2007 حين تم تكليفنا باعداد رسالة جامعية بعنوان (الدور المستقبلي للعراق في اقليم الشرق الاوسط الاكبير) كان للباحث صاحب مؤلفات وبحوث في القضايا الاستراتيجية والسياسية والادبية رؤيته المستقبلية للمشروع وامكانية تحقيقه كالاتي:

كانت الادارة الامريكية تملك خطة للاطاحة بصدام ونظامه ولكنها لم تملك خطة لادارة العراق بعد سقوطه مما ادى الى خلق فراغ امني وافراغ سياسي واداري وفي هذا الفراغ ترعرع الارهاب والمنظمات الارهابية وانتشر الفساد الاداري والمالي مما ادى بمشروع الشرق الاوسط الكبير الى الفشل واستمرار بالقول بان الحكومات العربية تتردد الى حدف الخوف من نجاح التجربة الديمقراطية في العراق، والعراق بامكانيته البشرية والاقتصادية كان بامكانه بان يفتح باب التغييرات الديمقراطية في المنطقة غير ان تعثر بل وفشل العملية السياسية جعلت من الحكومات العربية وحتى الدول المجاورة للعراق ان تقوم بابتزاز امريكا والضغط عليها لتنفيذ اجنداتها الخاصة.

النموذج العراقي ليس مشجعا لشعوب المنطقة حيث فتح باب الجحيم الامني، الارهاب، الفساد الاداري، والمالي، النزاع الطائفي، النزاع العرقي والديني، تصفية العقول، التهجير العرقي والطائفي النزوح الجماعي كان بامكان العراق ان يلعب دورا مهما وايجابيا في التحول الديمقراطي غير ان التجربة الامريكية لادارة العراق فجرت النزاعات على الاصعدة كلها دينية وطائفية وعرقية بشكل دموي قد يمتد الى دول وشعوب المنطقة خاصة ان التركيبة السكانية للعراق لها امتدادات عرقية وطائفية في الجوار الجغرافي وتعمقت ظاهرة عدم الاستقرار في المنطقة واخيرا ادى اندلاع الثورة السورية الى انفلات الوضع الامني والعسكري وظهور فئات وجماعات عدة باسم المعارضة الى الوضع الحالي بفتح الحدود مع العراق وعدم تمكن قواتنا مع سد الثغرات وحصل ما حصل بعد 10 حزيران 2014 باحتلال ثلث العراق من قبل اشرس هجمة في تاريخ بلادنا وينتظر من الحشد الدولي في ايصال البلاد الى شاطئ الامان مع طبيعة المخططات المستقبلية والمشاريع الجاهزة دوليا لمستقبل العراق والمنطقة جمعاء. 

 

الفريق: سرور قادر البرزنجي /  مستشار رئيس الجمهورية للأمن الوطني 

عن الاتحاد البغدادية 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket