النصر في تكريت

الاراء 09:52 AM - 2015-03-03
النصر في تكريت

النصر في تكريت

معركة تكريت هي تمهيد لمعركة الموصل، قد يطول الوقت أو يقصر لتحقيق هذا الربط بين المعركتين وقد تتجه القوات العراقية أولا الى الانبار قبل مباشرة معركة الموصل، لكن الربط بين معركتي تكريت والموصل سيكون حتميا مثل مرور نهر دجلة في المحافظتين، واذا كانت الاشتراطات العسكرية قد تفرض التوجه أولا الى الانبار فإن اشتراطات السياسة تلزم بالتفكير في الموصل أثناء خوض معركة تكريت.

النصر في تكريت سيكون مكتملا وفي أقصى درجات الفائدة لمعركة الموصل إذا تمكنت القيادة العسكرية العراقية من إلزام المقاتلين بالانضباط في التعبير عن المشاعر وفي عدم القيام بتجاوزات واعتداءات تدفع الى خانة داعش بمزيد من الغاضبين او ان تسمح للساسة العابثين بالتأثير على الدعم الدولي للعراق.

في تكريت الكثير من الجراح التي يجب التسامي عليها، هنا ستكون اللحظة الفاصلة بين تنظيم ارهابي يدعي انه دولة وقوات نظامية تدار من قبل الدولة، الاستجابة لشعارات الثأر والابادة والتجاوز ستسيء للنصر في تكريت وتعرقل الانتصار في الموصل وتبرر الخيانات وتمنح داعمي التطرف فرصة جديدة، الثأر لايحقق الاستقرار ولا ينهي المشاكل، سيكون هذا الكلام مثاليا في مواجهة أخرى لكن في هذه المواجهة تحديدا سيكون الانضباط في التعامل مع المدنيين والحفاظ على الممتلكات ضرورة عسكرية حاسمة للعراق كله.

الممارسات الثأرية أو التأديب الجماعي لم تحقق شيئا أبدا، تذكروا الحكام والحكومات والدول التي استخدمت هذه الاساليب، لم تنجح الا في خلق المزيد من الاعداء، وحتى ما تعتبره نصرا يتحول بعد وقت قصير الى نقمة قد تتسبب في زوال نظام الحكم نفسه.

نحتاج بإلحاح الى اطلاق المزيد من رسائل التطمين لأهالي تكريت وكل المناطق التي يحتلها داعش، وللحقيقة فإن مخاوف ما بعد التحرير تعرقل انطلاق العمليات العسكرية لارتباطها بدعم دولي متخوف من الاعمال الانتقامية التي ستكون (إذا ما حدثت) ورطة لزعماء بعض الدول أمام ناخبيهم الذين يعيشون بعيدا عن العراق.

رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة يستشعر أهمية الانضباط وعبر عن ذلك في سامراء عندما أطلق عملية تحرير محافظة صلاح الدين وخلال كلمته في البرلمان، والذين يرفضون الاساءة للقوات الامنية والحشد الشعبي عليهم ان يكونوا من دعاة الانضباط على صعوبته وعلى مرارة الآلام التي عاشها الناس والقوات الامنية منذ العاشر من حزيران، انزعوا ذريعة الاساءات التي استخدمها المهرجون الدمويون لتبرير أفعال داعش والتي قد يستخدمونها لتبرير ماهو أفظع من داعش !.

 

ساطع راجي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket