من أجل ترسيخ الإقليم وازدهاره

الاراء 02:25 PM - 2015-02-28
آلا طالباني

آلا طالباني

ما كان لإتفاقية آذار 1970 ولا تشكيل إقليم كردستان ان يتحققا لولا اصرار مواطنات ومواطني كردستان العراق على نيل الحقوق القومية والتمسك، برغم كل الدماء والعذابات، بمبدأ حق تقرير المصير لشعب كردستان العراق وبقية كردستان الكبرى.
اجبرت انتفاضة آذار 1991 النظام الدكتاتوري على الأعتراف بعجزه عن مواصلة قبضته المجرمة في التحكم بكردستان العراق والأنسحاب، ليتم إعلان الإقليم ورسم معالم مؤسساته وفق رؤية مدنية ديمقراطية. وسيظل دوماً الحرص على وحدة قوى شعب كردستان الركيزة الراسخة لتقدمه وانجاز المزيد من المكاسب، ليزداد بريق الإقليم ملهماً بقية كردستان للعمل على استلهام منجزات التجربة العراقية في غذ السير لتحقيق طموحاتنا الكبرى المشروعة التي تضمنها المواثيق الدولية وقيم حقوق الإنسان.
ونحن في الاتحاد الوطني الكردستاني، بقدر ما نبدي من حرص على تماسك القوى الكردستانية ووحدة مواقفها، فأننا نؤمن بأن الصراحة في طرح الآراء وتشخيص الاخطاء ومعالجتها، شرط رئيس من شروط تعزيز وحدة الموقف وتقريب الرؤى.
لكن المؤسف هو أن بعض الأطراف لا تطيق الصراحة، وهي في مقاعد السلطة، لم تعد تتقبل الرأي الآخر، بل وصل الأمر حد الوهم بأنها "صاحبة القرار في تحديد ما هو مسموح وما هو غير مسموح في طرح الأفكار"، وهي حالة خطيرة لا تبشر بالخير لمسيرة كردستان الديمقراطية، إنما تعكس الميل المتزايد للأستحواذ على القرار السياسي، بحجة عدد المقاعد النيابية، وتجاهل حقيقة أن كل التجارب الديمقراطية العريقة، وتجارب البلدان النامية التي افلحت في بناء دول ديمقراطية، لم تمارس يوماً حجراً على ا لرأي الآخر، كما انها مع كامل ممارستها لمهامها، لا تتجاهل ما تطرحه
الأطراف الشريكة من تصورات لمصالح البلاد وليس لتحقيق مصالح حزبية ضيقة أو بحث عن مكاسب شخصية، بل الحرص على جني المزيد من المكاسب لشعب كردستان، وليس زجه في معارك خاسرة أو تجاذبات تهدد لقمة عيش المواطنين والخدمات المقدمة لهم.
وبقدر ما نحرص على الطرح الصريح بدون مواربة أو دوران، فأن بعض اطراف العملية السياسية في الإقليم تلجأ إلى وسائل التشويش على الراي العام الكردستاني، بنشر "اخباريات" كاذبة عن شراء ذمم مواطنين كرد مخلصين من قبل الحكومة الاتحادية، في حين أن غالبية الشخصيات المعنية ذممها المالية واضحة وليست ممن امتلكت، بين ليلة وضحاها، العقارات ووسائل نقل باهظة التكاليف في العراق والعالم.
إن ترسيخ إقليم كردستان وابقاء رايته شامخة تشد طموحات شعب كردستان الكبرى لن يتحقق بغير الصراحة والشفافية واحترام الرأي الآخر والحرص على التوافق الوطني في الإقليم والعراق، وليس وسائل الدس ومحاولة تشويه سمعة شخصيات وطنية كردستانية لها تاريخها المشهود، ومحاولة التستر على الأزمة الاقتصادية التي تعرض لها مواطنو الإقليم نتيجة خطوات غير مدروسة للمزايدة على بقية القوى السياسية الكردستانية.
وسنظل في الاتحاد الوطني الكردستاني متمسكين بالحرص على وحدة الصف الكردستاني، لكننا لن نكف عن انتقاد اية اخطاء، ونحرص على تجنب اللجوء إلى نشر وجهات نظرنا على الملء قبل استنفاذ كل وسائل التواصل مع كل الأطراف المعنية.
               
آلا طالباني*رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في مجلس النواب

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket