تحرير كوباني وغيرها من علامات تدهور قوة داعش

الاراء 09:48 AM - 2015-01-29
تحرير كوباني وغيرها من علامات تدهور قوة داعش

تحرير كوباني وغيرها من علامات تدهور قوة داعش

تنظيم مايطلق على نفسه بالدولة الإسلامية/ داعش يخسر المزيد من المعارك الرئيسية على الأرض في العراق وسوريا حتى في الحروب الدعائية كذلك. ان الانتصار الكردي في كوباني كان ضربة لاذعة للتنظيم.

هل اصبح تنظيم الدولة الإسلامية، المجموعة الارهابية سيئة السمعة بسبب عمليات الذبح واستعباد الأسرى، في ورطة؟ آخر الأخبار- من قتل الرهينة الياباني إلى التقارير التي تفيد بأن المجموعة قد طردت من معظم المدينة الحدودية السورية مدينة كوباني- تشير في هذا الاتجاه.

وقد بدأ حصار تنظيم داعش لمدينة كوباني قبل أربعة أشهر، واستخدم فيها مقاتلوها الكثير من الأسلحة الثقيلة التي استولوا عليها عندما انهار الجيش العراقي في شمال هذا البلد خلال الصيف. البلدة الكردية تلقت في نهاية المطاف الدعم العسكري من الجيب الكردي المستقل في العراق وائتلاف القوى الدولية بقيادة الولايات المتحدة. وقد نفذ التحالف العشرات من الغارات الجوية في جميع أنحاء المدينة، وتنسيق جهوده مع المدافعين عن حقوق الانسان، في محاولة لدحر المتشددين.

إذا كان الفوز في المعركة من أجل كوباني قد تحقق حقا، سيكون من بين أهم النجاحات ضد الجماعة حتى الآن. السيطرة على البلدة من شأنها أن تعطي التنظيم مساحات شاسعة دون انقطاع تقريبا من الأراضي على طول الحدود الشمالية لسوريا، وتسهيل تدفق المقاتلين الجدد والإمدادات من تركيا وقطع أعدائها في المنطقة الممتدة من نفس النوع من الدعم.

ومن الواضح ان مقاتلي التنظيم يعتبرون المدينة أيضا بأنها لها قيمة رمزية، نظرا إلى أن الكثير من المساعدات الخارجية تركزت على وقفهم. وان الاستيلاء على البلدة سيكون علامة قوية للمؤيدين المحتملين بأن المجموعة تستطيع مواجهة الولايات المتحدة الثقيلة الوزن والفوز عليها.

وربما كان هذا السبب في ان التنظيم اصدر شريط دعاية باللغة الإنجليزية، رواه الأسير الانكليزي جون كانتلي، في أكتوبر، حيث كان يتمشى خارج المدينة، متحدثا عن عمليات “التطهير” والنصر المحتوم للتنظيم. اما اليوم، فإن المقاتلين الكرد هم الذين يتحدثون عن “التطهير”.

 

تغيير في المطالب

ان الطريقة التي عالج بها التنظيم أحدث فيديو دعاية له يمكن أن تكون زلة. يوم 20 يناير اصدر التنظيم شريط فيديو يظهر الرهينتين اليابانيين، الصحافي كينجي جوتو وهارونا يوكاوا، مهددا بقتل كل من الرجال بحلول يوم الجمعة اذا لم تدفع اليابان 200 مليون دولار في الفدية. بعد أن جاء الموعد نشر التنظيم فديو اخر، أجبر فيه السيد جوتو على الحديث، وهو يحمل صورة لجثة مقطوعة الرأس قال انها للسيد يوكاوا.

التنظيم لم ينشر عملية القتل، كما حدث في أشرطة الفيديو الاخرى، وأيضا بوضوح لم يواصل تهديده بقتل كل من الرجال. كما تخلى التنظيم أيضا عن مطالبته للنقد، وتحول إلى الطلب الجديد الذي يؤكد نواياه النهائية بالاستيلاء على المنطقة بأكملها.

وتقول الجماعة الآن انها تريد مبادلة جوتو بساجدة الريشاوي، وهي امرأة عراقية اعتقلت عندما فشلت في تفجير قنبلة في هجوم على فندق راديسون ساس في عمان، الأردن في نوفمبر تشرين الثاني 2005. السيدة ساجدة كانت جزءا من تنظيم القاعدة في العراق – وجزءا من الهجوم على عمان الذي روع المنطقة. وقد هاجم مفجرون انتحاريون في وقت واحد فندق راديسون، وفندق جراند حياة، وفندق ان دايز في عمان، وقتوا 57 شخصا.

وقتل معظم الضحايا في الصالة الكبرى في فندق راديسون، حيث تمكن زوج الريشاوي من قتل 38 شخصا في حفل زفاف، بينهم آباء العروس والعريس. كل الضحايا كانوا إما فلسطينين أو أردنيين.

أجبرت السلطات الأردنية الريشاوي على الاعتراف على شاشة التلفزيون الوطني، في حين كانت ترتدي حزاما ناسفا تم نزع فتيله، وأثارت عمليات القتل أسابيع من المظاهرات ضد القاعدة في جميع أنحاء الأردن. وانتشر الاشمئزاز في المنطقة ككل لارتكاب الجريمة.

 

الفشل في تنفيذ التهديدات 

وباختصار، لقد اصدر التنظيم تهديدات، ولكنه فشل في تحقيقها، وغير مطالبه من النقد للمطالبة بالإفراج عن امرأة مرتبطة مع واحدة من الجرائم الجهادية الأكثر شهرة في السنوات الأخيرة. انه شيء واحد أن تدعي انك كنت تقاتل ضد الولايات المتحدة أو الأسد في سوريا أو الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة في العراق، وشيء آخر تماما وضع نفسك بقوة في دعم ذبح المدنيين في حفل زفاف.

وقد حكم على الريشاوي بالموت ولكن لم يتم تنفيذ الحكم. وكان شقيقها، احد كبار مساعدي رئيس تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي، قد قتل وهو يقاتل القوات الامريكية في الفلوجة في عام 2004. الزرقاوي قتل في غارة جوية امريكية في عام 2006. واصبح تنظيم القاعدة في العراق في نهاية المطاف هو تنظيم الدولة الاسلامية.

فهل بدأ المد يتحول على التنظيم ؟ انه أبعد من ان يكون قريبا جدا من ذلك. وتواصل المجموعة السيطرة على المدن الرئيسية في سوريا والعراق، وهناك حدود لما تستطيع القوة الجوية للولايات المتحدة أن تنجزه من تلقاء نفسها.

طالما انه يسيطر على مدن مثل الموصل في العراق، العاصمة التجارية للشمال، فأن التنظيم سيكون ابعد عن الهزيمة. ومع ذلك، كانت القوات العراقية والميليشيات الشيعية المتحالفة تدعي تحقيق سلسلة من النجاحات ضد الجماعة في الأسابيع الأخيرة. بعد القتال في مطلع الاسبوع قالت القوات العراقية انها طهرت نحو 25 قرية في محافظة ديالى، اتي تمتد على طول الحدود الإيرانية شمالي بغداد.

ولكن في كوباني، يبدو ان السمعة التي يحاول التظيم بناءها كقوة لا يمكن وقفها في حالة يرثى لها. وجهوده الدعائية تفعل الكثير لتوسيع دائرته من الأعداء.

 

دان مورفي / صحيفة (كرستيان ساينس مونيتور) / ترجمة: الاتحاد البغدادية

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket