مخططات لإجهاض نجاح الدولة الاتحادية

الاراء 11:16 AM - 2014-12-22
حسين فوزي

حسين فوزي

لا يروق للبعض التوجه نحو تحقيق الإستقرار وفق منهجية توفير مستلزمات حقيقية للسلم الاهلي، فرئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم تابع مع نائبه المكلف السيد إياد علاوي مستلزمات عقد مؤتمر وطني للمصالحة الوطنية. مؤتمر لن يكون إسقاط فرض في محاولة لتخفيف ضغط “الحلفاء” المحررين أو دول العالم الديمقراطية، بجانب الضغوط العربية والجوار، ضمنه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل هو مؤتمر يبشر بنتائج كبيرة.

إن حكومة السيد العبادي، ووزراء السيادة فيها بالأخص، يواصلون جهودهم الحثيثة لوضع معانٍ مادية لمعنى المصالحة الوطنية والعدالة وتوفير مستلزمات تحرك مخططا لضمان ملامح افضل لمستقبل حياة المواطن حالياً والأجيال المقبلة.

ولن يروق لبعض ايتام النظام الشمولي، كذلك القوى الطائفية والجهوية المتخلفة، ان يتوجه العراق نحو إستعادة نسيج السلم الاهلي، لذلك نرى العديد من الأصوات والأفعال المحرضة على إذكاء الفتنة التي حاول دونها الوعي الوطني لمكونات الشعب العراقي وقواها السياسية، بالأخص القوة المدنية الديمقراطية، ضمنها، بل الأصح في مقدمتها الاتحاد الوطني الكردستاني.

لذلك يسعى البعض للمزايدة على القوى المدافعة عن الديمقراطية بطرح شعارات طائفية، أو تغليف هذه الطروحات بمطالب مشروعة مع تصعيد سقف المطالب بما يدفع نحو عدم بناء اية جسور ثقة بين اطيف المجتمع. وفي هذا السياق يحاول البعض توظيف قضية الخلافات بين الحكومة الإتحادية والإقليم بشأن دفع المستحقات، وضمن هذا التوجه كان “الحرص” على عدم توزيع مستحقات بعض المستفيدين بعد ان اطلقت الحكومة الإتحادية مبلغ 500 مليون دولار من حصة الإقليم، وهو مبلغ لا ينبغي الاستخفاف به، كما لا يجوز باي حال من الأحوال تجاهل احتياجات العديد من شرائح مجتمع كردستان لمستحقاتها، ضمنها فصائل البيشمركه.

إنها محاولة لتحريض مواطني كردستان ليس ضد الدولة الاتحادية، وليس ضد القوى الكردستانية الديمقراطية التي طالما تمسكت بحق تقرير المصير لكنها لا تريد تكرار الخسائر الجسيمة التي تعرض لها شعب كردستان، بل هي محاولة للتحريض لإشاعة اجواء الأنفعال بين المتضررين في الإقليم من جهة وبين القوى السياسية الكردستانية كذلك تشجيع القوى المركزية العراقية على اطلاق انفعالها في معاداة الدولة الإتحادية والعمل على هدمها.

ولعل ما جرى في كركوك من إثارة لطلبة الجامعة والمعاهد محاولة في الإتجاه نفسه، لكن يقظة سلطات المحافظة وتوجه قيادتها إلى كل الأطراف المعنية طوق مخطط تأجيج الأزمة ومحاولة المزايدة، ليس فقط من بعض الأوساط في المحافظة بل كذلك من وصفهم بحق محافظ كركوك بـ”الجالسين بعيداً وينصبون انفسهم مدافعين عن النازحين متجاهلين ما تحقق لهم في كركوك من رعاية، كذلك في خانقين”، وعلينا هنا ملاحظة أن كليهما مناطق متنازع عليها بموجب توصيف الدستور.

ينبغي على حكومة السيد العبادي بدعم من رئاستي الجمهورية والبرلمان الإقدام على المزيد من الخطوات الشجاعة بإتجاه المصالحة ومحاربة الفساد والحرص على حماية موارد المواطنين، ضمنهم في كردستان، فهذا الطريق وحده يضمن النجاح للحكومة المعقودة الآمال عليها، وضمن هذا الطريق تترسخ الديمقراطية في العراق، وضمان طريق سالك لكل طموحات كردستان العادلة وليس اجهاضها بالمزايدات.

 

حسين فوزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket