ظاهرة تقليد الغرب ومواكبة صرعات الموضة

تقاریر‌‌ 02:04 PM - 2014-12-21
ظاهرة تقليد الغرب ومواكبة صرعات الموضة

ظاهرة تقليد الغرب ومواكبة صرعات الموضة

ضياع الهدف وتلاشي الطموح قد يكونان سبباً مباشراً لانتشار هذه الظواهر
علم النفس :(ايها السبايكيون والبريكيون لستم مجرمين بل ضحايا )
الجميع في ترقب ليوم الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات الاعلام والفضائيات وجميع وسائل الاعلام والمرشحين انفسهم، كلٌ ينتظر رأي الشارع به ومدى افضليته لتمثيله كصوت يمثل المواطن للمطالبة ببعض حقوق المواطنين ، فجميعهم في حالة من التأهب ليوم 20 من الشهر الجاري لان هذا اليوم يعتبر الحاسم ولمدة اربع سنوات متتالية ، وبين هذا وذاك نشاهد المواطن في حيرة من امره رغم الشفافية والديمقراطية والتي عهدناها منذ سقوط الصنم الهدام بالرغم من هذا كله نجد المواطن العراقي في حيرة من امره في اختيار الاصلح والافضل لتمثيله في انتخابات مجالس المحافظات ، ومن خلال تنقلنا بالاراء بين بعض اصحاب القرار والمواطن نشاهد عزوف بنسبة ضئيلة جداً للانتخابات ،لان المواطن في هذه الفترة بالتحديد وصل الى حد فهم الساحة السياسية ومن هو الافضل بين الموجودين من المرشحين لتمثيله ليكون صوتاً للمطالب بحقوق المغلوب عليهم ، فمن هذا المنطلق وللاحاطة التامة باراء المواطنين والمسؤولين في الانتخابات المقبلة وما هي الآلية والمعايير لاختيار الافضل بينهم اجرينا بعض الحوارات المختلفة التوجهات حول هذا الموضوع . يجد الكثير من شباب من كلا الجنسين  أن مفهوم التطور والثقافة هو بتقليد الغرب  فبدأوا يلجأون إلى القصات والملابس الغريبة ليبدوا وكأنهم غريبو الأطوار، وباتوا مرصودين من الناس الذين لاحظوا هذا التغيير والفهم السلبي للتطور، وللأسف بعض الشباب ذو العادات والتقاليد الأصيلة والعريقة أصبحوا يقلدون هؤلاء ويكتسبون منهم ما هو سيئ في مجتمعاتنا، فمنهم من يقص شعره بطريقة غريبة يقلد بها إحدى الشخصيات الأجنبية، ومنهم من يلبس لباسهم ومنهم من يقلدهم بالحركات والتصرفات التي لا نجد لها أي معنى، وأيا كان هذا التقليد، فإن بعض الشباب يلجأ إليه من أجل لفت الأنظار ليس أكثر، بحيث يكون مغايرا عن بقية الشباب، ويلاحظه كل من يراه، لكن هناك بعض الناس يرونه غريب الأطوار، ولا يعجبهم شكله، لأنهم يستهجنون هذه العادات الدخيلة. حاولنا تسليط الضوء على هذه الظاهرة من خلال هذا الاستطلاع :

غزو فكري
يقول ابو حسين (مواطن ): نحن نعلم أن اللباس حرية شخصية خاصة بكل إنسان، ونطالب شبابنا بأن يتمسكوا بلباسهم العربي الأصيل بدلا من العادات المكتسبة والدخيلة من الدول الغربية التي تختلف عنا بعاداتها وتقاليدها. ولا شك أن هذه الصرعات ما هي إلا غزو فكري سوف يؤثر علينا نحن كمواطنين، والمصيبة أن أصحاب التقليعات الغريبة باتوا كثرة في الأماكن العامة، وأصبحنا نراهم في كل مكان، وبعضهم يثير الاستهجان، والأدهى من ذلك انتشار الأشخاص المقلدين للنساء، والمطلوب أن نتمسك بلباسنا وعاداتنا وفق قيمنا العربية والإسلامية التي يحثنا عليها ديننا. فلماذا يجب علينا فقط أن نأخذ سلبيات الغرب التي ستؤثر علينا وعلى أبنائنا وعاداتنا وتقاليدنا الحميدة؟ ولماذا لا نأخذ منهم ثقافتهم وعلمهم وإبداعاتهم الإيجابية التي نرى نتائجها بالعالم كله.

مسايرة للموضة
من جهة أخرى تحدثنا مع أحد الشباب ويدعى «أحمد» والذي برر تفضيله للقصات الغريبة فيقول: لا أرى أي مضار في ارتداء أي شخص للزي الذي يريده، أو يراه مناسبا ولائقا عليه، كما أننا جزء من هذا العالم، فهل نلبس ونأكل غير الذي نراه ولا نختلط بهم، وما الذي يمنع لو ارتدينا ملابس حديثة «ستايل»، وماذا لو قصصت شعري بالطريقة التي أريد؟ .. هذه حرية شخصية، كما أنها لا تؤثر على أحد، ولا تساهم في هدم القيم الاجتماعية كما يقولون، وعليهم أن يدركوا أن العالم يسير في طريق التغيير والتطوير والتمازج بين الحضارات من كافة القارات.
ويضيف ان تأثير الإعلام والانترنت لن يستطيع أحد منعه، ونحن شباب نساير الموضة لا غير ذلك وليس لدينا أي نوايا أو أهداف أخرى، بعيدا عن الذين يبكون على الأطلال. وأضاف: ملابسنا الجذابة التي تلفت النظر والانتباه، تشعرنا بالسعادة، ونحن نرى العديد من الناس في جميع الأماكن العامة التي نذهب إليها ينظرون إلينا وفي أعينهم علامات الإعجاب بلباسنا، فنحن نرتدي الملابس الواسعة التي تجعلنا نتحرك بها كما نشاء وليست الضيقة المشبهة بملابس النساء، كما وصفها البعض،. كما أن قصات الشعر لا يوجد حلاقون مختصون في هذا المجال إلا قلة، ومعروف بين أوسط الشباب بأن هذه القصات والملابس بمصطلح « ستايل»، ولا نرى فيها تقليدا لأحد بقدر ما هي موضة وشيء شبابي يلائم طريقة عيشنا ويناسب أعمارنا.
يقول الشاب (ح – م ):  إن في تسريحة شعره او حتى لباسه وتلك الاكسسوارات التي يضعها على صدره وفي يديه: أنا مرتاح مع شكلي الحالي، ويعنيني جداً هذا الشعور بالاختلاف، وهو ما رافقني منذ صغري حيث كنت أسعى للاختلاف وينهي كلامه قائلاً: أعتبر نفسي حراً في التعامل مع جسدي وشعري كما يحلو لي باعتباره مساحة خاصة وشخصية ... نحن معتادون في مجتمعاتنا الشرقية أن ندس أنوفنا بما لا يخصنا وأن ينظر كل واحد للآخر ويهتم بشؤونه عوضاً عن الاهتمام بنفسه.‏وعما اذا كان يشكل شعره عبئاً عليه من حيث التسريحة اليومية، يقول: لا ابداً انا اكتفي بتسريحه وهذا لا يأخذ مني اكثر من دقائق.

بين الأب والإبن‏
ويعلّق والد أحد الشبان ممن يقصون شعرهم ويرتدون ملابس غريبة، فيقول: بالطبع لا يعجبني الشكل الذي يظهر فيه ابني  وكان ينرفزني دوماً بتسريحة شعره التي اعتمدها مؤخراً... ولكني عندما رأيت رفاقه ادركت ان ابني اكثر رزانة بدرجات . أصبحت معتاداً على رؤيته بهذا الشكل ولكني احرج عندما يرافقني ، فأطلب ان يلبس ملابس عادية  على الاقل عندما يرافقنيويضيف ارجع سبب هذه التصرفات الغريبة إلى سن المراهقة وإحساس الرجولة المبكر، التي تتميز به هذه الفترة العمرية إضافة إلى انتشار القنوات الفضائية، وبرامج المنوعات، ومواقع التواصل الاجتماعي، وما ينقله هؤلاء الشباب من ثقافات مختلفة من خلالها.

انحرافات سلوكية
ويقول مدرس في احدى الثانويات فضل عدم ذكر اسمه( أرصد بعض الانحرافات السلوكية داخل مجتمع الطلاب من وقت لآخر، والتي تتخذ مظاهر مختلفة تتصل بالملبس، وطريقة الحركة والكلام أو مظاهر أخرى، مثل إطالة الأظافر أو الانخراط في أنشطة وتصرفات وهوايات متنوعة، واستخدام بعض النماذج الكلامية واللهجات الغربية والأساليب المتبعة أثناء الاحتفالات المختلفة، فضلاً عن ارتداء سلاسل وخواتم غريبة، وتي شيرتات تحمل عبارات غير مفهومة، وبنطلونات ضيقة، ، وتسريحات شعر لافتة، وغيرها من الأساليب الخارجة على المألوف، مشيراً إلى أن هذه التصرفات قد تكون ناشئة بتأثير من مجتمعات أخرى غربية . وقد يكون ناتجاً عن سوء التوجيه وعدم الرقابة على استخدام الشباب وسائل الإعلام والاتصال، وضعف المستوى الثقافي، لافتاً إلى أن ضياع الهدف وتلاشي الطموح قد يكونان سبباً مباشراً لانتشار هذه الظواهر.

يمعود لتروح لهذا متدين ومايحدد بموس
يقول فراس ( صاحب صالون حلاقة للرجال ):انه يجب التركيز على بعض الامور السلبية التي نعيشها والتي اصبحت عولمة مقلدة وتجعل الناس اسرى الحداثة والصرعات الجديدة وبحاجة لابراز الجمال والمفاتن ، ومايخصني لكوني صاحب صالون فأن الكثير من الزبائن التي تتوافد الى المحل هي من الشباب وطبع الشاب يحب ان يظهر بمظهر لائق بين اقرانه فيلجأ الى تقليد الفنانيين ببعض قصات الشعر والملابس وايضا هناك بعض من الشباب يقلدون لاعبي كرة القدم في تلك الحركات والقصات في الشعر بغض النظر عما تشير اليه تلك العبارات فنحن كحلاقين وبشكل عام يترتب علينا تلبية متطلبات الزبائن على الرغم من ان بعض القصات نعرفها مخالفة للدين والعادات والتقاليد ومخالفة لافكارنا الا اننا نعملها لان عملنا مرتبط ومتوقف على رغبة الزبون ومايحب ومايكره فهناك بعض اصحاب الصالونات قد لايحققون مايرغبه الزبون او يكون عمل الحلاق وفق الدين والتقاليد فينتج عنه محدودية الزبائن كما يقولون ( يمعود لتروح لهذا متدين وميحدد بموس ) مما يفقد الكثير من زبائنه وبالمحصلة قد يفقد عمله لان اغلبية الزبائن من الشباب اصحاب الشفرة والموس .

الإعلام غير المنضبط
وقال الصحفي الزميل  احمد عبد الحسين الاعاجيبي  : أن الإعلام غير المنضبط هو سبب رئيسي لحالة الهوس التي تحدث للشباب حيث يقدم لهم نماذج لا يجب أن يُحتذي بها فيصبحون مولعين بها ومهووسين بها، بدلا من أن يقدموا نماذج جيدة ومثالية مثل العلماء، الأدباء، وغيرهم الكثير من النماذج الناجحة التي يُفتخر بها ويجب أن يُحتذي بها.
وذكر إلى ان  شركات الموضة أكبر خطر يهدد العقول، فهي تتلاعب بالناس، وتغير قناعتهم بسرعة بين ليلة وضحاها، وما تعتبره اليوم تخلفا تقدمه غدا على انه رمز لصرعة جديدة، ونظرا لان هذه التغيرات تحدث بسرعة والموضة تنتقل من جيل لجيل كأنها تورث، فان الجمهور المستهدف، وهم الشباب، تضيع لديهم القدرة علي التمييز والحكم علي الأشياء، ويصبحون لعبه في أيدي بيوت الأزياء.
ولا شك أن التطور الذي شهده المجتمع، والتقدم في وسائل الاتصال، أدى إلى حالة من الهوس بسلوكيات مصدرها في الغالب فنانين ولاعبي كرة، حيث فرض الإعلام موديلات الإعلانات، وملكات الجمال، وعارضات الأزياء والمطربين والمطربات كنجوم للمجتمع وقدوة لابد أن يحتذي بها، وتتسابق الفضائيات في بث وعرض آخر صيحات الموضة في الأزياء وتسريحات الشعر وأصبحت هناك المئات من البرامج المتخصصة التي تنشر خطوط الموضة العالمية.وتقف وراء حالة الهوس الشبابي بالموضة شركات عالمية تتفنن في البحث والتنقيب وابتداع كل ما هو جديد وغريب من اجل تحويله لسلعة تدر الملايين يساندها في ذلك آلة إعلامية ضخمة تكرس استغراق بالشكل الخارجي والتقليد الأعمى للآخرين.
وتستهدف في الغالب هذه الشركات المرأة التي تعد بحسب دراسات اقتصادية اكبر مستهلك على وجه الأرض خصوصا فيما يتعلق بأزيائها وجمالها وشكلها ومواكبتها للعصر، وحداثتها في كل شئ، وليت الأمر يقتصر على هذا، بل أن هناك مؤسسات كبيرة تعتمد على الموضة في عملها، كالمؤسسات الإعلامية والدعاية بهدف تأجيج نار الموضة، وترسيخ ثقافة استهلاكية في المجتمعات تُفنن بالجديد حتى كان يجافي الذوق ويخالف ثقافة الإنسان، والرابح شركات الإنتاج وبيوت الأزياء التي تجني الملايين من جيوب شباب يلهثون وراء الموضة .
ويضيف : يجب ان تكون هناك رقابة اسرية في المنزل والرقابة في المدرسة أو الجامعة ويجب أن يكون هناك اتصال دائم بين الأسرة والمدرسة أو الجامعة.ويضيف قائلا أن وسائل الإعلام لابد أن توضح مخاطر التقليد الأعمى ومخاطر البعد عن الهوية العربية وان تطلق جرس الإنذار لتخطئ مثل هذه المشكلة فيجب على الإعلام ألا تقف موقف المتفرج بل والمتعاون مع الموضة الغريبة التي تدق ناقوس الخطر على مجتمعاتنا العربية وتؤثر بالسلب على تقاليدنا وعاداتنا، ويجب أن تقدم المثال والنموذج المثالي دائما الذي ينير عقول الشباب ويؤثر بالإيجاب على ثقافتهم، لا أن يقدم فقط النموذج السيئ الذين يؤثر بالسلب على شبابنا.

صراع نفسي
يرى د. عماد عبد حمزة العتابي (أخصائي الإرشاد النفسي  - كلية التربية الأساسية /جامعة المثنى ):ان هنالك صراع نفسي ينشأ عند الفرد بين حاجاته ومطالب المجتمع ولهذا فهو يسعى خلال مراحل نموه إلى تطوير وتنمية بعض الكفايات والمهارات الأساسية لديه مثل الثقة والاستقلال والمبادأة والكفاية لمجابهة هذه الأزمات ، وحينما يفشل يلجا إلى الأساليب الأخرى ومنها وليس كلها هو التقليد ومحاكاة النماذج الأخرى ، وكما يرى Erikson  صاحب ( النظرية النفسية الاجتماعية) فان فوضى الدور ( اي عدم قدرة الفرد على القيام بواجباته المنصوص عليها بسبب غياب الثقة والاستقلال والمبادأة والكفاية)  سيؤدي الى غياب الشعور بالهوية  :Identity versus role confusionوفي فترة المراهقة - وهي الفترة ما بين الثانية عشرة والثامنة عشرة (تقريبا)، والتي اعتبرت تقليديا فترة الأزمة لأنها تتميز ببزوغ جنسية الرشد وبداية الدخول في مرحلة الرشد عموماً  - يجب على المراهقين دمج وتوحيد تجاربهم وخبراتهم السابقة مع الضغوط والمتطلبات الجديدة التي يواجهوها كي يقرروا ويحددوا ما يريدونه من حياتهم ، ما يعتقدون وما يؤمنون به ، ومن هم. إن لم يستطيعوا دمج خبراتهم المبكرة وتوحيدها مع بعضها ، يكونوا عاجزين عن تنمية الإحساس بالهوية . عدم الشعور بالهوية يعتبر اضطراب في الشخصية(او ما تسميه مرض نفسي).وهو ليس موضة على الإطلاق . لماذا؟ لان اهم شروط الموضة هي تلبية حاجة الإنسان بما يتناسب وظروفه الزمنية والمكانية وعدم تعارضها مع توجهات المجتمع اعرافا وقيما وتطلعات .

ما سبب تفشي ظاهرة التقليد ؟
يضيف : ان عدم الشعور بالهوية سيؤدي الى هشاشة الشخصية وسهولة انقيادها لتقليد نماذج غربية سواءا في الملبس او قصات الشعر او حتى في الاكل والشرب واللغة وووو. ... الخ.(وياليتنا قلدنا وحاكينا النماذج الغربية بصورة صحيحة). نعم لابد من الاشارة الى ان التقليد والمحاكاة فنية سلوكية معرفية نستخدمها (كثيرا) في الارشاد والعلاج النفسي لتعديل وتغيير السلوك الخاطئ ، بل وانها احد فنيات الارشاد النفسي التي استخدمتها انا في اطروحتي ونالت استحسان المناقشين بدرج امتياز.
الا ان التقليد السلبي ينتج من احد سببين : اما النموذج سلبي كتقليد مدخن او فوضوي او خليع ، واما خطأ التقليد بسبب عدم مراعاة نسبية الزمان والمكان فالغرب تقدمنا بزمن ثقافي قد يفوق الخمس عقود في أحسن حالات التفاؤل وباكثر من عشرة عقود في الواقع الميداني ، لذا فان ملابسهم وقصات شعرهم الان لاتناسبنا وان حرصنا على تقليدها فلننتظر الفارق الزمني ، كما ان مكانهم كبيئة وطبيعة بشرية تختلف عنا ايضا ، فذات الدهونات التي تجعل شعرهم لماعا لنقاء اجواءهم تجعل شعرنا مقززا بسبب امتزاجه مع اتربتنا المستمرة . وملابس «الكابوي» وهو رداء رعاة البقر، يرتديه الرعاة أو الرجال في مناطق بأميركا، وهو زيهم الشعبي المعروف، وبالتأكيد أن هذا الزي تطور مع الأيام وتشكل حسب بيئة أولئك الناس، لكن في سنة من السنوات غزا العالم وبدأ الشباب بارتدائه وهو لا يمت له بصلة ومن الأسباب الأخرى للتقليد هو محاولة البحث عن جديد لدى الشباب المراهق أو الكبار، حبا في التغيير ولكسر الملل من أشياء اعتادوا عليها. وهذا ناجم عن الفراغ الروحي والأخلاقي والنفسي واللغوي وكل جوانب الشخصية الأخرى ، والفراغ لاشك بدوره ناجم من التنشئة الاجتماعية الخاطئة او الناقصة او كليهما معا .كذلك تصادم الحضارات، والعولمة أدت إلى تداخل الشعوب في بعضها، والشعب الأكثر حضورا اقتصاديا تكون عاداته وملابسه هي الأكثر تداولا لذا تقلده الشعوب الأخرى، فنجد أن الحضارة التي تكون قوية يتأثر الآخرون بها، ومن هنا تنشأ الموضات، والموديلات، فلا يمكن أن يكون اللباس الأفريقي أو الآسيوي موضة عالمية، لكن اللباس الغربي، وكل صرعة في الغرب نجد الشباب من الدول والقارات الأخرى يهرولون إليها، حتى وإن كانوا غير مدركين لتبعاتها، وليس لها أي بعد ثقافي في حياتهم الاجتماعية.
لو تمعنا بالاسباب جيدا وبموضوعية لوجدنا ان ابنائا الذين يقلدون ملابس الاخرين او ما اصطلح على تسميتهم (البريكية) ، وزملائهم الذين يقلدون الاخرين بقصة شعرهم او ما اصطلح على  تسميتهم (السبيكية) هم ضحايا وليسوا مجرمين .انهم ضحايا التنشئة الاجتماعية الخاطئة او الفقيرة في ظل (الامية التربوية) التي تعاني منها الاسرة الكريمة.انهم ضحايا مدارسهم (اللاتربوية) والتي تزيد الطين بله بدلا من تقليل رطوبته .انهم ضحايا الفراغ الروحي والاخلاقي والنفسي في مجتمع تفتقر مؤسساته الى الحد الادنى من متطلبات نمو الشخصية السوية.انهم ضحايا سياسة دولة تسعى الى ترميم البنايات والارصفة ولا ترمم النفوس التي تصدعت اكثر من البنايات والارصفة.

العلاج
هذا يحتاج جهد وطني منظم يتضمن إعداد الخطط العلمية وهي التدخلات الإرشادية النفسية والتربوية وبمشاركة كل الجهات التربوية والعلمية وبكل المستويات ، ومن خلالكم نوجه الدعوة للراغبين بإيجاد العلاجات الحقيقية للبدء من ألان ، وان توفرت النوايا الطيبة للتغيير او التعديل فان لدينا ما (قد) ينفعهم ، كما ادعوا ابنائي الطلبة وبناتي الطالبات الراغبين بالتعديل والتعديل الى البدء بذلك ونحن معهم نفسيا وارشاديا وفي كل المجالات ، ولنتذكر ان معايير ديننا تحتم علينا مراعاة الحشمة والالتزام مثلما معاييرنا الاجتماعية تحتم علينا مراعاة القوانين الاجتماعية المرعية ،
ولنردد كلام اهلنا (( اكل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس )).

PUKmedia عن العراق اليوم

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket