مكتبات السليمانية تعاني من غياب روادها

تقاریر‌‌ 01:52 PM - 2014-12-20
مكتبات السليمانية تعاني من غياب روادها

مكتبات السليمانية تعاني من غياب روادها

هل اصبحت ظاهرة العزوف عن القراءة ظاهرة عالمية كونية وليست مرتبطة بمجتمعاتنا الشرق الاوسطية، وانما سمة سلبية تسود دول العالم بلا استثناء .
وهل يمكن ان نعزوا التطور التكنولوجي الرقمي في وسائل الاعلام بان يكون احد تلك الاسباب وان هناك اسبابا اخرى لاتقل اهمية وفي مقدمتها المشاكل والازمات ‏السياسية والاقتصادية والحروب التي شهدها العالم وخاصة العراق بعد احداث عام 2003 ..وتسبب عن عزوف شبابنا تماما عن القراءة والمطالعة وزيارة المكتبات العامة والخاصة وقراءة الصحف والمجلات والاصدارات الاخرى، وحتى بدا تاثير ذلك على طلبة الجامعات اللذين لايفقهون طلابنا اليوم ابسط الامور في العالم في الاقتصاد والسياسة والفن والادب والثقافة ...الخ ..لقاءات مع عدد من المواطنين ومن مختلف الشرائح تحدثوا عن موضوع القراة والمطالعة واسباب العزوف عنها .
* الدكتور سامي من جامعة صلاح الدين اكد لـ PUKmedia:  ان عدم متابعة الكتب والاصدرارت اليوم تعتبر ظاهرة خطيرة جدا والعزوف عن القراءة في زمن تطورت وسائلة واتجاهاته وخاصة دخول تكنولوجيا المعلومات الهائلة ونعتقد ان الشباب بحاجة الى القراءة المتواصلة وترك المعرفة من خلال الانترنيت فقط!، ومتابعة مسببات العزوف التي وقفت حائلاً بين الشباب والقراءة، هناك بعض الحلول التي قد تكون ناجحة لترسيخ مبدأ القراءة في نفوس الفتية وغرسه في ذاتهم، منها إدراك ومعرفة فوائد القراءة وثمرتها في رفع المستوى الثقافي عند الناس من خلال التعميم في وسائل الاعلام، واعتبار الكتاب صديق لا يمل، مثلما كنا نعتبره ايام زمان وهو خير جليس في الزمان.
* الحاج كاك جمال رجل كبير في السن من اهالي السليمانية قال بحسره لموقع PUKmedia: شباب اليوم ليس كشبابنا ايام زمان حيث كنا نجمع من مصروفنا البسيط مبلغا صغيرا من اجل شراء وقراءة كتاب وحتى بعد قرائته نبيعه بثمن اقل من اجل شراء كتاب اخر وهكذا بالرغم من بساطة الحياة في زمننا ذلك ..بينما تجد عزوف اكثر الشباب عن القراءة لانهم منشغلين بمقاهي النركيلة والتسلية والمتعة بها، وتوجد فئة اخرى منهم وان كانوا اكثر وعيا فأنهم لجأوا الى مقاهي الأنترنيت وامكانية الحصول على المعلومات والتصفح .. اما الفئة الثالثة من الشباب فأن العزوف عن القراءة هو لأنشغالهم في تحصيل لقمة العيش لهم ولعوائلهم، ولهذا نرى ان المكتبات العامة تفتح ابوابها دون ان يزورها احد من هؤلاء الشباب، وحتى نجد ان مكتباتنا في السليمانية عامرة بالكتب ولكنها خالية تمام من قرائها، واعتقد بان على الحكومة ان تنتبه لهذه الظاهرة الان بدلا من استفحالها وتضع برامج تربوية تشدد على القراءة والذهاب الى المكتبات كما كنا نفعل ايام زمان حين يكلفنا اساتذتنا بمواضيع تتطلب مراجعه المكتبات والتزود بالعلوم والمعرفة من اجل تطور قدراتنا الفكرية ايضا.
* الدكتور فارس ابراهيم الكاتب استاذ جامعي يقول لموقع PUKmedia: لقد كنا في ايامنا تلك لانقرا الكتاب فقط ( بل ناكله !) واقصد بذلك كان الكتاب ولايزال لايفارقنا حتى اثناء النوم يكون تحت وسائدنا، وعجبي على شباب اليوم اللذين ابتعدوا تماما عن القراءة وانشغلوا اكثربالانترنت واجهزة الهاتف النقال الذكية والغبية معا وانغمسوا في متعتها لا في فوائدها الاخرى ..والقراءة لابد ان تاخذ جانبا كبيرا من الاهمية حتى ان مجرد القاءها على بساط البحث والمناقشة هو بحد ذاته امر مفيد وضروري جدا، وهناك اسباب عن عزوف الناس عن القراءة وهي تتعلق بالكاتب والناشر فالاول تكون مسؤوليته بتناول المتعة والتشويق وسبل الالفاظ والمصطلحات، واما الناشر فمسؤوليته عبر الاعتناء بجمالية الكتاب ومحتوياته ولا شك بالتعاون بين الكاتب والناشر من تقديم الكتاب يغوي القارئ ويثير شهيته الى القراءة.
* اري بابان مدير مكتبة السليمانية لموقع PUKmedia: ان عزوف الشباب بالدرجة الاولى عن القراءة يعود لاسباب كثيرة ووجود الانترنت كان احدها ولكن هناك ايضا اساسيات الطبة اللذين لايتابعون القراءة والمطالعة في المكتبات العامة وكما تلاحظون فان مكتبة السليمانية العامرة بكل انواع الكتب والغنية بالعلوم والمعرفة المختلفة ولكن روادها قليلون ونحن من جانبنا نقيم بعض المناسبات الثقافية او فعاليات المجتمع المدني والسيمينارات التي تدفع البعض منهم للسؤال عن الكتاب والبحث عن الكتب حسب رغبة الرواد واتجاهاتهم. ولابد ان يكون للمدارس ومكتبات المدارس الاولوية التربوية في تشجيع الطلاب منذ المراحل الاولى حتى يصلوا الى الكليات وتكليفهم بمواضيع تتطلب مراجعه المكتبات لكي ينهلوا منها ومن مصادرها.
* صاحب مكتبة في السليمانية اوضح لموقع PUKmedia: كلنا يعرف جيدا ان التغير الذي حصل في العراق بعد عام 2003 و ظهرت معه معالم التكنلوجيا الحديثة والاتصال الجماهيري المربوطة بنظام الكابل الضوئي والاقمار الصناعية مثل الستلايت والانترنت والموبايل وغيرها من هذه الوسائل حيث كان العراق والعراقيين يفتقدون اليها.. فأصبح شبابنا ومع الاسف الشديد مرتبطا ارتباطا روحيا بها واصبح لدينا مدمننين اكثر من المدمنين على التدخين! حيث يقضي الشباب معظم اوقاته امام شاشات الكومبيوتر والانترنت ولايشعر حت بالزمن الذي يمر به .. فتسبب في خلق فجوة كبيرة بينه وبين القراءة والمطالعه في المكتبات بالدرجة الاولى، وهكذا بدانا نشعر بابتعادنا حتى نحن عن القراءة.
* محمد رؤوف طالب جامعي يعبر لموقع PUKmedia: ان الطلبة الجامعيين اليوم مشغولين اكثر من الاخرين بتقديم البحوث والدراسات المتعلقة بتخصصاتهم والاهتمام بالبحوث والدراسات الخاصة بهم وقد تكون واحدة من تلك الاسباب التي يعزف الكثير منهم عن القراءة والمطالعة العامة وليست الدراسية ومنها فقط .. وهنا لابد من التاكيد على من يضع المناهج الدراسية من المراحل الابتدائية حتى الكليات بان يضع في حساباته موضوع المكتبة المدرسية ومطالعه الكتب وان المكتبة المدرسية ومع الاسف الشديد تسير الى الخلف ونرى ان الطلبة كانوا يجمعون كتبا للمكتبة وتصبح صرحا علميا على عكس ما نرى اليوم من اهمال، كما ان هناك توجه لقراءة كتب وقصص ليس لها مردود فكري وعلمي ويقع على الدولة الاهتمام بالمكتبات ودعمها بشتى الاتجاهات.
* الدكتور امجد حميد عبد الله اكد لموقع PUKmedia: الكل متهم بالعزوف عن القراءة لاننا منشغلين تماما بالانترنت الذي اصبح الشغل الشاغل للناس وخاصة خدمات التواصل الاجتماعي الفيس بوك وغيرها من تكنولوجيا الاتصالات، كما وان عزوف الشباب عن القراءة بسبب عدم تنوع الكتب ايضا اذ كانت المكتبات في فترة السبعينات كتب متنوعة من سياسية واقتصادية وفنية ودينية وروائية، اما الان فالكتب ذو نمط واحد فضلا عن غلاء الكتاب في المكتبة، او حتى الكتاب الذي يباع على الارصفة اضافة الى وجود سبب رئيسي هو ان الشاب عاطل عن العمل يحب القراءة لكن غلاء الكتب يجعله نافرا له فان سعر الرواية البسيطة باكثر من 20 الف دينار،  فهل يعقل يترك عائلته باحتياجاتهم ومعيشتهم ويشتري كتب ؟ هذا لايمكن فمتى ماتوفرت له الوظيفه يذهب لشراء الكتب وقرائتها.

PUKmedia  خالـد النجــار/ السليمانية

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket