المقاتلات الكورديات يحاربن من أجل الحرية والمساواة

نساء‌‌ 05:38 PM - 2014-12-16
مقاتلة كوردية في مدينة سري كانيه

مقاتلة كوردية في مدينة سري كانيه

كل ليلة وقبل أن تأوي أرين ذات السبعة والعشرين عاما إلى فراشها تعلق مسدسها نصف الآلي وهو روسي الصنع من نوع ماكاروف على شماعة للمعاطف مصنوعة من الصلب بجوار مدخل شقتها ذات الغرفة الواحدة في مدينة صغيرة متربة على الحدود السورية مع العراق.
حصلت أرين على المسدس مكافأة لها على ما حققته من نجاح على الخط الأمامي في المعركة التي دارت لحماية المناطق الكوردية.
لكن شتان بين حياتها هذه وحياتها قبل عام عندما كانت تعمل ممرضة في مدينة كولونيا الألمانية.
وقالت أرين مستخدمة اسمها الحركي فقط لرويترز في المربع السكني شبه المهجور الذي تعيش فيه في تل كوجر بغربي كوردستان، "هذه حرب دموية."
وأضافت: "لكن علينا خوضها. فلا بد أن نحمي نساءنا وأطفالنا وإلا فلن يدافع عنا أحد."
وأرين واحدة من ألوف الشابات الكورديات اللائي حملن السلاح في العامين الأخيرين، وتشير التقديرات إلى أن حوالي 7500 إمرأة انضمت إلى وحدة الحماية النسائية التي تشكلت العام 2012 كجزء من وحدات حماية الشعب.
وهدف المتطوعات هو محاربة أي جماعة تهدد المناطق الكوردية المأهولة بالسكان في غربي كوردستان وقد تولت وحدات حماية الشعب السيطرة على جزء كبير من من المناطق التي يشكل الكورد أغلبية فيها.
ورغم أن وجود النساء أمر شائع في صفوف القوات الكوردية فإن تشكيل وحدة نسائية فقط أمر غير معتاد في العالم الإسلامي.
وقالت واحدة من النساء الست الأخريات اللاتي تقمن في نفس الشقة الصغيرة مع أرين: "نريد أن نكون قدوة للشرق الأوسط والغرب. فنحن نريد المساواة بين الجنسين للجميع."
وسئلت المجموعة عن أسمائها الحقيقية الكاملة فامتنعن عن ذكر الأسماء وفضلن أن تعرف كل منهن باسمها الحركي.
وقال ديفيد فيليبس مدير برنامج دعم السلام والحقوق بمعهد دراسة حقوق الانسان التابع لجامعة كولومبيا في نيويورك: إن هؤلاء النسوة لهن أثرهن الواضح.
وأضاف: "هن من أشرس المقاتلات وأكثرهن فاعلية. وكثيرات منهن أرامل تحفزهن دوافع قوية في ساحة القتال جراء خسارتهن الشخصية."
قالت أرين التي ولدت في ألمانيا ونشأت فيها إنها حصلت على المسدس مكافأة لها بعد أن قتلت 20 ارهابياً من تنظيم داعش واشتهرت بين زميلاتها بأنها من أخطر القناصة في المجموعة.
ولدت أرين في كولونيا لأبوين كورديين وتخرجت من مدرسة للتمريض وكانت تعمل في ألمانيا عندما بدأ الصراع في سوريا وظهرت الحركة المؤيدة للديمقراطية ثم تطورت فيما بعد إلى انتفاضة مسلحة أشعلت المواجهات في المنطقة.
وقالت أرين وهي ترتدي زيا مموها باللون الأخضر الداكن: "كنت أحيا حياة طيبة. وأحببت الحياة هناك." لكنها أضافت أنها اضطرت للتطوع مع توارد الأنباء وتطورها من سيء لأسوأ.
وقالت: "أذكر أنني كنت أشاهد التلفزيون عندما شاهدت نساء وأطفالا ذبحتهم داعش ولم أقدر على تحمل ذلك".
في العام الماضي سافرت أرين إلى سوريا للانضمام إلى وحدة الحماية النسائية والآن أصبحت ترأس وحدتها التي كان بها في الأصل 20 إمرأة أغلبهن من سوريا وتركيا. واليوم لم يبق منهن على قيد الحياة سوى سبع نساء.
وعندما تتوقف النسوة السبعة عن القتال فهن يحاولن تجنب الحديث عن الحرب. فيطبخن ويضحكن وكأنهن يعشن حياة عادية لكن حياتهن أبعد ما تكون عن العادية.
ولم تتحدث أرين مع والديها منذ غادرت ألمانيا. وقالت أرين: "لا أتصل بهما. فهذا أفضل." وأضافت، أنها قد تتصل بهما ذات يوم عندما تنتهي الحرب "فحياتي مع هذه النساء الشجاعات. هن أسرتي."
وولاؤها لرفيقاتها في القتال سمة تجمع كل أعضاء وحدة الحماية النسائية اللاتي يباهين بأنهن يعشن بميثاق شرف وبالأخلاق والعدل وتخاطب كل منهن الأخرى بلقب كوردي معناه الرفيق أو الصديق.
وجدول أعمال وحدة أرين مزدحم على الدوام ويبدأ بالافطار الساعة الثامنة صباحا كل يوم والاجتماعات الاستراتيجية.
فرشت المقاتلة نيسان ذات الاربعة والعشرين عاما مفرش مائدة مصنوع من البلاستيك رمادي اللون على الارض. كانت نيسان قد فقدت أحد أصابعها في مدينة ربيعة العراقية المتاخمة لتل كوجر في أغسطس اب الماضي.
ودخلت القناصة رانجين بالإفطار الذي يتكون من البندورة (الطماطم) والزيتون وجبن الماعز وخبز منزلي.
وبعد الإفطار رن جرس الهاتف.
صدرت الأوامر وجذبت ثلاثة من النسوة معدات القتال استعدادا للانطلاق بسيارة تنتظرهن في الخارج لنقلهن إلى بلدة جيزة القريبة من مدينة كوباني وتعد من أعنف نقاط الاشتباك في الحرب.
قالت أرين وهي تغلق الباب خلفها "ذاهبون لمحاربة داعش. انتبهن لأنفسكن."

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket