كوباني.. 90 يوماً من المقاومة البطولية

تقاریر‌‌ 05:43 PM - 2014-12-14
 كوباني.. 90 يوماً من المقاومة البطولية

كوباني.. 90 يوماً من المقاومة البطولية

دخلت مقاومة كوباني بوجه هجمات مجاميع داعش الارهابية، التاريخ من أوسع أبوابها بعدما تركت خلفها 3 أشهر حافلة بالمقاومة ودخلت شهرها الرابع لتؤكد أن مقاومة كوباني التي تقاتل الإرهاب بدلاً من الإنسانية جمعاء خالدة في التاريخ أبداً، حيث قتل في الـ3 أشهر الماضية من المقاومة 2951 ارهابياً وتم تدمير 14 دبابة و88 عربة للمرتزقة، فيما استشهد 248 مقاتلاً ومقاتلة من وحدات حماية الشعب والمرأة و15 مقاتلاً من قوات غرفة عمليات بركان الفرات، ومنتسب في الآسايش.
ومع مرور 3 أشهر على مقاومة كوباني بوجه مجاميع داعش الارهابية التي سيطرت مؤخراً على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، استطاعت وحدات الحماية أن تستلم زمام المبادرة وأن توجه ضرابات موجعة للارهابيين، فبدأت بالتقدم داخل مدينة كوباني وطرد الارهابيين من شوارعها شيئاً فشيئاً وتنفيذ عمليات نوعية ضدها خارج مدينة كوباني، لتلقن العالم درساً في المقاومة وتؤكد أن إرادة الشعب الكوردي لايمكن قهرها بالحصار والهجمات، ولتصبح رمزاً للوحدة الكوردية.

كيف بدأت أولى الهجمات على كوباني؟
بدأت أولى الهجمات على مقاطعة كوباني في 18 تموز 2013 بعد ان دخلت 4 عربات محملة بالأسلحة من معبر تل أبيض الحدودي لارهابيي داعش، وبعد ذلك بيوم بدأت الهجمات في الجهة الشرقية من المدينة واستمرت هذه الهجمات حتى الـ 8 من آذار/مارس 2014، عندما تعرضت كوباني لهجوم عنيف من قبل ارهابيي داعش بعد اجتماع لممثلي المجموعات الارهابية، حيث انسحب مجاميع داعش الارهابية من محيط اللاذقية وادلب بعد الاجتماع وتوجهت إلى محيط كوباني وتمركزت في مناطق غربي وجنوبي كوباني، بدأت بشن الهجمات على كوباني.

احتلال الموصل وهجمات من 3 جهات في شهر تموز
بعد احتلال ارهابيي داعش لمدينة الموصل في حزيران الماضي وعدداً من المناطق السورية وجهت اسلحتها باتجاه كوباني وهاجمت المجاميع الارهابية غربي كوباني في الثاني من تموز/يوليو، وفي 6 تموز هاجمت جنوبي المدينة، وفي اليوم التالي 7 تموز هاجمت جنوب شرقي كوباني. وفي نفس اليوم هاجمت شرقي كوباني.
وخلال شهر تموز قتل في هجمات الارهابيين على مدينة كوباني 685 ارهابياً كما تم تدمير 6 دبابات لهم و17 سيارة بينها سيارات محملة بسلاح دوشكا وتدمير دراجتين ناريتين و11 مركزاً للارهابيين وهم موجودين فيها. بالإضافة إلى إصابة دبابتين و5 سيارات.
إفشال الهجمات على قضاء شنكال، جزعة وربيعة في شهر آب والهجوم مجدداً على كوباني
ومن ثم حشدت داعش جميع ارهابييها في العراق وسوريا وأسلحتها الثقيلة التي حصلت عليها في سوريا والعراق وتوجهت بهم الى مدينة كوباني، وبدأت في 15 أيلول/سبتمبر بهجمات جديدة على كوباني وتعتبر هي الأعنف منذ بدء الهجمات على المدينة في 19 تموز 2013.
وهاجمت المجاميع الارهابية في ليلة الـ 15 من أيلول على حين غرة مدينة كوباني من الجهات الثلاث الشرق، الغرب والجنوب، مستعملة العشرات من الدبابات، قطع المدفعية وقنابر الهاون والعديد من الأسلحة الثقيلة.
هذه الهجمات التي بدأت على عشرات القرى دفعة واحدة في الجبهة الواحدة، كانت المجاميع الارهابية تريد من خلالها الانتقام من الشعب الذي صمد بوجه هجماتها على مدى 15 شهراً متواصلاً رغم الحصار الذي فرضته عليه من جميع النواحي دون أن تكون قادرة على كسر إرادته.
وأثناء هجماتها على القرى قتلت مجاميع داعش الارهابية العديد من المواطنين الكورد بينهم أطفال ونساء واختطفت المئات منهم لايعرف مصيرهم حتى الآن.

إخلاء القرى حفاظاً على حياة المدنيين
وحفاظاً على حياة المدنيين ومنع ارتكاب مجازر بحقهم بدأت وحدات حماية الشعب وإدارة مدينة كوباني بإجلاء المدنيين من القرى التي كانت تتعرض لقصف الارهابيين، وبعد مرور أسبوع تم تفريغ 100 قرية من سكانها ونقلهم إلى مركز المدينة، ولكن الارهابيين استمروا في هجماتهم حتى وصلوا إلى مركز المدينة وبدأوا باستهداف منازل المدنيين. لينزح عشرات الآلاف من الأهالي باتجاه اقليم كوردستان وشمالي كوردستان.

مقاطعات غربي كوردستان تستنفر من أجل كوباني
وفي يوم 18 أيلول أعلن المجلسان التنفيذيان للإدارة الذاتية في مقاطعتي الجزيرة وعفرين عن استنفار جميع أجهزة المقاطعتين العسكرية والخدمية والاقتصادية، ووضع جميع طاقاتها المادية والمعنوية واللوجستية في خدمة كوباني من أجل التصدي لارهابيي داعش.

أبناء شمالي كورستان يشكلون سلاسل بشرية على حدود كوباني
ولم يتأخر أبناء شمالي كوردستان في تلبية نداء كوباني، وتوجه الآلاف إلى المعبر الحدودي الفاصل بين برسوس وكوباني في 18 أيلول، ليبدأ بعد ذلك تدفق الآلاف من أبناء المدن إلى الحدود، ونفذوا اعتصامات ونصبوا خيم وظلوا يناوبون على الحدود، حيث مايزال الاعتصام مستمراً حتى الآن رغم مضايقات الجيش والشرطة التركية لهم وإفراغها لعدد من القرى الكوردية على الحدود ومنع تجمع المواطنين فيها.
ولم يتوقف دعم أبناء شمال كوردستان على الاعتصامات فقط بل خرج عشرات الآلاف في الأيام التالية إلى الشوارع في المدن وأشعلوا انتفاضة كبرى في عموم مدن شمالي كوردستان فجعلوا من كل مكان كوباني أخرى.
كما خرج آبناء الشعب الكوردي والجالية الكوردية في مختلف الدول الأوربية إلى الشوارع دعماً لمقاومة كوباني.
وهذه الانتفاضات جعلت جميع العالم يقف على قدميه من أجل كوباني وإعلان الاول من تشرين الثاني كيوم عالمي للتضامن مع كوباني.

قوات البيشمركة في كوباني
وفي يوم 11/10/2014، صادق برلمان كوردستان على قرار ارسال قوات من البيشمركة الى مدينة كوباني بغربي كوردستان.
جاء ذلك خلال جلسة استثنائية لبرلمان كوردستان في العاصمة أربيل، دعما ومساندة لوحدات الحماية الشعب ووحدات حماية المرأة في مواجهة تنظيم داعش الارهابي واحباط محاولاته في السيطرة على مدينة كوباني.
وفي يوم 28/10/2014، توجهت قوة من البيشمركة، الى مدينة كوباني لدعم ومساندة وحدات حماية الشعب في حربها ضد تنظيم داعش الارهابي. وانطلقت من مطار أربيل متوجهة الى مطار سلوبي في تركيا، ومن هناك توجهت القوة الى مدينة كوباني. وكان لوصول قوات البيشمركة تأثير كبير على تغيير موازين القوى داخل مدينة كوباني، حيث ساندت قوات البيشمركة باسلحتها الثقيلة وحدات حماية الشعب في معاركها ضد ارهابيي داعش.
وباشرت قوات البيشمركة، فور وصولها الى مدينة كوباني بمساندة مقاتلي وحدات حماية الشعب، عن طريق قصف اوكار تنظيم داعش الارهابي بقنابر الهاون والاسلحة الثقيلة.
من جانبه، اوضح قائد في قوات البيشمركة بكوباني، انه تم قطع الامدادات عن تنظيم داعش الارهابي وتكبيده خسائر كبيرة، فيما وصف الاوضاع في المدينة بالجيدة.
وقال القائد: هناك تنسيق كبير بيننا وبين مقاتلي وحدات حماية الشعب في مواجهة ارهابيي تنظيم داعش في مدينة كوباني، مبينا: أن قوات البيشمركة تمكنت عبر أسلحتها الثقيلة من الحاق خسائر كبيرة بتنظيم داعش الارهابي.
واضاف القائد: أوضاع قواتنا جيدة في كوباني، ومعنوياتنا عالية، ونلعب دوراً مهماً في المعركة، ولدينا تنسيق قوي مع وحدات حماية الشعب والقوى الأخرى المدافعة عن كوباني، لافتا الى أن قوات البيشمركة شاركت في المعارك الجارية في كوباني عن طريق أسلحتها الثقيلة وقصف مواقع تنظيم داعش الارهابي بالمدفعية قصفا مكثفا، وتمكنت من ألحاق خسائر كبيرة بالمجاميع الارهابية.

مقاومة كوباني تغير السياسات العالمية
في بداية الهجمات على كوباني ظلت القوى العالمية صامتة حيال الهجمات، ولكن مقاومة كوباني اجبرتهم على تغيير سياساتهم حتى وإن لم تكن استراتيجية، حيث طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 7 تشرين الأول القوى العالمية التي تمتلك الامكانات بالتدخل العاجل والتحرك السريع من أجل كوباني، أتبعه مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بحديث لبي بي سي قال فيه: إن المجتمع الدولي لن يسمح بسقوط مدينة كوباني بأيدي ارهابيي داعش.
وقالت كاترين آشتون الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي في بيان باسم الاتحاد الأوروبي حول أوضاع كوباني يوم 11 تشرين الأول: "إن أهالي كوباني أظهروا للعام مدى إصرارهم على حماية قيمهم وحقوقهم الأساسية"، وطالبت الاتحاد الأوروبي وتركيا بالتعاون مع حلفائهم الإقليميين والدوليين للحد من خطر داعش. كما طالبت فرنسا من تركيا فتح ممر إنساني من أجل كوباني، لتتوالى بعد ذلك التصريحات المؤيدة والداعمة لكوباني في تصديها لارهابيي داعش.

مقاومة كوباني تخلق الأرضية للوحدة الكوردية
غيرت مقاومة كوباني جميع الموازين وخلقت الأرضية للوحدة الكوردية، فعقدت في الفترة ما بين 14 – 22 تشرين الأول الماضي اجتماعات بين وفد من حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكوردي في مدينة دهوك في اقليم كوردستان، تقرر فيه تشكيل مرجعية كوردية مهمتها رسم الاستراتيجيات العامة للكورد وتجسيد الموقف الكوردي الموحد في جميع المجالات المتعلقة بالشعب الكوردي في غربي كوردستان، على أن تتشكل هذه المرجعية من حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكوردي والأحزاب الأخرى خارج إطار الطرفين.
واجتمع الطرفان في مدينة قامشلو في الـ 11 من الشهر الجاري وقررا في اجتماعهما فتح باب الترشح أمام جميع القوى، التنظيمات والأفراد لتشكيل المرجعية السياسية، حيث ستجرى الانتخابات في الـ 16 من الشهر الجاري لاستكمال المقاعد الـ 6 المتبقية من أصل 30 مقعداً في المرجعية يشارك فيه الطرفان بـ 24 مقعداً مناصفة.
كما تقرر في اجتماع دهوك الشراكة الفعلية في مجال الإدارة الذاتية الديمقراطية في غربي كوردستان، وتم تأكيد أن واجب الحماية والدفاع عن غربي كوردستان مهمة تقع على عاتق أبنائها، وقدر الاجتماع عالياً الامكانيات الدفاعية والتضحيات الكبيرة التي قدمتها وحدات حماية الشعب.
واتفاق أطراف غربي كوردستان في دهوك يؤسس الأرضية لوحدة الصف والعمل المشترك، وكذلك يمهد السبيل من أجل الوحدة الوطنية الكوردية وعقد المؤتمر الوطني الكوردي.

ثلاثة أشهر من المقاومة: تقدم في الجبهات ومقتل 2951 مرتزقاً وتدمير 14 دبابة
على الرغم من أن الجميع قال إن كوباني ستسقط خلال يومين من الهجمات إلا أن وحدات حماية الشعب أثبتت عكس ذلك بتصديها لهجمات الارهابيين على مدى 3 أشهر متواصلة واستطاعت خلالها استلام زمام المبادرة وتوجيه ضربات موجعة للارهابيين والبدء بطردهم من النقاط داخل مدينة كوباني.
وعلى مدى 3 أشهر متواصلة من المقاومة التاريخية منذ 15 أيلول وحتى الآن، قتل 2951 ارهابياً من داعش بينهم 4 أمراء هم جند الله، اسد الله الشيشاني، أبو علي العسكري وأبو محمد المصري بالإضافة لمسؤول الصحة لدى داعش، وتم تدمير 14 دبابة وإصابة واحدة، تدمير 88 عربة للارهابيين بينها 10 عربات محملة بأسلحة دوشكا، عربة محملة بالذخيرة، 17 عربة محملة بالمتفجرات، تدمير 3 شاحنات محملة بالمتفجرات، 8 أسلحة دوشكا، 3 مدافع هاون، عربتين هامر و23 دراجة نارية بينها 4
واستولت وحدات الحماية على الأسلحة التالية: "170 سلاح كلاشينكوف، 24 سلاح بي كي سي، 32 قاذف آر بي جي، 3 أسلحةM16، 20 منظار، سلاح قناص، قاذف هاون، 21 سلاح شخصي، 3 مسدس، 38 جعب عسكرية، 205 قنبلة يدوية، برنو، بندقية صيد، 11 لغم، سلاحAKC، حزام ناسف، 7 جهاز لاسلكي وكمية كبيرة من الذخيرة والمعدات العسكرية.
واستشهد خلال هذه المقاومة 248 مقاتلاً ومقاتلة من وحدات حماية الشعب والمرأة بينهم 5 مقاتلين نفذوا عملية فدائية في الأسبوع الأخير من شهر أيلول في الجبهة الجنوبية، وكذلك المقاتلة آرين ميركان التي نفذت عملية فدائية في 5 تشرين الأول. كما استشهد 15 مقاتلاً من قوات غرفة عمليات بركان الفرات، ومنتسب من الآسايش.
وسيطرت وحدات الحماية في 12 تشرين الثاني على الطريق الذي تحصل منه المجاميع الارهابية على الإمدادات القادمة من الرقة وتل أبيض والمار في قرية حلنج. كما تقدمت وحدات الحماية في الجبهتين الشرقية والجنوبية داخل المدينة وبدأت بتنفيذ العمليات ضد الارهابيين خارج المدينة.
وفي يوم 29 وبعد تعرض معبر مرشد بنار لهجمات ارهابيي داعش نفذت وحدات الحماية أكبر حملة منذ بدء هجمات الارهابيين على المقاطعة وذلك في الجبهة الجنوبية تم فيها تحرير حي بوطان شرقي.
والمقاومة التي دخلت شهرها الرابع ماتزال مستمرة بتعاون وتنسيق عال بين وحدات حماية العشب والمرأة وقوات البيشمركة.

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket