مصائب قوم عند قوم فوائد.. الإرهاب ينعش تجارة التوابيت والأقمشة السوداء

تقاریر‌‌ 11:59 AM - 2014-11-26
الإرهاب ينعش تجارة التوابيت والأقمشة السوداء

الإرهاب ينعش تجارة التوابيت والأقمشة السوداء

تشهد نجارة التوابيت في العراق إزدهاراً متصاعداً في ظل التوترات الأمنية وعمليات القتل والخطف والتفجيرات الإرهابية المستمرة بشكل شبه يومي تقريباً، فاليوم نجد أغلب أصحاب مهنة صناعة الاثاث المنزلي قد تحول إلى صناعة التوابيت بسبب الإقبال المتزايد عليها مما أدى إلى إرتفاع سعر التابوت الواحد حسب نوعية الخشب المستخدم في نجارته، بالإضافة إلى إرتفاع أسعار الاقمشة السوداء التي تستخدم كلافتات للنعي وبالتالي تزايدت مهنة الخطاطين هذه الفترة وإزدهر عملهم بعد أن كاد عمل الخطاط آيلاً إلى الركود إثر التقدم التكنولوجي الذي نشهده في الوقت الحاضر.
السيد باقر (نجار) يقول لـ PUKmedia، أن: "سابقا كان سعر البلوك للمتر الواحد من الخشب 15 إلى 20 الف دينار عراقي، اما اليوم اصبح سعره 35 الف دينار ، اصبح عملنا يزدهر في نجارة التوابيت بينما سابقا كانت النجارة تزدهر في نجارة غرف النوم للعرسان لكن اليوم بات اقبال الناس على غرف النوم الجاهزة، فاصبح رزقنا منحصراً على نجارة التوابيت فقط".
ابو علي (صاحب محال لنجارة التوابيت) يقول لـ PUKmedia، أن "التابوت الواحد اصبحت كلفته 60 الف دينار، سابقا كان يوضع داخل المحل بعيداً عن أعين الناس لما يجلبه من حزن وألم، اليوم اصبح شيء طبيعي في الشارع خاصة في شارع العلاوي جميع محال النجارة تحولت إلى نجارة التوابيت، إشتقت كثيراً لنجارة الغرف والأثاث المنزلي لكن العوائل تتجه الآن لشراء الأثاث الجاهز فضلاً عن النجارة، بعد حرب العراقية الايرانية تزايدت صناعة التوابيت نتيجة شهداء الحرب، بعدها أضمرت قليلاً نجارة التوابيت واصبحت المساجد والحسينيات تقتني عدد من التوابيت (للثواب)، لكن خلال الـ 5 سنوات الماضية شهد العراق حركة كبيرة لسوق صناعة التوابيت، بالرغم الاستفادة من نجارة التوابيت لكن بنتابنا شعور مؤلم عند زيادة الطلب على عليها لما نفقده من أحبابنا وأهلنا في ظل التوترات الامنية وشتى أساليب الإرهاب التي تعصف بالبلاد التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين وغير المدنيين على حد سواء".
ابو جعفر ( صاحب محال لبيع الاقمشة ) يقول لـ PUKmedia، أن "تدهور الأوضاع الأمنية وإرتفاع أعداد الشهداء أدى إلى إقبال الناس إلى تجارة الاقمشة والملابس السوداء وازدهار صناعة التوابيت حيث إشتهرت بغداد بصناعة التوابيت وإنتشرت انتشاراً واسعاً من قبل معامل النجارة المتخصصة بصناعتها بعد ان اصبحت سلعة مطلوبة الامر الذي ادى الى ارتفاع اسعار شرائها ليبلغ 60 الف دينار بعد ان كان 40 الف دينار".
الساحة القريبة من معهد الطب العدلي في بغداد، التي تستقبل زواراً كُثر يأتون لتسلم جثث موتاهم الذين يقتلون لاسباب غامضة، إلى سوق للمتاجرة بالتوابيت، اذ يلاحظ قيام بعض المواطنين قرب المعهد بتأجير التوابيت الى الذين يتسلمون موتاهم من المعهد، ما يعني تغيير جذري في قيم وتقاليد المجتمع العراقي، حيث أصبحت هذه تجارة مربحة يستغلها بعضهم لتحقيق مكسب مادي على حساب الناس المفجوعين بقتل ذويهم بعد ما كانت سبيلاً يريد من يقوم به كسب الثواب والاجر من دون اي مردود مادي.
وقال عمر (صاحب محل ملابس) لـ PUKmedia، ان "الاقمشة والملابس السوداء تجد الان رواجاً كبيراً، نتيجة إستخدامها لفترة الحداد، وكذلك للافتات النعي للإعلان عن مجالس العزاء، كان سعر المتر للقماش الاسود 6000 دينار اليوم ارتفع سعره الى 10 الاف دينار، بسبب اقبال الناس عليه، هذه فرصة يستغلها التجار بسبب الركود الذي يحصل في الآونة الأخيرة واصبح هناك متجارة في بيع التوابيت والمزايدة عليها، حيث نرى قرب الطب العدلي مزايدات على التوابيت تتراوح سعر الى 100 الف بينما هو سعره في المحال العادية 60 الف للتابوت الواحد لكن هم يستغلون هذا الشيء عند خروج الاهالي من الطب العدلي ومعهم ذويهم وهم بأسوء حالتهم ويضطرون لشراء التابوت ولنقل فقيدهم إلى مثواه الأخير".

PUKmedia شيماء طالباني / بغداد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket