كمال فؤاد داعية كبير لحقوق كردستان

الاراء 02:28 PM - 2014-11-19
حسين فوزي

حسين فوزي

مما لا خلاف عليه ان الاتحاد الوطني الكردستاني "جمع" نخبة من مفكري اليسار الديمقراطي، كان واحداً من ابرزهم الراحل د. كمال فؤاد.
وفي توثيق قيم للمسات الفقيد، اشر الكاتب المفكر فريد اسسرد في مؤلفه "اتجاهات السياسة الكردية بعد الحرب العالمية الثانية"، كيف كان كمال فؤاد حاسماً في "كونفرنس الحزب الشيوعي العراقي المنعقد عام 1956" في فضحه عدم الألتزام بالفكر الماركسي من خلال الدعوة إلى الحكم الذاتي لكردستان.
كان كمال فؤاد واحداً من خمسة أكراد شاركوا في الاجتماع الموسع للحزب الشيوعي في ضاحية تل محمد، بجانب الحيدريين صالح وجمال، وحكمان فارس، وكاكاي فلاح. كان اصغرهم سناً، 24عاماً، لكنه كان الأجرأ في طرح القضية القومية، فألح على ضرورة أن "المسالة القومية مسالة مهمة لا يجب اهمالها، وإن حق تقرير مصير الأكراد يجب أن يقر بوضوح وبدون لبس أو ابهام." وعدَّ فؤاد موقف الحزب الشيوعي العراقي حينها متسماً بالتهاون إزاء التزاماته الأممية، باطروحة الحكم الذاتي المتمثل في حكم ذاتي إقليمي محدود بدون النظر إلى الأمة الكردية.
وفرض كمال فؤاد على الكونفرس تمديد عمله يومين إضافيين، وتدخل امين عام الحزب الشيوعي حينها سلام عادل بلباقة، كما ينقل الأستاذ اسسرد، فاشار إلى ان القضايا الفكرية المبدأية لا تحل بالتصويت بين اغلبية واقلية، وتم تكليف فؤاد وعامر عبد الله بالتوصل إلى صيغة لرؤية المسألة، تبلورت في تقرير خاص جاء فيه "إن الشعب الكردي في العراق هو جزء لا يتجزأ من الأمة الكردية في جميع اجزاء كردستان التي مزقها الأستعمار.." و"إن الأستقلال الذاتي وفق اتحاد اختياري كفاحي اخوي، تدبير موقوت بظروفه، تقتضيه مصلحة الشعبين العربي والكردي، وبصورة جلية مصلحة الشعب الكردي نفسه، وهو بهذا المعنى ليس حلاً نهائياً للمسالة القومية الكردية، ولا يمكن ان يكون بديلاً عن حق تقرير المصير للامة الكردية."
إن هذا الشموخ الفكري، هو سبب رئيس من الأسباب التي تزج بالراحل كمال فؤاد في تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة العم المعلم جلال طالباني في التصدي لمؤامرة خنق إرادة شعب كردستان بعد اتفاقية الجزائر 1975.
لكن هذا العمق الفكري في الإيمان الواضح لـ "كمال فؤاد" وبقية رفاقه المؤسسين لـ"يكتي" لم يقدهم إلى تجاهل قيمة التضامن والأخوة الكفاحيين للعرب والكرد وبقية أطياف كردستان والعراق،  متمسكين بالأخوة العربية الكردستانية طريقاً للتحرير من قبضة الشمولية وبناء العراق الجديد.
وهذا النهج المبدأي وحده يشد جماهير كردستان إلى الاتحاد الوطني الكردستاني، النهج الذي جسده في مسيرته السياسية الناصعة مام جلال وبقية قيادات الاتحاد الوطني..
وهذا النهج وحده يفسر التقييم الكبير الذي يكنه مام جلال لرفيق دربه "كمال فؤاد"، وان يقول بشانه د. فؤاد معصوم إن "كمال فؤاد واحد من كبار المفكرين الكرد في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني."

حسين فوزي
PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket