الكرد شركاء الولايات المتحدة الرئيسيون في العراق وسوريا

الاراء 11:20 AM - 2014-11-19
الكرد شركاء الولايات المتحدة الرئيسيون في العراق وسوريا

الكرد شركاء الولايات المتحدة الرئيسيون في العراق وسوريا

أتيحت لي الفرصة  في الأسبوع الماضي لإجراء محادثة وجها لوجه مع ريتشارد هاس،رئيس مجلس العلاقات الخارجية (CFR)،احدى مؤسسات الفكر والرأي الأكثر رسوخا في الولايات المتحدة. وكان في اسطنبول لنشر الطبعة التركية لكتابه الأخير "السياسة الخارجية تبدأ في الوطن ."

هاس هو واحد من أبرز المفكرين وصناع السياسة في الولايات المتحدة،بعد أن نسق  سياسات  واشنطن حول  العراق وأفغانستان في الأوقات الحرجة. وكان مستشارا مقربا من وزير الخارجية كولن باول خلال حربي العراق وأفغانستان،والمساعد الخاص للرئيس الامريكي جورج بوش خلال حرب الخليج،وكذلك المبعوث الخاص لعملية السلام في إيرلندا الشمالية.

 ما هو الوضع الحالي للعلاقات التركية الامريكية؟ يعتقد هاس  ان العلاقة "ليست جيدة"،وتمر بمرحلة صعبة جدا. "نحن تقنيا وقانونيا لا نزال حلفاء،ولكن استراتيجيا نحن لسنا على نفس الصفحة. و لدينا اختلافات حقيقية في كيفية تقييم الوضع وما ينبغي القيام به."

وقد أكد هاس أن الأولوية الاستراتيجية للولايات المتحدة في العراق وسوريا هي اضعاف تنظيم  الدولة الإسلامية في العراق والشام  ومن ثم تأتي الأهداف الأخرى مثل اسقاط الرئيس بشار الأسد: "لكن تركيا لا تشارك هذه الأولويات ولديها  بديل عنها" ووفقا له،لم تكن الولايات المتحدة قادرة على إقناع تركيا وحلفائها في المنطقة لوضع القوات على الأرض. على هذا النحو،فقد أصبح الكرد والعشائر السنية الحليف الوحيد  لهم على أرض الواقع. "لا يمكنك هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية  من الجو. يمكنك الحاق الضرر بهم فقط. ولذلك تحتاج القوات البرية ".

في تصريحات رئيسية،قال هاس  ان الكرد اليوم كانوا  الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في العراق وسوريا. واعترف بأن تركيا كانت مشغولة مع الكرد من حيث السياق القومي وأن الولايات المتحدة كانت تفرق  بين الكرد في العراق وسوريا كشريك من جهة والوضع داخل تركيا من ناحية أخرى. انه يعرف النتيجة المثالية على النحو التالي: دور كردي عسكري أكبر  في العراق وسوريا وفي نفس الوقت،نهاية الحملة العسكرية الكردية داخل تركيا.

وقال هاس انه يؤيد فكرة وجود " كردستان مصغرة" تتألف من الكرد في العراق وسوريا ولكن مع  الإبقاء على كرد تركيا خارجها. ولكن،هل من الممكن الحفاظ على هذا الهيكل "المصغر"؟ يضيف أن الخيار الآخر الوحيد هو إقامة دولة كردستان مستقلة تماما.

أذا هل تدعم واشنطن " كردستان مصغرة " وفقا لهاس؟في هذه اللحظة الولايات المتحدة تفضل العراق وسوريا كل على حدة،مع حصول  الكرد  على الحكم الذاتي بدلا من الاستقلال. ومع ذلك،قال انه يعتقد ان هذا لم يعد مستقبلا واقعيا وقد اجتزنا  بالفعل هذه النقطة. وأضاف أن هناك استعدادا كبيرا في واشنطن للعمل مباشرة مع الكرد في العراق،من خلال بغداد،وأيضا بشكل متزايد في سوريا.

فهل بدأت الولايات المتحدة بتليين موقفها تجاه الأسد،وهل  بدأت تفكر به كشريك؟ جواب هاس "كان  واضحا وضوح الشمس:" بالتأكيد لا ". وأكد أنها مسألة اولويات وأن التهديد الأكبر الحالي في سوريا بالنسبة للولايات المتحدة هو تنظيم الدولة الإسلامية،وليس الأسد. وأضاف "في السياسة الخارجية تحتاج إلى إعلان أولوياتك والتركيز على ما هو أكثر أهمية وإلحاحا بالنسبة لك".

مستقبل سوريا  لم يعد متعلقا الان بالمعايير الوطنية،كما اقترح هاس  أيضا. "لقد تقسمت  سوريا بالفعل. الأسد أو أي شخص مثله سيحكم المنطقة العلوية،وليس البلد بأكمله. والكرد  سيحصلون على حكم ذاتي كبير. وسيتم الصراع على  المناطق السنية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية  والقبائل المختلفة “. وقد توقع نفس السيناريو في العراق،مع نفوذ لإيران في الجنوب ومعظم بغداد ومنطقة كردية،ومنطقة سنية كونها نقطة صراع.

ماذا عن الجيش السوري الحر (FSA)؟ هاس متشكك. انه يعتقد ان الجيش السوري الحر لن يكون له  دور هادف يلعبه  في المستقبل المنظور. واضاف "اننا ربما قد ضيعنا  فرصة لأننا  لم نفعل اكثر  للمعارضة السورية منذ ثلاث سنوات"،في حين كرر ان  العمل مع الكرد والعشائر السنية هي أفضل استراتيجية على المدى القريب بالنسبة للولايات المتحدة "ليس لديك بديل وطني بعد الان  ولكن بدلا من ذلك بديل  كردي  وسني  وعلوي  إلى الأسد ".

أخيرا وليس آخرا: كيف يمكن للمرء تضييق الفجوة بين تركيا والولايات المتحدة،والتي اسميها  "قطع الاتصال الاستراتيجي"؟ يرى هاس  ان دعم تركيا للكرد كمفتاح تغير قواعد اللعبة بالنسبة للعلاقات الثنائية. ومع ذلك،مهما كان  كبيرا   "عدم التطابق الاستراتيجي" فان  البلدين سيبقيان بالتأكيد على اتصال طوال هذه الفترة من الاضطراب التاريخي. ولكن يبدو أن هذا الاتصال سيكون فقط على المستوى التكتيكي في المستقبل المنظور.

 

فيردا اوزور / صحيفة حرييت ديلي نيوز / ترجمة الاتحاد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket