أين يقف الكرد؟

الاراء 11:13 AM - 2014-11-19
 أين يقف الكرد؟

 أين يقف الكرد؟

يبدو إننا عالقون في مأزق حول الطرق التي يتوجب علينا إتباعها لإدارة  مايسمى بعملية السلام الكردية. ونحن لاتساورنا أي أوهام بشأن أي نتيجة قد تكون مفيدة،حتى في ظل أفضل الظروف.

الدوائر الحكومية،مع المستشارين و"العقلاء" على القمة،هي من تحدد "عملية الحل" - وتتوقع من الجمهور أن يكون مع  الرأي  القائل أن عملية السلام تجري من أجل خير المجتمع،وصدقوا أو لا تصدقوا، انها من أجل النهوض بالقيم الديمقراطية – وأنها تحاول  جمع الكرد والأتراك معا،وتلبية جميع مطالبهم من أجل مجتمع  يعيش في وئام.

ولكن بالنسبة للمراقبين الحريصين فان هذه العملية حتى الان هي مجرد مهزلة.

أنها حيلة لاسترضاء الجماهير،وخاصة الكرد،الذين يتوقعون بصراحة أن ما حققوه سياسيا سوف يسدد لهم  من حيث الحريات والحقوق،على الورق،وإعطائهم الإدارة الذاتية - وهو ليس خيار الأقلية  الكردية  فقط ولكن خيار كامل تركيا،دون أي استثناء.

وقد حولت  التطورات الاخيرة والنقاش  عن "عملية التسوية " الى  قضية فقدت كل مصداقية الخروج بنتيجة.

وقد كان يجب على العملية  ان تقوم أولا بأستشارة  كوكبة من ما يسمى بـ "العقلاء"،وقد تم اختيار البعض منهم من بين الذين إما لديهم خبرة قليلة جدا - أو ذاكرة ضعيفة  - من السنوات الـ 30 من الانتفاضة  الكردية المسلحة،أو من أولئك الذين ولائهم محدود فقط لسلطة الرئيس رجب طيب أردوغان.

 سؤال مشروع  طرحه علي يورتاغوذي الذي  شكك في مقاله الاخير في جدول أعمال "العقلاء" حيث كتب قائلا:

"ما الذي فعله  كل هؤلاء الناس فعلا كل هذه الشهور هل كانوا  على  الطريق الصحيح؟ هل كانوا في حوار عميق  مع بعضهم  البعض ؟وكيف يعقل أن هذه الفئة من الناس المحترمين  جدا  في مناطقهم،وممن يمتلكون المعرفة حول العديد من أبعاد القضايا الكردية -  لم يكتبوا أبدا حتى تقريرا موجزا لمشاركته  مع الجمهور ؟ ولماذا لم يتركوا  أي دليل كتابي خلفهم،شيئا قد  يساعدنا على تحديد ما هو حقا الذي أرادوا اقتراحه في النهاية ؟ أعتقد أن هذا  لم يكن هو الهدف أبدا حقا. ولهذا لم يعد بالإمكان وضع  كلمة "الحكمة" حقا على  الطاولة عندما نتحدث عن الوضع الكردي. لقد تم تخريب كل شيء  والامر هو كما كان من قبل : ليس هناك خارطة طريق،ولا شفافية "كافية"،وليس هناك أي اتفاق واضح حول مكان اتخاذ المزيد من الحوار حول  حالة المفاوضات بين الأطراف،التي من  المفترض أن تمثل شرائح اجتماعية مع النظام الديمقراطي كوجهة نهائية.

كلا الجانبان عالقان. وحزب  العمال الكردستاني وجناحه السياسي حزب الشعب الديمقراطي  الكردستاني (HDP)،تنفد منهما  الذخيرة السياسية  لمواجهة حزب العدالة والتنمية (AKP) كما أنهما غير متأكدان حقا حول ماتم مناقشته والتوصل اليه في الماضي،على مدى عشر ساعات  من اجتماع  مجلس الأمن القومي (MGK). وبسبب المخاوف الشخصية وتوقعات عبد الله أوجلان،تقف الحركة السياسية الكردية متوترة،مرتبكة ومنقسمة حول الخطوات التي يجب اتخاذها بعد ذلك. تأويها عدم الثقة العميقة في الدولة،التي يجري  مرة أخرى  الان تقاسمها من قبل حزب العدالة والتنمية والجيش.

حزب العدالة والتنمية هو أيضا عالق. ويبدو أنه عازم  على كسب الوقت حتى الانتخابات العامة في الربيع المقبل،لكنه  لا يزال خجولا تماما في إعطاء  أي وعود لحزب العمال الكردستاني التي من شأنها أن تهز الحساسيات القومية لحزب العدالة والتنمية. أعمال الشغب المرتبطة بكوباني كدرت الوضع بين  الناخبين الذين يشعرون بالاستياء من التطلعات الكردية،كما انها تضع ضغوطا على رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو على حساسية الحملة السياسية المقبلة للحفاظ على أغلبية الأصوات.

حزب العدالة والتنمية يلعب لعبة خطرة.  ومن الانصاف القول الان بأن "عملية الحل" هي  مجرد  عملية للحفاظ على الأصوات الكردية،لكي يكون قادرا  على الوصول إلى أغلبية المقاعد،بما فيه الكفاية ليكون قادرا على اتخاذ إجراء تعديل دستوري للنظام الرئاسي في الاستفتاء. وحزب العدالة والتنمية يحتاج ما لا يقل عن 330 مقعدا للقيام بذلك. 

إذا تمكن من ذلك،فمن المحتمل جدا أنه  سوف يحصل على التعديل.

السؤال هو ما إذا كان سيحتاج  الى تصويت الكرد. وعند ذلك ستصبح  "عملية الحل " الكردية صعبة .فهل سيقوم الكرد  المبهورون والمخدوعون بوعود  اطلاق سراح اوجلان الغامضة عندها  بتأييد تغيير النظام،دون توافق مجتمعي؟

 

يافوز  بيدر / صحيفة تودي زمان / ترجمة لمى الشمري

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket