اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقيم ندوة تثقيفية

تقاریر‌‌ 03:37 PM - 2014-11-18
 ندوة تثقيفيّة للجنة الدوليّة للصليب الأحمر

ندوة تثقيفيّة للجنة الدوليّة للصليب الأحمر

أقامت اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر في العراق، البعثة الفرعيّة في أربيل مكتب السليمانية، أمس الإثنين، ندوة حواريّة تثقفيّة شاملة لمجموعة من الصحفيين.
حضر الندوة أكثر من عشرين شاباً وشابة من مختلف المؤسسات والجهات الاعلاميّة الحكوميّة والمدنيّة منها بدعوة عامّة من قبل وزارة الثقافة التابعة لحكومة اقليم كوردستان.
بدأت الندوة بترحيب من هوشيار مصطفى مستشار اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، وبعدها قدّمت كارولين كريستن مديرة مكتب فرع السليمانيّة للجنة الدوليّة للصليب الأحمر، كلمة حيث سلّطت الضوء في بدايّة الحديث عن العمل الانساني والمسؤوليّة الاعلاميّة.
طرزت ذلك بشعورها الجيّاش وفرحتها بهذه الندوة وهذه الوجوه التي تسعى لتقديم كلّ ما هو جيّد ومناسب في المجال الاعلامي .
وبعدها ألقى هوشيار مصطفى مستشار الجنة الدوليّة في السليمانية، محاضرة غنيّة جداً بمعلوماته الاعلاميّة وبأسلوبه العذب وقال: "ان العمل الانساني هو واحدة من أهم الأعمال التي يرتقي بها الانسان الى سلم العطاء والانسانيّة، وهو واحد من أهم الأعمال التي أكدت عليه جميع الشرائع والأديان، لذلك على أيّ فرد من أفراد المجتمع أن يقدّم ما يمكن تقديمه لدعم العمل الانساني وخاصّةً الاعلاميين، فهم نور المجتمع وشموع الحاضر والمستقبل وعليهم أن يعملوا على نشر رسائل السلام والتآخي والمحبّة في العالم، ولذلك لأن صار للاعلام دور بارز ومهم في تقريب الشعوب والثقافات المختلفة من بعضها البعض".
وامّا ما يخصّ العمل الصحفي في الحرب قال: "على الصحفي أن تكون له مسؤوليّة أخلاقيّة في الحرب لنشر ما هو مفيد ومنفع لمصلحة ضحايا الحرب"، ومن ثم تكلّم عن موضوع آخر وهو الحدث والكارثة ، فقال : "على الاعلامي أن ينقل الحدث بصورة دقيقة من غير أي رتوش كما هو بدون أيّ اضافة وتضليل كما يحصل في الكثير من الأحيان في بعض الوسائل الاعلاميّة، وأيضاً أن يكون الاعلامي بلا إنتماء في عمله الاعلامي بل أن يكون انتماءه للمصداقيّة في نقل الأحداث، لأنّ الانتماء لشيء آخر غير ذلك سيؤثر على مصداقيّة العمل الاعلامي".
وبعدها انتقل للحديث عن الدور الانساني في الاعلام وبعدها قال: "انّ على الدول أن تسعى لنشر القانون الدولي الانساني"، ومن ثمّ انتقلت الندوة من الكلام عن الاعلام والعمل الانساني في الحربّ الى دور الصليب الأحمر الدولي وبخصوص ذلك قال مصطفى: "اسمحوا لي قليلاً أن أتكلم عن الصليب الأحمر لا لأنني انتمي إليه، بل لأننا نحن مؤسسة انسانيّة نختلف عن أغلب و الكثير من المؤسسات في هذا المجال".
وقال: "هناك الكثير من المؤسسات التي تشبهنا في العمل والمبادئ لكن ما الذي يميزنا عن باقي المؤسسات؟.. فقال: "ان الصليب الأحمر يعمل على تقليل آلام وأحزان الانسان في مختلف المجتمعات والأماكن بغض النظر عن الانتماء الديني والمذهبي ولكن ما جلعنا نتميز عن باقي المؤسسات والمنظمات وبشكل ٍ كبير هو التفويض الممنوح، و بشكل دقيق للعمل في أوقات وحالات الحرب والنزاع والاقتتال الداخلي".
وبعدها سلّط الضوء على الفرق بين الحرب والاضطرابات الداخلية، حيث في الحرب يتم استخدام السلاح وامّا  الاضطرابات الداخلية  تشمل حالات القلاقل والاستتاب الامني غالبا نتيجة حدوث المظاهرات والاعتصامات داخل البلد.
وبعدها انتقل للحديث عن الأعمال التي قدمتها اللجنة الدولية في العراق وقال: " انّ اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر قدّمت الكثير من الأعمال الانسانيّة منذ اندلاع الحربّ العراقيّة الايرانيّة كحرب دولية علي شاكلة حرب أثيوبيا واريتريا وحرب ما بين بريطانيا وأرجنتين، كما قدمت اللجنة الدولية الكثير في الاضطرابات التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة، ونحن نعمل في 80 دولة على مستوى العالم ومن ضمنها 23 دولة اسلاميّة، وقد بدأ عملنا في العراق منذ عام 1980 وفي كوردستان العراق منذ عام 1991، وعادة ً يكون عملنا في أربعة مجالات مختلفة ما بين تقديم المساعدة والحماية والنشر والاعلام والوقاية، ونحن المؤسسة الوحيّدة في العالم التي اعفيت عامليها من الادلاء بالشهادة من قبل المحكمة الجنائيّة الدوليّة في الاجراءات القضائية التي تتخذها تلك المحكمة ضد منتهكي القانون الدولي الانساني".
وامّا ما يخص المتطوعين والعالمين في الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر فعددهم  حسب مصطفى يزيد عن 97 مليون أي أكثر من عدد سكّان العراق بأربعة مرات تقريباً، وهذا دليل واضح على أنّ هذه الحركة تتميز بمقبوليّة جيّدة وتقديمها الكثير من الأعمال الانسانيّة التي تقدمها في الكثير من دول العالم ، والا لماذا هذا العدد الهائل من العاملين فيها ؟.
وبعدها جاء دور أفين ياسين مسؤولة النشر والاعلام في البعثة الفرعية باربيل وقدّمت محاضرة ثمينّة جدا ً فيما يخصّ (الحفاظ على حياة الاعلاميين في الحرب)، وقالت: "على الصحفي أن يضع لنفسه حدود معينّة أثناء تغطيّة الحدث وان يميز نفسه كي لا يعرض حياته للخطر أثناء ذلك، وأن لا يختار أي حدود في أماكن الحرب قد تعرضه للخطر، وأنّ القانون الدولي ضمن حياة الصحفي أثناء الحرب  كشخص مدني  حسب الاتفاقية الرابعة من اتفاقيات (جنيف) والتي تتضمن أربع اتفاقيات وهي:

أولا: المحافظة على الجريح والمريض على اليابسة
ثانيّاً: المحافظة على الجريح والمريض على الماء
ثالثاً: المحافظة على الأسير
رابعاً: المحافظة على حياة المدنيين

وبعدها تكلّمت بشكل تفصيلي واضح عن الحالات الضروريّة التي يجب على الصحفي أن يلتزم بها كي  يحافظ على نفسه وحياته من أي خطر قد يتعرض له أثناء الحرب  أو الصراع والاضطرابات الداخلية .
ومن ثم ّ بيّنت لنا من خلال احصائيّة عن عدد القتلى من الصحفيين خلال الحربّ ، اذ أنّ أكثر من 71 صحفيّا لقوا حتفهم أثناء الحرب عام 2013 / و38 عام 2012 و 83 عام 2013 وأكثر المناطق الساخنة التي حدثت فيها هذه الأحداث هي سوريا بالمرتبة الأولى .
وبعد نقاش طويل بينها وبين المشاركين تكلمت عن الفرق بين المراسل الحربي والصحفي، عرّفت المراسل الحربي هو الذي يعمل على تغطيّة الحدث في الحرب بين أي دولتين وهو يتبع اوامر الجيش الذي يؤمن له الحماية، اذ ليس من الممكن أن نطلق تسميّة مراسل حربي على أي صحفي وللاسف هناك خلط واضح بين هاتين التسميتين وعدم الفصل بينهما.
والمراسل الحربي يبقى مدنيّاً  حتى ولو غطى الأخبار والمعارك في الحرب بشرط ان لا يشارك في أيّ عمل مسلح في الحرب . ولكن من الطبيعي أن يحصل تعاون بين الصحفي الحربي والقوات المسلحة أثناء تغطيّة الأحداث أي مثل التنقل معهم وما شابه .
وهناك عدّة شارات التي تميز الصحفي وذلك فيما يخصّ وجود كتابة ( press  ) على صدره أو ذراعه والسيارة التي يتواجد بداخلها والتي يستخدمها لتغطيّة الأحداث ، وللمراسل الحربي هويّة تختلف عن هوية الصحفيين العاملين في مجالات مختلفة عنه ،  وكذلك على الصحفي أن ينسق عمله مع الجهة التي يغطي الحرب من خلالها . أي يجب أن يعمل بدقة عاليّة في ذلك حتى لا يجعل من نفسه خبرا ً كان للاخرين كما حصل مع الكثير من الصحفيين .
والنصف الساعة الاخيرة قبل انتهاء الندوة قدّمت السيّدة كريستن الأعمال التي قامت بها اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر في مجال الحماية .
وتبيّن من خلال كلامها أنّ اللجنة زارت العام الماضي أكثر من 40000 سجين في السجون والمعتقلات المختلفة في العراق ، وعن الكثير من الخدمات والمساعدات التي قدمتها اللجنة للناس والمجتمع وكان ذلك بشكل مفصل عن مجمل تلك الأعمال .
وبعدها قدّمت شكرها وامتنانها للمشاركين وأنها سعيدة جدا ً لمشاركتها في هذه الندوة وتمنت أن يتوفق الصحفي في عمله الاعلامي .
والجدير بالذكر أنّ اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر هي احدى المؤسسات الانسانية على مستوى العالم و التي تقدّم المساعدات في عديد من دول العالم وهي منظمة سويسريّة أسسها شخص سويسري الأصل واتخذت من علم دولة سويسرا رمزا لها لكن بعكس اللون  ، أي في علم دولة سويسرا لون الصليب هو أبيض وأرضيّة العلم هي حمراء لكن علم المنظمة على عكس ذلك لون الصليب أحمر وأرضيّة العلم بيضاء .
وتتلقى هذه المنظمة الدعم المالي من 194 دولة التي وقعت اتفاقيّات جنيف وهذه الدول هي التي تمول هذه المؤسسة وكذلك هناك الكثير من المؤسسات التي تقدّم لها الدعم اضافة لبعض مشاهير العالم .


PUKmedia صلاح بابان

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket