كمال فؤاد : وجه قومي ووطني بارز

الاراء 11:29 AM - 2014-11-18
كمال فؤاد : وجه قومي ووطني بارز

كمال فؤاد : وجه قومي ووطني بارز

 لم اكن اعرفه من قبل . وشاءت الظروف ان نلتقي في خريف 1960 في مدينة برلين “ الغربية “ آنذاك . حيث توفر لي ان اشارك في مؤتمر جمعية الطلبة الكرد في اوربا بوصفي رئيسا لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية  . وكان الشخص المحرك والناطق المفوه في الاجتماعات كمال فؤاد الذي كان يمكث آنذاك في المانيا .

كان المؤتمر صرخة جديدة معبرة عن مطامح الكرد وحقهم القومي المشروع في الكيان الخاص . وجمع المؤتمر الوانا مختلفة من الطلبة الكرد من عدة اقطار واتجاهات مختلفة .

كمال فؤاد ، كان أمينا عاما للجمعية . اما رئيسها فكان  المرحوم عصمت شريف من كرد سوريا وكان نائب الرئيس المرحوم د . وريا راوندوزي من كردستان العراق. وكان كمال فؤاد قبل عدة  سنوات قائدا شيوعيا في كردستان ثم من مؤسسي الاتحاد الوطني الكردستاني في اواسط السبعينات .

لم يسعني الحديث في قضايا الساعة آنذاك، الا ان القضية الاهم كانت التجاوب مع المطامح الكردية الملتهبة . وتيسر لي ان اتحدث بشكل خاص مع كمال فؤاد الذي عرف آنذاك بأنه شخصية قومية كردية متميزة ومساهم قديم في الحركة السياسية وقمت بوضعه بصورة الاوضاع في العراق من حيث اتجاهات الحكم ومواقف القوى السياسية في البلاد . ولاحظت انه شديد الحساسية وحادا عما يجري في العراق خاصة وان بوادر الانفجار الداخلي واندلاع الانتفاضة الكردية بدت ظاهرة للعيان . فقلت له : ان التماسك العربي الكردي كان ومايزال ضمانة النصر للحركة الوطنية العراقية.واجابني بشيء من التماسك الواضح بالقول : نحن – اي الكرد – لايمكن ان نؤجل قضايانا مرة اخرى ولابد من اعادة صياغة اجندة الحركة الوطنية في العراق .

لم يكن ممكنا اطالة الحديث معه في موجة الحماس القومي في المؤتمر . واتفقنا على اهمية الاندماج بين الحركة القومية الكردية والقوى العراقية الناهضة آنذاك .

ذهب كمال فؤاد ضحية باردة لمرض شديد ولكنه كان رمزا للتصاعد الوطني والقومي في كردستان واعطى المثل الكبير للجميع بين المصالح القومية الخاصة والوجهة الوطنية للحركة الشعبية في العراق .

ان ذكراه ستبقى طرية في اذهان الخيرين من ابناء كردستان  والعراق .

 

د . مهدي الحافظ 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket