منظمات المجتمع المدني بين الحقيقة والوهم

تقاریر‌‌ 02:10 PM - 2014-11-16
منظمات المجتمع المدني بين الحقيقة والوهم

منظمات المجتمع المدني بين الحقيقة والوهم

يشهد العراق في الآونة الأخيرة إنتشاراً ملحوظاً في عدد منظمات المجتمع المدني، وعلى الرغم من دور تلك المنظمات في معالجة بعض الأزمات والمشاكل بصورة فعلية إلا إنها أقل من كونها عروض مسرحية أمام الإعلام وداعيات للجهة المعنية بعيدة كل البعد عن مصداقية دور منظمات المجتمع المدني وتحول الصورة إلى دراما يقودها مخرج ومؤلف (أي صاحب المنظمة).
أبو عمر ناشط مدني يقول لـ PUKmedia، أن "منظمات المجتمع المدني أصبحت رديئة جداً في واقع الشارع البغدادي خاصة في شارع المتنبي، بسبب عدم الكفاءة وعدم وضع خطط وقاعدة بيانات لها، أي شخص معني يريد أن يروج نفسه بدعايات إعلامية سواء كان مسؤول كبير أم فرد من أفراد المجتمع فيأتي إلى شارع المتنبي لأنه أصبح منبع للدعايات، والإعلام يصور المجتمع بصور الجنة الزاهية للفرد وبعد نفاذ كمية الدعاية والسيولة تنظمر إسم هذا المنظمة وتأتي خلافتها منظمة أخرى وبهذا الشيء يضيع الفرد بين الهتافات واللوحات والبوسترات التي تكلفتها أكثر مما تكلفة الفرد على رعايتة وتوعيته".
زينة الرفيعي إعلامية تقول لـ PUKmedia، أن "منظمات المجتمع المدني كان لها الدور الكبير والمهم في التأثير على  ﺻﯿﺎﻏﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﺴﻨﻮات التي مضت، ھﺬا اﻟﻨﺸﺎط يمثل ﻓﻲ ﺣﻤﻼت الدعوة الناجحة ﺑﺸﺄن ﻗﻀﺎﯾﺎ ﻣﺜﻞ (حظر استخدام اﻷﻟﻐﺎم اﻷرﺿﯿﺔ وإﻟﻐﺎء اﻟﺪﯾﻮن وﺣﻤﺎﯾﺔ اﻟﺒﯿﺌﺔ وكشف حالات الفساد المالي والإداري وقرارات أخرى قيد التشريع)، وان اكبر الحواجز التي تواجه عمل المنظمات هو قلة الدعم المالي وعدم وجود ثقافة مجتمعية للتبرع لها وهناك من يضع بعض المنظمات في خانه الاتهامات، وبدورنا كإعلامين هو إيصال الحقيقة بالشيء المعقول لكن أغلب المؤسسات الإعلامية تفرض علينا أن نضع صورة جيدة للخبر خاصة اذا كان الخبر ممول، وهذا يضعنا في دوامة الصراع بين تصديق الخبر وتكذيبه، نحن نعلم أن أغلبية منظمات المجتمع المدني هي منظمات أوراق على بوسترات فقط ولا تنضم ولا تعمل أي شيء سوى هتافات وشعارات واصوات تتعالي في الشارع، لذا فعلى المنظمات ان تكون ذات كفائة عالية وان تدرس للشباب الذي يقومون بالتوعية وتوزيع الانشطة لان المنظمات لها قاعدة بيانات خاصة ليست فقط للتمويل والترويج".
محمد عبد الرزاق، ناشط مدني، يقول لـ PUKmedia، أن "المجتمع المدني هو الجهة الرقابية لعمل الحكومة والعمل على ديمومة العملية الديمقراطية ويجب أن نرتقي بواقع حقوق الإنسان ونعبر عن تنمية فاعلية، ظهور المنظمات المجتمع المدني في البلد يعطي مؤشرات على تقدم البلد وسير العملية الديمقراطية  بالاتجاه الصحيح، وخلال السنوات الماضية شهد العراق إنجازات لبعض المنظمات من خلال تقديم خدمات للشباب والأرامل والعجزة والعوائل الفقيرة والعوائل العائدة والنازحة وحقوق المرأة وفي مجال التوعية بحقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية والتوعية الانتخابية ومراقبة الانتخابات وهذه الإعمال كان لها الأثر الايجابي، لكن هناك نوعان من المنظمات منهم من يكتفي بتنفيذ المشاريع الممولة من الجهات المانحة ويتوقف نشاطه في هذا الإطار والنوع الثاني من يؤمن بأهدافه ونجده حاضراً في ميدان العمل للمساهمة في بناء المجتمع وتغيير السياسات التي تساهم في تقديم خدمة للمجتمع، أما المزايدات الإعلامية والدعائية هناك الكثير من المنظمات تأخذ مساحات من خلال توظيف الإعلام وتسويق الدعاية والعلاقات مما يجعل المنظمات الحقيقية التي تعمل على ارض الواقع تعيش مرحلة التهميش لكونها تعمل بإستقلالية لتحقيق أهدافها".
علي وهاب، ناشط مدني، يقول لـ PUKmedia، أن "منظمات المجتمع المدني قدمت الكثير للعراق خاصة وأن ذلك جاء مع الانتقال الى دولة ديمقراطية وهذه مهمة صعبة على أية حكومة انتقالية للنهوض الى واقع جديد دون إجراء تأهيل ذهني لهذا المجتمع لكي يستطيع الفرد هضم مفاهيم جديدة للعراق الجديد، ومن يقوم في هذه المهمة غير منظمات المجتمع المدني كونها تمثل جميع الفعاليات رغم قلة تجربتها في هذا الجانب، لكن ما ساعدها هو وجود الدعم الفني واللوجستي والمادي أحياناً من قبل بعض المنظمات الدولية التي دخلت العراق وهذا ساعد الكثير من المنظمات على بناء قدراتها ورفع إمكانياتها وتنمية مهارات أعضائها علما إن هناك البعض من المنظمات التي كان دورها سلبيا ونفعيآ".
وأضاف: أن "هذه الحالة السلبية موجودة في كل المجتمعات الناهضة وبالنتيجة لايصح الا الصحيح.. خاصة وأن المنظمات المجازة حالياً 25 منظمة وهناك منظمات في طور التكييف والتسجيل ومن وجهة نظري 70% منها فاعلة بصورة ممتازة".
كريم الرسام أحد الناشطين في مجال منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، يقول لـ PUKmedia:  "في الحقيقة هذا الكلام غير مبرر وأنه مبني على حديث في عمل ودور المنظمات وهذا لايعني انه لايوجد أخطاء في عمل المنظمات ولكن ما حققته المنظمات وبالرغم من حداثة لتجربة يعتبر جيد ونأمل النجاح لهذا التجربة التي بدأت تقطف ثمارها وبالفعل لنا الأمل بان يكون دور منظمات المجتمع المدني فاعلاً وكبيراً في المسقبل وستستطيع المنظمات بأن تأخذ زمام المبادرة في الكثير من القضايا الوطنية والعربية وهذه القناعة مبنية لعلمنا بوجود طاقات عراقية محبة وفاعلة وقادرة على
التجديد والنجاح إلا ان هناك ضعف في الدور الإعلامي لتوعية والتثقيف العاملين المواطنين بدور منظمات المجتمع المدني، والانتقاء في تسليط الضوء من قبل وسائل الإعلام على  النشاطات التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية، وعدم وجود قاعدة بيانات بجميع منظمات المجتمع المدني تكون متاحة للقنوات الإعلامية لأجل نشر الأنشطة التي تقوم بها المنظمات المدنية".

PUKmedia شيماء طالباني / بغداد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket