في رحيل المناضل البارز كمال فؤاد

الاراء 12:53 PM - 2014-11-16
الدكتور الراحل كمال فؤاد

الدكتور الراحل كمال فؤاد

شهادة كردية سورية

يبرز أسم الدكتور الراحل كمال فؤاد، أسماً لامعاً وساطعاً في الذاكرة الكردية السورية الحية، لما قدمه هذا المناضل الكردي العتيد خلال أكثر من ستين عاماً من نضاله السياسي والثقافي والاعلامي تجاه كرد غرب كردستان سواء في المنافي الأوروبية أو في مدن اقليم كردستان، قبل أن يغادرنا بهدوء تام الى ألمانيا للعلاج الطويل ومن ثم الرحيل الأخير.

رغم أن الدكتور كمال فؤاد كعضو بارز في قيادة الإتحاد الوطني الكردستاني الحليف وأحد الاوئل المنضمين الى صفوف نضال هذا الحزب المتجدد، ناضل في مختلف المراحل بقوة وجبروت تامين، فكان لمراحل نضاله السياسي والدبلوماسي مرحلة نضالية ساخنة بين مدينة القاملشلي الكردية والعاصمة السورية دمشق، لا سيما وأن المناضل الراحل يعد أحد الملتزمين الأوائل بخط ونهج الاتحاد الوطني الكردستاني الى جانب المناضل الكردي السوري عمر شيخموس، فخصص جل حياته من أجل انتزاع حقوق الشعب الكردي المشروعة كسائر شعوب العالم، خاصة وأن الدكتور فؤاد تحمل عناء العمل الصحفي الى جانب العمل السياسي في مختلف المراحل الصعبة، بدءأ من تسنمه مسؤولية جمعية اتحاد طلبة كردستان في عموم أوروبا، وتداخل علاقاته المتشعبة مع الكرد من مختلف أجزاء كردستان، وتحمله مسؤولية أرشفة أولى الصحف الكردية التي صدرت تحت اسم "كردستان"، وتنقله المكثف بين سوريا وكردستان وأوروبا دبوماسياً وسياسياً مخلصاً لقضية عادلة.

بعد انتهاء اجتماع نخبة من السياسيين الكرد في العام 1975 وتحديداً في مقهى "طليطلة" في العاصمة السورية دمشق، ومناقشة مجمل الظروف التي يمر بها الشعب الكردي في العراق، آنذاك، ضمن جلسة تأسيسية، سارع الرئيس مام جلال، أحد المجتمعين، الى تبني ضرورة شرح البيان الجديد للثورة الجديدة ولمفاهيم الحزب الجديد للنخبة والكوادر الوطنيين الكرد المقيمين في عموم أوروبا، فتكللت أولى تلكم اللقاءات مع الدكتور كمال فؤاد الذي لم يتردد في تحمل مسؤولياته ككادر ونخبوي واعلامي كردي لمؤازرة الأفكار الجديدة لصالح قضية شعبه الكردي الذي كان قد تعرض لانتكاسة كبرى في تلك المرحلة القاسية.

رسخ المناضل الراحل كمال فؤاد بصمة واضحة له في تطوير جميعة اتحاد طلبة كردستان في المحافل الأوروبية، بحسب شهادة من البروفيسور عصمت شريف وانلي، حيث لم يتوانوا في كتابة الرسائل التي تشرح وضع الشعب الكردي في الداخل الى زعماء العالم لتأييد القضية الكردية والاعتراف بحقوق الشعب الكردي، في ظل ظروف عصيبة كان يمر بها الشعب الكردي في عموم أجزاء كردستان، وحتى الظروف القاسية التي كان يعانيها الكرد المقيمين في أوروبا، لا سيما وأن معظهم كانوا من الطلبة ويمارسون السياسة كلوبيين مخلصين لقضيتهم، الى جانب عملهم الاعلامي والصحفي.

يصل الدكتور كمال فؤاد الى العاصمة بغداد في صيف العام 1960 للمشاركة في المؤتمر السادس لاتحاد الطلاب العالمي، لصيبح فيما بعد رئيساً لجمعية الطلبة الكرد في أوروبا، وليؤسس علاقات وثيقة وروابط سياسية مع الأحزاب الاشتراكية والأحزاب اليسارية التي تتفهم شرعية الحقوق الكردية بمنأى عن التعصب والشوفينية.

هذه تحية وفاء لتاريخ وحاضر المناضل الراحل كمال فؤاد ضمن هذه الشهادة البسيطة لقامة عالية خدمت شعبها الكردي دون تمييز، فلم يميز بين الشرق والغرب ، بين الجنوب والشمال، وهنا، لا أجد ألا أن أنحني احتراماً أمام هذا الشخص الكردي المخلص، الذي ناضل بشجاعة وظل ملتزماً بأهدافه التي أقسم من أجلها يوماً الى أن لازمه المرض، ليرحل في العاصمة الألمانية برلين، بعيداً عن دفئ كردستان.

 

فتح الله حسيني

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket