مشكلة العراق.. احتكار السلطات والامكانيات

الاراء 11:03 AM - 2014-10-28
عادل عبد المهدي

عادل عبد المهدي

في 23/7/2014 كتبت الافتتاحية بالعنوان اعلاه والنص ادناه ارى مفيداً اعادة نشرها:

"كلام واسع عن التهميش والاهمال والفيدرالية من قبل عدد متزايد من مجالس المحافظات وابناء الشعب في الجنوب.. والامر نفسه في المناطق الوسطى والغربية ونينوى.. وهناك اشارات ازدادت مؤخراً عن حق تقرير المصير والدولة الكردية.

تكلمت اغلب ردود الفعل عن التقسيم والمؤامرة والعوامل الخارجية.. وهذا رد فعل قد يكون طبيعياً حريصاً .. وقد يكون منفعلاً.. لكن الحقيقية ان اصوات التذمر والمطالبات ما هي سوى ردود فعل للسياسات المطبقة. فمعظم ان لم نقل جميع القوى المتذمرة او التي تطرح مشاريع الفيدرالية سواء في المناطق الجنوبية او الغربية ونينوى.. او التي تتكلم عن حق تقرير المصير هي من قوى الاغلبية الحاكمة. فاصوات الشكوى والتذمر التي تظهر على السطح ما هي سوى انعكاس لامور اكثر جدية في العمق.. ونحو هذه الامور يجب ان يتوجه النقاش.. وليس نحو الاتهام والكلام عن التآمر والتصرف كالنعام تخفي رؤوسها في التراب فلا ترى الخطر الداهم.

فرغم كل التغييرات التي جرت في البلاد والتصويت على دستور يقر بالديمقراطية والتوزيع العادل والمتوازن للسلطات والامكانيات بين ابناء الشعب والمناطق واللامركزية والفيدرالية لكنه يبدو ان مشكلتنا ما زال يلخصها احتكار الامكانيات والصلاحيات والسلطات.. وان استمرار هذه السياسات هو الذي يسبب الاضرار الكبيرة هذه.

هذا هو اس المشكلة بمضاعفاتها الاضافية.. ان حلت فستحل الكثير من الامور المرافقة.. وستهدأ النفوس وتتطلع نحو حياة افضل.. والا سنبقى جميعاً عبيد الحاجة، لان الامكانيات متركزة بيد واحدة.. او عبيد العجز لان الصلاحيات محصورة بجهة واحدة.. فمشكلتنا ليس صراع الشيعة والسنة.. فالاثنان يتذمران.. وكلاهما يشكوان غياب الصلاحيات والامكانيات.. ومشكلتنا ليست حزبية.. فمن يتذمر جميع الاحزاب، بما في ذلك الحاكمة.. كما ان مشكلتنا ليس العرب والكرد. فقد دعم العراقيون تحرر كردستان وحكمها الذاتي قبل التغيير.. ودعموا وضعها كاقليم بعد التغيير.. بالمقابل يكرر الكرد اعتزازهم بعراقيتهم ووحدة بلادهم، طالما بقي الدستور قانون العراق الاسمى.

ان الديمقراطية والانتخابات الحرة وتداول السلطة واللامركزية والفيدرالية والتوزيع العادل الحقيقي للصلاحيات والامكانيات هي ضمانات ايقاف هذا التذمر.. وتحويله الى نعمة كبيرة.. فان تاخرنا فسيتحول الى نقمة.. وستكون تلك هي المؤامرة والعمل على تقسيم العراق."

 

عادل عبد المهدي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket