الانضمام لداعش يتعلق بالجنس والعدوان لا بالدين
العالم 08:40 PM - 2014-10-22الانضمام لداعش يتعلق بالجنس والعدوان لا بالدين
من السهل أن نرى في الدين تفسيرا لاتجاه شبان -وبعض النساء- إلى التطرف. لكن الجانب النفسي لا الديني هو الذي يوفر أفضل الأدوات لفهم التطرف وأفضل سبل الخلاص منه.
يكمن عنصر الجذب لدى داعش في سعي الأفراد لما يطلق عليه علماء النفس "الأهمية الشخصية" التي تستغلها الآلة الدعائية المتطرفة لدى الجماعة الارهابيةبمهارة. ويتمثل السعي للأهمية في رغبة المرء في اجتذاب الاهتمام والاحترام وفي التميز أمام نفسه وأمام الآخرين.
وقد يفقد المرء الشعور بالأهمية لعدة أسباب مثل الإخفاقات الشخصية أو لوصمة تلازمه لمخالفة أعراف المجتمع. نتذكر هذا عندما نفحص خلفيات الانتحاريات في إسرائيل. فأول انتحارية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طلقها زوجها بعد أن اكتشف أنها عاقر. وهناك أخرى كانت تعتزم القيام بمهمة تفجير وكانت مشوهة بسبب حروق يعتقد أنها بفعل أسرتها بسبب دخولها في علاقة. عانت المرأتان من وصمة شخصية وأقدمتا على التطوع لتنفيذ مهام انتحارية تستهدف الإسرائيليين.
وفقدان الأهمية قد يكون مرده أيضا الأحوال الاقتصادية الميئوس منها. وقد ينبع من شعور بانحطاط القدر والتمييز وهو شعور ليس بنادر بين كثير من المهاجرين. كما قد ينجم عن شعور بإذلال أخوة في الدين وامتهانهم حول العالم.
المتطرفون العقائديون من أمثال أولئك الذين يقودون داعش يتعمدون توظيف المصاعب وحالات الإيذاء الجماعي التي يتعرض لها المسلمون في أنحاء العالم لحشد وتجنيد أفراد يمكن أن يصبحوا ارهابيين.
في مقابلة جرت مع سي.إن.إن عام 1997 قال الارهابي أسامة بن لادن بأسى "اسم أمريكا يذكرني قبل كل شيء بالأولاد والأطفال الأبرياء الذين قتلوا وبترت رؤوسهم وأطرافهم...". وعبر ارهابي قيادي بارز آخر في القاعدة هو يحيى الليبي جام عن غضبه وسخطه قائلا: "إن الجهاد في الجزائر اليوم هو أملكم بإذن الله تعالى في الخلاص من جحيم الأنظمة الحاكمة الظالمة التي غصت سجونها بشبابكم وأبنائكم بل وبنسائكم."
واللعب على وتر الهوية المنسحقة إضافة إلى تصوير امتهان مجموعة ينتمي إليها المرء يمكن أن يحدثا أثرا نفسيا عميقا يثير ويعيد توجيه أناس كانوا سيصبحون لولا ذلك متكيفين مع الأوضاع سائرين في دربهم نحو مستقبل شخصي يبدو براقا.
ووفقا للتقارير.. تلقى ناصر المثنى -وهو ارهابي في داعش عمره 20 عاما- أوراق قبول من أربع كليات للطب. وكان محمد حميد الرحمن الذي قتل في أغسطس آب أثناء القتال في سوريا يعمل في أحد متاجر برايمارك في مدينة بورتسماوث الساحلية بالمملكة المتحدة وكان أبوه يملك مطعما. إذن فقد بدا مستقبله الشخصي مضمونا ومع هذا فإن ذلك لم يمح الألم والإذلال الذي رأى أن مجتمعه الإسلامي يتعرض لهما.
الفكر المتطرف فعال في مثل هذه الأحوال لأنه يوفر علاجا سريعا للإحساس بفقدان الأهمية وطريقا مضمونا لاستعادته. كما أنه يحقق هذا باستغلال غرائز البشر المتأصلة للعدوان والجنس.
فلننظر إلى تلك النزعة الأخيرة.. الجنس هو أكثر نزعة فطرية تؤكد على أهمية الفرد. فهو سبيل لتخليد اسم المرء وجيناته في المستقبل. وتستخدمه داعش استراتيجيا كمكافأة للعدوان.
فقد أقامت الجماعة الارهابية مراكز للزواج تسجل فيها النساء أسماءهن لتزويجهن من ارهابيي الجماعة. أما النساء والفتيات العراقيات السبايا فيرغمن على ممارسة الجنس في بيوت تديرها ارهابيات. فاغتصاب غير المؤمنات يعتبر مشروعاً بينما تشجع فتاوى "جهاد النكاح" الوحشية مع المرأة. وأخيرا.. فإن نيل الشهادة يعقبه التمتع بنعيم الحور العين في الجنة.
وفهم عنصر الجذب لتطرف داعش ضرورة مسبقة لتطوير أسلوب مضاد مناسب من الناحية النفسية. على سبيل المثال يبدو الطرق على باب الاعتدال وحياة الصبر والمثابرة غير موات لكسب قلوب وعقول الارهابيين. بل إن بريق الجهاد يجب مواجهته ببريق بديل وسحر الشهادة لابد من التصدي له بسحر مختلف وإغواء الغرائز الفطرية يجب إعادة توجيهه وانتهاج أسلوب الجوجيتسو القتالي في مواجهة وحشية العدو وقلب الموائد النفسية على داعش أينما كانت.
على سبيل المثال يمكن إقناع الشبان المعرضين لإغواء فكر التطرف بضرورة التصدي لما يمس دينهم وبأنه سيكون لهم مكان في التاريخ بهزيمة الشر والأفعال الشيطانية التي تلطخ عقيدتهم. وربما تحتاج وسائل التواصل الاجتماعي للتطرق كثيرا إلى عظمة الوقوف أمام الشر وتمجيد الشجاعة المطلوبة للمجازفة الشخصية في "كسر الحواجز". هذه الرسالة يجب ألا تأتي في عبارات واهنة وإنما بكلمات براقة وجريئة.
باختصار.. الكلام المحسوب ضد داعش لن ينجز المهمة فمواجهتها تحتاج لكلمات نارية متقدة.
آري كروجلانسكي
الباحث البارز في المركز القومي لدراسة الإرهاب والرد على الإرهاب (ستارت)
PUKmedia عن رويترز
المزيد من الأخبار
-
بافل طالباني يشارك في عزاء الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان
01:48 PM - 2024-05-05 -
وفد من الاتحاد الوطني يوقع العديد من العقود الاستثمارية في دبي
07:55 PM - 2024-05-04 -
ستران عبدالله: التوقيتات الملزمة هي من اساسيات نزاهة الانتخابات وعدالتها
07:44 PM - 2024-05-04 -
الشفافية: واردات السليمانية وحلبجة خلال الاسبوع الماضي أكثر من 26 مليار دينار
01:58 PM - 2024-05-03
شاهد المزيد
الرئيس بافل جلال طالباني يقوم بزيارة رسمية الى الولايات المتحدة الامريكية
05:30 PM - 2024-05-04
قوباد طالباني: نرفض اي محاولة لتأجيل انتخابات برلمان كوردستان
04:14 PM - 2024-05-04
المفوضية: العمل متواصل واكتمال 90% من التحضيرات لانتخابات برلمان كوردستان
11:23 AM - 2024-05-04
الرئيس بافل جلال طالباني والحلبوسي: حماية حياة المواطنين واستقرار البلد
05:22 PM - 2024-05-03
الأكثر قراءة
-
عرقلة اجراء الانتخابات وتهوين حق الشباب الانتخابي
الآراء 07:58 PM - 2024-05-04 -
ستران عبدالله: التوقيتات الملزمة هي من اساسيات نزاهة الانتخابات وعدالتها
کوردستان 07:44 PM - 2024-05-04 -
الرئيس بافل جلال طالباني يقوم بزيارة رسمية الى الولايات المتحدة الامريكية
کوردستان 05:30 PM - 2024-05-04 -
قوباد طالباني: نرفض اي محاولة لتأجيل انتخابات برلمان كوردستان
کوردستان 04:14 PM - 2024-05-04 -
وفد من الاتحاد الوطني يوقع العديد من العقود الاستثمارية في دبي
کوردستان 07:55 PM - 2024-05-04 -
تأخر صرف رواتب الموظفين..ونائب يؤكد: التوطين في المصارف الحكومية فقط
کوردستان 10:59 AM - 2024-05-05 -
بافل طالباني يشارك في عزاء الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان
کوردستان 01:48 PM - 2024-05-05