تقشف
الاراء 02:24 PM - 2014-10-22ساطع راجي
الازمات تجر بعضها بعضا وتتناسل بسرعة، وأسوأ أنواع الازمات هي الحروب، نحن اليوم في حالة حرب بالمعنى الشامل وهو ما سيدفعنا الى اقتصاد الحرب، الاولوية فيه لشراء السلاح ودعم الجنود والمتطوعين وتقديم مغريات لتجنيد المزيد من الشبان، لكن حربنا أسوأ من كل الحروب لأنها داخلية وبشعة، علينا تخصيص الكثير من الاموال للنازحين وإغاثة المناطق المحاصرة، وترميم سريع لما يمكن ترميمه من دمار حتى تعود بعض المناطق لوضع يسمح باستمرار الحياة فيها، حربنا بشعة ولذلك يجب تقديم اغراءات وشراء ولاءات أيضا، اليوم نقترب أكثر من دخول حالة التقشف التي ستتضرر منها أولا الفئات والشرائح الاجتماعية الهشة والضعيفة أي من لم ينتفعوا من أيام البحبوحة المالية النسبية التي تقترب نهايتها.
الازمات أيضا تحب التجمع، أسعار النفط تتجه للهبوط الى مستويات متدنية، الموسم الزراعي يشهد انهيارا في عدة محافظات، والنشاط الاقتصادي بعامة يتراجع، هنا يحق لنا بعض اللوم او كثير منه على ابقاء اقتصادنا نفطيا وعدم قيام الدولة باستثمارات توفر بدائل لواردات النفط، والاسراف في المصاريف الشكلية واهدار المال العام بشتى الطرق.
الآن نعرف قيمة السياسة المتعقلة ليس في الاقتصاد فقط وانما في التعامل مع المشاكل التي كان بالامكان حلها بمصاريف أقل بكثير من مصاريف الحروب، لسنوات كان هناك يقين بإن الفقر وتردي الخدمات والبطالة تشارك في تعقيد الازمة الامنية لكن السلطة كانت مستعدة للانفاق على التجنيد والتسليح فقط ثم ذهبت الاسلحة للاعداء وتبدد الجنود، وكلفة اعادة بناء المؤسسة العسكرية صارت أكبر والمهمة أصعب.
اللوم لن يجدي إلا في حال تحميل مسؤولية الاخطاء لمرتكبيها وملاحقتهم حتى اخراجهم من الحياة السياسية التي أفسدوها ويحاولون مواصلة افسادها واقصاء كل من يتمسك بهذه الاساليب، اللوم على الانحدار الاقتصادي والسقوط في التقشف يعني أيضا فرصة لمراجعة الحسابات وايقاف هدر المال العام وايقاف الفساد الذي صار يطال حتى أموال اغاثة النازحين ومنع الانفاق المسرف والمظهري، ايقاف حالة الترف المزيف لمؤسسات الدولة والتفاخر بالانفاق على حساب الاحتياجات الحقيقية التي تكاسلنا في تلبيتها لسنوات.
الانفاقات العسكرية والاغاثية وسياسة التقشف لايمكن أن تبرر مزيدا من التجاهل لاحتياجات الفئات الهشة والضعيفة في المجتمع، ومن غير الاخلاقي ولا العقلاني أن تكون هذه الفئات خاسرة مجددا ولوحدها، التقشف يجب ان يكون مدروسا حتى لايؤثر على الفقراء والضعفاء، ان لايشمل بناء المدارس والمستشفيات وتبليط الشوارع وتحسين الكهرباء، الذين اخذوا خلال السنوات الماضية عليهم الدفع الآن، وملاحقة الفاسدين يجب ان تتحول الى حقيقة، هذه ليست قضية أخلاقية بل عسكرية، الفساد المالي والاداري في ظروفنا هذه خيانة عظمى.
ساطع راجي
المزيد من الأخبار
-
واردات السليمانية وحلبجة خلال الاسبوع الماضي أكثر من 20 مليار دينار
10:28 AM - 2024-04-26 -
رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة تكاتف الجهود لحماية المكتسبات المتحققة
01:28 PM - 2024-04-25 -
في ذكرى رحيل المناضلة والبيشمركة وصفية بني ويس
01:14 PM - 2024-04-25 -
نزار اميدي يبدأمهامه مسؤولا للمكتب السياسي في بغداد
08:40 PM - 2024-04-24
شاهد المزيد
العراق 11:43 AM - 2024-04-26 التقرير الاسبوعي: 52 ألف ناخب تسلموا بطاقاتهم الجديدة واقليم كوردستان في المقدمة
رئيس الجمهورية يبحث مع رئيس مجلس القضاء ملفات قضائية وقانونية
10:02 PM - 2024-04-25
المفوضية: الاستعدادات متواصلة والعاشر من أيار بدء حملة انتخابات برلمان كوردستان
01:09 PM - 2024-04-25
منظمة العفو الدولية: انتهاك الحريات وحقوق الانسان مستمر في العراق واقليم كوردستان
10:39 AM - 2024-04-25
اربيل وبغداد تحتلان الصدارة في تسجيل الخروقات تجاه الصحفيين
06:03 PM - 2024-04-24
الأكثر قراءة
-
منظمة العفو الدولية: انتهاك الحريات وحقوق الانسان مستمر في العراق واقليم كوردستان
کوردستان 10:39 AM - 2024-04-25 -
المفوضية: الاستعدادات متواصلة والعاشر من أيار بدء حملة انتخابات برلمان كوردستان
کوردستان 01:09 PM - 2024-04-25 -
رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة تكاتف الجهود لحماية المكتسبات المتحققة
العراق 01:28 PM - 2024-04-25 -
في ذكرى رحيل المناضلة والبيشمركة وصفية بني ويس
کوردستان 01:14 PM - 2024-04-25 -
واردات السليمانية وحلبجة خلال الاسبوع الماضي أكثر من 20 مليار دينار
کوردستان 10:28 AM - 2024-04-26 -
رئيس الجمهورية يبحث مع رئيس مجلس القضاء ملفات قضائية وقانونية
العراق 10:02 PM - 2024-04-25 -
التقرير الاسبوعي: 52 ألف ناخب تسلموا بطاقاتهم الجديدة واقليم كوردستان في المقدمة
العراق 11:43 AM - 2024-04-26