نهاية داعش والفرصة التركية

الاراء 02:37 PM - 2014-10-21
ساطع راجي

ساطع راجي

لن يتبخر تنظيم داعش الارهابي لكنه بالتأكيد سيندحر ويطرد من المناطق والمدن التي احتلها في العراق وسوريا مهما كان الثمن أو طال الزمن، وسيعود التنظيم الى حالته الاولى، مجموعات متفرقة وأفراد ينفذون عمليات إرهابية متفرقة، كما كان يفعل التنظيم نفسه بنسخته السابقة (القاعدة)، الجروح الاجتماعية التي سيتركها التنظيم الارهابي لن تندمل بسهولة وستكون هناك حاجة للكثير من عمليات التجميل لإخفاء الآثار الرهيبة.

هزيمة داعش الكبرى لايمكن أن يحققها إلا طرف عليم بخبايا التنظيم ومطلع على تفاصيل عمله وعلى علاقة وثيقة به، ويبدو إن تركيا هي الاقرب لهذا التوصيف من بين دول المنطقة رغم انها متهمة اليوم بدعم داعش أو التساهل معه، وربما بسبب هذا الاتهام تحديدا ستكون تركيا راغبة بشدة في القيام بدور رأس الحربة لمواجهة داعش، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قلل من أهمية الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي وأكد ان هزيمة داعش لن تتحقق الا بتدخل بري، ومع ذلك لم تتعاون تركيا حتى الآن مع التحالف الدولي، جزء من مبررات موقفها هذا داخلية تتعلق بالمشاكل بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني الذي يريد عناصره عبور الحدود الى سوريا لمساندة أشقائهم الكرد وكذلك بسبب وجود تأييد للمتطرفين داخل تركيا لاتريد الحكومة التركية اثارة غضبهم، لكن الأهم هو ان تركيا لاتريد ان تؤدي الهجمات على داعش الى تخفيف الضغط عن بشار الاسد وتطالب بالتزام دولي بتغيير النظام في سوريا بالتزامن مع الهجوم على داعش، وقريبا سنسمع مطالب تركية بتعديلات مهمة في معادلات السلطة في العراق مقابل دور تركي بري لمواجهة داعش في العراق.

كل الحديث العراقي عن رفض التدخل البري الاجنبي غير واقعي، قريبا ستكون هناك حاجة فعلية لهذا التدخل المدعوم والمطلوب من جهات عراقية بينما الدول الغربية غير مستعدة لارسال جنودها لخوض القتال في العراق ولا تريد للمواجهة مع داعش أن تأخذ صورة الحرب بين الاسلام والمسيحية، كل هذا يجعل من تركيا الطرف الاكثر تأهيلا للقيام بدور عسكري بري.

التدخل التركي سيكون بغطاء أممي ولن تكون تركيا لوحدها في الميدان، وهناك الكثير من المبررات القانونية الدولية التي تسمح لتركيا بالتدخل فأمنها القومي مهدد بسبب إحتلال داعش لمناطق عراقية وسورية محاذية لأراضيها وهناك نزوح بشري إليها واي استجابة تركية لمطالب التضييق على داعش تعني المواجهة بين الطرفين وليس للعراق وسوريا حق قانوني بالحديث عن انتهاك سيادتهما لأن اراضيهما المجاورة لتركيا خارج سيطرة حكومتي البلدين أصلا، بل ان لتركيا حق مطالبة الدولتين بضبط حدودهما واستعادة السيطرة على اراضيهما والا فإنها تمتلك حق اتخاذ اجراءات لحماية نفسها، هذا جدل شكلي طبعا لكنه ايضا حقيقي قانونيا وسياسيا وأمنيا وهو يبطل أي شكوى عراقية أو سورية، وبالمختصر، الدور البري التركي سينتج عنه إقليم سني في العراق واتفاق دولي على تغيير نظام الحكم في سوريا.

 

ساطع راجي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket