صناعة الملابس الجبلية في السليمانية والتفاخر بها

تقاریر‌‌ 02:28 PM - 2014-10-19
صناعة الملابس الجبلية في السليمانية والتفاخر بها

صناعة الملابس الجبلية في السليمانية والتفاخر بها

اصبحت اليوم الحرف والمعالم التراثية رمزا كبيرا للشعوب والحضارات وهي متنوعة وكثيرة وفي بلادنا كذلك تزدهر هذه الحرف لتصبح احد معالم الزمن الجميل، وتعتبر الحرف اليدوية احد معالم الإبداع التي تتزايد قيمتها عبرالسنين لأنها تعكس مشاعر وأحاسيس صانعيها التي يجسدها من خلال تشكيلها وزخرفتها مستخدماً أدوات بدائية بسيطة، وتعتبر صناعة الكيوة ( الكلاش) حرفة قديمة في العراق توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد والتي تعد من أقدم وأهم الحرف التقليدية التراثية لمواكبتها الحضارات حتى يومنا هذا، وفي السليمانية لاتزال هذه الحرفة باقية على اصالتها بالرغم من تقلص اعداد المحلات وانحسارها في محلة صابون كران وان معظم الحرفيين ينحدرون من مناطق هاورامان وبياره وطويلة وبعض المناطق الجبلية.
التقينا في جولتنا في صابون كران بعدد من حرفيي وصناع ( الكيوه او الكلاش) الذي تشتهر به السليمانية حيث تحدث كاك حسن ابو بكر طويلة لـPUKmedia، ان "هذه الصناعة الجميلة ورثتها عن والدي رحمه الله حيث كان اسطة متميز في السليمانية وتتلمذ على يديه العديد من اسطوات هذا الزمن، ولكن تاثرت معظم المهن الشعبية بالتطورات والانتاج العالمي للاحذية وتغير الامزجة والزمن لعب دورا كبيرا في الابتعاد عن التراث والبحث عن الاجنبي والمستورد".
وعن القوالب المستخدمة في صناعة الكيوة اضاف: "انواع متعددة من القوالب المستخدمة في صناعة الكيوة ويتم جلبها من منطقة هاورمان وهناك قوالب من البلاستك والخشب التي كانت تستخدم بدايات هذا العمل وافضل انواع القوالب هو مايصنع من اشجار الجوز الصلبة جدا، وتختلف اسعار تلك القوالب من 15 عشر الف دينار الى 25 الف دينار للقالب الواحد وان افضلها هو قالب الخشب الذي يسهل عملنا كثيرا، وانا شخصيا وبالرغم من صعوبة هذه المهنة لانها متعبة جدا ولكني لايمكن ان امارس غير هذه المهنة لاني احب عملي هذا الذي ورثته ".
كيوان هاورامي محترف متميز قال لـPUKmedia، "لقد جاء والدي من هاورامان ومارس هذه المهنة حيث كان الناس لايرتدون سواها لان الظروف الطبيعية في الجبال والوديان تتطلب ان يرتدوا مثل هذا النوع لانه يساعدهم على التحرك افضل من الاحذية العادية، والتضاريس الصعبة الاخرى، وقد تغيرت الكثير من الامور في هذا الوقت، ودخول الصناعات الجلدية والمعامل التي تنتج ملايين الاحذية والمستورد من جهة اخرى، الا ان ذلك لم يتاثر عندنا لان الكثير من الناس يرغبون بشرائها ويستخدمونها في حياتهم، بالرغم من ارتفاع سعرها الذي يصل اربعة اضعاف سعر الحذاء العادي احيانا و( الكيوة ) انواع ولها درجات ايضا حيث تصل سعر الكيوة الى ( 75 الف دينار ) للزوج الواحد وهناك انواع بــ55 الف و35 الف لانها تعتمد على نوعية الخامات المستخدمة في تصنيعها ".
مؤكدا: "امارس هذه المهنة منذ طفولتي وملازما لوالدي رحمه الله منذ اكثر من 22 عاما ورغبتي فيها دفعتني لعدم اكمل دراستي، وكنا نستخدم انواع الخامات وخاصة ( الخيوط التي تجلب من محافظة الكوت ) ومن حلاجيها المختصين وهي من افضل الانواع، كما وتلاحظ ان الجلود الطبيعية المستخدمة في تصنيعها هي مانشتريه من القصابين وخاصة جلود الابقار حيث يصل سعر الكيلو غرام الواحد الى ( 45 الف دينار للكيلو الواحد ) ويدخل ضمن عملنا حيث يتم غسله واضافة بعض المواد الحافظة واستخدامه في تصنيع الكيوة، وان مصدر صناعة هذه الكيوة هو من هاورمان ايران المتاخمة للعراق حيث بدات منذ ظهور الانسان القديم في تلك المناطق واستخدامه الاول للكيوة وان اول من استخدمه في منطقة طويلة" .
اما اسطه حاج صابر طويليي يقول: "ان انتاج وتصنيع الكيوة يمتاز بثلاث درجات الاولى والثانية والثالثة وتختلف اسعارها ايضا مع اختلاف النوع، ولابد من القول ان دخول الاحذية لم يؤثر على مبيعاتنا من الكيوة بل على العكس هناك اقبالا متزايدا على شرائها بالرغم من ارتفاع اسعارها كما ذكرت لان موادها الاولية غالية جدا وعملها اليدوي الصعب هو الاخر يعطيها تلك القيمة ويرتديها الاف الشباب هنا في السليمانية وحتى لدينا عليها اقبال على شرائها من المحافظات العراقية الاخرى، وخاصة بغداد كما ويقبل عليها السياح الاجانب اللذين يزورون السليمانية سواء من اوربا وامريكا وغيرها من دول العالم وحتى من افريقيا والذي يرغب بشرئها حسب المقاييس يتطلب منه ان ينتظر اكثر من 15 عشر يوما لغرض انجازها لانها حياكة وعمل يدوي ونعمل عليها اربعة افراد لكي ينتج زوج واحد فقط وهي عملية متعبة جدا، وسعر الزوج من الكيوة الدرجة الاولى يصل الى 75 الف دينار،و50 الف دينار للدرجة الثانية و30 او 25 الف دينار لمستوى الدرجة الثالثة".
كما لاحظنا ان عددا من الحرفيين يعرضون ايضا الشال والعرقجين( غطاء الراس ) وبعض الملابس الجبلية حيث يقول كاك عارف:" نعم هناك الملابس والشال والعرقجين يعتبر مكملا للزي الجبلي لاهالي تلك المناطق ويفضله العديد منهم وشرائها مع اقتناء الكلاش، ونحن نمارس هذه المهنة ضمن عملنا وهذه البدلات يصل سعرها اكثر من ( البدلات الحديثة ) حيث ان سعرها يصل الى ( 300 الف دينار للبدلة الواحدة ) وهي صناعة يديوية صعبة جدا وتتطلب الكثير من الجهد والوقت والمواد الاولية الغالية الثمن حتى القماش الذي تلاحظة فهو ليس مستوردا بل مصنوعا بالايدي وهناك مختصون في انتاج هذا النوع من القماش ولايكون تقليديا مثل الاقمشة الحالية التي تباع باحجام وقياسات كبيرة ومختلفة بل نشتريها قطعا قطعا طول القطعة لايتعدى المتر ونصف المتر".
وعن رغبة البعض في اقتناء الكيوات بالرغم والملابس الجبلية يقول اسطة ستار: "دخول الملابس الحديثة لم تؤثر على عملنا على الاطلاق لان الكثير يفضل الكلاش والملابس الجبلية، وهناك الكثير من الشباب يقبلون على شرائها لانها سهلة ومريحة ويمكن السير بها في كل مكان سواء كان شارعا نظيفا او في الاماكن الوعرة وفي البيت او الدائرة او اي مكان وهي خفيفة ايضا وفيها تهوية ولاتتعرق الارجل عند استخدامها وهناك كثير من الناس وخاصة العمال اللذين يفضلونها على الاحذية العادية ويستخدمونها في عملهم اليومي وخاصة عمال البناء او الاعمال الصعبة الاخرى، ومع الاسف هذه المهنة اخذت بالانقراض مع مرور الزمن وغيرها من المهن اليدوية الا ان الاقبال عليها منقطع النظير، ولدينا ايضا صناعة يديوية اخرى هي ( العرقجين او الكلاو ) ويصنع بمختلف انواع الخيوط ولدينا الكثير من تلك الصناعات اليدوية التي نستورد قسما منها من ايران لان هناك انتاج غزير ويستخدمها الناس كثيرا وخاصة كبار السن وبعض الشباب ايضا ويصل سعر العرقجين الواحد الى 5 الاف دينار ويصنع من النايلون وبعض منها يصنع من الصوف الذي يغزل يديويا ، كما وجلب انتباهي وجود محلات مختصة بهذه الصناعة تعرض وتبيع الجوز واللوزوالعسل الطبيعي، والكثير من المنتوجات الاخرى تجلب من تلك المناطق وتباع هنا في السليمانية وشراب الرمان وشراب العنب وكل ماهو مصنوع يدويا يتم بيعه هنا في هذه المنطقة وقد تعود الناس منذ فترات طويلة على ذلك" .

PUKmediaخالد النجار/ السليمانية

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket