إني بـ"ليلى" مغرم وهي موطني

نساء‌‌ 01:26 PM - 2014-10-16
إني بـ"ليلى" مغرم وهي موطني

إني بـ"ليلى" مغرم وهي موطني

عشرون عددا من مجلة "ليلى" كانت كفيلة بريادة الصحافة النسوية العراقية، لكونها قضية النصف الاجمل، لا كماليات كما أطلق عليها "الوائدون" حيث وصفتهم صاحبة امتياز المجلة واحدى رائدات الحركة النسوية بولينا حسون روفائيل.
معركة "السفور والحجاب" التي دشنتها بدايات القرن المنصرم لم تحتدم لاحتياجات النساء الى التبرج والبهرجة مثلما حاول تصويرها البعض من سليلي القمع والتجهيل، فقد كانت حاجة المرأة للتعليم هي الاساس لاندلاع حركة نسوية ناهضة بهذا العبء الكبير.
وتعدّ مجلة "ليلى" التي صدرت في 15 تشرين الاول عام 1923 رائدة في هذا المجال لما احتوتها من موضوعات استلهمت منها الصحافة تخصيص صفحات تعنى بالمرأة وحقوقها، واستمر هذا التقليد حتى هذه الايام.
وتذكر بولينا انها كانت تنوي تسمية المجلة بـ "فتاة العراق" إلا ان استمعت لقصيدة للشاعر جميل صدقي الزهاوي وفيها يغازل "ليلى والوطن" فوقع اختيارها على "ليلى"، ويتبين في اختيار عنوان المجلة عمق الثقافة التي كانت تتمتع بها السيدة الرائدة.
كما تعدّ بولينا حسون من قبل مؤرخي الصحافة العراقية، من رائدات الصحافة النسائية في العراق، وقد جاء في كتاب (أعلام الصحافة في الوطن العربي)، وفي المبحث الخاص الذي كتبه عن صحافة العراق الأساتذة د.قيس عبد الحسين الياسري، د.خالد حبيب الراوي، د.هاشم حمادي، وسجاد غازي، ان بولينا حسون، عملت في الصحافة في ظروف بالغة الصعوبة، وقت احتدام الصراع بين دعاة السفور ودعاة الحجاب، وكان المحافظون هم الأغلبية في المجتمع، والمجددون الأقلية.
أما تاريخ ميلاد بولينا حسون فلا يعرف بالضبط، لكنها كانت في مقتبل حياتها تعيش في مصر وفلسطين والأردن قبل عودتها إلى بلدها العراق. وكان خالها هو الشيخ ابراهيم الحوراني، وابن عمها سليم حسون صاحب جريدة "العالم العربي"، وهو صحفي عراقي بارز من الموصل، وعلى هذا الأساس فان بولينا حسون موصلية عراقية من جهة الأب، وشامية من جهة الأم. وثمة مصادر تقول أن بولينا حسون ولدت سنة 1865 وتوفيت سنة 1969.
كانت بولينا من العضوات المؤسسات لنادي النهضة النسائية الذي افتتح في 24 تشرين الثاني 1923 برئاسة السيدة أسماء الزهاوي ابنة مفتي العراق الشيخ أمجد الزهاوي. وأخذت تجهر بآرائها حول تحرير المرأة ومساواتها بأخيها الرجل ومشاركته في بناء العراق ونهضته بعد تشكيل الدولة 1921.
تعرضت بولينا الى ضغوطات وحملات صحفية قاسية اجبرتها على حزم امتعتها ومغادرة العراق في كانون الاول 1925 متوجهة الى الاردن، مكتفية بعامين من الريادة في مجتمع ساد فيه الجهل والتجهيل، لتترك وراءها ذكرى امرأة عراقية مناضلة.

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket