أين الاتحاد الوطني الكردستاني؟

الاراء 12:19 PM - 2014-10-16
حسين فوزي

حسين فوزي

عبر البيان الأول لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني عن ثنائية ثورية متلازمة شخصت العلاقة الموضوعية بين “الديمقراطية في العراق” و”ضمان الحقوق القومية لشعب كردستان، ضمنها “حق تقرير المصير””، وجاءت هذه الثنائية الثورية تجسيدا لخلاصة تجربة كردستان في ان إقامة “كيان رسمي” لشعب كردستان لن تتحقق بدون الديمقراطية في اي من الدول التي تضم اجزاء من كردستان الكبرى، ويتسم هذا الموقف بوضوح مرير لما آلت له الأمور بعد أنقلاب شباط الدموي عام 1963.

وحرص الاتحاد الوطني الكردستاني على الانتصار العملي لإرادة شعب كردستان في إقامة الإقليم بكفاحه المسلح لتحرير مدن كردستان من قبضة النظام الشمولي في انتفاضة ربيع 1991، لكنه حرص في الوقت نفسه على الحفاظ على اعمق الوشائج مع القوى الوطنية والقومية والأشتراكية والإسلامية، سواء في كردستان الإقليم بعد انسحاب الشمولية، او في ارجاء العراق لجمع الشمل في عمل مشترك يسقط نظام بطش بكل العراقيين.

وبعد خلع النظام الشمولي، يحق للاتحاد الوطني الكردستاني، بمساندة من الحليف الاستراتيجي الحزب الديمقراطي الكردستاني، الفخر بحرصه على اشراك كل القوى السياسية العراقية في عملية بناء العراق الجديد، فكانت بناء على مقترح مام جلال مشاركة احزاب الدعوة، والوطني الديمقراطي، والشيوعي، والإسلامي، والحركة الإشتراكية العربية، بجانب عدد من الشخصيات الوطنية.

إن الاتحاد الوطني الكردستاني فاعل لدعم النضال العراقي لترسيخ الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية، بالعمل على تشريع قوانين الأحزاب، وتعديل قانون الانتخابات، والتوزيع العادل للثروات الوطنية، والمحكمة الاتحادية “المدنية”، وتفعيل قانون المحافظات غير المرتبطة بإقليم الذي عطله اعتراض الحكومة السابقة، والنفط والغاز، واجراء احصاء سكاني، لإستكمال تنفيذ المادة 140، ليس لحل الخلاف بشان المناطق المتنازع عليها مع الإقليم فقط، إنما الكثير من الخلافات الناجمة عن تعديل الحدود الإدارية لمحافظات عديدة.

يحق للبعض العزيز التساؤل “أين الاتحاد الوطني الكردستاني اليوم؟” وفي ظني انه يريد القول أين روح المبادرة القيادية النادرة التي تمكنت من مسك اللحظة التاريخية في إستعادة “ثورة الجبل من اجل الديمقراطية في سهول وجبال العراق”، مسك لحظة تاريخية عدها الكثيرون محض جنون، لكن ثبت أنه “الجنون” الثوري في تحدي الواقع المنكسر لرفع راية الثورة عالياً ثانية.

وفي ظني ان الاتحاد الوطني الكردستاني موجود اليوم في حرصه على عدم التفريط بالمكاسب التاريخية المتحققة في الإقليم وبقية العراق، ووعيه بطبيعة الظروف الموضوعية والذاتية وتجييرها لمواصلة بناء الإقليم والعراق “معاً” وفق معايير ديمقراطية.

وهنا يبرز سؤال “هل ما زال الاتحاد الوطني الكردستاني يمثل جماهير المسحوقين ممن تطلعاتهم اعمق وعياً من الطموح القومي الحماسي المجرد”، ومستهل هذا الجواب هو واضح مما تحقق في الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب الاتحادي، لكن هل إستعادة الجماهير آنياً وحدها تكفي؟

سؤال عسى أفلح في الإجابة عنه في عمودي المقبل!؟

 

حسين فوزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket