غياب العرض السينمائي بين الاسباب والحلول

تقاریر‌‌ 12:19 PM - 2014-10-01
سينما اطلس في صورة ارشيفية

سينما اطلس في صورة ارشيفية

انطلقت بوادر السينما العراقية منذ أربعينيات القرن الماضي في حين أن السينما الخليجية لم تسجل حضورها الأول إلا قبل 10 سنوات ،العراق يعد من المدن الرائدة في فن السينما على مستوى دول المنطقة.

فالمجتمع العراقي ككل يهوى الثقافة والفنون والآداب وليس غريبا عليه أن يكون عاشقا مثاليا للفن السينمائي، ان امتلاك الذوق السينمائي يؤهل المجتمع الى التواصل مع أحدث العروض السينمائية سواء العالمية او المحلية.

اليوم العرض السينمائي هو اشبه بالمنعدم على الرغم من انه كان سابقا حرم على المواطنين ابسط الامور الترفيهية وذلك بسبب سياسة الغلق التي مارسها النظام الدكتاتوري، وعدم وجود الاكاديميات والمعاهد المتخصصة بتوعية وتدريس السينما حيث بات الاقبال على شراء الأفلام السينمائية لايختلف عن إقبالهم المتزايد على شراء أجهزة الهواتف الخلوية والأجهزة الالكترونية الحديثة.

 

الانفتاح الذي طرأ على العراق بعد 2003

يقول الاستاذ الاكاديمي قصي يعقوب لـ PUKmeida، أنه "برغم تغير ظروف العراق بعد 2003 والتغيرات التي طرأت و الانفتاح بكل جوانبه، الا أن هناك مبان لا تزال مغلقة، منها المسرح الوطني الذي دام لسنوات عدة مغلقا، وفي الآونة الاخيرة افتتح وشيد ، وقليل جدا يكون عرض سينمائي فيه، ايضا سينما الاطلس وسينما سمير اميس الواقعة في العلاوي والسعدون لازلت مغلقة او مفتوحة جزئياً بسبب الوضع الامني، وغياب الرقابة عليها ومشكلات عدة، بات تدهور حركة السينما بشكل ملحوظ وتلاشي دور العرض على الرغم نحن في موسم يضج بالحركة وتطور التكنلوجيا ونملك جيلا مليئا بالطاقة والحيوية الذي يساعد على ادارة هذه الامور، برأيي انا اوصفها بأنها إنتكاسة للسينما في العراق".

 

انتعاش تجارة أفلام الـ ( DVD )

من جانبه اشار الاكاديمي عمر الشبيبي لـ PUKmedia، الى انتعاش تجارة أفلام الـ ( DVD ) في العراق بشكل ملحوظ ، مما يؤدي الى غياب دور السينما ، وان الشباب ايضاً لديهم نزعة الحصول على الأشياء قبل الآخرين، الأمر الذي يجعلهم بشراء هذه الأفلام وهم على يقين بأنها ستعرض فيما بعد على القنوات التلفازية، ايضاً ان محال بيع الاقراص والافلام وصلت اليوم الى مراحل متقدمة في توفير الافلام السينمائية عن طريق القنوات الفضائية المشفرة ".

 

لماذا لا تعطي الشباب فرصة للعمل السينمائي والمسرحي

يضيف المخرج قاسم علي لـ PUKmedia، أن " علينا اغتنام الشباب وجيل اليوم فهي فرصة في إنتاج الأفلام و سوف يساعدهم على تقديم كل جديد ، ايضاً هي فرصة للتعبير عن أنفسهم وعن وطنهم هموماً واشواقاً وحلماً واملاً وواقعاً ومستقبلاً ، عمل السينما هي رسالة تحتاج إلى التخطيط و الدراسة الجادة العميقة  لكي لا تتبعثر الجهود وتسقط كل أشكال الإبداع والعطاء وتسلم بالهزيمة .

 

الايرادات و الواردات

يقول المنتج سليم الخضري لـ PUKmedia، أن " عوامل كثيرة تسبب في غلق السينما ودور العرض وذللك بسبب تكلفة الافلام وانتاجها باعلى دقة، ايضا الافلام القصيرة اصبحت مملة نوعا ما بسبب الافكار المتشابه، ايرادات العرض السينمائية تتطلب مبالغ طائلة لان دور العرض اصبحت مهدمة بشكل جزئي وتحتاج الى اعادة ترميم، وان سعر التذاكر سيكون شيئا رمزيا، لان لو ارتفع سعر التذكرة لا اتصور سيكون هناك اقبالا على دور السينما، وهذا ما يؤدي الى خفض الواردات بخسارة، وهناك دور  للسينما في نادي الصيد و نادي العلوية فهي شغلت حيزا كبيرا في عرض الافلام الجديدة بينما سينما الاطلس تدهورت ولا يوجد اهتمام بها .

 

ثقافة مخالفه للواقع

الكاتب القصصي مروان العبيدي يقول لـ PUKmedia، "اختفاء دور العرض السينمائي يعود لعدم وجود ثقافة لدى الناس بدور واقع السينما ورسالتها النبيلة حيث أصبح لديهم تفكير وتكونت لدى عقليتهم ثقافة مخالفه للواقع وأصبحت فكرة وجود دار عرض في أي شارع عبارة عن خطر وشي خارج عن الديانة و عن تقاليد الواقع ، ولديهم فكر زرع منذ فتره وتأصل فيهم مما جعلهم يزيلون ما تبقى منها وتحويلها إلى قاعات إعراس ، فأصبح مجرد أن تقول أريد ان اذهب إلى دار السينما لأحضر فيلما من العيب ، وبهذا السبب تدهورت العقلية وأصبحت الثقافة صفر فلا وجود للعوامل التي تنمي الثقافة

بانعدام السينما والمسرح".

 

الفن السابع

يقول المواطن ابو حسين " يجب عودة السينما في العراق و الاصرار على تعايش دور السينما، كان العراق يملك يوما 82 دارا للسينما منها 64 دارا في بغداد ، لكن يوما بعد يوم أغلقت هذه الدور أبوابها في زمن الدكتاتور صدام، وكانت الحكومة تتحكم في اختيار الأفلام وتحدد أهميتها ولم يتبق منها  سوى خمس دور فقط. وعدد صالات العرض السينمائي في العراق اليوم لا يتناسب مع عدد سكانه ، فبحسب التقديرات الدولية العامة نحن دون الصفر في عدد دور العرض السينمائي ولكن هذا لا يمنعنا من تأهيل دور السينما فمثلا تأهيل صالة عرض سمير أميس اعتبرها من أولى الخطوات التي أخذت منحى الأحياء لتقاليد العائلة العراقية وارتيادها لدور العرض السينمائي حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من عاداتها وتقاليدها، مؤكداً ان  الدولة هي فقط التي تستطيع النهوض بصالات السينما العراقية.

 

حواضن الثقافة والذكريات

PUKmedia إلتقى مع عدد من مواطني العاصمة بغداد الذين كانوا يضجون بذكريات كبيرة:

ام زينة تقول " ذكرياتنا كانت محملة على جدران سينما اطلس وهي ذكريات جميلة جدا كنا كل ليلة خميس نذهب الى دور السينما ومشاهدة الافلام الممتعة الا بين فترة واخرى كانت دور العرض تغلق جزئياً بسبب الامن في زمن الدكتاتور، وبسبب تدهور الوضع الاقتصادي وجعل دور السينما صالة للحفلات والاعراس، اما اليوم تلاشت ذكرياتنا بسبب غلق هذه الابنية وعدم الاهتمام بها نتألم كثيرا حين رؤيتنا معالم الثقافة تتلاشى يوم بعد يوم واهتمام الشباب اليوم فقط في الاجهزة الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي".

ابو زينب يقول " الوضع الامني اثر اثراً سلبيا على دور السينما والمواطنون لا يرتادون الى دور السينما وعدم انتظام الرقابة ورداءة الافلام التي تعرض ، سابقا كانت دور العرض محملة بثقافة عالية و الان تلاشت هذه الثقافة وافتقدناها كثيراً اصبحت اغلب دور العرض السينمائي هي مخازن و مطابع و عيادات طبية نتمنى من المسؤولين الالتفات لهذه الدور وحمايتها من الركود والجمود ".

جمال الدين يقول "تقلصت دور العرض في العراق وتلاشت متعة دور العرض والمشاهدة بشغف  بسبب التقنيات التي دخلت حديثاً حيث افسدت لذة مشاهدة الفيلم وتلاشت ثقافة عرض الفيلم ، التكنلوجيا والسرعة لا يمكن ان تعيش مع بنات افكار الثقافة ولا تستطيع التعايش معها اي لا يوجد فن ينسخ فن آخر، ايضا دور العرض اليوم مكانها اصبح مكانا غير مناسبا اي شعبيا ولا يستطيع الشباب او النساء ارتيادها بسبب ضيق ثقافة المجتمع".

 

PUKmedia شيماء طالباني / بغداد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket