تهنئة للسيد العبادي

الاراء 03:34 PM - 2014-09-30
حسين فوزي

حسين فوزي

تصدر رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي النشرات الأخبارية الغربية لساعات عديدة خلال مكوثه في نيويورك ولقائه بالرئيس الأميركي السيد اوباما، وبدا رئيس وزرائنا وكأنه بات مصدراً من المصادر الخطيرة بشأن امن الولايات المتحدة وبقية الديمقراطيات الغربية.

ومن حيث التحليل النظري فان “مخططاً” لضرب الأميركيين وحلفائهم الأوربيين في انفاق المترو وغيره من شبكات المواصلات متوقع منذ ظهور القاعدة، بل حتى قبلها على ايام الكفاح المسلح الآيرلندي والألوية الحمراء، عليه فان ما صرح به رئيس وزرائنا بشأن ضربات محتملة ليس بالجديد، وهو في تصريحاته ولقاءاته بالمسؤولين الغربيين لم يذكر أية معلومة عملية، ولم تتوفر اية مؤشرات عن كونه استقى معلوماته عن العمليات الإرهابية من أطرف تحت “التحقيق” أو مصادر معلومات متسللة في التنظيمات المعادية.

ومع هذا فان السيد العبادي بدا في ما طرحه حريصاً على “سلامة” شعوب حلفائنا في المعركة ضد القوى الظلامية التي استباحت دماء الأطياف العراقية والرهائن الغربيين، وهي حالة يمكن لنا توظيفها في مجال تحقيق المزيد من “التعاون” الاستخباراتي بين اجهزتنا ومؤسساتهم الأمنية.

وفي سياق المعلومات والإفادة منها لامن العراق وشعبه، هناك قضية بالغة الخطورة مرت مرور الكرام، ففي 23 تموز المنصرم كشفت مصادر اميركية رفيعة أن “الحكومة الاميركية اخبرت الحكومة العراقية قبل 3 ايام من هجوم داعش على الموصل، لكن الحكومة العراقية اجابت انها تستطيع صد الهجوم دون اخذ اي اجراءات على أرض الواقع”، بحسب شهادة اثنين من اهم المسؤولين الأميركيين عن الشأن العراقي امام جلسة استماع الكونغرس حول العراق، برت ماككورك المسؤول عن العراق في وزارة الخارجية، واليسا ستوكلن مديرة شؤون العراق في مجلس الامن القومي الامريكي.

ومثل هذه المعلومة كان قد سبقها تحذير من قبل إقليم كردستان قبل أكثر من شهرين من هجمة داعش على الموصل.

والسؤال المهم هنا هو ما قيمة المعلومات الاستخبارية ما لم يتم التعامل معها بمهنية واتخاذ الاجراءات الاحترازية الكفيلة باجهاض أي اعتداء على المدن العراقية، ناهيك عن احتلال معسكرات القوات المسلحة؟

وبغض النظر عن غياب اية تفاصيل بشان تحذير السيد العبادي لإوباما وبقية الغربيين من هجمات إرهابية متوقعة على التحشدات السكانية، فالشيء المؤكد هو أن السلطات الأميركية والبريطانية والفرنسية، وكل من يشارك في الطلعات الجوية لضرب داعش، سيستخدموا “معلومة” العبادي لتعزيز اجراءاتهم، وفي الوقت نفسه سيلومون الـ سي آي أي وأم 16 وبقية الأجهزة الأمنية الغربية لعجزهم عن التوصل لما توصلت له الأجهزة العراقية.

وسيظل السؤال الكبير ماذا عمن لم يحترز بناء على تحذيرات إقليم كردستان ومن بعده الجهات الأميركية المسؤولة عن العراق؟!؟

 

حسين فوزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket