ضد التحالف.. لماذا؟

الاراء 12:47 PM - 2014-09-29
عدنان حسين

عدنان حسين

ليس مفهوماً، بل ليس قابلاً للفهم أن تُناهض قوى وشخصيات عراقية إنشاء الحلف الدولي الخاص بمكافحة الإرهاب، وإرهاب داعش بالذات الذي يمثل خطراً ماحقاً يهدّد كيان الدولة العراقية المتصدع ونسيج المجتمع العراقي المتهالك، بل ان الخطر يتسع نطاقه ليعبر الحدود إلى دول الإقليم كلفة والقارات الأخرى.
ما كان للحلف الدولي أن يتشكل لو لم تُدرك حكومات دوله حجم الخطر الذي يشكله هذا التنظيم الإرهابي عليها مباشرة وعلى السلم والأمن الدوليين، ولو لم تتيقن من ان التهاون مع داعش يمكن أن يجعل من نصف دول العالم في الأقل في صورة العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال وأفغانستان وسواها.. لم تعد البحار والأنهار وسلاسل الجبال والصحارى، كما كانت في الماضي، موانع ومصدّات في وجه الجيوش الغازية ليُعوّل عليها.. الإرهاب تنبثق جيوشه من بطون المجتمعات نفسها، مثل "حرامية البيت".
نحن فقط لا ندرك هذه الحقيقة.. نستهين بالقوة الغاشمة للإرهاب ونبالغ في تعظيم قدراتنا التي لم تثبّت أقدامها في ساحات الوغى.. واسألوا أهل الموصل وتلعفر وسنجار وسهل نينوى وآمرلي وديالى وصلاح الدين وعائلات ضحايا سبايكر، وحتى جرف الصخر والصقلاوية والسجر!.. عندهم الخبر اليقين عن قدراتنا المزعومة التي ما كان لها أن تكون ثابتة الأقدام مع مؤسسة عسكرية وأمنية وُلدت معاقة لأم معاقة هي الأخرى (العملية السياسية)، بمرض المحاصصة.
المناهضون للحلف الدولي وعملياته يبدون مسكونين بنظرية المؤامرة.. دول التحالف طامعة بنا، وما أن تنتهي (أميركا خصوصاً) من داعش حتى تلتهمنا.. هكذا يريدوننا أن نفكّر، وكيف لنا أن نفكّر على هذا النحو وهذه الدول، وبخاصة أميركا، كانت هنا لأكثر من ثماني سنوات، وكانت لها جيوش جرارة، ثم انسحبت في الموعد المحدد ولم تخلّف جندياً واحداً، وكان يمكنها إن أرادت أن تبقى عشرات من السنين، فلا تعيد بناء جيشنا الذي سلّطنا عليه، بعد انسحابهم، الفاسدين والمتخاذلين الذي فرّوا كالفئران أمام "جرذان" داعش وتركوا جنودهم حفاة عراة في مواجهة الموت الزؤام على أيدي الدواعش، فكوفئوا بأن يُحالوا على التقاعد بكامل الأوسمة والنياشين التي لا يستحقون من مساءلة أو عدالة!
ما بديلنا الذي يمكن أن يقوم بالمهمة التي يُجنّد التحالف الدولي المكوّن من الدول العظمى وسواها، أساطيله الجوية والبحرية وأقماره الصناعية ومخابراته لها؟ .. كيف لنا أن نردّ الدواعش على أعقابهم فيما لم نفلح في وقف زحفهم حتى صاروا على مرمى حجر من عاصمتنا؟
هل بديلنا هذه الميليشيات الفوضوية المتهافتة على الغنائم والمغانم؟ أم هذه الحشود من المتطوعين الأغرار الذين يُزجّ بهم في جبهات الحرب مع داعش من دون تدريب ولا سلاح ولا عتاد ولا أكل ولا مأوى أيضاً؟
موضوعياً، مناهضة التحالف الدولي وعملياته تعني تمكيناً لداعش من أن يثبّت أقدامه في بلادنا ثم في سائر بلدان الجوار!
بقلم / عدنان حسين


PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket