سفير العراق لدى رومانيا: الدبلوماسية العراقية بدأت تأخذ مكانها

لقاءات 06:55 PM - 2014-09-26
 عمر البرزنجي سفير جمهورية العراق في رومانيا

عمر البرزنجي سفير جمهورية العراق في رومانيا

لابد ان يكون للدبلوماسية العراقية حضورها وامتدادها على الساحة العالمية  لان ذلك يكمل صورتها الحضارية والتاريخية والانسانية المشرقة ، كي يتطلع العراقيين بعد ذلك الى تاسيس علاقات دبلوماسية واسعه خالية من الشبهات ومن الاعتداء على القيم والضوابط وعلى أعراف الدبلوماسية في العالم ، كما وتسعى الدبلوماسية العراقية بأنْ تكون السفارات والقنصليات العراقية في بقاع العالم ومشارقه ومغاربه قطعة من السيادة العراقية التي يحتمي بها العراقي بكل الوانه واطيافة ويستند إليها في لحظات الشدة والأزمة لان تكون الداعمه له ولظروفه هناك ..وبهذه المناسبة التقينا عمر البرزنجي سفير جمهورية العراق في رومانيا وحاورناه عن العمل الدبلوماسي وتعامل السفارة العراقية مع الجالية العراقية في رومانيا وكذلك التطرق الى الارهاب ودور السفارات العراقية في توضيح وجهة نظر العراق المحلية والدولية ..

* بما إنكم تمثلون جمهورية العراق في رومانيا إلى أي مدى تطورت علاقاتنا مع رومانيا ؟ وهل هناك برامج لتمتين تلك العلاقات ومدى تاثيركم في ذلك ؟

ـــ البرزنجي : بداية لابد أن أشير إلى فترة عملي كسفير لجمهورية العراق حيث أعمل سفيرا ً منذ 10 سنوات وأمضيت منها 4 أعوام ونصف كرئيس لدائرة حقوق الأنسان في ديوان وزارة الخارجية في بغداد ،وبعدها عملت سفيرا ً في لبنان لمدة 4 أعوام والأن أنا سفير في رومانيا ..وكما تعرفون ان دور السفير يتركز على توطيد العلاقات كما تعرفون بين دولته والدولة التي يعمل فيها سفيرا ً وإن العلاقات هي من أهم السبل الكفيلة بالعمل الدبلوماسي الحقيقي الناجح والمنفتح على الأخرين وإن الدبلوماسية تتوسع من خلال العلاقة الإقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية وغيرها من أفق العلاقات ، ومن خلال عملي خلال الفترة المنصرمة في رومانيا عملت بهذه الروحية ولابد أن أشير إلى إن زميلي السفير السابق عادل مراد كان موفقا ً في تطوير العلاقة بين العراق ورومانيا طيلة فترة عمله سفيرا ً، وبعد إنتقالي إلى رومانيا انصب اهتمامي بالجالية العراقية المتواجدة على الأراضي الرومانية وهم يمثلون أطياف المكون العراقي الجميل من العرب والكورد والتركمان وأشوريين وكلدان وصابئة وايزيديين ومسيحيين ومن إتجاهات مختلفة سواء إسلاميين وعلمانيين وعلى إختلاف ألوانهم الجميلة .وان نتخلص من ( العنصرية والطائفية المقيتة ) وليس أمامنا إلا أن نتوحد وأن يكون تعاملنا إيجابيا ً وهنا أستذكر مقولة الرئيس الأسبق مام جلال حين قال ( باقة الورد الملونة أجمل من باقة الورد من لون واحد ) في اشارة للعراق ..نعم فالعراق هو باقة الورد الملونة.. وماذا يضرني إذا كان الأخر له دين أو إنتماء أو معتقد يختلف عني ؟ أنا وهو أبناء العراق ويجب أن نبني العراق معا ًوكل له خصوصياته وفي النهاية نعيش ونبني عراقنا معا ً... 

 

*ماهو دروركم الشخصي كسفير للعراق في رومانيا ؟ 

ــــ البرزنجي : للسفير في اي مكان ادوار وليس دورا واحدا فتطوير التعاون وتوسيع العلاقات وفتح مجالات وافق كثيرة بين البلدين وتقوية علاقات الصداقة والتنمية والمجالات الصناعية والتجارية والزراعية اضاف الى السياسية وغيرها ومن الافق هي من مهمات السفير واكثر من ذلك ، ومن خلال الحوار اشرت الى العديد من هذه القضايا ومنها تطوير القطاع التجاري والعلمي وتوقيع الاتفاقات بين العراق ورومانيا وقد ازدادت قوة العلاقة بيننا أكثر فأكثر،وخلال عملنا في رومانيا تم توقيع العديد من الإتفاقيات بين وزارات عراقية ورومانية بحضور الوزراء من الطرفين مثل وزارة الصناعة والزراعة والتعليم العالي والصحة والنقل وشؤون المحافظات واخرى في الطريق ولذلك قمنا بتسهيل اتفاقيات توأمة بين عدد من محافظات البلدين وغيرها بالطريق ونجلس مع رؤساء الشركات ورجال الأعمال باستمرار لأجل التشجيع للأستثمار في العراق وتطوير افق التعاون في مختلف المجالات ..

* كيف تنظر رومانيا إلى واقع حال الفوضى التي تعم المنطقة وما يجري من أحداث الأرهاب في سوريا والعراق والتهديدات ؟ وهل إتخذت رومانيا خطوة جادة للتعاون المباشرمع العراق في هذا الإتجاه او غيره من الاتجاهات الاخرى.؟

ـــ البرزنجي : بلا شك فإن دول العالم كلها ومنها رومانيا قلقين مما يجري من أعمال إرهابية في المنطقة ومنها سوريا والعراق ..ولابد أن يكون للسفير دورا ً حقيقيا ً في توضيح الأمور ولاتعتمد على معلوماتهم أو قناعتهم فقط بل يكون جزء مهم من عملنا هو إيصال رسالة العراق إلى المجتمع الدولي والوقائع والحقائق على الأرض، لذلك وبعد توسع الأعمال الأرهابية في العراق لتشمل عددا ً من المحافظات العراقية مع الأسف الشديد ودخل الأرهابيون الذين يطلق عليهم ( د . ا . ع . ش ) ونحن نطلق عليهم ( الدولة الإجرامية ) هؤلاء عندما دخلوا الموصل وتكريت والأنبار والمناطق الأخرى التي إنتشروا فيها ومنها ديالى وكركوك أيضا ً فقد أوضحنا من جانبنا ما يجري من أحداث للجانب الروماني..وضرورة ان يقدم من جانبهم الدعم او التعاون المشترك في هذا المجال ...

* هل يمكن  تعداد ابناء  الجالية العراقية في رومانيا ؟وكيف تتعامل الحكومة الرومانية مع الجالية العراقية والتسهيلات التي تقدمها وظروفها المعيشية والاجتماعية ؟ 

ـــ البرزنجي : لابد من التوضيح إن تعداد الجالية العراقية في رومانيا يصل إلى أكثر من 2053 عراقيا ً وإن الجالية العراقية والحمدلله ليس لديها مشاكل هناك وإن معظم العراقيين المقيمين هناك قدماء ومستقرين ولديهم ثوابت قانونية واصولية ، وهم فيها منذ زمن بعيد وإن أغلبهم يحمل الجنسية الرومانية ,ورومانيا تعاملهم معاملة الرومانيين من حيث الحقوق والواجبات وليس لديهم إشكال أو مشاكل لكي تنظر الحكومة الرومانية بحل مشاكلهم فالكل يعيش باستقرار .

*    بما إنكم تنتمون للإتحاد الإسلامي الكردستاني فالبعض يرى إن موقفكم كحزب إسلامي لم

يكن بالمستوى المطلوب بشأن شجب واستنكار الإرهاب وأعمالهم الإجرامية فهل يمكن توضيح ذلك ؟

ـــ البرزنجي : لابد أن أوضح إنه وقبل أن أكون منتميا ً إلى أي حزب أو إتجاه لأن الإنتماء للأحزاب هو قناعة شخصية ، وأنا عراقيتي تفرض علي ذلك ، وقمنا بتوضيح هذا الجانب هناك فيما يخص الإرهاب الداعشي ونبهنا إلى إن الأرض والوطن والشعب في خطر وإن هؤلاء الإرهابيين يعيثون في الارض فسادا ويسيئون  للاسلام والمسلمين ولايمتلكون إلا أنفسهم وسلوكيتهم الإجرامية قد اضرت بالجميع، ولابد أن نشير إلى إن هناك أحداث تاريخية مرت علينا وعندما ظهر الخوارج في زمن الإمام علي ( عليه السلام ) مع إن الخوارج كانوا ( يصلون ويصومون ويؤدون طقوسهم وليس لديهم مشكلة ) وإن المشكلة كانت تكمن في تفكيرهم لذلك كفروا المسلمين وأصبحوا خوارج وإنهم منحرفون ومتشددون ومتطرفون وهذا الإرهاب الداعشي هو أحد تلك الأنواع في زمننا الحاضر ،وبغض النظر عمن صنعهم او اوجدهم ! ؟؟ وقد غرروا بالعديد من الناس البسطاء وغسلوا أدمغتهم، لأن الإرهابيين أصبحوا ضد الإسلام وضد الإنسان والأوطان وإنحرافهم الخطر شكل مشكلة كبيرة وإنهم يتقاتلون ويقتلون حتى من يعمل معهم ..

ـــ مؤكدا ً : نعم لقد شجبنا وإستنكرنا كحزب إسلامي هذه الممارسات الإجرامية ضد العراقيين ومن خلال وسائل الإعلام واللقاءات والإجتماعات والندوات وأمام العالم أعلنا ان هؤلاء هم الأشرار والمجرمون والإرهابيين ولابد من محاربتهم وضرب أوكارهم العفنة في كل بقعة من بقاع الأسلام والمسلمين وتسليح العراق ضد هؤلاء وأوضحنا بأن الإسلام والمسلمين براء من اعمالهم وإنهم اشبه بالعملة المزورة والمشكوك فيها! ويستخدمون الأيات الكريمة بغير محلها ومكانها ويوظفونها لأغراضهم الدنيئة ، والإسلام قد شهد في تاريخه مثل هؤلاء الاعداء منذ بزوغه حتى يومنا هذا ,,هؤلاء الدواعيش ثلة من المجرمين الذين تلطخت أياديهم بدماء العراقيين والمسلمين في كل بقعة دنسوها بإجرامهم ودمويتهم وإن قتلهم ودحرهم واجب إسلامي وديني ونحن قوم مسالمون ونبني الحياة والوطن .

* كيف تتعاملون مع القضايا المدنية والقانونية والمحاكم بالنسبة للعراقيين في رومانيا ؟ وما هو دوركم كسفارة هناك ؟ 

ـــ البرزنجي : إن سيادة القانون محفوظة ومصانة للجميع وإن أي تصرف أو قضية مدنية مما ذكرتموها يكون القانون هو الميزان والحكم في ذلك سواء في رومانيا أو العراق أو أي مكان في العالم وإن الإنسان يكون في ضيافة دولة أخرى ويمضي فيها 5 أيام يكون تحت مظلة قانون تلك الدولة وسياقاتها وهو إتفاق دولي معترف به وإن العراقيين المتواجدين في دول العالم يكونوا تحت مظلة قوانين تلك الدول وبعلم وموافقة الدولة العراقية ونفس الحال تنطبق على الأجانب في العراق وإن القانون يكون مصانا ً للجميع ونحن من جانبنا نتابع القضايا المدنية التي أشرتم لها نعم ولكننا لانتدخل في عرقلة القانون.. كما اود القول ومن خلال عملنا هناك فقد منحنا العديد من الاوسمة والدروع التقديرية في العديد من المناسبات والمراسيم التي شاركنا فيها ابناء الجالية هناك وهي تقدير وتكريم لكل عراقي في الخارج ..

* اشرتم بداية اللقاء الى عملكم كسفير ورئيس دائرة حقوق الإنسان بديوان وزارة الخارجية في الاعوام 2004حتى 2008 .. ترى مالذي قدمتموه خدمة في هذا المجال للعراقيين ؟ وهل هناك ارقام ووقائع لذلك؟

ــــ البرزنجي : نعم كنت أدير دائرة حقوق الانسان في ديوان وزارة الخارجية العراقية وهي من الدوائر المهمة في الوزارة لانها همزة الوصل لربط العلاقات بين وزارة حقوق الأنسان عموما ومؤسسات حقوق الانسان في العراق بالمنظمات الدولية ذات الصلة مثل مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة UNوجميع المنظمات الأخرى ذات العلاقة ..وان جزء من عملي في الوزارة يختص لإدارة الدائرة واقسامها وهي قسم الأمم المتحدة والإتفاقيات الدولية والأقليات وشؤون المراة وجزء آخر من ضمن اعمالي أن اقوم بتمثيل العراق رئيساً للوفد العراقي في معظم المناسبات غالباً ... ونمثل الانشطة الانسانية المختلفة في هذا الجانب اضافة الى القاء المحاضرات المختلفة لمادة حقوق الانسان في العديد من الانشطة المتعلقة بالدائرة

* هل الدبلوماسية العراقية وبعد أحداث العام 2003 تسير بشكل صحيح ؟ أم إنها إنحدرت سلبا بشكل كبير ؟ 

ـــ البرزنجي : أنا أقول الأن قد بدأت الدبلوماسية العراقية تأخذ مكانها وليس في السابق حينما كانت ألة للنظام ، ونتحدث عنه وكانت تقتل العراقيين في كل مكان كما تعرفون والأن لدينا حرية في الكلام والدبلوماسية ونوصل رسالة العراق إلى كل العالم لأن العراق بلد فيه كل الجوانب المشرقة وليس بالضرورة أن تكون كلها سياسية فالعراق بلد الحضارات العريقة ولها تاريخ يمتد إلى أكثر من 8 الأف سنة من حضارات السومريين والبابليين وحمورابي الذي وضع مسلته الشهيرة قبل الميلاد بـ 17 قرن وكتب قانونا ً بـ 282 مادة هذا هي العراقة والأصالة والخط المسماري كتب في العراق في بابل قبل أكثر من 6 الأف سنة فالعراق هو بلد الحضارة وبلد الكتابة والقراءة والقوانين ونحن نقوم بدورنا في توضيح وشرح ذلك وفي عدة مناسبات وألقينا العديد من المحاضرات في دول العالم عن تاريخ العراق وعرضنا عليهم مجسم مسلة حمورابي وكذلك الإشارة إلى الديانة المسيحية لانها ديانة سماوية وننادي بإسم السيد المسيح عليه السلام وخير على ذلك الكنائس الكبيرة والشهيرة في عموم المحافظات العراقية وكذلك الحضارة الإسلامية العظيمة التي بنت العقول والنفوس والأفكار والعقيدة وبنت الدولة بناءا ً علميا ً ثقافيا ً وكان العراق يعيش عصره الذهبي في الزمن العباسي..ونامل ان نطور عملنا بشكل دائم بما يخدم العراق وقضاياه..

 

PUKmedia  خالد النجار / السليمانية 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket