البتراء المدينة الوردية.. زيارة لتاريخ وحضارة

آثار‌‌ 12:20 PM - 2014-09-26
البتراء المدينة الوردية.. زيارة لتاريخ وحضارة

البتراء المدينة الوردية.. زيارة لتاريخ وحضارة

تستحق مدينة البترا الوردية المذهلة زيارة خاصة لها ، رحلة خمس ساعات من عمان بالسيارة على الطريق الملكي ذي المناظر الطبيعية الخلابة، او ثلاث ساعات عبر الطرق الصحراوي توصلك الى البتراء.

يرجع تاريخ بناء مدينة البتراء الى حوالي 2000 سنة، بنيت على يد النبطيون بعد سيطرتهم على المنطقة واحكموا سيطرتهم بعد ان علموا بانها منطقة استراتيجة تجاريا بحيث تربط مصر و منطقة البحر الابيض المتوسط و الجنوبي بين اليمن حيث كان هناك تبادل التجاري بين هذه المنطقة وهي منطقة استراتيجية .

ان البتراء تراث خلفه الانباط حيث استقروا جنوب الاردن قبل اكثر من 2000 سنة وفي نهاية الامر عندما رأى الرومان دور المنطقة تجاريا و اصبحت تهديدا لها الحق الامبراطور تراجان سنة 106 م المملكة النبطية بالامبراطورية الرومانية جاعلا منها ولاية عربية تابعة لها عاصمتها البتراء ، هاجمها من قبل العديد من الامبراطوريات قبل 5000 سنة هذه المنطقة الا انها لم تتمكن من السيطرة عليها، بسبب تضاريسها المعقدة لكن احدى الامبراطوريات الرومانية استخدمت استراتيجية قطع المياه.

شق الانباط قناة طويل على طول الممر الرئيسي لنقل المياه من مصدر سميت عين موسى، حيث استخدموا مادة الفخار بدلا من الرصاص حيث ادركوا بان هذه المادة خطرة للانسان،

وبحلول القرن السادس عشر كانت البتراء قد فقدت تماما بالنسبة للغرب وبقيت على هذا الحال حوالي 300 سنة وفي عام 1812 الميلادية اقنع مغامر سويسري جوهان بوركهارت، دليله البدوي التي اشيع انها مفقودة وقد كتب في ملاحظاته و رسوماته التي كان يدونها سرا يبدو محتملا جدا ان تكون الخرائب الموجودة في وادي موسى هي بقايا البتراء القديمة.

بالرغم من اكتشاف البتراء من قبل بوركهارت لم تحدث الحفريات فيها للتنقيب عن الاثار الا في عام 1924 تحت اشراف المدرسة البريطانية للاثار في القدس ومنذ ذلك الحين اخرج التنقيب العصري عن الاثار من قبل فرق اردنية واجنبية مناطق مختلفة من المدينة من تحت الارض مما بصرنا الى حد بعيد بحياة سكانها القدماء.

وتأتي جاذبية البتراء في الكثير منها من موقعها المذهل في اعماق بممر ضيق تسير في  الشق او السيق يصل ارتفاعهما 100 متر، تمر بنقوش بلغات قديمة وغرف مقطعة من الصخر و منحوتة في ثنيات الحجر الرملي، ويظهر بشكل دراماتيكي في نهاية السيق اشهر اثر من اثار البتراء الا وهي الخزينة، وليست هذه الواجهة الشاهقة التي استخدمت في سلسلة اللقطات الاخيرة للفيلم السينمائي انديانا جونز والحملة الصيلبية الاخيرة سوى اول اسرار البتراء ، ومكملا يمشي الزائر في البتراء عبر هذا الممر تكتشف مئات المباني والواجهات والاضرحة والحمامات في كل مكان ونجد مسرحا يتسع ل 7000 شخص ( يشبه المدرج الروماني ) من ايام المسيح، وضريح قصر على النمط الروماني وديرا ضخما من القرن الاول الميلادي وما كان يعتقد انه المعبد المتواضع لهارون شقيق موسى والذي يقع على قمة جبل هارون.

تحتوي البتراء الاثرية على عدة معالم اثرية نلخص الشرح ابرزها ، السيق: يعتبر السيق شق ضيق طوله 1.2 كم و محصور بين  صخور يبلغ ارتفاعه 100 متر وهو المدخل الرئيس للبتراء.

يمكن رؤية العديد من الاثار النبطية داخل السيق ومن ابرزها الطريق المرصوف و محطة سابينوس اليكساندوروس ومحاريب تحوي عددا من انصاب آلهة النبطية، اما الطريق المرصوف فقد بناه الانباط على الارجح في  اواخر القرن الاول للميلاد وقد استخدموا الحجر الجيري لرصف الطريق.

وهناك شارع الواجهات اطلق على هذا الجزء من السيق اسمه شارع الواجهات وذلك نسبة الى المقابر المنحوتة على الصخر باتقان على طول سفح الجبل ويلاحظ هناك صور لمبان اشورية تم بناؤها منذ 713 قبل الميلاد، للملك سرجون الاشوري وما يميز هذه الواجهات هو النماذج المعمارية للحضارة الاشورية والهلينسيتية مع الحضارة النبطية الام.

وفي نهاية السيق وفي طريق الواصل الى المدرج هناك شارع الاعمدة الممتدة وسط مدينة البتراء و يعتقد انه تم تشييده من قبل الرومان في القرن الثاني للميلاد بحيث حل محل الشارع النبطي القديم ، الطريق تعرض الى الدمار نتيجة زلزال ضرب المنطقة سنة 363 بعد الميلاد والذي اطاح بالاعمدة والمباني التجارية ماعدا الاعمدة التسع القائمة حاليا.

الخزانة ان اول لمحة تلتقطها عيني الزائر او السائح للخزنة عندما تصل فجأة الى نهاية السيق هي فعلا شئ مثير لدرجة انه مهما وصفت لك، غيرك لن يفيها الوصف حقها فلابد ان تراها بام عينك.

وكان يعتقد ان الجرة القابعة في اعلى هذا الصرح الضخم الباقي يحتوي على كنوز لا تعد ولا تحصى من الذهب والجواهر الثمينة ، ان واجهة الخزنة مستوحاة من اسلوب البناء الهيليني الكلاسيكي و يبلغ عرضها 30 مترا و ارتفاعها 43 مترا ، ويعتقد بعض العلماء ان الخزنة التي نحتت في القرن الاول للميلاد كضريح لاحد ملوك الانباط قد استعملت فيما بعد كمعبد و تظهر الواجهة المنحوتة بدقة آلهة النبطيين و شخصيات ميثولوجية.

الدير، يعتبر الدير اكبر الاثار الباقية في البتراء ويمكن الوصول اليه بعد رحلة شاقة ولكنها تستحق القيام بها، يبلغ بناء الدير حجمه 45*50 مترا ومن الواضح ان هذا المعبد او الضريح كان موقعا هاما للحج حيث كان المصلون والكهنة يستعملون طريق موكب للاحتشاد في المنطقة المكشوفة امام الصرخ ومن القرن الرابع فصاعدا استعمل كدير ابان الحقبة البيزنطية المسيحية التي رسمت خلالها الصلبان على جدرانه الخلفية.

مجمع المعبد الكبير كتب تاريخه في اللوحات التوضحية (25 قبل الميلادـ 100 م) يمتد هذا المجمع على مساحة 7560 متر مربع وهو اكبر المباني الموجودة في البتراء.

سجلت اثار البتراء التارخية من قبل اليونسكو في 7/7/2007 من بين الاثار العالمية.

مدينة البتراء الاثرية تعد ثاني عجائب الدنيا السبع الاثرية في العالم بعد سور الصين العظيم، وعرفت بالمدينة الوردية كونها منحوتة باكملها في صخور ذات لون وردي طبيعي ومن ابرز اثارها معابد و مساب روميانية واديرة ومساكن وطرق.

جاء اسم البتراء من بتر اي قطع سميت باسم الرقيم و سميت التبربوس ، سجلت البتراء في قائمة التراث العالمي 1985.

 

PUKmedia  فؤاد عثمان / البتراء 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket