كافحوا المنابع أولا !

الاراء 11:12 AM - 2014-09-18
كافحوا المنابع أولا !

كافحوا المنابع أولا !

برزت في الايام الاخيرة دعوات لمكافحة الارهاب بعدما كانت الكثير من المؤشرات تبين العديد من المواقف الخجولة التي تصدر من هنا وهناك لدرء هذا الخطر المتنامي، واليوم اميركا ومعها العالم الغربي ودول اخرى تتسابق في هذا الماراثون وخصوصا في مسألة دعم العراق وموقفه في هذا الاتجاه.

منطقة الشرق الاوسط هي بؤرة الصراع وهي في الوقت ذاته منبع الارهاب وفكره، وهنا يتحتم قبل الشروع في قضية الدعم العسكري التي ستكون نتائجها وقتية ان يتم التركيز على تجفيف منابع الارهاب، واميركا ودول الغرب تعرف تماما مغذيات ذلك الارهاب واولها تلك المغذيات الفكرية التي سوغت انتشار هذا الفكر.

اميركا منذ سنوات تقود حملتها ضد الارهاب، ولكن كل النتائج كانت تشير الى ان حجم الارهاب وحجم التهديدات باتجاه الغرب قد انخفض قليلا، لكنه في وجهه الآخر كان يتنامى في مناطق اخرى وينتشر كالنار في الهشيم، وكأن العملية لا تتجاوز محاصرة الارهاب وفتح منافذ جديدة له للتواجد والظهور، فكانت منطقة الشرق الاوسط هي الاكثر استعدادا لتقبل ذلك، وكل ذلك ناتج من ان الحواضن متوفرة ومستعدة لاحتضان وليدها، فالارهاب فكرا هو نتاجها وتمويله هو من ضمن اولوياتها والعقليات المريضة خير من يتلقف تلك الافكار.

مؤتمرات اليوم والغد وما بعده ومهما امتلكت من ستراتيجيات عسكرية فإنها لن تصل الى مبتغاها ولن تستطيع تفكيك خلايا الارهاب ما دامت الحواضن باقية في تمويلها للارهاب خصوصا في ما يتعلق بشرعنة افكار التكفير والقتل والذبح، وهنالك من يدرس تلك الافكار في بطون الكتب فتنشأ الاجيال متمترسة بفكرها الهدام.

اميركا والغرب ليسوا جاهلين بمن يمول وبمن يحتضن ويساعد ويدعم الارهاب تحت مسميات مختلفة، فبعض تلك الدول تسارع في مكافحة الارهاب بينما واقعها وكل الدلائل تشير الى ان اليد الاخرى مبسوطة للارهابيين مالا وفكرا وعدة وعديدا.

معضلة اميركا انها منذ اكثر من عقد تطلق مشاريعها وستراتيجياتها للمكافحة العسكرية للارهاب ولكنها لم تطلق ستراتيجية واحدة للضغط باتجاه تجفيف منابعه المعروفة، فهل الجدية الاميركية في ذلك معدومة؟، ام انها لا تملك اسلحة الضغط باتجاه ممولي الارهاب؟ ام ان همها الاول ابعاد الخطر عن مناطقها وما عدا ذلك ليس له اهمية؟

دول المنطقة المتضررة عليها ان تمتلك ستراتيجيات ذاتية وتبحث عن وسائل مكافحة الارهاب بذاتها والاستعانة بمن يستطيع معاونتها في ذلك جديا وليس من خلال عقد المؤتمرات لغرض اعطاء المساعدات المادية ومساعدات الاغاثة رغم اهميتها.

اعطاء السلاح والدعم قد يكون ضروريا لإدامة التصدي للارهاب ولكنه قد لا يتيح الفرصة في وقت قصير لانهاء حرب الارهاب التي اختصرت اليوم بمسمى "داعش"، وتناسى العالم ان "داعش" يعني الفكر والتمويل والحاضنة ايضا.

التركيز على تجفيف منابع الارهاب اكثر ضرورة من مساعدة مادية او معنوية او انسانية، لأن ذلك هو البوابة لانهاء كل الارهاب بشكل حقيقي.

 

عمران العبيدي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket