الصوت و الصدى... كتاب من نوع اخر

الاراء 02:05 PM - 2014-09-16
حسن جهاد

حسن جهاد

الذي دفعني الى الرجوع الى الكتابة الصحفية هذه المرة بعد السنوات من الابتعاد المهني عنها هي الجملة المؤثرة قالها بنبرة عتب الكاتب الفسطيني المولد و الجنسية الكوردي العاطفة و المواقف الاستاذ يوسف يوسف وهو يقول كتبت ما لا يقل عن 500 مقالة عن تاريخ الكورد و ادبهم و معاناتهم لكن قليلون هم الذين يقيمون عملي و كتاباتي , حتى اصدقائي القليلون في كوردستان الذين اهديهم كتبي لا يكتب عنها شيئا , 

كتابه الاخير و ليس الاخر الصوت والصدى مقتربات الى مام جلال 

جعلني اعود الى عالم الكتابة من جديد بعد 4 سنوات من العمل البرلماني الذي يشغل الذين يريدون ان يقدموا شيئا في عملهم رايت ان مثل هذا الكتاب  جدير بالقراءة و الاغناء لانه ليس كتاب اطراء و توصيف و تصفيط كلمات جميلة بحق مام جلال بل لكون كاتبه ذهب بعيدا جدا عن التقليدية تعجبت عندما عرفت انه يعرف حيثيات حياته حتى معاني كلمه (مام) عند الكورد رمزية و دلالات هذه الكلمة الحميمية التي لصقت بمام جلال حبا و احتراما من شعبه له و كذلك يعرج على مواقفه من الادباء و الثقافة بشكل عام و دفاعه عن نضالات الشعوب من اجل الحرية و خاصة القريبة الى النظال الكوردستاني كنظال الشعب الفلسطيني من اجل الاستقلال و الحرية كذلك تعمقه في مقتربات الى مام جلال و تقريبه من صلاح الدين الايوبي ممي ئالان  الاسطورية بشكل دقيق و شيق يثير القارئ و يسحبه معه للتعمق فهمت من كتاب الصوت و الصدى ان الكاتب يريد ان يقول عن مام جلال و موقفه من رواية ( النباح ) للكاتب الروائي الكبير الراحل محمد موكرى بالذات ان مام جلال في موقفه من هذه الرواية اعطى لحرية التعبير حق قدرها لا كمفرده يستخدمها حتى الطغاة لخداع شعوبهم , عندما سمح و دافع و نشر و اعاد نشر هذه الرواية و كتب هو بنفسه لها المقدمة في اجواء الثورة المسلحة و هي رواية سوداوية تشاؤمية كانت لا تخدم الروح المعنوية الضرورية للمقاومة في نظالهم المرير الشاق ضد الدكتاتورية بل ( تحبطهم ) ( هنا لا نقصد غبن الكاتب و روايته ) بل نقصد المنحى السايكولوجي و السياسي منها ) و كانت رؤية مام جلال ابعد من تفكير المحيطين به الذين اعترضوا عن نشر الرواية في غضم النظال الثوري الذي هو بحاجة دوما الى زخم معنوي مستمر وهم لى حد ما محقون بذلك لكن مام جلال كان اكثر حكمة و ثقافة و ثقة و التزاما من مبادئ التي يؤمن بها فدعم نشر الرواية و دافع عن كاتبها عندما سئل البشمركة بماذا رماكم موكلي ؟ بالرصاص؟ بالكلام؟ قالوا : كتب اشياء لا نحبذها و ضد الاتحاد الوطني الكوردستاني ايضا قلت : ليس فيها اي شي ضد الاتحاد الوطني الكوردستاني لكن اذا كنتم لا تحبونها فردوا عليها بنفس السلاح الاستاذ موكلي و اكتب عن النباح و ما ترونه خطا بينوه و ما ترونه صحيحا عبروا عنه : فسجل سابقة سياسية مشرقة لعلاقة الاديب بالقارئ السياسي و حرية التعبير : و في علاقته في الثورة الفلسطينة و القاص و الروائي غسان الكنفاني يريد ان يقول ان ساحات النضال و الوغى الحقيقة و اهدافها و ان تباعدت جغرافيا هي من حيث الاحقية و النبل و الشرعية واحدة لذلك لا نراه غريبا عن الفلسطينين و ثورتهم فوجد نفسه في خندق اديب المقاومة غسان الكنفاني في مجلة الهدف يتفاعل معه في عملة اليومي و يحذره دوما كقائد يعرفمبادىئ الثورة و محاذيرها من مغبة فتح الرسائل القادمة اليه بيده خوفا من ترغيم من قبل اعدائه  و قد كانت في ذلك العهد اقذر الوسائل لقتل و ترهي با الساسة و المثقفين فذهب كلفاني في ما  بعد ضحية فتح رسالة ملغومة ( بالفعل و قبلها في بغداد ) راح رجل النظال و السلام صالح اليوسفي شهيدا بنفس الطريقة اللئيمة . كذلك عن هذه العلاقة يقول : هي عبرة لمختلف المناضلين الذين عليهم الاستفادة منها غسان الروائي و الاديب الفلسطيني في علاقته بالسياسي , مام جلال السياسي و المناظل الكوردي في علاقته بالاديب دون ان يغيب عن الاذهان ان السياسي في هويته الكوردية و  الاديب في هويته الفلسطينة قد امتلك الرؤية النضالية نفسها في الحقبة التي تحدد بالدفاع عن الذاتيين الكوردية و الفلسطينية امام طغيان الاخر الذي اراد ان يسرق منهما كل واحد على حده كل ما يملكانه فاجتمع في بيروت البحر و الافق الممتد من اجل استرداد ما تمت سرقته منهما في كل من ارض فلسطين و ارض كوردستان  كليهما معا . 

اما المقتربات التي يشير اليها الكاتب و من ثلاثة رموز كوردية اثنتان واقعية كصلاح الدين الايوبي وجلال طالباني و ممي ئالان الاسطورية كحاكم لمدينة المغرب هي اساليب حكم للعدالة و العلو الكوردي عندما تتاح للكورد الفرص التاريخية   ليبرهنوا  بان هماكثر انسجاما مع المحيط الذي يعيشون فيه بعكس تصويرهم تاريخيا بانهم  الادنى من الاخرين و غير القادرين على حكم انفسهم و متخلفون وهي التهمة التاريخية الجاهزة التي تلصق بالاكراد جهارا .

فيشير الى دور صلاح الدين الايوبي في فلسطين و دور مام جلال في رئاسة العراق ليقول ان الاكراد عنصر بنيوي مهم يمكن الاستفادة من قدراتهم للبناء و الانسجام باحسن و افضل الاشكال .

و يختم الاستاذ يوسف يوسف كتابه القيم تقييمه لمام جلال بالاشارة الى ما يقوله هلال ناجي في مام جلال :عارفوا جلال الطالباني و المتصلون   به يلقبونه بابي المروئة لما لمسوه فيه من شجاعة و كرم ووفاء . اما الشجاعة فقد عرفوها فيه حين قاد فصائل من البيشمركة في جبال كوردستان ايام النظال المسلح . و اما كرمه  فهو حديث الناس , و انت ترى ضيوفه يتقاطرون من شتى بقاع العالم , واما ثالثة الاثافي و اعني الوفاء , فلم اصادف في حياتي , رجلا وفيا مثله . وفيا للرجال ووفيا للمبادئ ووفيا للتاريخ ):.

اعرف بانني لم استطع اعطاء الكتاب حقه لما فيه من تجليات فكرية رائعة انا غير قادر على الغوص فيه لكن لتعويض ذلك ادعوا الجميع الى قراءة هذا الكتاب الشيق و اعطاءه حق قدره .

 

 حسن جهاد  

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket