تقاليد الزواج واعرافه الجميلة بين الامس واليوم في السليمانية

تقاریر‌‌ 01:15 PM - 2014-09-13
تقاليد الزواج واعرافه الجميلة بين الامس واليوم في السليمانية

تقاليد الزواج واعرافه الجميلة بين الامس واليوم في السليمانية

الزواج في كل مكان له ميزات ومواصفات واصول وسياقات تختلف من مكان الى اخر ومن مجتمع الى اخر ومن دولة الى اخرى، ولكن يبقى جوهر الاقبال على الزواج واحد وهو بناء الاسرة وتربية الاطفال والاستقرار للشباب بشكل عام، وتتباين طقوس الزواج والزفاف وتخضع تلك التقاليد ايضا لتأثيرات الطبيعة الجغرافية والمناخية التي تتجلى في مظاهر الحياة كشكل او هيئة الملابس وتصاميم البيوت والاثاث المنزلي وغيرها، وكذلك المهور والنيشان وغيرها.
في السليمانية وجدت ان طريقة حفظ المهور وتسجيلها افضل من المحافظات الاخرى حيث يعتمد المهر كاساس من البداية لان يلتزم العريس بما يعده من البداية لحين اكتمال المراسيم الاخرى ويبقى هنا الزواج له قدسيته ومكانته.
عقد زواج حضرناه شخصياً حيث تحدث الملا حمه بنجويني لـ PUKmedia، ان "الزواج يكون مكملا لنصف الدين ومن تشركه (الزوج والزوجة) في مالك وتطلعه على دينك وسرك، فان كنت لابد فاعلاً فبِكراً تنسب الى الخير والى حسن الخلق إنما المرأة قلادة، فانظر ما تتقلد، ولا ينبغي ان يقصر الرجل نظره على جمال المرأة وثروتها، وجاهها، وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: من تزوج امرأة لا يتزوجها إلاّ لجمالها لم يرَ فيها ما يجب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلاّ له وكله الله اليه، فعليكم بذات الدين، كما ينبغي للرجل ان يهتم بصفات من يختارها للزواج كذلك ينبغي للمرأة واوليائها الاهتمام بصفات من تختاره لذلك، فلا تتزوج إلاّ رجلاً عفيفاً حسن الاخلاق".
في السليمانية يكون الزواج مبنيا على اسس دينية صحيحه وسليمة والكل يتبع السياقات الاجتماعية ايضا من السؤال عمن يرغب ان يكون او تكون شريكة لحياته وتمتاز الحياة هنا بالبساطة والاحترام والوفاء للحياة الزوجية بين الطرفين.
الحاج احمد اكري قال لـPUKmedia، "زواج امس افضل بكثير من زواج شبابا اليوم، لان طعم الحياة اختلف كثيرا عن الامس، حيث كان الشباب يعملون بهمة عالية من اجل ان يجمع المهر ويدبر اموره للحياة الزوجية ويتهيا لها من كل جانب ويمكن ان تساعد العوائل بعضها البعض من اجل تذليل بعض العقبات التي تواجه العرسان، ومااعنيه اليوم فان معظم شبابنا مع الاسف الشديد يريد ان يتزوج بدون ان يجني ذلك من عمله ومجهوده الشخصي فالكثير منهم من يعتمد على والده او والدته او الارث او المزارع وغيرها من التسهيلات التي فرضتها ظروف بعض الشباب عن غيرهم من شباب..وكذكل يجد البعض منهم ان العروسة جاهزة من حيث المبدا ولكن تبقى امورا كثيرة لابد ان يتحمل العريس الشاب نفسه لا ان يعتمد على الاخرين لانه بالنهاية سيواجه الحياة لوحده وزوجته تكون معه في كل الاحوال.ولابد ان اقول ان طقوس زواجنا بالامس احسن منكم بكثير لان الحياة كانت سهلة وبسيطه للغاية ".
في السليمانية ايضا هناك بعض المنظمات المدنية تعمل من اجل الشباب وتدعمهم وخاصة المهتمة بالتراث والفولكلور وتقام سنويا ومع بداية فصل الربيع ويتزامن مع اعياد نوروز، ويتحدث كاك جلال لموقع PUKmedia، "نحن نعمل من اجل احياء التراث ومن ضمنها فعاليات لتشجيع الزواج في مناسبات عديدة وتحديدا في الربيع واعياد نورز واحياء التراث ومنها تقاليد الزواج بالامس واليوم، وتقدم عروض مسرحية مفتوحة تقدم لحشود كبيرة من المشاهدين على قمم الروابي وفي احضان الوديان المتشحة بالبساط الاخضر، ليتعرف الجيل الجديد على تقاليد أجداده في سالف الأزمان وكيف كانت طقوس الزواج، ويروي العديد من المسنين والعجائز ممن جاوزوا السبعين من العمر، والذين عاصروا في شبابهم حقبة العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، كيف كان الزواج يتم بعسر شديد مقرونا بتحضيرات واستعدادات مسبوقة بعدة اشهر وكيف كانت الاشبينة(الوسيطه) تلعب دورا محوريا في إتمام عملية الزواج وتذليل العقبات التي تواجهها والتوفيق بين الرأسين في الحلال واقناع ذوي العروسين".
وللنساء الكبيرات رأي عن الزواج حيث تحدثت الحاجة اختر خان لــ PUKmedia، " قد اختلفت مراسيم الزواج وتقاليده في السليمانية بشكل كبير جدا ولكن يبقى العريس مرتبطا وملتزما بما تمليه عليه والدته من افكار وتقاليد الزواج احترام الزوجة لاولياء الزوج ..واتذكر زواجي ايام زمان إنها لا زالت الطقوس التي تلاشت او تغيرت بتقادم الزمن وتطور الموضة".
وتضيف ان "الفتاة ومنذ سن العاشرة كان يحظر عليها الخروج من منزل والدها إلا بإذن مسبق وبرفقة احد افراد الاسرة مع الادثار بعباءة سوداء وتغطية وجهها إما بالحجاب أو بالخمار الاسود، لذلك لم يكن بمقدور الشباب مطلقا اختيار فتاة احلامهم او الاتفاق معها على الزواج كما هو الحال الآن حيث لا قيود ولا تقاليد. وكانت الوسيطات من اقارب الطرفين السبيل او الوسيلة الوحيدة للجمع بين الفتيات والشباب".
الحاجة صبرية تتحسر على ايام زواجها وتقارنها بزواج اليوم فتقول: "بعد اتفاق عائلتي العروسين على تفاصيل الزواج وحيثياته كالمهر ومؤخر الصداق وتجهيزات بيت الزوجية وموعد الخطوبة والزفاف، خلال جلسة خاصة كان فيها (الملا) سيد الموقف لا سيما في الريف باعتباره متمم القِران الشرعي بين العروسين. وكانت اسرة العريس تتقدم بالمهر المتفق عليه مسبقا الى اسرة العروس وبالحلي الذهبية الى العروس، إما من خلال والدة العريس او شقيقته او احدى قريباته لتلبسها في غرفة اخرى وسط اهازيج وفرح ذوي واقارب العريس متبوعا بتوزيع الحلوى والمشروبات ثم وليمة عشاء كبرى للمشاركين في المناسبة."
وتضيف صبرية: "اه على تلك الايام فلن تعود وكيف كانت المراسم بمثابة اعلان للخطوبة، لتأتي بعدها بشهر واحد مرحلة الاستعداد ليوم الزفاف باتفاق عائلتي العروسين، حيث كانت العروس تخضع قبل ذلك بثلاثة ايام لعمليات تجميل غير جراحية طبعا، كحف الزغب والشعر عن وجهها واطرافها وللمرة الاولى في حياتها، وصبغ شعرها بالحناء لتفوح منه رائحة زكية وفي ليلة الزفاف كانت النسوة من اهل العروسين واقاربهما يجتمعن في بيت العروس لإحياء حفل نسوي خاص كان يسمى ليلة الحناء، وتوضع الحناء في راحتي العروس وعلى اطراف اصابعها واسفل قدميها وكعبيها كنوع من المكياج، اضافة الى توزيع ما يتبقى من الحناء على جميع النساء الحاضرات، وخصوصا الفتيات المتلهفات على الزواج، جريا على الاعتقاد القائل إن الفتاة التي تتعطر بحناء العروس، يوفر لها الطالع والحظ فرص الزواج في اقرب وقت".
ويتذكر القراء اللقاء الخاص بافتتاح اول مكتب للزواج في السليمانية والذي انفرد موقع PUKmedia بنشره قبل اعوام والذي تناقلته معظم وسائل الاعلام العراقية  عن زواج المكاتب حيث اكد فائق حمه سور مدير مكتب بيمان للزواج ان تجربة إيجاد شريك وشريكة العمر (الزواج ) في السليمانية تعتبر تجربة جديدة لم يتعود الناس عليها في السابق وعلى الراغب أو الراغبة في الزواج ملء استمارة مكتبنا والتي تفصل مواصفات شريك العمر من كلا الجنسين (...) كالحالة المادية والاجتماعية والوزن والطول ومحل الإقامة فضلاً عن التحصيل الدراسي والعمر والديانه وغيرها من الصفات والاوصاف ، ويتحتم على ( المتقدم أو المتقدمة)  بأي خيار كان، نقوم بترتيب مقابلات تعارف لهما... ومهمتنا تنتهي عند التعارف والاتفاق المبدئي على الزواج، وفترة الحصول على الشريك تتراوح ما بين سبعة أيام إلى عام واحد وذلك حسب اتفاق الطرفين، وان هناك إقبالاً كبيراً على المكتب من مختلف الشرائح والأعمار التي تتراوح ما بين 16 إلى 75 عاماً ممن يبحثون عن شريك العمر.

PUKmedia خالد النجار/ السليمانية

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket