الكرد والهولوكوست الداعشي شنكال أو حلبجة الثانية

الاراء 11:48 PM - 2014-08-30
شيرزاد عادل الزيدي

شيرزاد عادل الزيدي

مثلت مجازر شنكال ذروة الارتكابات التعريبية التكفيرية على يد داعش وأخواتها بحق الكرد والمتواصلة منذ عامين في غرب كردستان ( كردستان سورية ) ومنذ أكثر من شهرين في جنوب كردستان ( كردستان العراق ) فشنكال هي وبحق حلبجة الثانية ... حلبجة القرن الحادي والعشرين حيث آلاف مؤلفة من الضحايا والجرحى والمفقودين والمختطفين خاصة من النساء ومئات آلاف النازحين وسط صمت مطبق عربي واسلامي يعيد الى أذهاننا صمت العرب والمسلمين التواطؤي مع نظام صدام حيال مجزرة حلبجة وحملات الانفال السيئة الصيت فبعد أكر من ربع قرن على تلك المجازر والمذابح التي شكلت ابادة جماعية موصوفة ها هو التاريخ يعيد نفسه ولتبعث تلك المجازر حية على يد تحالف داعش وبقايا البعث وتتجسد مجددا واقعا في شنكال حيث ما يحدث في ألطف توصيف جينوسايد وجريمة ضد الانسانية كاملة الآركان فالقتل والخطف والذبح على الهوية مرتين مرة على الهوية القومية الكردية ومرة ثانية على الهوية الدينية الايزيدية في محاولة محمومة لكسر رمزية شنكال الكردستانية بأبعادها التاريخية والثقافية والدينية فهؤلاء اذ يستهدفون شنكال بهذا الشكل الوحشي انما يحاولون اجتثاث التاريخ والهوية والوعي والذاكرة في كردستان ... هي حملات ابادة جماعية نعم لكن ثقافية وهوياتية أيضا ترنو الى الاستئصال الكلي وطمس كافة معالم الوجود القومي والديني والثقافي في شنكال خاصة وفي عموم كردستان .
ورغم كم الألم الهائل على خلفية الفظاعات المهولة الناجمة عن غزو شنكال من قبل قطعان داعش البعثية - القاعدية بعد الانسحاب الغريب لقوات البيشمركة منها والعائدة لطرف سياسي بعينه الأمر الذي أثار ولا زال علامات استفهام كبرى خاصة وأن داعش منذ نحو شهرين اثر احتلالها الموصل وهي على تخوم شنكال والقاصي والداني يعرف أنها تتربص بها لأهميتها الاستراتيجية والرمزية لكن في هذه اللحظات الصعبة حيث ثمة جبهة حرب مفتوحة من قبل داعش ومن خلفها ضد كردستان على امتداد أكثر من ألف وخمسمائة كيلومتر من عفرين في اقصى غرب كردستان الى خانقين في أقصى جنوب كردستان ليس من الحكمة أقله الآن الخوض في خلفيات ذاك الانسحاب اذ ينبغي العمل الآن على ترجمة التوحد العسكري الكردستاني في ميادين المقاومة حيث تتعانق بنادق وحدات حماية الشعب ( YPG ) وقوات الدفاع الشعبي ( HPG ) وقوات البيشمركة من شنكال الى جلولاء الى توحد سياسي مؤطر استراتيجيا وهذا وحده المؤتمر القومي الكردي المعطلة أعماله منذ الصيف الماضي كفيل بتحقيقه وانجازه .
ومن هنا فما يحدث في شنكال حرب وجود كردستاني وهي خندق الدفاع الأول عن كلتا التجربتين الديموقراطيتين  في جنوب كردستان وفي غربها اذ ليس سرا هنا أن أحد أبرز أهداف احتلال شنكال هو تضييق الخناق على تجربة الادارة الذاتية الديموقراطية في روج آفا – غرب كردستان ( كردستان سورية ) واقامة جدار عزل داعشي بينها وبين جنوب كردستان ولا ريب أن أكلاف الهولوكوست - المحرقة الداعشية في شنكال لكانت أضعافا مضاعفة لولا تدخل وحدات حماية الشعب التي سارعت الى ملء الفراغ الناجم عن انسحاب قوات البيشمركة من شنكال ولتلحقها قوات الدفاع الشعبي الكردستاني اذ ساهمت وحدات حماية الشعب ليس فقط في حماية الناس وتأمين ممرات آمنة لهم الى روج آفا حيث نزح أكثر من مائة ألف عبر تلك الممرات بل وهذا الأهم هو دعمها لتأسيس وحدات مقاومة شنكال التي تنتظم الآن مع وحدات حماية الشعب وقوات الدفاع الشعبي في اطار القوات الكردستانية المشتركة المقاتلة في شنكال ضد الغزو الداعشي وتشهد انضماما متعاظما من الشنكاليين الى صفوفها وليس في استعراض ذلك أي منة أو تكرم بل هو واجب أدته وستؤديه روج آفا ووحدات حمايتها ففور احتلال داعش للموصل قبل نحو ثلاثة أشهر سارعت تلك الوحدات الى الاعلان الرسمي عن أنها تقف في خندق واحد مع جنوب كردستان في وجه الارهاب الداعشي رغم محاولات بعض الجهات السياسية والاعلامية في هولير (أربيل) حجب شمس دور تلك الوحدات الساطع في التصدي لداعش ومقارعتها من ربيعة الى شنكال بغربال مهلهل.


شيرزاد عادل اليزيدي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket