الموصليّون من شهر العسل الى شهر البصل

تقاریر‌‌ 01:49 PM - 2014-08-27
الموصليّون من شهر العسل الى شهر البصل

الموصليّون من شهر العسل الى شهر البصل

كيف سقطت مدينة أم أكثر من 100 ألف عسكري:
بعد أن خاض تنظيم داعش الارهابي معارك عنيفة دامت لأكثر من خمسة أيّام متتالية مع القوات العسكريّة المتواجدة في محافظة نينوى، وبعد أن خسر الكثير من قياداته البارزة، ولكن فجأة انقلبت المعادلة لمصلحته بعد أن كانت ضدّه، وهذا فقد خسرت داعش الكثير من مقاتليها العرب من جنسيّات متعددة بعد أن تعرضت لهجمات شرسة من قبل الجيش العراقي لمدة أربعة أيّام متتاليّة أي من 5/6 إلى 9/6/2014 . لكن بقدرة قادر انسحبت قيادات الجيش العراقي والمتمثّلة بالفريق الأول ركن علي غيدان قائد القوات البريّة  ومساعده الفريق الأول ركن عبود عنكبر واللواء الركن مهدي صبيح الغراوي قائد عمليات نينوى، اضافةً الى مدير شرطة محافظة نينوى اللواء الركن خالد الحمداني وأمريّ الأفواج والقواطع التابع للجيش والشرطة المحليّة. وقد سبقهم محافظ نينوى أثيل عبد العزيز النجيفي والكثير من المسؤلين الادارين وأعضاء مجلس محافظة نينوى.
استطاعت داعش في هذه المعركة أن تستعمل الضغط الأعلامي لأول مرّة مما جعلتها أن تأخذ مكانة أكبر من حجمها الحقيقي. إذ استطعت أن تثير القلق في صفوف القوات الأمنية وكذلك المدنين بأنها سيطرت على أغلب مناطق محافظة نينوى. مما جعلها أن تسيطر على الكثير من مناطق محافظة نينوى وخاصةً الجانب الأيسر من المدينة بدون أيّة مقاومة تذكر من قبل القوات الأمنية .
استطاع تنظيم داعش الارهابي أن يسيطر على مبنى محافظة نينوى في تمام الساعة الثانية عشر ليلا ً من مساء 9/6/2014 مما سهل هروب الكثير من القيادات الأمنية ومسوؤليّ الهيئات الادارية.

نزوح أهالي نينوى:
مذ اللحظات الأولى من سقوط مبنى محافظة نينوى بيد داعش، شهدت محافظة نينوى أكبر نزوح سكّاني في تاريخها. اذ نزح أكثر من نصف مليون مواطن موصلّي خوفاً من الأعمال الارهابيّة وكذلك القصف الجوي، مما اضطر الأهالي إلى مغادرة المدينة باتجاه الأقضيّة والنواحي القريبة من المدينة وكذلك باتجاه محافظتي أربيل ودهوك.

داعش تريد كسب رضا الجماهير
خلال اليوم الثاني من سقوط محافظة نينوى قام تنظيم داعش الارهابي بتوزيع منشورات ذكر فيها الى عودة الأهالي الى بيوتهم وقال: أنّه لايتعرض إليهم بأيّ شكلٍ من الأشكال وأكدّ أنّه يستهدف القوات الأمنية فقط لاغير، وفتح باب التوبة لهم ان أرادوا التوبة. مما جعله أن يكسب رضا وقبول البعض من الأهالي داخل المدينة.
خلال اليومين الأوّلين من سيطرة داعش على الموصل، قامت بفتح جميع الطرق المغلقة داخل المدينة ممازاد من شعبيتها بنسبة عالية جدا لدى الأهالي، وكذلك قامت بتوزيع المخزون المتبقي من  البنزين على الأهالي بدون أيّ مقابل مادي يذكر.
بعد أن سيطرت داعش على مركز محافظة نينوى بشكلٍ تام، عادت الأجواء الحياتيّة الى المدينة كما كانت قبل الاحتلال الامريكي عام 2003، اذ لاوجود لمنع التجوال ولاغلق الطرقات ولا المضايقات الأمنية، وكذلك فتح جميع المتنزهات والأماكن الترفيهية كما قال أهالي المحافظة.

داعش دولة غير معلنة :
ذكرت وسائل اعلام تركيّة أنّ تنظيم "داعش" أصدر جوازات سفر خاصة بـ"دولة الخلافة الإسلامية". وكشف موقع "يني شفق" التركي أنّ تنظيم "داعش" أصدر جواز سفر رسمي في الموصل، لتوزعيه على 11 ألف شخص داخل المدن والنقاط الحدودية بين العراق وسوريا التي أحكمت السيطرة عليها.
وأضاف الموقع التركي أنه كتب في أعلى الجواز عبارة "دولة الخلافة الإسلامية"، وبجانبها علم داعش، مشيرا الى أنّ ذلك تم في مركز الهويات وجواز السفر الذي افتتحته الحكومة العراقية سنة 2011، لتكون هذه العملية بمثابة خطوة أخرى بهدف مؤسسة الدولة الجديدة .

تهجير الأقليّات والطوائف
بعد اسبوع من سيطرة داعش على الموصل، كان للشبك والشيعة التركمان السبق في اخذ حصتهم من قسوة داعش. حيث اعتقل عناصر هذا التنظيم العشرات من ابنائهم وهجّر العوائل من منازلها وصادر ممتلكاتهم وخصوصا قطعان المواشي والأراضي الزراعية حيث يمتهن ابناء هذا المكون مهنة الرعي والزراعة.
منذ أن وطأت أقدام الإرهابيين الداعشيين تراب الموصل، وبعد أن استولت عليها وأعلنت قيام "دولة الخلافة الإسلامية " فيها، بدأت بتطبيق نهجها العدواني المجرم الذي اختارته لدولتها تجاه أتباع الديانات والمذاهب الأخرى ويكشف طبيعتها وحقيقتها، فأخذت تقتل كل من لايتفق مع فكرها، وتحصد أعداد هائلة من الشيعة وأئمة المساجد الذين رفضوا مبايعة الخليفة. وانطلاقاً من مبدئها ومعتقدها أن لاوطن لغير التكفيريين من أبجديات تنظيم دولة الخلافة، فقد خيرت مسيحيي الموصل بين إشهار إسلامهم ودفع الجزية أو مغادرة مدينتهم التي أحبوها وعاشوا فيها قروناً ودهوراً جنباً إلى جنب إخوانهم المسلمين، الأمر الذي دفعهم واضطرهم للهجرة والنزوح. وهكذا أفرغت الموصل من أهلها الأصليين من بناة الحضارة والثقافة العراقية، ومن احد مكوناتها الدينية والثقافية، وتغيرت معالمها بعد سيطرة داعش عليها، التي راحت ترفع الآذان على كنائسها.
إن المسيحيين في العراق هم جزء عام ومكون أساسي من مكونات الشعب العراقي الواحد، ذي الأصول المتعددة، وامتداد لشعوب تاريخية سكنت واستوطنت بلاد دجلة والفرات، وبنت حضارات وثقافات وأمجاد ما تزال بصماتها وملامحها ظاهرة في العراق، من البابليين والأشوريين والكلدانيين والسومريين وسواهم. وما تقوم فيه هذه الحركة الداعشية المجرمة الهدامة من ممارسات اضطهادية دينية وعرقية ضد المسيحين والايزيديين والشيعة من الشبك والتركمان اضافةً الى المذاهب والديانات والأقليات الأخرى هي جرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة وتصفية للحضارات والمقدسات والثقافات الإنسانية وشطب للتاريخ الحضاري العراقي.
إنها ممارسات غير أخلاقية وغير إنسانية بعيدة عن روح الإسلام وتعاليمه، وتفسد جوهره، وتسيء لصورته المشرقة السمحة، وتشوه ديننا الإسلامي الحنيف الذي يقول بصريح العبارة " لا إكراه في الدين" و "لكم دينكم ولي دين".
ومن جانبٍ آخر بات السنّة داخل الموصل رهينة ومعتقلين بأيدي داعش، في ظل اصدار قرارات وتعليمات تحدد من حركتهم وتقيّد حريتهم وتضعهم في موقف لايحسدون عليه.
ما فعلته عصابات البغدادي في الموصل من اعتقال المئات من الشباب من السنة واقتدياهم لجهة مجهولة جعل اهاليهم يبحثون عليهم في المقرات التي يتواجد فيها داعش التي تنكر عمليات اعتقال وتهدد من يأتي ليسأل عن معتقل بأنه سوف يتم وضع رأسه على ظهره وهو مصطلح تستخدمه داعش ومعناه قطع الرأس ويتم استخدام هذا المصطلح لاضافة المزيد من الرعب في قلوب الناس، وربما اعتقال نحو 80 من الضباط الكبار في الجيش السابق من منازلهم وفي ليلة واحد منذ اكثر من شهرين اشهر حادث عن وقائع الاعتقال في الموصل.
فيما بدات تنتشر مفارز لمسحلين تابعين لداعش مرتدين الزي الاسود يقومون بتدقيق هويات المارة وتفتيش السيارات بشكل دقيق ويستفسرون عن المكان الذي قدم منه الشخص والمتوجه اليه، وعن اصله ونسبه واعمامه، وتدقيق مابحوزته او داخل السيارة بشكل دقيق وحتى يتم الاستفسار من النساء عن وجهتهن.
كما ابلغ تنظيم داعش جميع تجار المواد الغذائية بعدم استيراد او ادخال أي مادة غذائية للموصل لان ذلك يعني توفير النقط "لدلو الكفر وللملحدين من الاكراد" على حد قول التجار نقلا عن داعش، وابلغهم بان أي تاجر يخالف الامر سيتم مساءلته وحسابه.
كما تم ابلاغ العديد من اصحاب المحال التجارية بمنع بيع بعض المواد والبضائع وقد بدأ الموضوع بالملابس النسائية، حيث وزع تنظيم داعش منشوراً يلزم أصحاب المحال بعدم بيع او عرض الملابس المخالفة للشريعة الاسلامية وكذلك العباءات المخالفة للشرع وتعاليم الدين كالعباءة الضيقة والشفافة والمزخرفة بتصريفها خارج سلطان الدولة الإسلامية أو إرجاعها للمصدر خلال مدة أقصاها خمسة أيام من إصدار هذا التعميم، مهددين بمصادرة العباءات المخالفة .

خطوة غير متوقعة من داعش
أعلنتْ داعش ميثاقها الإجرامي، قبلَ أكثر من شهرين.. ولم يأخذ العالم لأمر ِجدية، ولم يهتم أحد إهتماماً يُذْكَر.. خُطِف وقتل العشرات من الشبك الشيعة، ولم يعترض أحد. حُوِلَتْ جامعة الموصل العريقة الى ثكنة لعصابات داعش، ولم يُحَرك المالكي ولااليونسكو، ساكناً. قُتِل العديد من الإيزيديين وشُرِد الآلاف غيرهم، وكأنهُ شيء عادي. اُجبِرَت الجوامع على ترويج سياسات داعش التكفيرية، وسكتَ الجميع. مُنعَتْ النساء من العمل وفُرِضتْ عليهن ممنوعات قاسية، ولم يُبالِ أحد. والآن يُفّرغون الموصل من أهلها من المسيحيين والايزيدين وغيرهم من من شيعة الشبك والتركمان والأقليات الأخرى، أو يجبرونهم على الإسلام او دفع الجزية، وردود الفعل ضعيفة وخجولة في الداخل والخارج. وما جرى في "الحمدانية  وسنجار وخازر وغيرها من المناطق الأخرى" قبل ثلاثة أسابيع تقريبا، خير دليلٍ على ذلك ، فعصابات داعش الإرهابية، وجهتْ نيرانها الكثيفة، للمدينة الآمنة وحاولتْ دخولها وإستباحتها، ولولا مُسارعة البيشمركة، للدفاع عنها والوقوف بصلابة بوجه داعش، لحدثتْ مجزرة كبيرة هناك. وفي أية فُرصة سانحةٍ أخرى، ستقوم داعش بمحاولات السيطرة أينما استطاعت الى ذلك سبيلا، فأن داعش عدوٌ للجميع بلا استثناء.

المحاكم الشرعيّة لداعش وتذمر أبناء الموصل
أبناء الموصل بدأوا يتذمرون من تصرفات عناصر تنظيم داعش بسبب قيامهم بافتتاح محاكم شرعية وإقامة الحدود على الناس وتهجير المسيحيين والايزيديين والشيعة من الشبك والتركمان والأقليات الأخرى وفرض ملابس خاصة على أبناء المدينة تشبه الزي الأفغاني"، مشيراً إلى أن "سلوك عناصر داعش تغير ولم يعد كما كان عليه في أول أيام دخولهم المدينة، ما غير من نظرة الناس إليهم .
افتتاح أولى المحكمتين الشرعيتين في الجانب الأيمن من المدينة، ومقرها دار ضيافة المحافظ أثيل النجيفي، والأخرى في الجانب الأيسر للمدنية ومقرها مبنى القائمقامية"، لافتاً إلى أن "المحكمتين تصدران الأحكام الشريعة وتقيمان الحدود.
الموصليين يخافون من تلك المحاكم، ويتجنبون حتى السير بقربها، بسبب فضاعة ما يسمعونه عنهما.

داعش تمنع الاركيلة والملابس
وثيقة الملابس التي تم تداولها في المواقع الالكترونية باتت أمراً واقعاً في مدينة الموصل، إذ يحاول داعش فرض الملابس الأفغانية على الجميع.
داعش منع الشباب والبنات من ارتداء الملابس التي تحمل عبارات أجنبية والعباءات الاسلامية كما منع المحلات من عرض الملابس بواسطة النماذج المجسمة (المانيكان) وتدخين الاركيلة وقيادة النساء السيارات من بين أمور أخرى عديدة.
الملابس باتت تباع بأسعار رخيصة جداً لأن التجار يريدون التخلص منها بأي ثمن برغم تكبدهم خسائر كبيرة تلافيا لتعرضعم لعقوبات داعش"، وأن "المواطنين لاسيما النساء، امتثلوا لأوامر داعش وبدأوا بارتداء الجبة الاسلامية التي فرضوها، برغم الاستياء من ذلك.
الناس بدأوا بالتذمر من تصرفات داعش لكنهم يقفون مكتوفي الأيدي خوفاً من ردة فعلهم، كونهم لايتعاملون إلا بالسيف، و"سيارات الشرطة الإسلامية المرابطة في التقاطعات والساحات العامة تثير رعب المواطنين الذين يتخوفون من مسلحين يرتدون ملابس سوداء تشبه ملابس الأفغان .

داعش تفجر المراقد والأماكن المقدّسة
بعد أن سيطر تنظيم داعش الارهابي على مساحات واسعة من مدينة الموصل، وبعد أن هجّر الكثير الكثير من أهلها، وبعد أن قام بكل ما يغضب الله والناس.
لقد قامت عناصر داعش الارهابية بتفجير الكثير من المراقد والكنائس والاماكن المقدسة والحسينيّات العائدة لطوائف وديانات متعددة مثل المسلمين والمسيحين والايزيدين والكاكئين وغيرهم. وذلك بارتكاب مجرمي العصر وخوارج الامة الداعشيين ومن ارتضى فعلهم بتفجير مرقد النبي يونس (ع) والذي كان منارا للعراقيين ومعلما شامخا لمدينة الموصل فسيتحمل كل من روج واستحب فعلهم الامانة التاريخية والشرعية لأفعالهم الشنيعة والخزي والعار لكل من يحاول ان يجمل صورتهم وسيحشرهم الله معهم لان من ارتضى بفعل قوم حشره الله معهم .
وأيضاً قامت بتفجير مرقد الامام يحيى أبو القاسم الواقع على ضفاق نهر دجلة بمنطقة الشفاء، وكذلك جامع النوري الكبير الواقع في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، اضافةّ الى مراقد وكنائس وأديرة أخرى. وعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي قاموا  بتفجير مرقد النبي جرجس (ع) ومقام علي الاصغر ابن الحسن (ع) الواقع خلف جامع النبي يونس (عليه السلام) وسط الموصل.

داعش تغلق محال الزينة وتمنع النساء:
قام تنظيم داعش الارهابي بأغلق محال "الزينة الخاصة بالرجال في المدينة، بحجة أنها تخالف "القصات الشرعية"، في محاولة لمنع السكان من قص شعر الرأس أو الذقن لما فيه من "تشبّه بالكفار" ومخالفة لتعاليم "الدين الإسلامي"، بحسب معتقدات "داعش".
ويمنع داعش الدخان والارجيلة في جميع أماكن سيطرته، ويقوم بحرقه في الساحات العامة وفرض "حد" الجلد على المدخنين والمتاجرين بالسجائر، كما أن يطبق "الحدود" كقطع يد السارق، وصلب المرتد.
كما منع داعش أطباء النسائية من ممارسة عملهم، ودعا النساء في مختلف المدن التي يسيطر عليها للتوجه إلى عيادات خاصة يشرف عليها طبيبات، وأغلق محلات الخياطة النسائية إذا لم يكن العامل أنثى، كما فرض أن تكون البائعة أنثى في محال ألبسة النساء.
وأما في المناطق الريفية، جرت عدة حوادث فرض فيها مقاتلو "داعش" على المزارعين تغطية أثداء الأبقار، بحجة أنها "فتنة" وتثير الشهوة الجنسية، إلا أن هذه الحوادث ظلت فردية تناقلها السكان من دون أن تفرض على مناطق واسعة أو قرى بأكملها.

استراتيجية جديدة لداعش
هيكلية ولاية نينوى لتنظيم داعش الارهابي

استراتيجية داعش في العاشر من حزيران اعتمدت على كسر معنويات القوات الحكومية حتى تقبل بوجوده، لذلك خاض التنظيم معارك الأنبار لستة شهور متتابعة أثبتت وجوده كما أراد..
ولاية نينوى في تنظيم داعش اعتمدت على دعم ولاية الحدود للتجهيز لمعارك الساحل الأيمن وعلى المقاتلين العرب والأجانب!!
وراهن التنظيم على أن أمريكا سوف لن تتدخل أثناء المعارك المتتالية بينها وبين القوات العراقية.
اتباع داعش هم أكثر طرف استفاد من الحراك السني الشعبي فمن خلاله ظهروا على السطح وسيطروا على اجزاء واسعة من محافظة الأنبار، ثم دخلوا للموصل وصلاح الدين وديالى تحت شعارات مطالب العرب السنة !!.
لايوجد أي اتفاق بين داعش وقادة الحراك السني، وتمكن زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي من التدليس على السنة بانه نسج تحالفاته التي مكنته من الهيمنة على مفاصل الموصل وهو تأثير مشابه لما فعله في الشرق السوري  !.
دخول الفصائل المسلحة السنية وخاصة جيش رجال الطريقة النقشبندية على خط المعادلة العسكرية في الموصل وصلاح الدين مكن داعش من اختراق مجتمع سنة العراق وبالأخص الحراك السني كما فعل البغدادي في بداية مرحلته العسكرية في حلب والرقة والبو كمال .
مشروع داعش البغدادي، يعمل على ثلاثة مراحل، يبدأ من مرحلة الصولة ثم مرحلة عدم الاحتكاك مع مسلحي الفصائل الاخرى ثم مرحلة فرض البيعة على كل من يحمل السلاح في مناطق نفوذه وإلا القتل. تحت ذريعة حرمة تعدد الرايات، ومن أجل تأمين ظهره ليلعب دوره الحيوي في العمل العسكري !.
ويعتمد البغدادي في معاركه بالاضافة الى العرب والأجانب على الوجود العسكري لضباط الأمن والجيش السابق ممن تغيروا الى الفكر التكفيري، وهؤلاء غالبا ما يكونوا خلايا نائمة تستيقظ بالمئات عند الحاجة إليهم !!.
فرض الأحكام الاسلامية لداعش سوف يبدأ فور انتهائه من غرس نفسه في أعماق نينوى فعندها سيكون المحاكم الشرعية ولجان الحسبة داخل نينوى كما هو حال الرقة الآن..
ان سيطرة تنظيم داعش على غالبية أرض محافظة الموصل العربية هذا واقع بخلاف معلومات تنشرها بعض القنوات التي تروج لمشروع "ثورة سنة العراق"، وإشعال المعركة مع داعش في الموصل الان سيفسد على القوات الامنية حفظها لأمن ما تبقى من المحافظة وهذا من شأنه أن يدفع داعش إلى فتح جبهة جديدة في كركوك او صلاح الدين وحزام بغداد...
وسيطرة داعش على الموصل سوف يدفعه للسيطرة على كامل الحدود مع سوريا، ومستقبلا سيفتح لهم طريق نقل المقاتلين والسلاح والدعم اللوجستي وسيمنح داعش قدرة أكبر على المناورة والتمركز في الجزيرة على طول الحدود!! .
وفتح جبهات الموصل وصلاح الدين وكركوك على بعضها سيربك توزيع قوات الجيش العراقي في المرحلة القادمة وهذا بدوره سيخفف الضغط على مناطق الفلوجة والرمادي!.
لا اشك أن تنظيم داعش صار مستعدا الان لفتح جبهة قتال مع القوات العراقية في الموصل وجزيرة الثرثار؛ المعارك في الانبار من قبل تنظيم داعش كانت مختلفة عما حصل في الموصل، وكانت أكثر مطاولة ومناورة في الكر والفر، لكن ما ينبغي أن يعلمه المراقب لتنظيم داعش هو أنه غير من أساليبه القتالية في الموصل ولايزال يناور برأس رمحه من المهاجرين العرب والأجانب (750-800) مقاتل، وأيقاظ خلاياه النائمة، ولم تنته مفاجأته للقوات الحكومية بعد، وأن الوضع لم يستقر في الموصل إلى الآن، طبعا بوجود ضباط من الجيش السابق ونخب من قدامى مقاتلي داعش وبوجود فصائل مسلحة وأبناء العشائر المسلحين لاتريد لأي قوة حكومية أن تنجح في تحرير الموصل من داعش!.
لعل الامر الأهم الذي يمكن أن نحسبه لتنظيم داعش في الموصل هو أنه مال إلى عدم الاقتتال مع القوى المسلحة الأخرى من سنة الموصل ما أمكنه ذلك، وقام بالسيطرة على مناطق هي خارج سيطرة تلك القوى، بينما ذهب أبناء العشائر والفصائل في الانبار نحو مسار تمثل في "ثوار سنة العراق"، الأمر الذي كان موفقا لو انضم اليه كل الفصائل ولكنه جاء مخيبا لكل التصورات حيث اعتزلته الفصائل السلفية والاخوانية ولم يبق به الا (رجال الطريقة النقشبندية بعثية الدوري) وهم جيش الكتروني فقط!.
لايمكن لتنظيم داعش في الموصل أن ينجح حين يكون الجيش والعشائر والإعلام والفصائل ضده، اللهم إلا إذا اتحد مع القوى المسلحة الاخرى واستمر احترامه للعشائر والأهالي وتبنى فكرة انه يقاتل من اجلهم، ومثل هذا السلوك لايكون ممكنا في الموصل وصلاح الدين.
وأن من العسير مواجهة تنظيم داعش بمعارك نظامية داخل المدن والشوارع وهو يعتمد في معاركه هذه على مقاتلين من أبناء تلك الأحياء والقرى، فمن دون أبناء العشائر وأهالي تلك الأحياء لن يهزم داعش بشكل نهائي!!.
في الموصل، موقف العشائر محايد إلى حد كبير، وكذلك حال الأحزاب السياسية بقدر ما، وهما تحديدا من يمكنهما احداث التوازن العسكري على الارض في معارك داعش مع القوات الحكومية، وذلك لاعتقادهم بأن تنظيم داعش حالة عابرة، ولاينبغي التعاون معه، ولايجب قتاله.. ولاعتقادهم بأن القيادات الأمنية طائفية وهي مازالت تعمل الخطأ بعد الخطأ بحق السنة العرب في الموصل..
وعليه تنظيم داعش سيعمل على فتح جبهة قتال في الموصل لانه قادر على مسك الأرض!!.
من ذلك كله أن الفارق بين معارك الانبار والموصل يتمثل في ميول أهالي المحافظتين، إذ ان الثقل الذي تمثله عشائر الانبار جعل حجم التنسيق معها حكوميا وإقليميا أكبر بكثير من عشائر الموصل، حيث ضخت أموال كثيرة لزعامات تلك العشائر، بينما كان الأمر أقل من ذلك مع عشائر الموصل.
كل ذلك لايعني التقليل من أهمية عشائر الموصل، ولكنها نأت بنفسها ان تدخل بحرب ضد تنظيم داعش ولو على مستوى تأسيس الصحوات بل يعد من افشل مشاريع المصالحة الوطنية مشروع إسناد ام الربيعين!.
لكنها محاولة حكومية لإسناد القوات الأمنية هناك، وعليها ان تنتبه وان تتعلم من دروس العاشر من حزيران، ولاتجعلها قاعدة تعمل بها على كل الجبهات، فجبهة الموصل غير!.
عدم تتعدد الجماعات والفصائل المسلحة الموصلية العاملة بالضد من القوات الحكومية جعل تنظيم داعش ينفرد بالسيطرة على الموصل، وفرض بيعة البغدادي بالقوة على تنظيم أنصار الإسلام وكتائب ابي بكر الصديق السلفية!!.
الهيكل التنظيم لولاية نينوى، يقوده نائب البغدادي المدعو (أبو مسلم التركماني العفري، فاضل احمد الحيالي) ويعتمد على ضباط عسكريين سابقين، ويرتبط بشكل مباشر بالبغدادي، وتتمتع ولاية نينوى برعاية ظاهرة أو خفية من البغدادي نفسه.
ولأهمية ولاية نينوى تم تكليف المدعو (عبدالله يوسف، أبوبكر الخاتوني) بدلا من المدعو (رضوان طالب الحمدوني، أبو جرناس) الذي كلف بولاية الحدود!!.
ومع اتجاه المجتمع الموصلي للحيادية، وتركهم قتال داعش، كان يتزايد نفوذ تلك الجماعات الساعية لفرض بيعة البغدادي وبسط النفوذ وجمع الأموال والاتاوات، حيث كلف بمنصب منسق جمع الاتاوات المدعو (ثائر محمد الخالدي، أبو رائد).. ويساعده المدعو (عبد الجبار الراوي، أبو أحمد).. لكن الأمر لايقف عند هذا الحد في جمع المال ففي ولاية الموصل هناك مفارز التسليب ومفارز خاصة للخطف وأخذ الفدية، وكلف بقيادة هذه المفارز، المدعو (زياد سليم محمد، الملقب بمنصور)، فمجاميع داعش المتعاقبة، من ولاية نينوى وولاية الحدود، حرصت على جمع المال لكل إمارة داعش في العراق، وعملت على حفر الأنفاق عبر الحدود لتهريب السلاح والآثار والأموال من العراق الى سوريا وبالعكس!.
ان هذه المجاميع قد غذت تنظيم داعش وأنصاره، وأيضًا قد رسخت جهدها في التمويل الذاتي، الذي يتراوح بين (مليون الى مليون ونصف مليون دولار شهريا)، ولذلك قرر البغدادي أن يعتمد على نفسه في القيادة والإدارة وسياسة الهيكل التنظيمي، ودربت ولاية نينوى أفرادها على حرب المدن والشوارع، وقد أخذت شكل العصابات المسلحة والمتطرفة دينيا، التي تعمل بصورة علنية في ولاية نينوى!!
وتتميز ولاية نينوى عن باقي ولايات داعش، بأنها ذات صلة بالمنظومة العشائرية والدينية في جميع طبقات المجتمع الموصلي، وهي تحارب الأعمال ذات الطابع السياسي..
في ولاية نينوى هناك هيئة شرعيّة، لغرض القضاء وفصل الخصومات والنزاعات المشتركة ونشر العقيدة والمنهج التكفيري، وكلف بمنصب مسؤول الهيئة الشرعية المدعو (الشيخ عمار سعيد الجبوري، أبو اليقظان).
وكلف بمنصب مسؤول المفارز الأمنية والاستخبارات والاغتيالات، المدعو (محمد حازم العكيدي)، ويساعده المدعور(احمد سعدون احمد الحمداني). وكلف بمنصب عسكري عام ولاية نينوى، المدعور (فواز هاني نجم اللهيبي، أبو محمد)، ويساعده على الساحل الأيمن المدعو (حامد ضاحي الشمري، ويلقب البدوي)، ويساعده على الساحل الأيسر المدعور( خالد جاسم نوح الجبوري).
ويعمل على منصب معلومات الولاية المدعور (فراس علي السبعاوي، أبو أياد) ويساعده على الساحل الأيمن المدعو (أحمد راكان الجحيشي)، ويساعده على الساحل الأيسر المدعو (رضوان علي الجرجري )..
وكلف بمنصب إداري الولاية المدعو (علي مهند العقراوي، أبو وقاص)، ويساعده المدعو (محمد عبد احمد السبعاوي)..
وكلف بمنصب المالي العام المدعو (سالم عواد خلف الجبوري)..
التجربة الوظيفية الناجحة لداعش في سوريا جعلت البغدادي يكرر نفس التكتيك في الموصل وبنفس الاستراتيجية والأسلوب والشعارات (حماية سنة العراق )..
داعش استثمرت وجود الحراك الشعبي السني لإيجاد حاضنة محايدة أو متعاطفة معها، واستثمرت التذمر السني من السياسات الأمنية الحكومية، للهجوم واستثمرت المعارك في الأنبار لترسيخ وجودها كضلع في الدفاع عن سنة العراق!!
داعش البغدادي استثمر الحاضنة السنية لترسيخ وجودها ثم هزيمة الموصل لتمددها ولم يبق إلا دمجها بأراضي الشرق السوري!!
إعلاميا اتبعت ولاية نينوى نفس أساليب العدناني الخطابية عبر الحشد الطائفي وشعارات المنقذ والمخلص وحتى في طريقة التعامل مع أهالي نينوى.

تعريف الأشخاص في هيكل "داعش" الارهابي

الأول: أبو بكر البغدادي (إبراهيم البدري).
الثاني: النائب (أبو مسلم التركماني). اسمه فاضل الحيالي. ضابط جيش سابق من تلعفر .

الوزراء من اليمين
الأول: أبو عبدالرحمن البيلاوي. اسمه عدنان إسماعيل نجم . ضابط سابق في الجيش . المسؤول العسكري الأول. قتل في الموصل في 5 يونيو الماضي.
الثاني: أبو قاسم. اسمه: عبدالله أحمد المشهداني. مسؤول استقبال العرب وتأمين الانتحاريين.
الثالث: أبو هاجر العسافي. اسمه: محمد حميد الدليمي. مسؤول البريد في التنظيم. (وظيفة هامة. التنسيق ونقل التعليمات).
الرابع: أبو صلاح. اسمه: موفق مصطفى الكرموش. مسؤولية المالية في التنظيم.
الخامس: أبو علي، وكنيته الأخرى: أبو لؤي. اسمه: عبدالواحد خضير أحمد. المسؤول الأمني العام عن التنظيم.
السادس: أبو محمد. اسمه: بشار إسماعيل الحمداني. مسؤول ملف السجناء.
السابع: أبو عبدالقادر. اسمه: شوكت حازم الفرحات. المسؤول الإداري العام في التنظيم.

مكتب الحرب.. من اليمين
الأول: أبو كفاح. اسمه: خيري عبد حمود الطائي. مسؤول التفخيخ.
الثاني: أبو سجى. اسمه: عوف عبدالرحمن العفري. مسؤول الشؤون الاجتماعية في التنظيم (رواتب وإعانات ورعاية أسر).
الثالث: أبو شيماء. اسمه: فارس رياض النعيمي. مسؤول مخازن السلاح في التنظيم.

المحافظون.. من اليمين
الأول: أبو ميسرة. اسمه: أحمد عبدالقادر الجزاع. مسؤول التنظيم في بغداد.
الثاني: أبو مهند السويداوي. اسمه: عدنان لطيف السويداوي. مسؤول داعش في الأنبار. ضابط سابق في الجيش.
الثالث: أبو جرناس. اسمه: رضوان طالب الحمدوني. مسؤول داعش على الحدود بين العراق وسوريا.
الرابع: أبو فاطمة. اسمه: أحمد محسن الجحيشي. مسؤول داعش في محافظات الفرات الأوسط.
الخامس: أبو فاطمة. اسمه: نعمة عبد نايف الجبوري. مسؤول التنظيم في محافظة كركوك.
السادس: أبو نبيل. اسمه: وسام عبد زيد الزبيدي. مسؤول التنظيم في محافظة صلاح الدين.

لماذا سقوط الموصل
منذ سنوات تدير الجماعات الارهابية الحياة اليومية في الموصل تحديدا، الجميع يعرف بان الجماعات الارهابية تقوم بجباية الاتاوات من المواطنين، ويوميا نشهد اغتيالات وتفجيرات واقتحامات في نينوى والانبار وصلاح الدين، كل هذا كان يستخدم في التهريج السياسي الطائفي يوميا دون محاولة لوضع أساس لحل شامل.
عندما تقرر السلطة ابقاء الوزارات الامنية بلا وزراء، والتمسك بالقادة الفاشلين وصم آذانها عن النصائح والانتقادات، وتفعل كل شيء للتغطية على الفشل بدل التفكير والعمل على معالجته، يكون من الطبيعي ان تتمدد آفة الارهاب وتحتل مزيداً من المدن مستغلة اساءة العناصر الامنية للمواطنين وتفشي الفساد الذي يمول الارهاب وحالة الانقسام الطائفي التي تعمل القوى السياسية على تعميقها.
لن تنفع اعادة النقد ويبدو ان السلطة لاتريد محاسبة كبار القادة العسكريين الذين يشغلون منذ سنوات وسائل الاعلام ببدلاتهم الملونة والمتنوعة ورتبهم الزاهية وخطاباتهم عن انتصارات وهمية ليتبخروا في ليلة سقوط المواصل ليتركوا المدنيين في قبضة داعش الاجرامي فلايجدون غير الفرار، بلا مأوى ولازاد، ينتظرون الاعانات في أيام القيظ، ان ادانة الافعال الاجرامية لداعش ونقد السلطة لايعني التغاضي عن مشاركة جميع القوى السياسية في تردي حال العراق وعدم استقراره امنيا وبالاخص عندما استسلمت هذه القوى للتفرد السياسي والامني وبقيت تتفرج على الاخطاء غير مهتمة الا باستخدام هذه الاخطاء في الدعاية الانتخابية.
لابد أن يشعر غالبية أهل الموصل الحدباء بالأسى والأسف وكذلك الذل والهوان بعد أن خذلهم كبار قادة الجيش من أهالي الموصل بعد أن باعوا المدينة وأهلها بثمن بخس لعتاة الأجرام من الداعشيين ومن لف لفهم. ولعل الجرائم الطائفية البشعة التي أرتكبها الغزاة البغاة بحق الأقليات المقيمة في المدينة تزيد الطين بلة لأن الدماء البريئة التي أريقت لابد أن يتحمل مسؤوليتها من تسبب بتلك الكارثة. وأذا كان عتاة الأجرام الداعشيين هم الذين يتحكمون بالأمور في الموصل ويجبرون الآخرين على الخنوع لهم فأن الضحية هم أهل الموصل أنفسهم فاليوم تفجّر المساجد والكنائس وقبور الأنبياء والأولياء واليوم يهان الموصليون لأسباب تافهة بالجلد أو الرجم أو القتل واليوم تكمم أنفاس الموصليين في ظل قوانين جائرة ماانزل الهه بها من سلطان واليوم تسرق المصارف والمؤسسات الحكومية والأهلية باسم الدين الأسلامي ... فواأسفاه وحسرتاه!!
في ظل هذه المأساة المتواصلة أين أنتم ياكبار الضباط الوطنيين والشباب المؤمنين وأبناء العشائر الغيارى في الموصل؟ لم نلحظ حتى هذه اللحظة تحركا واضحا من جانبكم فهل أرتضيتم حياة البؤس هذه؟!.
أين الشرف العسكري الذي عرفتم به والنخوة الصادقة الملازمة لكم لتنتفضوا بكل قوة وجبروت لتحطموا الأصنام المتحركة في حدبائكم؟، أخوتكم من أنحاء العراق المختلفة قادمون الى الموصل لامحالة لتحريرها من ربقة المجرمين لكن جهودكم في ضرب داعش ورجال العصابات الاخرين مطلوبة للأطباق عليهم ومحقهم.

 

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket