قيادي في الـ (أ.و.ك): مهمة القضاء على داعش أصبحت مسؤولية وطنية ودولية

ا.و.ك‌‌‌‌ 11:19 AM - 2014-08-26
القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني هريم كمال اغا

القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني هريم كمال اغا

تؤكد المعطيات أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وبعد إعلانه دولة الخلافة الإسلامية بات يشكل تهديداً كبيراً على أمن العراق والمنطقة باسرها وفي الوقت الذي يحذر فيه العالم من الاستخفاف بالتهديد الذى يشكله هذا التنظيم انطلاقا من حيازته لأسلحة متطورة وموارد مالية كبيرة يتوقع كثير من المراقبين أن تنظيم داعش لايمكن له ان يرسخ لنفسه في العراق خصوصا بعد ظهور التصدعات  بينه وبين القوى السنية الأخرى ما يوحي بأن الصدامات ستزداد حتما ، فيما تشكل ضربات سلاح الجو الامريكي انعطافة جديدة على صعيد إنهاك قوى هذا التنظيم والضغط على بنيته العسكرية بهدف تفكيكها ، وحول هذا الموضوع استعرض القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني هريم كمال اغا ، جانبا من تداعيات الوضع الامني والتطورات السياسية بعد استيلاء تنظيم  داعش على مناطق واسعة من العراق.

* من هو في اعتقادكم  المسؤول عن تسلل تنظيم داعش الى العراق ؟
- ان صفحة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مليئة بالممارسات الدموية حيث اعتمد هذا التنظيم على العنف والقتل كسبيل لتحقيق غايته فمنذ تشكله في سوريا ردا على الممارسات اللامسؤولة لنظام بشار الاسد في ردع الثورة السورية السلمية اكدت المعطيات ان المستفيد من هذا التنظيم هو النظام السوري نفسه اذ لم يقدم تنظيم داعش اي شيء للثورة السورية سوى المزيد من الدم والمزيد من الضغوطات على شرائح المجتمع التي عادت للتحالف مع نظام بشار الاسد للتخلص من الوحش القادم من وراء الحدود ، لكن الدعم المادي والمعنوي المتواصل من بعض الدول لتنظيم داعش ساهم في انتشاره وتوسيع دائرة عملياته في المنطقة باسرها وكذلك ساهمت النزاعات الطائفية والصراعات السياسية في تمدده الى عمق العراق خصوصا في المحافظات المنتفضة ضد حكومة بغداد المنتهية ولايتها  حيث ركب هذا التنظيم موجة الغضب ضد حكومة المركز مستفيدا من المظلومية التي يشعر بها ابناء السنة في الوسط كما وجد له اتباع من  بقايا حزب البعث المنحل من الذين وفروا له الحواضن في تلك المناطق واطلقوا له العنان لتدمير العراق وذبح العراقيين . 
 
*هل يمكن تحقيق رؤية مشتركة لدى الاطراف السياسية من اجل استثمار الموقف الدولي المناهض لمشروع داعش ؟
- اظهرت الاحداث ان تنظيم  داعش ليس له قضية حضارية يسوقها عبر الاعلام وهو بشكل خاص لايعير اي اهمية للاعلام كوسيلة يلجا اليها في مخاطبة الراي العام من اجل تحسين صورته او لتبرير مايقوم به من افعال اجرامية  فهذا التنظيم كان ومازال سلاحه الأساسي هو بث الخوف والرعب في النفوس فقد عودنا على الظهور بصور منافية للحضارة والتمدن فتارة يفجر المساجد والمراقد ويقطع الرؤوس واخرى ينقض على كل من يختلف معه في الراي والمعتقد واحيانا يصدر فتاوى لاتنسجم مع معطيات الواقع الحضاري ، وكان مجموع الضحايا والخسائر التي ألحقها هذا التنظيم بالعراق تفوق التصور وهي بحد ذاتها كافية لادانته على كافة المستويات فالسلوك الوحشي الذي اتبعه في معاقبة الكورد الايزيديين والشبك والمسيحيين والتركمان كشف حقيقة هذا التنظيم امام المجتمع الدولي والراي العام الذي سارع الى ادانته باشد العبارات وعليه لابد من وجود رؤية مشتركة لدى جميع الاطراف السياسية من اجل استثمار الموقف الدولي المناهض لمشروع داعش في المنطقة .
 
*ماهي التحديات التي واجهت اقليم كوردستان بخصوص استيعاب النازحين ؟
- لاشك ان مشكلة استيعاب النازحين شكلت التحدي الأبرز بالنسبة لحكومة اقليم كوردستان فمنذ استيلاء داعش على محافظة نينوى اثر انسحاب قوات الجيش منها واجه ابناء الاقليات ابشع الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية التي يمكن تصنيفها ضمن حملات الابادة الجماعية ، من حيث ان توجهات داعش كانت تهدف الى افراغ المحافظة من وجود الاقليات الدينية والمذهبية بل وملاحقتها وتصفيتها في مناطق سهل نينوى وغرب دجلة كما حدث في استهداف الكورد الايزيديين في قضاء سنجار ، وكان نتيجة ذلك نزوح زهاء نصف مليون مواطن في غضون ايام باتجاه اقليم كوردستان ورغم الإمكانيات المحدودة فقد تمكنت حكومة الاقليم وبمساعدة المنظمات الدولية من استيعاب اكبر عدد ممكن من النازحين ولابد من الاشارة هنا الى الجهود الاستثنائية لكل الجهات التي ساهمت في مساعدة الهاربين من بطش داعش وتوفير الامن لهم ومنها نذكر سلاح الجو الامريكي وقوات حماية الشعب التي سجلت تاريخا مشرفا في المساعدة على فتح ممرات امنة لاجلاء الايزيديين المحاصرين من قبل عصابات داعش  في جبل سنجار وايصال الماء والغذاء لهم .  
 
*ماهو تعليقكم حول انسحاب قوات حرس اقليم كوردستان ( البيشمركة ) من محاور عديدة في مناطق غرب دجلة وسهل نينوى ؟
- لاشك ان انسحاب قوات البيشمركة من مناطق غرب دجلة وسهل نينوى التي تقع ضمن حمايتها كان مثار استهجان كبير كونه مهد لعصابات داعش الزحف باتجاه مناطق الاقليم وهدد بالتالي امن المنطقة باسرها ومن البديهي أن تثار جملة من التساؤلات حول موقف قيادة البيشمركة من هذا الامر ، و لابد من ايضاح بعض الاسباب المهمة في هذا السياق وفي مقدمتها غياب التنسيق بين حكومة المركز وقوات البيشمركة على الصعيدين الميداني واللوجستي  ومن جهة اخرى فقدان التواصل مع قوات العشائر الرافضة لتنظيم داعش في المناطق السنية التي يمكن الاستفادة منها للتصدي لداعش اما الاسباب المباشرة لانسحاب قوات البيشمركة من تلك المناطق فهي متعددة الأوجه .   
السبب الرئيس الاول : 
لقد استفاد تنظيم داعش من الحدود الواسعة لاقليم كوردستان عبر نشر عصاباته على محاور عدة تشرف على مساحات شاسعة من الاقليم ولاتتوافر فيها قوة كافية لتأمينها الى جانب القدرات المحدودة لقوات البيشمركة من ناحية العدة والعدد .
السبب الثاني :
بحسب الدستور العراقي تعتبر قوات البيشمركة جزا من منظومة الدفاع العراقية وتسليحها يقع على عاتق الحكومة المركزية في حين لم تحصل هذه القوات ومنذ عام 2003 على التمويل المنشود الذي يؤهلها لخوض معارك واسعة ، وبهذا كان عدم ايفاء الحكومة العراقية بالتزاماتها تجاه تسليح البيشمركة احد الاسباب التي مكنت داعش من  احراز تقدم جزئي على اراض اقليم كوردستان .
السبب الثالث :
ساهم تخاذل بعض القادة الميدانيين العسكريين الذين كانوا يشغلون مواقع قيادية حساسة على ارض المعركة في ارباك قوات البيشمركة مما اتاح لعصابات داعش الفرصة للتقدم والسيطرة على مناطق سهل نينوى وغرب دجلة التي تخضع لحماية الاقليم ، ولاشك ان هذا التراجع مثل إساءة لقوات البيشمركة ، والقادة الذين اشرفوا على المعارك حينذاك هم من يتحملون المسؤوليته التاريخية ازاء هذا التراجع . 
السبب الرابع :
لقد اثبتت المعطيات الميدانية ان عصابات داعش المدعومة من بعض الدول تمتلك امكانيات تسليحية متطورة لاتقارن بمستوى تسليح قوات البيشمركة المحدود وهذا مايفسر الادعاء بعدم تكافؤ القوة بين الجانبين لكن في النهاية ومع الدعم الدولي للعراق سوف تبقى قوات البيشمركة هي القوة الفعالة في مواجهة عصابات داعش .
 
* ماهي القدرات التي يحتاجها العراق من اجل طرد داعش  ؟
- العراق بحاجة إلى دعم دولي من اجل طرد عصابات داعش ولابد ان يقترن هذا الدعم باصلاحات سياسية على الصعيد الداخلي فالمستجدات التي طرات على الساحة العراقية تتطلب مراجعة شاملة للسياسات الامنية والاقتصادية والتنموية والعمل على انشاء منظومة إصلاح شاملة فاذا نظرنا الى ما يجري في العراق من ماساة  فهو بالتاكيد نتيجة للانتهاكات المتعددة للدستور والتصرف الخاطئ بالسلطة الممنوحة لحكومة المركز وامتناعها عن تحقيق مطالب الجماهير في اقامة النظام الفدرالي من اجل توفير الامن وخدمات افضل وتوزيع الموارد بشكل عادل ، ولاشك ان التخلص من عصابات داعش اصبح حاجة وطنية ودولية ملحة ومهمة يجب ان يضطلع بها العالم الحر المحب للسلام  لذلك يجب الاستفادة من قرارات مجلس الامن للحد من قدرات داعش كما يجب استثمار تاييد الاتحاد الاوربي لنا لحشد القوى ضد هذه العصابات وطردها من البلاد ومن اجل تحقيق ذلك ينبغي على الاطراف السنية ان تعلن موقفها الداعم للعملية السياسية الجديدة وان تكون شريكا فاعلا وممثلا حقيقيا لارادة المكون السني في الحكومة الجديدة.

*مالذي تتوقعونه لمستقبل الحكومة الجديدة ؟
- على الحكومة الجديدة ان تاخذ بنظر الاعتبار الاخفاقات التي قادت البلاد الى منزلق خطير وهي مدعوة لاجراء قراءة متأنية للاسباب التي أفضت الى تفاقم مشكلة الفساد في الملفين الامني والخدمي ولابد ان تستفيد من اخطاء الحكومة السابقة وإجراءاتها السلبية والمتمثلة باقصاء وتهميش المكونات واستغلال السلطة الممنوحة لها للتخلص من الخصوم السياسيين ، ولاشك ان مهمة الحكومة المقبلة ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض لكنها ليست مستحيلة  فبالتعاون وجمع الفرقاء من الكورد والعرب السنة والشيعة والاقليات من شانه تحقيق التقدم المنشود في العملية السياسية وتسوية الخلافات العالقة اذ تبين المعطيات على الساحة ان مجموع هذه الخلافات كانت حصيلة لقرارات غير مدروسة واغلبها كان يخضع لمصالح شخصية فتهميش العرب السنة والتجاوز على حقوق  اقليم كوردستان التي نص عليها الدستور العراقي وغيرها من الخلافات يمكن حلها بسهولة في حال تم تحكيم المصلحة العليا للبلاد وتغليبها على جميع المصالح الاخرى ، واكرر ان الحلول للمشاكل التي يعاني منها العراق ليست جاهزة ويتوجب على الحكومة المرتقبة ان تتدارك مخاطر المرحلة الحاسمة وتبحث الحلول للمشاكل مع جميع الاطراف اذا ان العراق بات اليوم على مشارف الانهيار الكلي ولايمكن ان يتحمل الشعب صدمات واخفاقات السياسيين الى مالانهاية .
 
حواره / محمد احمد

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket