لماذا يجب أن تدعم الولايات المتحدة إستقلال الكورد

الاراء 02:56 PM - 2014-08-21
لماذا يجب أن تدعم الولايات المتحدة إستقلال الكورد

لماذا يجب أن تدعم الولايات المتحدة إستقلال الكورد

في أول خطاب تنصيبه عندما اصبح رئيسا، وضع رونالد ريغان رؤيته لإعادة تأسيس الولايات المتحدة باعتبارها "نموذجا للحرية ومنارة للأمل للذين لايتمتعون بالحرية الآن."
كان هذا بالكاد مفهوم جديد في عام 1981، حيث كانت فكرة أن الولايات المتحدة تستطيع وينبغي ان تكون بمثابة نبراسا لمساعدة الشعوب والامم في سعيهم للحرية بحاجة إلى إحياء بشكل كبير عند تسلم الرئيس ريغان الرئاسة.
اليوم، حيث التهديد المتزايد الذي يمثله المتطرفون من داعش على الكورد في العراق والاقليم يهيمن على عناوين الصحف، تواجه الولايات المتحدة أزمة مماثلة من ذلك النوع.
لا تزال أمريكا تمثل مناراً ضد التراجع الصارخ لعالم مضطرب على نحو متزايد، ولكنني كثيرا ما أتساءل إذا كان الشعب الأميركي يدرك تماما المدى الذي يمثله هذا المنار أو تأثيره على الشعوب على اختلافها في كل ركن من أرجاء المعمورة.
لقد حان الوقت لنا كأمة لتركيز جهودنا للقيادة ونكون مثالاً يقتدى به وتجديد التزامنا بمساعدة هؤلاء الذين يكافحون من أجل الحرية وحق تقرير المصير.
خلال عملي كعضو مجلس الشيوخ للولايات المتحدة، كنت منخرطا بشكل وثيق في الأحداث في الشرق الأوسط، وبقيت منخرطا منذ ذلك الحين من خلال العمل عن كثب مع الشركات والشعوب في المنطقة لترويج الشركات والتقنيات الأميركية على أمل أن زيادة النشاط الاقتصادي من شأنه أن يعزز علاقات أفضل و توثيق الروابط الثقافية.
وقد تركز الكثير من هذه الجهود في إقليم كوردستان، على مدى السنوات الثماني الماضية،  استطعت ان اتعرف على شعب كوردستان وإكتسبوا إحترامي كما شهدت مباشرة نضالهم من أجل الحرية ورغبتهم في تأسيس دولة حرة ومستقلة.
لقد شهدت أيضا كيف ان الولايات المتحدة مثلت مصدر إلهام للشعب الكوردي وكيف اصبح تاريخ أمتنا مصدر إلهام لقادتهم في السعي الى الاستقلال عن جمهورية العراق وتحقيق الازدهار من خلال تعزيز الحرية والحرية ضمن حدودهم.
في الواقع، على الرغم من الحروب المتعددة ومن الدكتاتورية المستبدة والتهديدات المستمرة، ازدهرت كوردستان في جزء من العالم يعج بعدم الاستقرار والبؤس.
تفتخر كوردستان اليوم بالاستقرار والأمن الداخلي وتعكس روح الاحتواء والتسامح الأميركي، ان كوردستان هي احدى المناطق القليلة في المنطقة حيث يعيش المسلمون والمسيحيون واليهود جنبا الى جنب بشكل علني ومريح  دون خوف من القمع أو القهر.
وفي الوقت نفسه، تقوم كوردستان بتطوير اقتصاد قوي ومتنوع يرتكز على الزراعة والموارد الطبيعية والسياحة والصناعة - بواسطة العمل الجاد للشعب الكردي والطبقة المتوسطة الناشئة.
لقد سعى شعب كوردستان جاهدا من أجل الاستقلال وحق الحكم الذاتي منذ أجيال عدة. وكان الشعب الكوردي على وشك تحقيق ذلك عدة مرات إلا القوى العالمية الخارجية ضربته ومنعته في الوصول الى ذلك.
وقد تعرض الكورد الى الفظائع ودفعوا ثمن الحرية. لذلك، فقد حان الوقت بأن تأخذ الولايات المتحدة بنظر الاعتبارهذه التضحيات وان تفي بالتزامها الأخلاقي لدعم شعب كوردستان وطموحاتهم من أجل الحرية والسيادة الوطنية.
مما لا شك فيه، سيكون هناك أولئك الذين يجادلون بأن على الولايات المتحدة أن لا تتدخل في السياسة الداخلية للدول الأجنبية، وسوف يجادلون بأن مصلحتنا في المنطقة تستند فقط على الاحتياطيات الهائلة من الموارد الطبيعية التي تمتلكها كوردستان، لكن هؤلاء المشككين لايفهمون الأهمية الحقيقية لدعم الحرية ويتجاهلون طموحات الشعب الكوردي.
صحيح أن الموقع الذي تتمتع به كوردستان ومواردها الطبيعية تجعل منها شريكا استراتيجيا جذابا جدا للولايات المتحدة وحلفائنا، ولكن يجب أن لاتكون هذه الاعتبارات السياسية والاستراتيجية  في طليعة عملية صنع القرار لدينا.
بدلا من ذلك، يجب علينا دعم استقلال كوردستان لأنه هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، ولأن أمريكا ينبغي - ويجب – ان تبقى نبراسا للذين يسعون الى الحرية.
في خطاب نهاية رئاسته، عاد الرئيس ريغان الى ذكر الفكرة التي طرحها في خطاب بداية رئاسته بالقول أن أمريكا "لا تزال منارة، ولا تزال نقطة جذب لجميع الذين يجب أن يتمتعوا بالحرية، لجميع المهاجرين من جميع الأماكن المفقودة السائرين خلال الظلام، نحو الوطن".
لقد أبحر شعب كوردستان لأجيال عديدة عبر ظلام القهر والتضحية بشجاعة وعزم، وبقيت عينهم على منارالحرية. حان الوقت الآن لأمريكا بأن تقف شامخة وبأن تعبرعن دعمنا وأن تقدم مساعدتنا الكاملة لهم خلال سعيهم في الخروج من الظلام والبحث عن الراحة والاطمئنان في وطنهم الجديد - جمهورية كوردستان المستقلة.

///////////////////////////////////
عضو مجلس الشيوخ الامريكي السيناتور كونراد بيرنز (متقاعد)، خاص بـ (سي ان ان)

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket