المدن المنسية في كوردستان مهددة بالخطر

آثار‌‌ 11:50 AM - 2014-08-10
المدن المنسية في كوردستان مهددة بالخطر

المدن المنسية في كوردستان مهددة بالخطر

نشرت منظمة اليونسكو لائحة بالمواقع من التراث العالمي في كوردستان الملحق بسورية ( روج أفا ) مهددة بالخطر في جنوب غرب من كوردستان الكبرى (شمال غرب سورية ) في مافظة حلب بجبل ليلون من كورداغ ، وتعرف بأسم المدن المنسية ( الميتة ) ، وهي مواقع مدن وقرى أثرية كوردستانية الواقعة في شمال غربي سوريا ، حيث تنتشر على مساحة قدرها / 5500 / كم مربع تمتد من قورش ( قلعة النبي هوري ) شمالاً وحتى أفاميا جنوباً ومن حلب شرقاً وحتى وادي العاصي غرباً ،وهي / موقع براد – برج حيدر – كالوتا – خراب شمس – كفر نابو – دير سمعان او قلعة سمعان – قصر المشبك – فافرتين – قصر البنات – بطوطة – صوغانة – كيمار – دير مشمش – باصوفان – قلعة قورش او النبي هوري – سرجيلا /

وهي من أكبر تجمعات الأثرية في العالم وقد بلغ عددها / 800 / موقع وقرية أثرية بني فيها حوالي / 2000 / مستوطنة حضرية بين مواقع عسكرية وتجارية وسياحية ومدن ومواقع دينية من مغاور ومعابد وكنائس في فترة أزدهار المسيحية قبل القرن السادس الميلادي ، والمنطقة تعتبر من أهم المناطق القديمة الغنية بالآثار والمعالم التار يخية الهامة ، وقد تم أضافة هذه المواقع لقائمة التراث العالمي من قبل اليونسكو عام 2011م . 

جدول بأهم المواقع المهددة بالخطر في كوردستان سوريا بموجب منظمة اليونسكو :

 

 

الموقع

 

الاسم

 

أحداثيات

 

النوع

 

الرقم

 

التسجيل

 

ملاحظات

 

أضافات

 

1- موقع براد

ريف حلب - عفرين

36 ،38- 36 ،39 د

مواقع ثقافية اثرية

 

1348

 

2011م

مهددةبالخطرمنذ 2013م

نتيجةالحربالسورية

2-برج حيدر

  =

    =          

     =

     =

     =

     =

     =

3- كالوتا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

4-خراب شمس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

5- كفرنابو

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

6-قلعة سمعان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

7-قصرالمشبك

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

8-فافرتين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

9-قصرالبنات

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

10-بطوطة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

11-صوغانة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

12-كيمار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

13-ديرمشمش

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

14-باصوفان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

15-قلعة قورش

اوالنبي هوري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

16-سرجيلا

 

 

 

 

 

 

 

 

سوف نقوم بنشر سلسلة دراسات عن هذه المناطق المهددة وبيان الاهمية التاريخية والثقافية لهذه المواقع :

 

اولاً : موقع براد : 

براد قرية كوردستانية أثرية / تقع في الجزء الملحق بسوريا من كوردستان في سلسلة جياي كورمينج – ( كورداغ ) – عفرين / وتعتبر جزءاً من المدن المنسية ( الميتة ) بحسب منظمة اليونسكو ، وأسم براد في اللغة االكوردية تلفظ ب ( برا – دايه ) من مقطعين برا وتعني الاخ ودايه وتعني الام ، بمعنى الأخ من الام ، وورد في اللغة السريانية ( البراد ) ، ويذكر المهندس عبد الله الحجار في كتابه أثار جبلي سمعان وحلقة أن معنى براد هو ساعي البريد أو مكان الركض ، وتعرف في النصوص اليونانية بأسم (( كفرو برادا )) ، وأميل الى التسمية الاولى الكوردية كون سكانها من الكورد وكون المنطقة تتميز بأنتشار ثقافات متنوعة ففيها معابد وثنية لآلهة الشمس وأله نابو ومعابد أيزيدية وكنائس قديمة تعايش معاً على مر السنين .

يبلغ عدد سكان براد حوالي ألف نسمة وهم من الكورد ، وتقع على بعد /40 / كم شمال حلب و /15 / كم جنوب شرقي مدينة عفرين ، الى جنوب كيمار ب/4 /كم على جبل ليلون وتتبع عفرين أدارياً ،وهي من أكبر القرى الأثرية في جبل ليلون وشمال سوريا ، يمكن الوصول أليها من الغرب عن طريق باسوطة – كيمار ومن الشرق زيارة – عقيبة – صوغانة – كيمار ، كانت براد بلدة مزدهرة في الماضي خصوصاً في العهد البيزنطي ، وقد وردة ذكرها في رحلة المستشرق جيرترد بيل الى كورداخ ، جبال ليلون عام 1905م من جامعة اكسفورد ، يذكر أنه مر من قرى فافرتين وكبيشين وبراد وأن سكانها من الكورد الايزيديين وأقام عند عائلة موسى بقرية باصوفان وزارا قرية برادة وبرج حيدر وأن قرية باصوفان تعد كمنتجع صيفي لليهود والساكنيين بمدينة حلب لبرودتها ، وأن اليهود كانوا يبيتون في منازل الكورد اليزيدية .

عادت براد وأكتسبت أهمية منذ عام 2004م حين ثبت أبرشية حلب المارونية وجود ضريح مار مارون مؤسس الكنيسة المارونية فيها ، ودعت الى أعتبارها مكان للحج ، ويذكر المؤرخ الروسي / جورج تشالنكو / فان تاريخ نشوء براد يعود للقرن الثاني وبنيت حول هيكل وثني وهو ما يدل على أنتشار الديانات القديمة في كورداخ ولا سيما عباة أله الشمس والديانة الأيزيدية قبل دخول الديانة المسيحية وأنتشارها ، وتطورت مع بداية القرن الثالث ، اذ تدل المكتشفات الأثرية عن وجود فندق فيها وحي للأثرياء مؤلف من بيوت فاخرة محاطة بحدائق ، وحمامات رومانية هي الأقدم في المنطقة وضريح مربع الأضلاع ، وحوانيت حرافية ، ومعاصر للزيت ومزارع حيوانية وحي تجاري ، ومقر الحاكم البيزانطي للمنطقة بني سنة 496م بحسب الكتابة اليونانية فيه ، وبدءاً من القرن الخامس والسادس أصبحت براد مركزاً تجارياً ومسيحياً هاماً ، حيث بتي فيها ثلاثة كنائس وديران كبيران من أبرزها كنيسة جوليانوس وكنيسة الصغير .

منذ القرن السابع الميلادي هجر السكان براد نتيجة الحروب بين الأمبراطورية الفارسية والبيزنطية في المنطقة ومن ثم نتيجة وقوعها على الحدود بين الدولة الأموية والأمبراطورية البيزنطية وبدأت تفقد أخبارها بعد مكانتها ، الى أن تحولت الى مدينة مهجورة من المدن المنسية ، عادات براد وأكتسبت أهمية خاصة بدءاً من عام 2002م حيث بدأت عمليات التنقيب فيها برعاية غسان الشامي ومن ثم بعثة من الولايات المتحدة الامريكية ، وأبرشية حلب المارونية وجامعة الروح القدس في  الكسليك في لبنان ووزارتي السياحة والاثار في سوريا .

من أبرز أثار براد كنيسة جوليانوس ويعتقد أنها سميت على أسم المهندس الذي قام ببنائها على أنقاض هيكل وثني من القرن الثاني ، يسود فيه الأعمدة الكورنثية المزخرفة والحجارة المصقولة التي كانت للهيكل ، تنقسم الى ثلاث صحون يفصلها أروقة من الأعمدة ، وترتقي الى بازليك او كاتدرائية كونها ثاني أكبر كنائس شمال سورية ، وللكنيسة جوليانوس عشرة أبواب تم بناؤها بين عامي /399 – 402م / وتضم قوس النصر والذي كانت تقام أمام مدافن الأبطال المنتصرين في الحروب عند الرومان للدلالة على التكريم الفائق ، وأستخدمت أقواس النصر في المسيحية لمدافن القديسيين ، حيث يفتح القوس على مدفن مار مارون . 

وفي حوالي عام 410 م أضيفت كنيسة اخرى صغيرة خصصت لحفظ ذخائر القديسين ويقول المرخ ان هذا المعبد الصغير ربما كان معبداً لدفن راهب مشهور تبين فيما بعد أنه للقديس ما مارون . 

القديس مارمارون

إن التنسك والرهبنة ظاهرة وجدت في جميع العقائد الدينية والروحية ،فقد وجدت في العالم القديم قبل ظهور الأديان السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية ، والرهبنة هي فكرة دينية قديمة أسلوبها الزهد في الحياة والانصراف للعبادة الآلة ، وقد أطلق على الرهبان أسم ( شهداء عصرالسلم ) . 

وظهرت الرهبنة كاحتجاج على الأوضاع ، وللنجاة بأرواحهم الى الانطواء والابتعاد عن العالم من خلال الصلاة والصوم والنسك والتعزي باللجوء الى الله . تؤكد أغلب الدراسات على أن الرهبنة كانت في البدء ظاهرة فردية تتمثل باللجوء النساك الى المغاور والكهوف أو الى الصحارى أو قمم الجبال ابتعادا عن ملذات الحياة الدنيا ومفاسدها وبحثا عن سلامةالروح ونقائه ، وظهرت هذه الفكرة في سوريا في القرن الرابع في عفرين ( كردداغ ) بجبال ليلون وتحديدا في قرية \ براده \ الناسك (مارمارون ) الذي تنسك في قمة جبل ليلون وقضى معظم وقته في الصوم والصلاة والسجود ومناجاة الله ووعظ زائريه وإرشادهم . 

وأجتذب مارمارون أليه الكثيرين من الرجال والنساء، فاالتفوا حوله في صوامع ومغاور قريبة منه ،ولما توفي في سنة \ 410م \ نشأت أخوية مارونية في المنطقة تعمل بما علم به هذا الناسك الشهير، واليوم تحولت هذه القرية \ براده \ الى مزار ديني ومكان الحج للطائفة المارونية المسيحية حيث أنتقل للعيش فيها بعض المؤمنين من الموارنة في لبنان التابعين لهذا الناسك ويأتون كل عام الى مكان الكنيسة للاحتفاء بذكراه .

 

  جيان زكريا الحصري  

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket