قاسم السلطان: الطرب الاصيل سمة الشعوب المثقفة

ادب و فن 02:04 PM - 2014-08-04
الفنان العراقي قاسم السلطان

الفنان العراقي قاسم السلطان

بداياتي في الطرب انطلقت من المرحلة الابتدائية
فنان يمتلك موهبة مشفوعة بثقافة موسيقية وقد مر بمراحل كثيرة من التجريب، انه المطرب المحبوب قاسم السلطان الذي حاول الوصول بفنه الى مرتبة تؤهله للوصول الى النجومية وفعلا استطاع ان يكون نجماً من نجوم الطرب العراقي، والسلطان من مواليد مدينة الحرية في  بغداد 1968 هذه المنطقة انجبت كبار المطربين امثال فاضل عواد وكاظم الساهر وباسل عزيز وعارف محسن وعقيل موسى وغيرهم.
قاسم السلطان المقيم حالياً في فندق تايتانك في مدينة السليمانية، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، حيث إلتقى به موقع  PUKmedia وتحدث عن بداياته قائلاً: "لقد كانت انطلاقتي من مرحلة الصف الخامس الابتدائي حيث طلب مني مدرس النشيد آنذاك الاستاذ محمد البحراني ان اغني اغنية (بعاد كنتم) لمحمد عبدة وشارك فيها عدد من تلاميذ المدرسة ووقع الاختيار علي لأغنيها وغنيتها وشجعوني في حينها، مع ان هواياتي كانت في البداية لعبة كرة القدم وكنت العب في منتخب المدرسة الابتدائية والمتوسطة وقد شاركت في اشبال العراق وفزت في الاختبار ثم ابعدوني لان الواسطة كانت تلعب دوراً!!!.. وبعد ذلك توجهت الى فرقة الرواد في اتحاد الطلبة وتم ضمي الى الفرقة النغمية بقيادة الفنان فاروق هلال وشاركت من خلال هذه الفرقة في اغنية زعلان الاسمر للمطرب عارف محسن حيث كنا كفرقة مصاحبة للفنان عارف والاغنية في الحقيقة كانت اغنيتنا واعطاها الفنان هلال الى الفنان عارف رحمه الله.
وخلال اللقاء قدم السلطان، من خلال موقع PUKmedia، تهانيه إلى الشعب العراقي قائلاً: "كل عام وشعبنا العراقي في خير وعيد سعيد رغم الألم والمرارة التي يمر بها شعبنا ونتمنى أن يعم الأمان في ربوع عراقنا العظيم وأن يبعد الله عنه الأرهاب والجريمة عن شعبنا وبلدنا الحبيب ونسأل الباري عز وجل أن يكون هذا العام نهاية الأحزان، ويؤكد لقد قدمت حفلة خاصة بمناسبة العيد في السليمانية وقد أقبل جمهور محبي الطرب العراقي على الحفلة التي قدمت فيها أغنيات جديدة وكذلك الأغاني القديمة التي يحبها الجمهور".

عن الأعمال التي قدمها السلطان وندم عليها؟
يقول: "لاأعتقد إني نادم على عمل قدمته من أعمالي السابقة واللاحقة ومقتنع بها تماما ً ولابد أن أقول إن لكل عمل نكهته وأسلوبه ومقصود لكل إغنية في أجوائها وزمنها ولست نادماً على ذلك ولم يضغط علي في أي عمل فني قدمته وأنا أعتز بتلك الأغاني وخاصة إغنية ( تسأليني عن الليالي ) والتي كانت سبب شهرتي ومن الأغاني الهادئة كما تعرفون وكذلك رحلة مع أم كلثوم التي عبرت بي من مرحلة إلى أخرى وإغنية ( شيجيبكم ) التي أعتز بها وحبيب عيني وأغاني كثيرة أعتز بها وكذلك إغنية ( على صبري ) .

ماهو تأثير الغربة وآلامها على الفنان؟
يقول السلطان: "بصراحة الغربة عن العراق هي أشبه بـ ( السم ) الذي نتجرعه ونحن بعيدون عن شعبنا وأشبه بالمرض الخبيث !! الذي يسري في جسدنا ونحن نجد أصعب أمر هو الإبتعاد عن بلدنا وشعبنا واليوم تكون فرحتي عندما اكون في العراق لإنه عشقنا وهاجسنا الذي نعيشه كل لحظة بين أهلنا وإخواننا وأصدقائنا وكذلك جمهورنا الحبيب".

ماهو تأثير الغناء الشعبي في الحفلات العامة والخاصة سلبيا على الفنان؟
يقول السلطان: "بصراحة أنا لا أجد ذلك سلبيا ً بل على العكس يكون همزة وصل روحية على الجميع ويكون أكثر تواصلا ً وإبداعا ً بين المطرب والجمهور وأنا أجدها أكثر قربا ً أو تقربا ً للجمهور ( لايف ) وإن تسجيل الأغنية داخل الأستوديو بين الجدران ولكن إحساس المطرب والجمهور يكون أكثر تفاعلا ً بالشكل المباشر ولايؤثر على المطرب إطلاقا ً بالرغم من وجود التقنيات الفنية أكثر منها في ( الأستوديو ) عن المسرح ويتفاعل الجمهور أكثر معنا مباشرة والحفلات اليوم تتميز بإيقاعها المباشر مع عشاق الطرب والفرقة الموسيقية تكون مكملة لأداء المطرب وأجد إن الغناء بالمسرح أحلى وأجمل بكثير من الأستوديو".

ماذا عن الملحنين الذين تتفاعل معهم اليوم وملحنين الأمس؟
يقول السلطان: "إن أكثرية الفنانين أو المطربين العراقيين يتعاملون مع الملحنين القدماء الذين يشكلون العمود الفقري للغناء العراقي الأصيل وأنا لدي تجارب في مجال التلحين شخصيا ً ولكن لم أعلن عن ذلك لإن الملحن له دور أكبر في تعميق الأداء لدى المطرب ولدي تجارب شخصية في التلحين ولم أعلن عنها لقناعتي بدور الملحنين مع نجاح العديد من الأغاني التي قمت بتحلينها شخصيا ً كما وكنت للعديد من زملائي المطربين ولاأعتبر نفسي ملحنا ً مع هذا أو شاعراً غنائياً وأنا أعتز بكل الملحنين الذين تعاملت معهم منذ إنطلاقتي ولحد الأن ".

ماذا عن إغنية ( أبو شامة ) التي لاتنسجم مع أخلاقية العائلة العراقية أو إبتعادها عن الذوق العام بسبب كلماتها؟
يقول السلطان: "أنا شخصياً أتمنى أن تحضر حفلتي الغنائية وسأقدم أغنية (أبو شامة) وسترى كيف يتفاعل الجمهور معها ويعشقها بالرغم من الإن الصحافة أعطت صورة سلبية عنها أو عكستها بشكل سلبي مع إني قدمت هذه الأغنية قبل أكثر من 5 سنوات والأغنية على العكس كان لها جمهور كبير وعاشق لها ولكلماتها وكل حفلة يطلبها مني الجمهور فكيف تكون سلبية أو مرفوضة لإنها إغنية نابعة من مجتمعنا وعشقها للحياة وقد صورناها بإسلوب جديد وليس تقليدي قريب من واقعية الإغنية من حب شاب لفتاة الجيران أو المنطقة وخاصة في فترة من فترات زمن بغداد الحبيبة وكذلك الملابس والأزياء في تلك الفترة ونمط الحياة في حينها وأجد إن الجمهور تتباين أرائه وقناعته في كل إغنية وهو أمر طبيعي وإن قناعة جمهوري بما إقدمه له من إغنيات جديدة في كل شيء وإن الإغنية كانت جريئة بعض الشيء وكذلك كلماتها وإن مضمونها ليس إساءة بل تعابير وإراهاصات جميلة ولكن تفسيرها في الأعلام قد يكون مغاير للحقيقة".

كيف تجد المطرب والطرب العراقي قبل 2003 وبعدها؟
يقول السلطان: "بصراحة سابقا ً كنت أساند الشباب الجدد من من المطربين وتشجيعهم ولكن مع الأسف الشديد نجد إن الطرب في العالم من شرقه إلى غربه أصبح وسيظل منحدرا ً نحو الأسوأ ولا أقول الطرب العراقي ويمكنكم ملاحظة ذلك وما يقدم من طرب هابط من الغرب إلى الشرق بالرغم من التقنيات الحديثة وماكنة الإعلام تعمل وفق ذلك ونحن نعتبر أنفسنا الفترة الذهبية للغناء الشبابي العراقي في التسعينات وبالرغم من ذلك فقد إنتقدنا الإعلام كثيرا ً أنذاك ولكن اليوم بدأ يشيد بنا مع إن ظروفنا تلك كانت صعبة جدا ً وليس من السهل تقديم وتسجيل أي عمل غنائي إلا أن يمر بالعديد من المراحل والعقبات ليقدم بعدها للجمهور سواء على كاسيت أو من خلال الإذاعة والتلفزيون بينما اليوم يتم تسجيل الإغنية وتقديمها بأسرع وقت وبكلمات وألحان هابطة وأعتقد إن اليوم أفضل من الغد وسنرى إن ما يقدم غدا ً سيكون هابطا ً أكثر من السابق وقد تستغربون حتى من كلمات تلك الأغاني".

وهل هناك نصيحة للفنانين الشباب؟
يقول السلطان: "لابد أن يبحث هؤلاء عن ترانيم وأصالتهم العراقية وما قدمه الغناء والطرب العراقي للإنسانية ولنا تاريخ  كبير وعظيم في كل شيء ولدينا عمالقة في الطرب العراقي وأسماء لامعة من الغزالي إلى مطربي الريف والساهر وياس خضر وعشرات غيرهم وأن يتمسك المطربين الشاب بتقاليدها ويطورها وفق إخلاقيات المجتمع والذوق العام والإبتعاد عن التطرف والهمجية في الغناء ونتمنى أن يكون مطربينا الشباب عند حسن ظن جمهورهم ومحبيهم ولايسببوا خيبة الأمل لهم".

PUKmedia خالد النجار / السليمانية

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket