طالباني قاوم مرضه كما قاوم اعداءه

الاراء 02:05 PM - 2014-07-21
صورة من الارشيف للرئيس مام جلال مع الدكتور عادل عبد المهدي

صورة من الارشيف للرئيس مام جلال مع الدكتور عادل عبد المهدي

في 17/12/2012 اتصل الرئيس بحدود 7:30 مساءاً، وبعد لقائه بالاستاذ المالكي، وطلب ان نلتقي في اليوم التالي لحديث مهم..
وفي ساعة مبكرة من اليوم التالي اتصل الاستاذ برهم ليخبرني نقل الرئيس لمستشفى الطب لجلطة دماغية حادة اصابته. ذهبت لهناك، كان الرئيس في غيبوبة كاملة.. قام الفريق الطبي العراقي بواجبه كاملاً.. ثم جاء فريق طبي ايراني والماني، وبدأت الدول تطالب ارسال فرقها. وفي 20/12/2012 تقرر نقله لالمانيا، لمعرفتهم بملفه الطبي حيث عولج سابقاً.
عندما زاره السيد عمار الحكيم ووقف عند رأسه "تفاءل" بالقرآن الكريم، ففتح الله عليه، "واذا مرضت فهو يشفين.. والذي يميتني ثم يحيين.. والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين".. وعند لقاء ولده "قباد" قال "لاتقلقوا فوالدي قوي، لايستسلم بسهولة". فالمام جلال معطاء في الوقوف مع الاخرين.. فرحم الله سبحانه وتعالى عبده.. وقام الطب المتقدم بواجبه.. ووقفت حرمه وعائلته والمحبين مساندين له يدعون له السلامة.. وقاوم المريض مرضه ولم يستسلم فعاد مشافياً لاهله ووطنه.
بدأ المام جلال نضاله وحياته السياسية في سن مبكرة، فاطلق عليه الـ"مام"، اي العم لكبر اقواله وفعاله. فطالباني من كبار القادة والزعماء، واكثرهم خبرة ومعروفية داخلياً وخارجياً.. شامخٌ مقاومٌ للاستبداد والظلم.. متفائلٌ صلبٌ في اوقات الشدة، لايعرف اليأس..مدافعٌ صلبٌ عن حقوق كردستان والعراق، بالبندقية.. والرسالة.. والخطابة.. وفي المفاهيم والبناءات النظرية والتنظيمية. لايكل ولايتعب.. مؤسسة ومشروع كامل بذاته.. يجيد الكردية والعربية والفارسية والانكليزية وبعض التركية والفرنسية.. اديب، حافظ لكثير من القرآن والشعر (خصوصاً الجواهري) والروايات والنوادر والنكات، وقارىء ممتاز، ويحتفظ اينما كان بمكتبة زاخرة.. كريم نفس وباسط يد، لايرد طلباً، متسامحٌ عند الحاجة وحازمٌ عند الضرورة.. يدير الاجتماعات والمؤتمرات ببراعة، يجمع الفرقاء والمختلفين، ليخرجوا موحدي الكلمة والصف.. دوره مركزي في تطور القضية الكردية والعراقية على حد سواء.. وان اختياره لرئاسة الجمهورية، وتمتعه بمحبوبية الشعب ليست امراً مستغرباً لرجل مثله، يمتلك هذه المواصفات والامكانيات..فوصفته المرجعية العليا بـ"صمام الامان".
فهنيئاً لشعب العراق عودة رئيس الجمهورية.. وهنيئاً لعائلته وكردستان والاخوة في "الاتحاد الوطني".. ونردد ما كان يردده عند لقاء اصدقائه من شعر الجواهري العظيم.. "باقٍ واعمارُ الطغاةِ قصارُ".

الدكتور عادل عبد المهدي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket