دفاعاً عن مواقف التجمع العربي لنصرة القضية الكردية

الاراء 02:21 PM - 2014-04-24
دفاعاً عن مواقف التجمع العربي لنصرة القضية الكردية

دفاعاً عن مواقف التجمع العربي لنصرة القضية الكردية

حين انبرى عدد من العراقيين العرب لـتأسيس التجمع العربي لنصرة القضية الكردية، وضعوا نصب اعينهم نقاطا متعددة من أهمها  مهمة الدفاع عن قضية حق شعب كردستان  المشروعة في الحياة، وليس فقط الوقوف الى جانب الحكومة الكردستانية في اربيل، وليس ايضا الاصطفاف مع مواقف الأحزاب الكردية مهما كانت تسميتها، بل كان في فكر جميع الأخوة المؤسسين الدفاع عن حق الانسان، وعن مطالب ومصالح الشعب الكردي في كل مكان وفق وجهة نظر التجمع، ويلتزم في العراق بانتقاد كل موقف سلبي يضر بمصلحة العراق الاتحادي او شعب كردستان العراق.
وبقي التجمع يلتزم منهجا ثابتا مستقلا في الدفاع النبيل عن قضية شعب كردستان ليس في العراق فحسب بل في المنطقة التي تشظت اجزاء من كردستان فيها، ولذا فان مهمة قيادة التجمع المتضامنة مع اعضائه من العرب  مهمة مضاعفة، إذ يسعى التجمع للمساهمة في التخلص من نتائج الفكر الشوفيني الشائع بين العرب والذي نشرته السلطات والثقافة البغيضة والهدامة لغرض بث الفرقة والاستهانة بالشعوب وغمط حقوقها الانسانية، ومن خلال الإسهام الفعال في عرض الحقائق المغيبة عن كثير من العرب، والتي فجعت بها الأمة الكردية وتحملتها بصبر وثبات كبيرين.
وطيلة فترة التأسيس في العام 2004، وانعقاد المؤتمر الأول للتجمع في العام 2012، كان التجمع صوتا يقف الى جانب الحق ويطالب باستمرار بإدانة و تجنب أساليب الحروب والقتال التي تسعى اليها الأطراف المتصارعة  وشجب اساليب الحروب والقتال، وتأمين حياة مدنية وآمنة ضمن مجتمع مدني وديمقراطي وموحد يليق بالإنسان في العراق الاتحادي. أن الاعتراف بحق الآخر أضحى قاعدة أساسية للحياة الإنسانية في هذا العصر، وبدون هذا الإقرار سيكون للحقوق تعابير تختلف عن حقيقتها، لذا فان التجمع يسعى الى مساهمة الأعضاء المنتسبين اليه بالمساهمة الثقافية والسياسية الفاعلة من أجل إبراز هذه الحقوق.
وكان التجمع سواء في بياناته او في مقالات ودراسات مؤسسيه وأعضائه  يعبر عن تلك المناهج التي لم يزل يلتزم بها، ولن يحيد عنها، وبقي التجمع قائما بتكاتف قيادته والتزامهم دون ان يلزم نفسه بأي دعم  من اية جهة كانت، ومهما كان شكله صغيرا او كبيرا، تعبيرا عن موقف إنساني  لهذا الجمع الخير الذي لم يكن يعبر عن شيء  سوى مدى تقبله لحق الآخر في الحياة والاختيار السياسي، وأن ينسجم مع القواسم المشتركة في هذا المجال خدمة لقضايا الانسان وترجمة هذه المواقف عملياً.
 أن التجمع عبارة عن توحد المثقفين العرب من مختلف الأعمار والجنسيات ومن أجيال متعددة من المقتنعين بحق  الشعب الكردي  وضرورة مناصرته في هذا المجال، ويعمل  التجمع على الصعيد الشعبي للمساهمة في شحذ الوعي العربي واستنهاض همم المثقفين العرب ضد الفكر الشوفيني البغيض، وبما يخدم قضية التفاعل الحقيقي بين الشعبين العربي والكردي، والأهم من ذلك التنسيق مع تطلعات ومواقف الشعب الكردي بما يحقق توثيق الروابط الإنسانية بين المثقفين العرب والكرد.
وكان التجمع العربي لنصرة القضية الكردية على الدوام يطمح من خلال بياناته الموجودة على صفحات مواقع الانترنيت ويطالب كل من الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بأن يكون اللجوء الى الحوار والنقاش الهادف بقصد الوصول الى المشترك بأسلوب حضاري، وتجنب اللجوء الى الخطابات الاعلامية واعتماد الحلول العقلانية، والابتعاد عن كل ما ينعكس سلبا على حياة الشعب في كل الاحوال.
ولا ننسى مطلقا  ماجاء في خطاب الأخ مسعود البارزاني رئيس الإقليم في المؤتمر الأول للتجمع، حيث تضمن مواقف إستراتيجية واضحة وصريحة حيث قال  :
اننا نعقد امالا كبيرة على اقلامكم أيها السادة الكرام لكي تدافعوا عن الحقيقة، وإننا نطالبكم بتنبيهنا عندما تلاحظون اي خطأ من جانبنا لكن ندعوكم في الوقت نفسه ان تدافعوا عن قضية الشعب الكردي، استراتيجيتنا واضحة ولن نحيد عنها ابدا وهي اننا نواجه الانتقام بالتسامح، نفضل لغة الحوار على لغة السلاح والتهديد. ليس هناك أي تهديد لوحدة العراق سوى الدكتاتورية، سنسلك كل الطرق، وسنبذل كل المحاولات و الجهود من أجل حل المشاكل بروح أخوية ديمقراطية وبلغة الحوار ولكن أؤكد لكم ولكل من يعنيه الأمر بأننا لن نقبل العيش في ظل الدكتاتورية مهما كلفنا الثمن، فهذا العصر هو عصر الشعوب ولايمكن لأي حاكم ان يقف ضد ارادة شعبه، وللأمة الكردية حق مشروع في تقرير المصير، لذا ندعو الآخرين ان لا يسلبوا منا هذا الحق، الشعوب بالنتيجة هي التي تحدد مصيرها.
مواقف التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ناصعة، ومشددة على الارتقاء بلغة الحوار الى مايشعر المواطن بأن حياته ومستقبله لن يتضررا، وان قياداته تلجأ الى اعتماد التفسير القانوني والدستوري في الحلول والقرارات التي تلزم الاطراف ودون ان يتم التفريط بأي حق من الحقوق، وان نصوص الدستور هي الفاصل والمحكمة الاتحادية العليا هي الحكم.
لايملك التجمع سوى كلمة الحق، وهي ربما في احيان كثيرة نخسر فيها اصدقاء ومعارف، إلا اننا سنبقى امناء وفق حدود امكانياتنا وقدراتنا على ما اتفقنا عليه في البيان التأسيسي للتجمع، وأن جميع اعضاء التجمع العربي لنصرة القضية الكردية لن توقفهم التخرصات والاتهامات، ولن تعطلهم المواقف المتعارضة مع فكر ونهج التجمع .  
زهير كاظم عبود
PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket