هل ستحدد الإنتخابات القادمة مستقبل العراق

الاراء 03:03 PM - 2014-04-22
صالح كدو

صالح كدو

بعد أيام سيتوجه الشعب العراقي بكافة مكوناته نحو صناديق الإقتراع لإنتخاب ممثليه في البرلمان وفي إدارة المحافظات . تأتي هذه الإنتخابات في ظل تصعيد وتيرة العمليات الإرهابية في العديد من مناطق البلاد، كما إن العلاقات الكردية – الكردية تشهد فتوراً واضحاً إن لم نقل تشنجاً لا يسر أحداً من أبناء الشعب الكردي وقد يكون لهذا الوضع أسبابه الموضوعية . فغياب الرئيس مام جلال  عن الساحة السياسية منذ حوالي عام ونصف كان له الدور الأساسي في حالة التخبط الذي يعيشه الشعب العراقي عموماً والكردستاني خصوصاً، فبغياب الرئيس الطالباني، فقد الشعب العراقي مؤقتاً صاحب المبادرة التوافقية والرجل الذي كان يعرف كيف يدير الأزمات الصعبة في أدق المراحل وأكثرها تعقيداً وكان السباق في قراءة اللوحة السياسية والتوازنات بدقة متناهية التي تضع العراق على الطريق الصحيح. وفي المجال الكردستاني كان الرئيس الغائب ربان السفينة التي أوصلت شعب كردستان إلى شاطئ الأمان رغم كل العواصف والأمواج وظل المدافع الأمين عن مصالح الشعب الكردي على قاعدة وضع المصالح القومية فوق كل المصالح والإعتبارات الحزبية والشخصية وكان همه إزدهار كردستان واستتباب الأمن فيها وبناء افضل العلاقات الكردستانية حتى إذا كان على حساب حزبه أحياناً.
من هنا كان جديراً بقيادة جمهورية العراق الفيدرالي وقيادة الإتحاد الوطني الكردستاني أيضاً . واليوم هاهي المعركة الإنتخابية تقترب من موعدها - ولا زال  مام جلال الذي نأمل أن يعود سليماً معافى إلى وطنه قريباً – غائباً عن الساحة السياسية لكن الإرث الذي تركه للشعب الكردي والمتمثل في حزبه الإتحاد الوطني الكردستاني يعد العدة لخوض هذه المعركة الانتخابية بشقيه العراقي والكردستاني بقوائم تحمل اسم مرشحين من ذوي الكفاءة والخبرة، وجوه تتوفر فيها روح التضحية ونكران الذات معروفة بعطائها وتفانيها والدكتور نجم الدين كريم "نموذجاً"، حيث يشهد له أبناء العراق وكردستان عموماً وكركوك خصوصاً وكذلك المرشحين الآخرين في قوائم الاتحاد الوطني الكردستاني. من هنا أعتقد بأن فوز هذا الفصيل الكردستاني العريق في الانتخابات القادمة سيشكل نصراً لشعب كردستان ويرسخ دعائم الأمن والاستقرار والإزدهار في ربوعه وسيكون عاملاً مساهماً في تحسين الأجواء بين القوى الكردستانية المختلفة. فالاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة الرئيس مام جلال لعب دوراً مفصلياً في حياة ابناء كردستان العراق خلال العقود الأربعة الماضية كما لعب دور وطني مشرف في العراق عموماً خاصة بعد سقوط الدكتاتورية ومن هذا المنطلق كان اختيار كافة القوى السياسية والاجتماعية في العراق للطالباني ليكون رئيساً لهذه الدولة المعقدة التي أنهكتها الحروب المتتالية التي كان يفتعلها نظام الاستبداد في العهد البائد كما لا ينفي الكردستانيون في الأجزاء الثلاثة الأخرى الدور القيادي الذي لعبه الإتحاد الوطني في لملمة الحركة الكردستانية وتجميع شملها وكان السباق في بناء التحالفات القومية ومساندة الأحزاب الكردستانية في الأجزاء الأخرى.
من هنا فأن شعب كردستان العراق مدعو اليوم للوقوف إلى جانب هذا الفصيل الكردستاني الكبير ودعم مرشحيه في هذه الانتخابات . كما ينبغي ان يدرك كل أبناء العراق بأنهم مدينون لهذا الحزب الذي يمتلك طاقات سياسية وثقافية واجتماعية كبيرة ولقائده الغائب حالياً والذي قدم الكثير للعراق وشعبه . ولاشك إن نجاح هذا الحزب سيكون في مصلحة العراق وشعبه وسيكون لاعباً اساسياً في تحديد مستقبل أفضل للعراق عموماً وكردستان خصوصاً.

صالح كدو *سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket