الأمن.. والخطاب الامني
الاراء 11:26 AM - 2014-04-16عبدالمنعم الأعسم
لا شك ان جزءا من معلومات الخطاب الامني الرسمي لما يجري من مواجهات مع الجماعات الارهابية المسلحة صحيح، لكن ضعف البناء الاحترافي لاشكال تقديم هذا الخطاب يفرط حتى بهذا الجزء الصحيح من المعلومات، سيما ان ثمة لتلك الجماعات اقنية ناشطة تروج لخطابها ومعلوماتها، وثمة جهات سياسية تعارض الحملة العسكرية تقدم خطابا امنية يختلف كل الاختلاف مع الخطاب الامني الرسمي، ينافسه ويتشكك فيه.
مواجهات الانبار تكشف عن معايب الخطاب الامني الرسمي الذي يصر على تجهيز فكرة "الاقتدار" و"الانتصار" وانصاف الحقائق، انطلاقا من مفهوم قديم، عفا عليه الزمن، يقول: لاينبغي ان يعرف المواطن الصعوبات والاخفاقات الميدانية والخسائر، لأن ذلك يضر بمعنويات المواطن والمقاتل، وهو تدبير لم ينجح في السابق (في كل حروب العرب) وجاء بنتائج سلبية كارثية حين كان الاعلام والصحافة تحت هيمنة السلطة، فكيف اذا ما انقلب الوضع وصار الاعلام الآخر سيد الساحة.
على ان الخطاب الامني الرسمي هو من اعقد واخطر وظائف الحكومة لمحاصرة الجريمة وتعبئة المواطنين حيالها، وقد ينقلب الى الضد من وظيفته إذا ما قـُدم بعجالة وتخبط وتضارب، بل وقد يكون عاملا في ترويج الجريمة والتغطية عليها حين يكون هذا الخطاب بيد موظفين غير مهنيين او غير متخصصين او غير مؤتمنين على حياة المواطن ومصالح البلاد.
الدول الحريصة على أمنها، في ظل العاصفة التي هبت على تقنيات الاتصال، تعكف على بناء خطاب امني منهجي صارم يقوم على كيمياء المصداقية والاقناع واحترام العقل ويتجنب اللف والدوران وانصاف الحقائق واستغفال الجمهور ودس معلومات اضافية وغير واقعية ضد “العدو” كما انها تعهد مسؤولية الخطاب الامني الى خبراء في التعبئة والاعلام ممن يمتلكون معارف في القانون الجنائي واللغة والسايكولوجيا وعلم المخاطبة وكفاءة التنبؤ واحتساب الحساسيات والمخاطر لضمان التأثير في الجمهور وكسبه.
باختصار شديد، يمكن القول ان ثمة فجوة بين المواطن العراقي والخطاب الامني، وثمة، بالمقابل، إصرار عجيب على تقديم الجملة الاعلامية الامنية على خطى ابجدية الاعلام الدعائي القديم المستهلـَك الذي تعوّد القول بعد كل هزيمة: الرئيس سالم. انتصرنا.
“ أدعي على ابنى بالموت، و أكره اللي يقول آمين".
مثل مصري
عبدالمنعم الأعسم
المزيد من الأخبار
-
واردات السليمانية وحلبجة خلال الاسبوع الماضي أكثر من 4 مليارات دينار
10:59 AM - 2024-03-29 -
رئيس الجمهورية: لم نكن لنصل الى ما نعيشه اليوم لولا تضحيات رجال تصدوا للظلم
11:20 PM - 2024-03-28 -
الاتحاد الوطني وتيار الحكمة يبحثان آخر المستجدات السياسية
10:36 AM - 2024-03-28 -
السيدة الأولى تدعو لدعم وتعزيز دور المرأة في المجال الإعلامي
09:45 AM - 2024-03-28
شاهد المزيد
الرئيس بافل: ماضون على نهج الرئيس مام جلال في حل المشكلات سلميا
10:56 PM - 2024-03-28
الرئيس بافل يجتمع مع لافروف في موسكو ويؤكد: تفعيل الجهود للتغلب على التحديات الأمنية
09:26 PM - 2024-03-28
رئيس الجمهورية لوزيرة المالية: التأخير في صرف الرواتب أثر على الأوضاع المعيشية في الإقليم
03:32 PM - 2024-03-28
تمديد فترة استلام قوائم المرشحين والاتحاد الوطني مستعد للانتخابات
12:13 PM - 2024-03-28
الأكثر قراءة
-
تمديد فترة استلام قوائم المرشحين والاتحاد الوطني مستعد للانتخابات
کوردستان 12:13 PM - 2024-03-28 -
الرئيس بافل يجتمع مع لافروف في موسكو ويؤكد: تفعيل الجهود للتغلب على التحديات الأمنية
العالم 09:26 PM - 2024-03-28 -
الرئيس بافل: ماضون على نهج الرئيس مام جلال في حل المشكلات سلميا
العالم 10:56 PM - 2024-03-28 -
رئيس الجمهورية لوزيرة المالية: التأخير في صرف الرواتب أثر على الأوضاع المعيشية في الإقليم
العراق 03:32 PM - 2024-03-28 -
واردات السليمانية وحلبجة خلال الاسبوع الماضي أكثر من 4 مليارات دينار
إقتصاد 10:59 AM - 2024-03-29 -
رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة التنسيق بين الأجهزة الأمنية وتبادل المعلومات
العراق 12:24 PM - 2024-03-28 -
رئيس الجمهورية: لم نكن لنصل الى ما نعيشه اليوم لولا تضحيات رجال تصدوا للظلم
العراق 11:20 PM - 2024-03-28 -
لطيف نيرويي: زيارة الرئيس بافل الى روسيا مهمة وتأتي في ظرف استثنائي
کوردستان 11:34 AM - 2024-03-29